أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء الخامس















المزيد.....

الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء الخامس


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 12:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كما هو معلوم نطقت المحكمة الإبتدائية بتارودانت بحكمها الجائر في حق المجتمع المدني بإوزيون يوم الخميس 21 دجنبر 2006 ، و ترجع هذه الأحداث إلى يوم 07 ماي 2006 حيث نظم الفلاحون الفقراء المسيرة الحمراء دفاعا عن حقوقهم المشروعة ، و هي الحق في الأرض و الماء و أركان و تنمية الأمازيغية ، تلك أربعة أركان لنضال المجتمع المدني الأوزيوي و التي استقاها من الصراع الطويل للفلاحين الفقراء من أجل البقاء خلال تاريخهم الطويل ، الحافل بالتناقضات الأساسية مع النظام الحاكم خادم الرأسمال من أجل تأمين استمرار تدفق خيرات سوس على عواصم الغرب.

لماذا الحق في الأمازيغية ؟

عرفت التكوينات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البشرية عبر تاريخها الطويل تطورا متواترا نتيجة ما عرفته قوى الإنتاج من تطور انعكس على علاقات الإنتاج وبالتالي على حياة الشعوب ، مما يؤثر بالتالي على ثقافاتها ولغاتها عبر تفاعل الأنشطة العملية والفكرية التي تم عبرها تحديد هويات الشعوب في ظل صراع دائم بين الطبقات السائدة و جبهة الطبقات الشعبية ، و يعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط مركز الحضارات القديمة وضمنها الحضارة الأمازيغية التي اصطدمت بطغيان الإميراطورية الرومانية بعد هجومهاعلى شعوب المنطقة المغاربية ، خلال القرن الثالث قبل الميلاد في أزيد من قرن من الحروب صمد خلالها الأمازيغ أمام الآلة العسكرية الرومانية وبالتالي أمام جميع التدخلات الأجنبية التي استهدفت استغلال الإنسان الإمازيغي و الخيرات الطبيعية وضرب الهوية الأمازيغية ، وأبدع الأمازيغ في المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية عبر تطور قوى الإنتاج التي ترتكز إلى نمط الإنتاج الجماعي ( تيويزي ، إكودار) الذي افرز علاقات إنتاج جماعية تطورت عبر عشرات القرون وساهمت بشكل كبير في تطور اللغة والثقافة الأمازيغيتين عبر التفاعل الحضاري مع الشعوب التي احتك بها الأمازيغ ، الذين بنوا دولا عظمى كالبرغواطيين والمرابطين والموحدين و السعديين .
و تم الحافظ على المكون الأمازيغي الذي استطاع طبع الثقافات واللغات التي احتك بها الامازيغ الشئ الذي ضمن استمرارية الأمازيغية كمنظومة فكرية ولغوية وثقافية ، رغم تعثر الكتابة الامازيغية وشيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نتيجة ما عانته الامازيغية وتعانيه من اضطهاد من طرف الأنظمة المتعاقبة على الحكم بالمغرب خاصة خلال القرون الأربعة الأخيرة ، بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وتجاهل تنوع مكونات المجتمعات المغاربية و اعتبار الشرق العربي مركزا للحضارة ، مما يطرح إشكالية الإزدواجية بين واقع الأمازيغ الملموس المرتبط بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص وبين منظور فكري ميتافيزيقي ينهل من الشرق العربي ، مما بجعل تاريخ الأمازيغ فارغا من مصمونه لكون الشرق يعتبر مركز المرجعية الفكرية والتاريخية للإنسان المغاربي. و عرفت المنطقة الأورومتوسطية صراعات طويلـة بين بلدان المنطقة خاصة خلال القرن الثالـث قبل الميلاد، و في أزيد من قرن من الحروب ضد الإمبريالية الـرومانية و ظل الأمازيغ صامدين أمام الآلة العسكرية الرومانية و بعدها أمام جميع التدخلات الأجنبيــة التي تستهدف استغلال