أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-














المزيد.....

-دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 03:43
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم مليء بالغرائب والمواقف المضحكة، تبرز قصة سليم وشامة، التي تعكس مدى قوة الحب وأثره في حياتنا. كان سليم، الشاب الخجول الذي عشق شامة منذ أيام الدراسة، يعتقد أن الحب يمكن أن يتجاوز أي عقبة. مرت سنوات عديدة قبل أن يطلب سليم يد شامة للزواج، وبعد قبولها، بدأت مغامرة جديدة في حياتهما معا.

مع قدوم المولود الأول، وجد الزوجان نفسيهما أمام تحد غير متوقع: اختيار اسم للطفل. لم يكن هناك توافق بينهما، فكل منهما كان له أفكار ورغبات مختلفة. لم يجد سليم وشامة حلا آخر سوى اللجوء إلى طريقة غير تقليدية، فقررا أن يشغلا المذياع ويستمعا لما سيلقيه القدر عليهما. وفجأة، انطلقت من المذياع كلمة "الكنفتير"، فابتسم الزوجان وقررا أن يكون هذا هو اسم طفلهما الأول. كان الاسم غريبا ومليئا بالفكاهة، ما جعل من اللحظة حدثا لا ينسى.

ومع مرور الوقت، جاء المولود الثاني، وكانت التحديات ذاتها بانتظارهما. لم يختلف الأمر كثيرا؛ أطلقا المذياع مرة أخرى، وسرعان ما سمعا كلمة "البارح"، مما جعلهما يتفقان على هذا الاسم المميز. ومع تقدم السنوات، كبر "البارح" و"الكنفتير"، وبدأت مغامراتهما تتشكل، مملوءة بالبراءة والفوضى.

في أحد الأيام، قرر الأخوان اللعب على سطح المنزل، حيث قامت المغامرة غير المتوقعة. أثناء اللعب، أقدموا على القيام بعملية غير مألوفة: تبولوا وتغوطوا في كيس بلاستيكي، ورموا به من السطح، دون أن يدركوا العواقب. وما كان من الكيس إلا أن سقط على رأس أحد المارة، مما أثار غضبه وجعله يتوجه إلى منزل سليم وشامة.

طرق الرجل الباب بشدة، فخرجت شامة لترى ما يحدث. سألته ببراءة عن سبب غضبه، فرد الرجل بصوت عال: "أريد ماء، فقد فعلوا بي أبناءك!". لم تفهم شامة الموقف تماما، فابتسمت وردت: "البارح!".

هنا، ظهرت المفارقة الكوميدية. الرجل، الذي كان يتوقع اعتذارا أو تفسيرا منطقيا، وجد نفسه في حوار غير متوقع. قال الرجل: "اليوم أقول لك... البارح!"، لترد شامة ببراءة: "البارح، الكنفتير؟".

الرجل، الذي بدأ يحك رأسه في حيرة، تساءل: "كيف تقولين لي الكنفتير؟! "إنه الغائط.. لخرا بالدارجة المغربية!"، مما أضفى لمسة من الفوضى والضحك على الموقف.

تظهر هذه القصة كيف يمكن للأسماء أن تحمل معاني مختلفة وتخلق مواقف كوميدية غير متوقعة. إن "البارح" و"الكنفتير" ليسا مجرد أسماء، بل هما رمزان للفوضى والعبثية التي قد تصادفها في الحياة. كما تعكس القصة كيفية تحول لحظة من المرح إلى موقف محرج، حيث يمكن للضحك أن يكون خير علاج للتحديات.

وفي سياق يتجاوز القصص العائلية، يمكن إسقاط هذا الموقف على ما يجري في الشرق الأوسط. فالحروب والصراعات هناك تشبه إلى حد كبير تلك الألعاب الطفولية التي تعبر عن غياب الوعي والضمير. عندما تتقاتل الأطراف دون اعتبار لعواقب أفعالها، نجد أن الأسماء والتسميات تصبح وسيلة لتبرير الفوضى والعبثية.

إن استمرار النزاعات وغياب الحلول السلمية يعكس حالة من الضحك في وجه التحديات، حيث تتبدى الأمور بشكل كوميدي مأساوي. فبدلا من الحوار والتفاهم، يختزل الصراع في تصرفات صبيانية تؤذي الأبرياء وتؤدي إلى مزيد من الفوضى.

في النهاية، تظل قصة سليم وشامة تذكيرا لنا بأن الحياة مليئة بالمفاجآت، وأن الأسماء، مهما كانت غريبة، قادرة على خلق ذكريات لا تنسى. لكنها أيضا دعوة للتفكير في كيفية تأثير أفعالنا على الآخرين، وتحد لمواجهة الفوضى بإرادة التغيير والتفاهم.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات الهجوم والدفاع في السياسة: فهم إشارات الخصم
- مقابلة حصرية مع المحلل السياسي - الأستاذ زهير النيران-: مبار ...
- -العجز الدولي: مجلس الأمن في مقعد المتفرج-
- محمد الغلوسي: قائد حملة تصحيح المسار في مملكة الفساد!
- -عندما يضرب الإعصار: هل هي رسالة من السماء؟-
- نتنياهو: حكايات بائع السعادة في حلبة السياسة القاتمة
- القذافي بعد الموت: كذبة جديدة في عالم العجائب
- -الجامعي لأخنوش: إنقاذ المغرب يبدأ باستقالتكم أو مواجهة حكم ...
- -المغرب: الفساد... الرياضة الوطنية التي لم نفز بها بعد-
- اليهودي المغربي: جسر بين الشرق الأوسط وسراب السلام
- -في مملكة الأرقام: الشباب يبحث عن الحقيقة-
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- معركة البول: دروس من حانة السكارى إلى رئاسة الحكومة المغربية
- -مول المازوط: حين يصبح الغازوال أكثر لمعانا من الذهب!-
- -احترس أيها الحاكم: قانون الفوضى يهدد اللعبة-
- -مغرب التناقضات: غرامات للمشاة في زمن الفوضى-
- -المغرب: أرض العجائب في تسعير الأدوية!-
- تأشيرة الفراق: نكتة السياسة بين المغرب والجزائر
- -سلام أم تهديد؟ دليلك للعيش في عالم الحروب-


المزيد.....




- شعرت بالذعر.. مارغوت روبي تتحدث عن ارتجالها صفعة لدي كابريو ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يشددان على ضرورة تشكيل ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل ...
- وكالة الأنباء الجزائرية تطلق قسما إخباريا باللغة الروسية
- جسده لم يتحلل.. أسرة عبد الحليم حافظ تكشف أسرارا جديدة عن حي ...
- ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل ...
- هند المدب تشارك في مهرجان مراكش بفيلم وثائقي بعنوان-سودان يا ...
- الحسناء الإيطالية مونيكا بيلوتشي تخطف الأضواء في مهرجان مراك ...
- -ا?لف يوم ويوم-وثائقي بمهرجان مراكش يحكي سيرة -الحاج إدموند ...
- فيلم -الخنجر- ثمرة تعاون بين RT وعمان


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-