أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الجلولي - فلسطين ولبنان في قلب معركة العالم ضد الهمجية والعربدة.















المزيد.....

فلسطين ولبنان في قلب معركة العالم ضد الهمجية والعربدة.


علي الجلولي

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 16:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


في منعرج شد انتباه العالم الذي حبس أنفاسه لاستيعاب ما يجري، عرفت المنطقة منعرجا عسكريا وسياسيا تمثل في توجيه ضربات موجعة مست أعلى الهرم العسكري لحزب الله، العنوان الشمالي للمواجهة العسكرية المستمرة منذ عام والذي أقض نوم كيان الاحتلال ووجه له ضربة إستراتيجية تستهدف عمقه إذ فرضت الضربات المتواترة على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة على الآلاف من المستوطنين إما النزوح أو الهجرة إلى خارج الكيان، أو العيش في الأقبية تحت دعوات صفارات الإنذار، لذلك كان جنون العدو بضرورة توجيه ضربة قاصمة إلى حزب الله الذي تظافرت عدة عوامل لتسهيل ضربه في وقت كانت حكومة العدو في أشد الحاجة إلى منجز ما بحكم الفشل الرهيب الحاصل في تحقيق الأهداف الثلاثة المعلنة بضرب غزة، وهي : الإجهاز على المقاومة، تحرير الرهائن، عودة التحكم في القطاع، وهو ما فشل فشلا ذريعا عمق أزمة العدو على مختلف الأصعدة.
ـ لبنان ستبقى عقدة الصهاينة
لا شك أن قيادة العدو الصهيوني لازالت تتوارث جيلا بعد جيل عقدة لبنان مثل عقدة غزة، لكن الكيان يعي جيدا أن حاضره ومستقبله مرتبط أيما ارتباط بالجبهة الشمالية التي ظلت واجهة استنزاف حقيقي طوال عقود وفي العام الأخير توازيا مع العدوان على غزة. وقد شكل حزب الله الذي أعلن على امتلاكه لقدرات عسكرية أرهبت العدو مثلما أرهبته الضربة المفاجئة في 7 أكتوبر. لقد انزعج العدو من واجهات الإسناد الثلاثة (لبنان،اليمن،العراق) التي "تجرأت وتطاولت" وضربت تل أبيب وموانئ حيفا وايلات، لذلك كان التوجه الصهيوني لإنهاك هذه الجبهات باستهداف أنشطها وأقربها وهي الواجهة اللبنانية، وقد حققت الضربة السيبرانية ثم استهداف قيادة الصف الأول والثاني العسكري ثم استهداف رأس القيادة السياسية ممثلة في تصفية حسن نصرالله، حققت للعدو انتشاء معنويا في لحظة مفصلية وحاسمة، فالعدوان في غزة يشارف العام والأهداف لا تتحقق بل أن الفشل والحز هو الذي يتأكد. استهدف العدو الضاحية الجنوبية لبيروت باعتبارها مركز الثقل للمقاومة، وطالت الصواريخ الكوادر العسكرية اللبنانية والفلسطينية، إذ تم استهداف مقاتلين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن كتائب شهداء الأقصى ومن حركة حماس. وفي الوقت الذي ظن العدو أن ضربته هذه المرة كانت قاصمة ومدمرة، نهض المارد المقاوم الذي استوعب الضربة ولملم جراحه بأقصى سرعة لتعود الضربات من جنوب لبنان ومن غزة، وفي القوت الذي أعلن "الكابينيت" الصهيوني الغزو البري للجنوب، كانت المصيدة لتو الأخرى ولم تقدر أرجلهم ولا دبابتهم على التقدم مترا إذ جاء الرد لا ليفشل محاولة الغزو فقط، بل أيضا ليذكر القيادة العسكرية الصهيونية بما لا تريد تذكره، انها صليات المقاومة وضرباتها في الجنوب الذي تحرر دون أي تفاوض بل بلغة واحدة هي لغة السلاح، وبتتالي الصليات للمستوطنات فارضة معادلة جديدة في قواعد الاشتباك، وهو أن شمال الأراضي المحتلة يجب أن يبقى فارغا من أي وجود سكاني، أو بلغة أخرى أن يكون تحت رحمة صفارات الإنذار و قرار المقاومة اللبنانية التي تتجه اليوم لاستعادة الثقة وإعادة تنظيم نفسها بشكل أفضل. إن حركات المقاومة في التاريخ كانت على الدوام تبني ذاتها تحت ضربات العدوّ وهو درس مختلف التجارب ماضيا وحاضرا.
ـ الوضع الإقليمي يتحرك وكرة الثلج تتدحرج