الإنسان و الطبيعة و ضرب الهوية الأمازيغية ، و أبدع الأمازيغ في المجالات السياسيـة و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي نتج معها نمط إنتاج متميز يتسم بالبعد الجماعي لاستغلال وسائل الانتاج ، الشئ الذي أفرز علاقات إنتاج جد متطورة أثيرت بشكل كبير على تطور اللغة و الثقافة الأمازغية ، و استطاعت الأمازيغية الصمود أمام التدخلات الأجنبية و احتواء ثقافات الشعوب التي احتك بها الامازيغ و طبعها بالخصوصيات المحلية الأمازيغية ، مما جعل الأمازيغية تستمر كمنظومة فكرية و لغوية و ثقافية ذات البعد الهوياتي بالمنطقة المغاربية ، وذلك رغم تعثر الكتابة الأمازيغية و شيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نتيجة انتهاكات الأنظمة المتعاقبة على الحكم بالمنطقة المغاربية و المغربية بالخصوص ، التي عملت على فرض ثقافاتها في ظـل تجاهل تنـوع مكونات الشعوب بالمنطقة المغاربية التي تعتبر فيها الأمازيغية المكون الأساس للهوية
إن الطرح القومي الشوفيني الذي يعتبر العربية العامل الأساس في وحدة الشعوب المغاربية و الذي يتخذ من الشرق العربي مركزا للحضارة و الثقافة متجاهلا الخصوصيات المحلية الأمازيغية ، يطرح إشكالية الانفراد بالحكم لفرض نظام يرتكز إلى التمييز بين الثقافات المتعددة في محاولة لبسط سيطرة الاتجاه الميتافيزيقي ذي البعد الايديولوجي لفرض الحكم الفردي ، الشئ الذي يطرح اشكالية الازدواجية بين واقع الأمازيغ الملموس المرتبط بالبناء التاريخي للهوية بالمنطقة المغاربية و المغربية على الخصوص ، و بين منظور فكري ميتافيزيقي ايديولوجي مرتبط بالشرق و اعتباره مركزا للحضارة و الثقافـة و بناء الهوية ، الشيء الذي يجعل تاريخ الامازيغ فارغا من محتواه حيث يتم إلغاء البناء المادي للتاريخ المرتكز إلى حركة الأمازيغ بالمنطقة واعتبار الشرق مرجعية تاريخية و فكرية تتحكم في البناء الحضاري و الثقافي و الهوياتي بالمنطقة.
وتعتبر الامازيغية بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص الهوية الأساس للشعوب والتي طبعت الثقافات واللغات الوافدة على المنطقة المغاربية و المغربية بالخصوص عبر التفاعل الحضاري , و عرفت تطورا متواترا عبر العصور أصبحت معها منظومة فكرية ولغوية وثقافية وشهدت عبر تاريخها الطويل صراعا مريرا من أجل السيادة لضمان استمراريتها كهوية للإنسان بالمنطقة ، الذي خلف تراثا ثقافيا و خضاريا يشهد على إبداع الأمازيغ في المجالات الإقتصادية والاجتماعية/ قوى الإنتاج التي ساهمت بشكل كبير في تطور اللغة و الثقافة الامازيغية /علاقات الانتاج و التي ساهمت بشكل كبير في بناء دول عظمى بالمنطقة المغاربية ،
وأسس الامازيغ نمط إنتاج يرتكز إلى الملكية الجماعية للأراضي يعمل فيه الفرد لصالح الجماعة التي تقوم بدور الحماية الجماعية للأفراد في ظل النمط "الاشتراكي العفوي"، و الدارس للبنية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمعات الامازيغية يكتشف مدى قدرة الامازيغ على تأسيس أنظمة جد متطورة في مجالات الانتاج ترتكز إلى الجماعة ( تويزي ، إكودار) ، الذي يعتمد على الممارسة العملية بالأساس والتي لعبت دورا هاما في بناء الدول العظمى و بناء أنظمة تراكز على العلاقات الاقتصادية الدولية عبر التحكم في الطرق التجارية ( تالاودانت أكبر مراكزها ) ، التي لعبت دورا أساسيا في استقرار الأنظمة السياسية في ظل الدول العظمى الأمازيغية باعتبار عامل الاقتصاد/البنية التحتية عاملا أساسيا في بناء الدول وبالتالي بناء الهوية الأمازيغية ، على عكس المفهوم المخزني للدولة الذي يرتكز إلى قدسية اللغة العربية و الدين و الوافدين من الشرق كمفهوم ميتافيزيقي لبنية الدولة ، و تم تركيز نمط الإنتاج الجماعي/الإشتراكية العفوية وبالتالي علاقات إنتاج ذات الخصوصية المحلية طبعت نمط حياة الأمازيغ التي تتسم بالحركة و الحيوية و الابداع و روح التضامن و التشبث بالحرية .
