أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المتحضرون والمتوحشون في حرب الإبادة على غزة














المزيد.....

المتحضرون والمتوحشون في حرب الإبادة على غزة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 12:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


يكرر نتنياهو، كذاب القرن الواحد والعشرين، ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة إن الحرب في المنطقة هي بين الحضارة والبربرية أو الوحشية، بين الدول المتحضرة التي تمثلها إسرائيل والبربرية متمثلة بأعداء إسرائيل ويقصد الفلسطينيين ومحور إيران، وهو كذب يعتبر جزءاً رئيساً من تركيبة وتكوين نتنياهو والصهيونية منذ بداياتها الأولى عندما زعموا إن فلسطين أرض بلا شعب ويجب أن تُعطى لشعب بلا أرض بالإضافة الى تضليلهم للعالم بأساطير وخرافات التوراة وتاريخ بني إسرائيل!
هذا الإرهابي يتجاهل أن المنطقة التي يتحدث عنها كانت مهد الحضارات البشرية في مصر والعراق (بلاد الرافدين) والفارسية وحضارة الهند والصين ولاحقا الحضارة العربية الإسلامية في القرون الوسطي حيث كانت أوروبا تُعيش عصر الظلمات أما الولايات المتحدة فلم يكن لها وجود في ذلك الوقت.
الغرب بنى حضارته على ما حققته حضارات المنطقة وخصوصا الحضارة العربية الإسلامية حيث كانت أولى الجامعات في أوروبا تدرس العلوم باللغة العربية وكانت كتابات ابن رشد ملهمة للفكر العقلاني للغرب، وأن اليهودية مجرد ديانة قديمة لم تؤسِس لها حضارة وكل جهود دولتهم اللقيطة لم تجد أثرا لأي مَعلَم تاريخي يدل على وجود حضارة لهم لا في فلسطين ولا خارجها حتى لم يجدوا أثرا لهيكلهم المزعوم، أما يهود اليوم فهم لمم من كل بقاع الأرض.
الخطر الحقيقي الذي يهدد الحضارة اليوم هو دولة الكيان الصهيوني التي صنعها الغرب لتفتيت العالم العربي واثارة الفتنة فيه حتى يسهل الهيمنة عليه واستغلال ثرواته ،هذه الدولة المارقة تجسد بربرية القرن الواحد والعشرين بل فاقت في بربريتها و وحشيتها بربرية الشعوب الهمجية القديمة وبربرية هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، هي الدولة الوحيدة عبر التاريخ التي تتهمها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية كمحكمة الجنايات ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايت ووتش الخ بأنها تمارس حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين وهناك مذكرات اعتقال من محكمة الجنايات الدولية لنتنياهو وقادة جيشه بتهمة ارتكاب جريمة إبادة وتطهير عرقي، كما تخرج مظاهرات شعبية في عديد عواصم ومدن العالم وفي الجامعات حتى الغربية منها تتهم دولة الاحتلال بقتل النساء والأطفال وحرقهم أحياء ،وهي الدولة التي لا تعترف ولا تحترم شعوب العالم ولا الشرعية الدولية كما يصرح علنا نتنياهو وقادة اليمين كسموترتش وبنغفير.
فهل توجد بربرية ووحشية أكثر من فقدان ربع مليون نفس بين قتيل ومفقود وجريح من مجموع سكان غزة الذي يُقدر 2 مليون ونصف وتدمير 80% من مساكن وبنية تحتية بما فيها مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد؟ هل توجد بربرية أكثر من اقتحام مستشفيات وقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية؟ هل توجد بربرية ووحشيه أكثر من اغتصاب جنود الاحتلال للأسرى الفلسطينيين؟ هل توجد بربرية أكثر من تجويع 2 مليون ونصف نسمة في القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية بالرغم من مناشدات العالم والمنظمات الدولية؟ هل توجد بربرية أكثر من قصف البيوت على ساكنيها كما يجري في كل القطاع وخصوصا في جباليا في شمال القطاع؟ هذه الدولة تجسد بربرية العصر الحديث وهي مصدر الخطر الذي يهدد الحضارة الإنسانية وتضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة وقد تكون نووية.
