أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - بلدوزرات تقسيم العراق














المزيد.....

بلدوزرات تقسيم العراق


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحركت مخالب المطامع البريطانية صوب العراق منذ زمن بعيد، ثم تمددت واستطالت قبيل اندلاع الحرب العالمية الاولى. كان تواجدهم الخفي متغلغلا في ثغور الجزيرة العربية وبواديها، وفي البنادر والمرافئ الخليجية البعيدة. فتسللوا من هناك بخطوات محسوبة حتى بسطوا نفوذهم من رأس مسندم (مضيق هرمز) الى كاظمة (في الكويت التي كان اسمها القرين)، ومنها الى مقتربات الأحواز والبصرة، وكان لهم نفوذ كبير في منطقة مسجدي سليمان (اقليم خوزستان) للاستحواذ على الثروات النفطية. .
بيد ان عيونهم كانت على العراق، لكنهم اصطدموا بتماسك الشيعة والسنّة، الذين كانوا يتجاهلون خصوماتهم وعداواتهم كلما داهمهم خطر خارجي، ويتوحدون أمام من يعدّونه غازياً محتلاً. وهذا ما حصل يوم زار القائد العسكري البريطاني جيرارد إفيلين ليتشمان (Gerard Evelyn Leachman) المرجع الديني الشيرازي في النجف قبيل اندلاع ثورة العشرين، وحاول كسب وده وإغراءه بسحب مفاتيح المراقد المقدسة من السنة في سامراء وإعطاءها للشيعة، لكنه جوبه برفض الشيرازي، فعاد (ليتشمان) ليحرّض الشيخ (ضاري)، قائلا له: كيف تطيعون فتاوى الشيرازي وهو من كبار أئمة الشيعة ؟. فقال له الضاري: (الشيرازي مرجعنا أيضاً). .
وظلت بريطانيا، ومعها الولايات المتحدة، تحسب الف حساب لتلاحم الشيعة والسنة واصطفافهم في مواجهة الأخطار الخارجية، لكن القوى الظلامية فكرت بعد عام 2003 بتفتيت وحدة الشعب العراقي عن طريق زرع الخلايا الارهابية، فاستعانوا ببعض المشايخ المتأسلفين في تأجيج الفتنة الطائفية، وإصدار فتاوى تحث على الجهاد في العراق وسوريا. ثم جاءوا بالمرتزقة وشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب. فتوسع نفوذ الدواعش (الفواحش). وكان تنظيم (فاحش) من اشد المطالبين بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: (سنية وشيعية وكردية) مع احتمال منح اجزاء من خارطة العراق الى تركيا والأردن، تماما على السياق الذي نجحت فيه القوى الغربية في تفكيك يوغسلافيا وتفكيك الاتحاد السوفيتي، وتفكيك تشيكوسلوفاكيا. .
وهكذا سارت الولايات المتحدة في تنفيذ برنامج نشر الأرهاب من جهة، ونشر الفساد من جهة اخرى. فاختلطت مشاريع إذكاء الطائفية بمشاريع الفوضى وتهريب النفط والاتجار بالممنوعات، وتداخلت مع مشاريع الانتخابات المبنية على الأسس العشائرية والقومية والمذهبية، ما ادى الى استبعاد اصحاب المواهب والمهارات العلمية العالية، فاصبحت الطرق سالكة لفتح دكاكين المحاصصة المتعطشة لتحقيق المغانم والمكاسب المادية على حساب المصلحة الوطنية العامة. .
في البداية كانت فلول النهب والثراء تتحرك على استحياء بخطوات خجولة مرتعشة مترددة. لكنها تسارعت فيما بعد بقفزات علنية جريئة متلاحقة، لا تعبء بما ستؤول اليه الأمور، حتى صارت سرقة المال العام شطارة ومهارة وتجارة، فعادت إلى الأذهان اسباب ومسببات سقوط الإمبراطورية العثمانية، التي انهارت بتفشي الفساد وضعف الجيش الانكشاري. فما بالك بدولة هشة مثل العراق، لا تمتلك مقومات الثبات في مواجهة بلدوزرات التقسيم والتجزئة ؟. وهكذا تكاملت لدينا عوامل التقسيم (سياسيا واجتماعيا ونفسيا ولوجستيا)، وتزامنت تلك العوامل مع تصاعد وتيرة الإرباك والقلق في عموم منطقة الشرق الأوسط. ولم ينبس المتنفذون ببنت شفة عندما سمعوا خطاب (ابو يائير)، وهو يتوعد بالزحف نحو لبنان وسوريا والعراق، ويطلق تحدياته المستهترة بمفردات يتطاول فيها على الذات الإلهية. بقوله: (سوف ندحرهم حتى لو كان الله معهم). فهل ينطبق على العراق قول الشاعر: (جبل تزعزع ثم مال بجمعه في البحر فاجتمعت عليه الأبحر) ؟. اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف به. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لست بخير
- علاقات دولية غير متوازنة
- رميتهُ بعصا السنوار
- أما أن يقولون خيرا أو يسكتوا
- إطاريون يؤيدون (المؤيد)
- معذرة يا جناب المستشار
- (نريد نفتهم شنو الفيلم ؟)
- المبتعثون العراقيون ومشاكلهم
- تساؤلات شرق أوسطية
- فواتير في ذاكرة الهاتف الأرضي
- الشرق الأوسط في صالة العمليات
- ملخص لحياة سفينة عراقية
- أعمارنا صارت بالتقسيط والتجزئة
- مخلوق فضائي يهبط في البصرة
- برلماني يحاصر عربات التكتوك
- الشرقية: لنا أم علينا ؟
- مشايخ في بورصة قتل الأطفال
- فيروسات زئبقية من أصل عربي
- أمريكا يهزمها (ميلتون) وحده
- بقلاوة بطعم الشماتة


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - بلدوزرات تقسيم العراق