استمر نمط الإنتاج الجماعي للأراضي باعتبار الفلاحة الركيزة الأساسية في الاقتصاد بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص إلى أن ظهرت الدولة المخزنية عبر طغيان شيوخ القبائل و الزوايا التي أفرزت الإقطاع ( الكلاوي و الكندافي ) ، و عمل النظام المخزني على محاولة إخضاع الأمازيغ بالقوة العسكرية ( 50 سنة من قمع الثورات إبان حكم م إسماعيل ) في محاولة لتفكيك نمط الإنتاج السائد وبالتالي تفكيك النظام السياسي القائم في ظل الدول التي بناها الأمازيغ و بناء حكم فردي ، كما عملت الدولة المخزنية خلال القرون الأربعة الماضية على تهميش اللغة والثقافة الأمازيغية في محاولة لطمس الهوية الامازيغية بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وبالتالي تقديس الوافدين من الشرق العربي ، مما يجعل الأمازيغ يعيشون الهوة بين واقعهم الملموس الذي يرتكز إلى الممارسة العملية في ظل نمط إنتاج جماعي يرتبط بالأرض كواقع من جهة ، وارتباطهم الفكري الميتافيزيقي المفروض عليهم بالارتباط بالمشرق العربي باعتباره مركز القرار السياسي الذي يرتكز إلى قدسية اللغة والدين والحكم من جهة ثانية ، و أصبح الأمازيغ في المرتبة الدنيا بعدما تم إبعادهم عن مركز القرار السياسي الذي تتحكم فيه الطبقات السائدة ذات الجذور الشرقية مما جرد الأمازيغ من هويتهم وقطع الطريق عليهم للوصول إلى الحكم ، وبالتالي تجريدهم من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل الدول التابعة للشرق العربي التي يتم حمايتها بواسطة الأيديولوجية الدينية التي تعتمد الولاء للشرق كمركز للسلطة ، مما جعل المنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص تابعة للشرق من أجل استباحة استغلال الإنسان والخيرات الطبيعية عبر خلق الهوة بين انتمائه إلى واقع ملموس وتفريغ هذا الواقع من مضمونه بالارتباط الفكري الميتافيزيقي بالشرق العربي، مما يسهل استغلال الأمازيغ وضرب نمط الإنتاج الجماعي الذي يعتمد عليه نمط الإنتاج وبالتالي استغلال الموارد الطبيعية و استعباد الأمازي .



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام ...
- المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الحادي عشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء العاشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء التاسع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثامن
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السادس
- لصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الخامس
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الرابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثالث
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثاني
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الأول
- في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن
- حملة التضامن مع مناضلي جمعيات الجتمع المدني بأوزيوة بتارودان ...
- من سيطرة الدين على الدولة إلى تسخير الدين أيديولوجيا
- النهج الديمقراطي : الإنتخابات أم التجذر وسط الطبقات الشعبية


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الحكم العنصري ليوم الخميس الأسود من أجل اختلاس المال العام الجزء الخامس