أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة اللاجدوى .














المزيد.....

مقامة اللاجدوى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


مقامة اللاجدوى :

صديقي العتيد كتب اليوم على صفحته : ((ان اعلى درجات الاحباط والخيبة تتحقق حين يشعر الانسان باللاجدوى من كل فعل او محاولة , اتمنى ان يبتعد هذا الشعور عن كل طيب وكل طيبة )).

يقول محمود درويش : ((لديّ ما يكفي من الذكريات لأشرب قهوتي وحدي في مقهى يظنّه الجميع فارغًا , لكنّه يغصُّ بالغائبين , إن اعادوا لك المقاهي القديمة من يعيدُ لكَ الرفاق؟؟ مات الذين تحبُّهُم ,واللوزُ يُزهر كلَّ عامٍ بانتظامْ )) , ولسان حال العروبيين يقول : نحن الضحية التي جربت فيها كل أنواع القتل حتى أحدث الأسلحة , لكننا الأعجوبة التي لا تموت ولا تستطيع أن تموت.

يقول عباس محمود العقاد : (( احب الكتاب لا لأني زاهد في الحياة , ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني )) , فلندع أحباط اللاجدوى جانبا , ولنفكر ان قدرا من الجنون ضرورة, قدرا من الجنون لابد منه , من أجل الانفتاح على هذا العالم الرحب, على الحرية, لنكن كالفنان , كالسكران , كالعبقري الذي يتجول في مواضيعه, كأننا إله يرسم ويلون هذا العالم , بحدود لا حدود لوجوده , ولنتحرر من هذا القيد الذي قيدنا أنفاسنا وأرواحنا فيه, ولنحاول أن نتحرر من الأثقال الذي وضعونا فيها, ولننطلق إلى الحياة دون حمولات الماضي اللاسعيد.

أذا كنت حياً عليك أن تهزّ ذراعيك وتقفز وتصدر ضجيجاً,عليك أن تضحك وتتكلم مع الآخرين , لأن الحياة هي نقيض الموت تماماً,الموت هو أن تبقى في الوضع نفسه إلى الأبد, وكما قال باولو كويلو : (( إذا كنت أهدأ مما يجب لم تعد حياً )) , يعني بالمختصر (صيروا وكّح) , وكما يقول عبد الرحمن منيف , (( اذا لم تكن سارقا جيدا , سوف تضيع بين يديك الحياة )) , وأحذر ان تنام وتأنس مع الدهماء فسيصدأ عقلك , وحتما ستكون عفنا عائما في ماء ساكن .

الحياة في التفاصيل , في الأحاسيس , في الذائقة , في معنى أن تهز رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة , أو أن تنفعل برائحة الياسمين التي تهب من شارع عتيق , والشمس تشرق ايضا في الاوحال والنفايات , لكنها لا تنجس بل تترك أثرا من التعقيم فيها, كم احب بيت شعر طرفه القائل : (( ولست بمفراح إذا الدّهر سرّني .. ولا جازع من صرفه المتقلّب )) .

أحب التفاؤل والمتفائلين فلولاهم لجلس الناس تحت ركام يأسهم وخيباتهم , تقول د. نوال السعداوي : على الإنسان أن يشعر بالإهانة عندما (( لا يقرأ و لا يتعلم و لا يتساءل و لا يُفكر , و مع كل ذلك يعتقد أنه يفهم كل شيء, وعلى الإنسان أن يشعر بالإهانة عندما يتباهى بماضي أجداده و حاضره بائس , وعلى الإنسان أن يشعر بالإهانة عندما يكون مجتمعه فاشل و لا يقدم للعالم شيء ثم يؤمن إنه الأفضل بين الجميع )) , ويقول جان جاك روسو : (( أني أفضل العيش بحرية مع الخطورة , خير من العيش بسلام مع قبول الظلم )) , فلنواجه اللاجدوى و نتجرأ كأبن رشد حين قال : (( اعطيتنا العقل , وفرضت علينا شرائع لا يقبلها العقل )) .

بعض الكلمات على قلوبنا , كحجر من سجيل , تبقى حبيسة في دواخلنا , وتسكننا حد حشرجة الروح , فلنطلقها , ويا أيتها العتمة المذابة في شقوق الحياة , ماذا تخبئين لي تحت أستارك ؟ فمادمت أستعين بأدواتك الماهرة سوف أفتح الكثير من القواقع , فقط لاقاسمك لؤلؤ الحرف ومرجان الاحساس , ولتهنأ النخلة ما دمت مطراً يسقيها في زمن شحّت فيه الأنهار.

اتفائل حين اسمع شوقية العطار تغني: (( آمالنا تطگ بالشجر, وجبالنا بعلو الگمر, وگاعنة فضة وذهب واحنا شذرها )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة السدى .
- مقامة الشجن .
- مقامة التنوير و التعدد .
- مقامة الوعر .
- مقامة لن أنجو .
- مقامة النوى .
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .
- مقامة الروقان .
- مقامة فراق .
- مقامة الزفرة .
- مقامة بيت القصيد .


المزيد.....




- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة اللاجدوى .