لقد وقف العالم مرة أخرى على حقيقة الارتباط العضوي بين دولة الاحتلال الصهيوني والامبريالية وخاصة الأمريكية منها، لقد كان المجرم نتن ياهو يخطب على أعلى منبر الأمم المتحدة وجيشه يقصف المدنيين العزل، وكان ينظم مؤتمرا صحفيا حين أتته إشارة حول الشروع في تصفية حسن نصرالله لذلك قطع مؤتمره وقفل راجعا إلى فلسطين المحتلة ليشرف بنفسه على مسلسل الإرهاب الذي لم يتوقف، لتكون المفاجأة في انتظاره بإمطار مطار بن غريون بصواريخ قادمة من اليمن. وفي الوقت الذي تعالى اللغط والشك حتى داخل أنصار المقاومة، وفي الوقت الذي أرسلت الولايات المتحدة قطعا عسكرية إلى المنطقة بعد أن كانت سحبت منذ مدة السفينة الضخمة روزفلت لانتهاء الخدمة، تسارعت ردود الأفعال الإقليمية ذات الصلة بما يجري على أرض فلسطين ولبنان، فوجهت إيران ضربات صاروخية استهدفت مناطق ومؤسسات متعددة في كيان الاحتلال بما شكل رسالة من الحجم الثقيل للكيان ولحلفائه وللمنطقة التي تتدحرج فيها كرة الثلج وكل المؤشرات تشارف على الانفجار. المنطقة كانت ولازالت منطقة استقطاب بحكم موقعها وثرواتها وتقاطع مختلف القوى العالمية على أرضها، ولئن حافظة مختلف القوى على قواعد ضمنية ومعلنة للاشتباك وتنظيم الصراع، إلا أن الانفلات وارد من أي جهة ترى أن مصالحها قد مست، ولئن حافز الكيان الصهيوني على الدعم الامبريالي الغربي وخاصة الأمريكي الذي يلعب أخطر الأدوار بالدعم اللامحدود لكيان الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى فتح نوافذ طمأنة للقوة الإيرانية الصاعدة بمساومتها على ملفاتها الثقيلة وخاصة ملفها النووي. لكن الضربات الأخيرة هي استهداف للدور الإيراني واستصغار له خاصة في لبنان التي تعتبر أحد أهم واجهات الصراع بين مختلف القوى. وفي كل الحالات فان الضربة الإيرانية للكيان لعبت دورا مهما في شحذ معنويات الشعوب والمقاومة في لحظة دقيقة وصعبة.
ـ الرجعية الإقليمية والغياب اللامسبوق
لا يختلف عاقلان في الوطن العربي أن غياب الأنظمة العربية فاقع وكأن ما يجري في ربوعنا يجري في كوكب آخر. لقد تحرك كل العالم بشكل أو بآخر، فجنوب أفريقيا حركت قضايا دولية ضد كيان الاحتلال، والأنظمة التقدمية في أمريكا الجنوبية أطردت السفراء وألغت الاتفاقيات، لن أنظمة العار وجامعتها العربية كفت حتى عن بيانات التنديد والشجب والإدانة. فأطفال فلسطين وشيوخها ونساءها لا يعنون لهم شيئا، واستهداف سيادة لبنان بكل الأشكال أيضا لا يعني لهم شيئا. لقد بلعوا ألسنتهم فيما يتضاعف التطبيع والدعم المادي للعدوان إذ فتحت موانئ المغرب لسفن العدو جين رفضت اسبانيا رسوها، ونظمت الإمارات والبحرين والأردن والسعودية خطوط الإمداد الطبي والغذائي لجيش العدو. وخيّر النظام التركي الصمت ومسايرة موقف الأنظمة العربية.
وفي الوقت الذي يلقن الشعب الفلسطيني واللبناني العدو دروسا في الصمود والتشبث بالوطن مهما كان حجم التضحيات، وفي القوت الذي خرجت فيه الملايين في اغلب بلدان الدنيا تضامنا مع فلسطين رغم القمع وحملات التشويه التي تنظمها اللوبيات الصهيونية الفاعلة والمتنفذة، كانت ساحة الإسناد الشعبي في الوطن العربي محدودة وحتى صامتة في عديد الأقطار. إن هجوم الأنظمة على حرية التظاهر والحركة هو سبب رئيس، لكن ذلك لا يحمل جديدا، فهذه الأنظمة منذ تنصيبها أواسط خمسينات القرن المنصرم كانت مستبدة وعميلة وفاسدة، أما الجديد فهو هبوط معنويات الجماهير والقوى التقدمية كانعكاس لفشل الانتفاضات العربية التي حملتها الجماهير طموحاتها وآمالها، لكن أنظمة التبعية نجحت في إخمادها وتشويهها.
إن الواجب يفرض اليوم على الجماهير العربية فتح واجهة جديدة في الصراع مع كيان الاحتلال، وهي واجهة الميادين والساحات العربية ضد الأنظمة الوظيفية باعتبارها سندا للامبريالية والصهيونية، إن ضربها هو خطوة مهمة في اتجاه إسناد فلسطين وفك الحصار عن المقاومة التي هي في حاجة ماسة لكل أشكال الإسناد مهما بدت بسيطة وغير ذات بال. إن المقاومة لن تحرر فلسطين ولبنان فحسب بل ستحررنا جميعا وأول واجهة للتحرر هي تحرر الإرادة.
في 5 أكتوبر 2024



