أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب














المزيد.....

المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 09:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أربعة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ و غرامة مالية قدرها 2500 درهم لمناضلي المجتمع المدني بأوزيوة بتارودانت بالمغرب .
ذلك هو منطوق الحكم بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت اليوم 21 دجنبر 2006 في الذكرى 58 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، لا لشيء إلا لأن المجتمع المدني بإوزيون عانى لعقود من الزمن تهميشا مركبا ، وصل حد حرمانه من حقوقه المشروعة في الحياة الكريمة بعدما فقد الفلاحون الفقراء أرض أجدادهم ، و فقدوا حقهم الطبيعي في الماء الصالح للري ، و حرموا من كهربة تجمعاتهم السكنية التي بنوها على ما تبقى لهم من الأرض المغتصبة ، و جردوا من التمتع بالماء الصالح للشرب .
كانت بداية هذه المحنة مع صعود الرئيس الحالي للجماعة القروية بإوزيون في منتصف السبعينات من القرن 20 حيث استولى على كل شيء في المنطقة ، و تفاقمت و صعية اللاحين الفقراء مع منتصف الثمانينات من القرن 20 عندا تم بناء سد أولوز على أراضيهم و تم تهجيرهم ، لماذا ؟ ليس حبا في سواد عيونهم ، بل من أجل تأمين مياه الري للمشاريع الرأسمالية للملاكين العقاريين الكبار الذين استولوا على أراضي الفلاحين الفقراء بسهل سوس ، فأصبحت بذلك سوس العليا / رأس الوادي كما سموها المؤرخون السوسيون و سوس السفلى على طول حوض الوادي عرضة للإغتصاب ، إغتصاب الأرض بما فيها من غابات "أركان" و اغتصاب الفرشة المائية و بالتالي استغلال الفلاحين الفقراء ، و تحويل حياتهم إلى جحيم بعدما تم تحويلهم إلى عمال و عاملات زراعيين بضيعات الحوامض و البواكر و معامل التلفيف ، من أجل تأمين الخضر الطرية و الفواكه الطازجة و الورود لسكان " الشون إليزي " و الأحياء " الراقية " بعواصم أوربا الغربية .
فهنيئا للنظام الحاكم في أعياد رأس السنة التي تصادفت هذه السنة في حللها الإحتفال بجميع اللغات و الديانات و هنيئا لزوار تارودانت ، و خاصة منهم القادمين من الديار الغربية و المولعين باستنشاق هوائها النقي العليل ، لقد قدم لكم السيد القاضي رئيس جلسة يوم 21 دجنبر 2006 بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت أحسن وجب تقدم في أطول ليلة في السنة ، ألا و هي تقديم الفلاحين الفقراء بإوزيون قربان لفيضان وادي سوس العارمة في سنته الخصبة من أجل ضمان أفراح أعياد الميلاد ، و من عرق جبينهم و دماء شرايينهم نحمل لكم طعاما ملفوفا بالزعفران و الزعتر و أركان في طابق من ذهب .. ذهب إلى حيث ما تشاؤون .
نحن هنا قائمون لا مفر من الصمود في وجه الطغيان ، نقول لكم إغتصبوا ما شئتم من أرضنا الطاهرة فلا بد يوما ننتصر ، إننا عازمون على النضال رغم بطشكم الذي لن يدوم أمده ، ما دام هناك نبض من دماء عرق و قطرة من عرق جبين فلاح فقير ، فالتنظيم وسيلتنا الوحيدة التي لا تقهر ، و لن نتسول يوما سؤالا واحدا لأهل اليسار الميسورين عبيد الرأسمال ، رأسمالنا نحن موتنا في أرضنا رشفة ماء من حقنا ، و قيلولة في " تركانت " و هي موقف السيارات و الحافلات في الطريق رقم 10 ، التي يقال عنها : " دو تركانت " .
لقاؤنا غدا و بعد غد ، أنتم هناك و نحن هنا ، طال الزمن أم قصر ، لن نستجدي أحدا ، تعرفوننا و نعرفكم جيدا ، نحن هنا قائمون لا مقر ، نقول للذين لا يعرفون ، و الذين تناسوا ، و الذين يتناسون ، و الذين يتجاهلون ، نقول للغافلين الذين ينتظرون ، نقول لهم جميعا إيالكم أن تنسوا مصيرنا و مصيركم واحد ، قد يتركون لكم مجالا للخروج و التظاهر و تقولون حمدا و شكرا .. نقول لكم إن الفلاحين الفقراء لا يسمح لهم بالتظاهر دفاعا عن حقوقهم المشروعة التي تؤمنون بها ، و تقولون أنكم تدافعون عنها ، و تطالبون بها ، و تصارعون من أجلها ، نقول لكم إياكم و إياكم فإياكم ثم إياكم .. موعدنا في محكمة الإستئناف في أكادير فلا تتأخروا عن الموعد .. و سلام.
تارودانت في : 21 دجنبر 2006
امال الحسين



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الحادي عشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء العاشر
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء التاسع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثامن
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء السادس
- لصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الخامس
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الرابع
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثالث
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الثاني
- الصراع الطبقي بسوس بين الماضي و الحاضر الجزء الأول
- في الذكرى الخامسة لتأسيس الحوار المتمدن
- حملة التضامن مع مناضلي جمعيات الجتمع المدني بأوزيوة بتارودان ...
- من سيطرة الدين على الدولة إلى تسخير الدين أيديولوجيا
- النهج الديمقراطي : الإنتخابات أم التجذر وسط الطبقات الشعبية
- تارودانت / حاضرة سوس و معقل حركة الفلاحين الفقراء في مواجهة ...
- دور التحولات الكمية لوسائل الإنتاج في التحولات الكيفية للطبق ...
- حركة المجتمع المدني بتارودانت في مواجهة الملاكين العقاريين ا ...
- الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمر ...
- ظاهرة الحركات الإجتماعية الإحتجاجية المطلبية بالمغرب


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - المحاكمات الصورة من طبيعة النظام الحاكم بالمغرب