يريد نتنياهو والآلة الإعلامية الصهيونية والتي تجد دعما من غالبية الإعلام الأمريكي من وراء هذا الخطاب العنصري المدجج بكل الأكاذيب التاريخية وحول مجريات الحرب أن يضلل العالم عن حقيقة الحرب والصراع في المنطقة، حقيقة أن أصل الحرب والصراع بدأ منذ عام 1948 مع قيام دولة الاحتلال وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه ثم رفضها لأية تسوية سياسية عادلة أو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية بالرغم من أنها تمنح الفلسطينيين بالحق بدولة على حدود 22% فقط من أرضهم، وأن تدخل أطراف أخرى على خط الحرب والصراع سواء كانوا عربا أو ايران ومحورها كان لدعم نضال الشعب الفلسطيني فقط حتى وإن كان تدخلهم أحياناً لا يصب في صالح الفلسطينيين ويبعد الأنظار عن القضية كما جرى في الأشهر الأخيرة .
نتيجة التصعيد بين إسرائيل وإيران والذي يبدو حتى الآن أنه مدروس ولن يتجاوز قواعد اشتباك متفق عليها كما ظهر في الضربة الإسرائيلية الأخيرة يومه السبت السادس والعشرين من أكتوبر ردا على الصربة الإيرانية، وأي كانت حسابات الربح والخسارة التكتيكية بين الطرفين لن تغير الحقيقة وهي أن القضية الفلسطينية هي أصل الصراع ولن يتحقق السلام والاستقرار بالمنطقة إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، أو كما قال الرئيس الراحل أبو عمار إن فلسطين هي الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتلال فلسطين أصل الصراع وليس إيران ومحورها
- ما هي رسالة ومرجعية الفضائيات الناطقة بالعربية؟
- حول مفهوم الحياد والموضوعية
- نتمنى لها الانتصار،ولكن هزيمتها لا تعني هزيمة للشعب أو نهاية ...
- هل ستلجأ اسرائيل للسلاح النووي؟
- كان العدو يسعى للحرب وهناك من يسهل مأموريته
- أين الخلل؟
- ما بين انقلاب ٢٠٠٧ وطوفان ٢٠&# ...
- كفى الفلسطينيين مكابرة وكفى العرب تجاهلا
- إفشال حوارات المصالحة ليس عبثيا
- الحرب الحقيقية في فلسطين وعلى أرضها
- هل حققت ايران بالفعل توازن الردع والرعب مع إسرائيل؟
- نقاط القوة و الضعف في روايتنا و روايتهم
- توحيد الخطاب أولاً
- منظمة التحرير التي نتحدث عنها ونريدها
- بععد عام من (طوفان الأقصى) فلسطين والمنطقة الى أين ؟
- من لا يستطيع إخضاع الشعب الفلسطيني داخل فلسطين لا يستطيع الت ...
- مرة أخرى عن الدور المشبوه لقناة الجزيرة
- طهران وواشنطن وفزاعة الحرب الإقليمية
- من (وامعتصماه) إلى (وا امريكاه)


المزيد.....




- عائلة موسى الصدر تنفي وجوده في أحد السجون السورية
- الحكومة السورية المؤقتة تصدر توضيحا يخص السوريين في تركيا
- من مدينة سانتا في لابلاند.. بابا نويل ينطلق لتوزيع الهدايا و ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- أطقم راجمات صواريخ -غراد- توجه ضربات دقيقة لمواقع أوكرانية
- سقوط صاروخ إسرائيلي من دون أن ينفجر على منزل في شمال لبنان ( ...
- مسلحون يقتلون عناصر مصابين من الجيش السوري داخل مشفى (فيديو) ...
- لوكاشينكو: لدينا عشرات الرؤوس النووية وسنضغط على الزّر نحن و ...
- نتنياهو أمام المحكمة: سأقول الحقيقة!
- العالم يراقب أقوال وأفعال هيئة تحرير الشام في سوريا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المتحضرون والمتوحشون في حرب الإبادة على غزة