#علي_الجلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش العودة المدرسية والجامعية: أوضاع التربية و التعليم ...
- خالدة جرار أيقونة فلسطينية واقفة رغم ضيق التنفس.
- في حوار شامل مع -صوت الشعب-: الصحفي المقدسي -راسم عبيدات- يق ...
- محمد الغول من قلب النار، من غزة: من وسط الألم يصنع الفلسطيني ...
- حوار مع الرفيق فهد سليمان،الأمين العام للجبهة الديمقراطية لت ...
- حوار مع الرفيق ماهر الطاهر،القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فل ...
- القضية الفلسطينية في منعرج جديد: هل تتحرك شعوبنا لإسناد الان ...
- النتائج النهائية للباكلوريا: تواصل نفس العوائق الهيكلية للمن ...
- مشكل الماء في تونس: الشعب التونسي يعطش
- الشعب البوليفي يحبط محاولة انقلابية
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- الأنظمة العربية وفلسطين: الحقيقة عن التواطؤ واللامبالاة.
- بعد 110 يوما من حرب الإبادة: العدو ينهزم، المقاومة تنتصر.
- تجريم التطبيع بين شعبية المطلب وشعبوية التعاطي.
- المقاطعة كسلاح فعّال في النضال التحرري.
- في الذكرى 13 للثورة التونسية : أفكار حول الثورة والمسار الثو ...
- عام مضى وعام أتى وحال التونسيين يزداد تدهورا
- التطورات في النيجر و جنوب الصحراء: شعوب إفريقيا بين واقع الا ...
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ...
- الخطاب الشعبوي في تونس: آليات المغالطة وأهدافها


المزيد.....




- اكتشاف مدينة مفقودة من حضارة المايا في المكسيك
- شاهد.. خلف كواليس -الجدار السحري- لـCNN في ليلة الانتخابات
- الانتخابات الأمريكية 2024: يوم حاسم في تاريخ أمريكا والشرق ا ...
- الكيولكس.. بعوض ينشر فيروسا ويسبب هلعا في ألمانيا!
- بوتين خلال تسلمه أوراق اعتماد 28 سفيرا: روسيا تتبنى سياسة بن ...
- انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية (فيديو)
- -فوكس نيوز-: اذا امتنع الرجال عن التصويت.. فستفوز هاريس!
- مكاتب المراهنات تؤكد ارتفاع فرص فوز ترامب  
- لافروف: أوكرانيا تعتبر عنصرا أساسيا في الحرب الهجينة ضد روسي ...
- مصر تحذر من اتفاقية وقعتها دول إفريقية


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الجلولي - فلسطين ولبنان في قلب معركة العالم ضد الهمجية والعربدة.