أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة السدى .














المزيد.....

مقامة السدى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 15:26
المحور: الادب والفن
    


مقامة السدى :

نشر الصديق ألأسطة اسماعيل كلاز على صفحته موضوعا بعنوان ( السدى ) , وشرح كلمة السدى , انه كان العرب قديما إذا كبرت الناقة وصارت عجوزا فلا يعود لها لبن ولا ولد , ولا يؤكل لحمها يأخذونها إلى الصحراء , ويوثقونها وثاقاً غير محكم ثم يرحلون عنها وبعد برهة تفك النّاقة وثاقها وتبقى تهيم في الصحراء حتى آخر عمرها, فكان العرب يسمون هذه الناقة ( السدى ) .

وقد ورد قوله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) يعني : لا يبعث , أو لا يؤمر ولا ينهى , والظاهر أن الآية تعم الحالين أي : ليس يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى , ولا يترك في قبره سدى لا يبعث , بل هو مأمور منهي في الدنيا , محشور إلى الله في الدار الآخرة .
وهناك (سَّدَى (واحدتُهُ سَدَاةٌ وتجمع على أَسْدَاء وأَسْدِيَة وهي خيوط نسيج الثوبِ الَّتي تُمَدُّ طولاً, وهو خلاف اللُّحْمَة التي تمتد عرضًا, وهي أي خيط من خيوط النسيج يمكن أن تستخدم لإنتاج الأقمشة ذات الخيوط المتشابكة مثل الأقمشة المنسوجة أو المحيكة, وأثناء النسج على المنسج , تشد خيوط السدى قبل بدأ النسج.

يقول ابن الرومي:(( لا تَبعَدنَّ قصائدٌ ذهبتْ سُدَى ....جَارتْ بها الهفواتُ عن سَنَنِ الهُدى)) .

وها نحن نرى أجيال العراق تذهب سدى , بحيث ان دخان حرائق ملفات الفساد الحكومي لا يخنق العراقيين , بعدما تعودت الأنوف على شم الدخان والروائح النتنة, وما عادت تزعجه, ولعلهم يتعاطفون مع حكاية القاضي عياض عندما سأل يزيد بن حاتم الأمير أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي عن دم البراغيث في الثوب هل تجوز الصلاة به ؟ فقال له : ما أرى بأساً, ثم قال بمحضر رسوله : يسألونني عن دم البراغيث ولا يسألونني عن دماء المسلمين التي تسفك”. (ترتيب المدارك وتقريب المسالك3/108) .

فكيف يكون السدى أذن ؟ لقد تيبست جذور شجرة شرف الكثير من أبناء الوطن , وذبلت غصون الوطنية , وعصفت رياح المصالح الذاتية بألأوراق اليابسة , فتساقطت تحت البسطال الامريكي وخف الجوار , وبعدما روضوهم كما يروض أصحاب السيرك الحيوانات المفترسة , فقدوا بريقهم وقوتهم وبأسهم وصاروا حيوانات أليفة يرعاها الجهال في أحلك ظروف الأمة.

وأصبح الشعار الجديد (الصمت يصنع النصر) وليس (الصمود يصنع النصر), والحرب الاعلامية بدلا من الجهاد ضد الاحتلال الغاشم , وهذا طوفان الأقصى الشاهد الحي على قبول العار بدلا من الثأر, شهداء غزة من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في الوقت التي هزت مشاعر العالم , فشلت في أن تهز شارب زعيم عربي , ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة, وبدلا من أن ينهضوا ويكسروا القيود ويحطموا الفساد, ناموا وأوكلوا المهمة لمن يتعجلون فرجه منذ قرون , وذهبت بلادهم سدى في حين نهضت الأمم المتطورة بإرادة شعوبها وصحوتها وثقافتها ووعيها , ولم نتعلم ان الوفاء للقدس وتحريرها لا يتم بالأهازيج والقصائد وأبواق الأعلام , وإنما بالفعل المقتدر.

قال ابن الرومي: (( والكَلْبُ وافٍ وفِيكَ غَدْرٌ ففِيكَ عَنْ قَدْرِهِ سُفُولُ ... وقد يحامي عن المواشي وما تحامي ولا تصول )).



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشجن .
- مقامة التنوير و التعدد .
- مقامة الوعر .
- مقامة لن أنجو .
- مقامة النوى .
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .
- مقامة الروقان .
- مقامة فراق .
- مقامة الزفرة .
- مقامة بيت القصيد .
- مقامة حلم ميس .


المزيد.....




- يتصدر أعلى شبابيك التذاكر “فيلم الحريفة 2 في السينما” .. بس ...
- ايه هي الحقيقة بقا .. اخبار ارتباط نور ايهاب ونور خالد النبو ...
- تابع بجودة عالية احداث المؤسس عثمان الحلقة 174 Kurulus Osman ...
- ترجمة أعمال الشاعر جوان مارغريت إلى العربية في صحراء وادي رم ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 174 مترجمة علي قناة الفجر الج ...
- -كل ثانية تصنع الفرق-.. فنانون سوريون يطلقون نداءات لتسريع - ...
- مواقف أبرز الفنانين السوريين بعد سقوط حكم الأسد
- حين يكون الشاعر مراسلا حربيا والقصيدة لوحة إعلانات.. حديث عن ...
- الروائي السوري خليل النعيمي: أحب وداع الأمكنة لا الناس
- RT Arabic تنظم ورشة عمل لطلاب عمانيين


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة السدى .