أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الجلولي - خالدة جرار أيقونة فلسطينية واقفة رغم ضيق التنفس.














المزيد.....

خالدة جرار أيقونة فلسطينية واقفة رغم ضيق التنفس.


علي الجلولي

الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 20:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


هزت رسالة الأسيرة الفلسطينية خالدة جرار ضمير الأحرار والشرفاء في العالم، وهي صيحة من صيحات المعيش اليومي للفلسطينيين في غزة والضفة والقدس. لقد لخصت خالدة معاناة كل شعب فلسطين بقولها إني لا أستطيع أن أتنفس وهي التي حشرت منذ أشهر في زنزانة انفرادية لا تزيد مساحتها على بضعة أمتار مربعة وهي مغلقة بالكامل عدى فتحة صغيرة مخصصة لمدها ببعض الأكل وببعض الماء من حين لآخر، هذه الفتحة يتسلل منها بعض الهواء يساهم في تركها حيّة لذلك فهي تقترب أكثر من أمكن من هذه الفتحة تمسكا بالحياة.
جاءت رسالة خالدة جرار في ذروة العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وفي ذروة تسرب المعطيات الفظيعة عن الاعتداءات الجنسية على الأسرى والأسيرات والتي بلغت درجة عالية في الوحشية فاقت ما نظمته النازية في معتقلات الغاز، فالجندي الصهيوني يتلهى بإدخال صمبور الماء إلى دبر المعتقل وفتح الحنفية على أقصى قوتها في الوقت الذي يكون المعتقل مقيدا من كافة قوائمه، كما أكدت تقارير متطابقة الاعتداءات الجنسية على أسيرات وقعت بعضهن في الحمل. ويأتي كل ذلك بعد أن تابع العالم على الأثير صور مآت الغزيين شيبا وشبابا وهم مصطفون شبه عراة في عز الشتاء قبل أن تنقلهم الشاحنات إلى الأسر والاعتقال.
ـ وضعية الأسرى أو الوجه الحقيقي للصهيونية.
يعيش في هذه اللحظة حوالي عشرة آلاف أسير منهم قرابة 300 أسيرة أوضاعا لا تقل بؤسا عما يعيشه أهاليهم في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني. و لئن اتجهت التشريعات والقوانين والأعراف منذ غابر الزمان إلى إيجاد قواعد قانونية/أخلاقية دنيا للتعامل مع أسرى الحروب بما يحفظ كرامتهم وصحتهم و شرفهم. وان كان للحروب منطقها وخاصة منها الحروب اللصوصية والاستعمارية التي تهدف إلى السيطرة والهيمنة وهو ما أكده التاريخ القديم والحديث، فان المبادئ والقيم الإنسانية ظلت تقاوم وتعمل على انتزاع مساحات مضيئة في ظل وحشية مدبري الحروب وجنرالاتها. ولئن تمكنت الحركة الحقوقية الإنسانية من تحقيق مكاسب إلا أن الامبريالية لها قيمها الخاصة و لا أدل على ذلك ما دونته ذاكرة الشعوب التي تعرضت للاستعمار من فضائع يعتزمنها الضمير البشري، وهي فضائع مورست في كل البلدان وعلى كل الشعوب المضطهدة من قبل كل الاستعماريين دون استثناء. لقد كانت شعوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا "فئران مخابر" لتجريب العقاقير والأدوية والأسلحة، وفي المقدمة من ذلك كان السجناء والأسرى، ولم تكن "غرف الغاز" النازية إلا نموذجا على حجم الوحشية الرأسمالية. وهاهي غرف القتل الصهيونية تنافس ما ادعت أنها تناهضه، لكن الحقيقة واضحة وهي أن الصهيونية والنازية ليسا إلا اسما واحد لمسمّى واحد هو الوحشية والبربرية التي فشلت المساحيق الامبريالية في إخفائها. فكل الفضاعات التي تحدث اليوم هي بإسناد غير مشروط من قبل الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية والغربية التي تمد السلاح والعتاد وكل أشكال المساعدات المادية، كما تدافع عن كل ما تقوم به التدمير الصهيونية في ساحات المعارك، وأيضا في المعتقلات والسجون الصهيونية التي يعتبر روادها إرهابيين من الصنف الخطير لذلك يتعرضون إلى أفظع أشكال الامتهان.
ـ خالدة جرار اسم آخر لفلسطين.
الرفيقة خالدة قضت نصيبا من عمرها في الاعتقال أين تعرضت للتعذيب وكل أشكال الاضطهاد وأشدها على النفس وفاة ابنتها الشابة سها وهي في ربيع العمر بنوبة قلبية. عرفت خالدة بجرأتها وثباتها وتصديها الصارم لمحمود عباس سواء من كرسي المجلس التشريعي أو من أطر منظمة التحرير، لذلك اكتسبت خالدة جرار عن جدارة صفة المرأة الفلسطينية المناضلة و الشرسة، والأكيد أن استهدافها اليوم هو استهداف لهذه القيم ولهذه الرمزيات في إطار العمل اليائس على تركيع الشعب الفلسطيني وكشر إرادته. لكن الاحتلال يعرف قبل غيره أن هذا الشعب لن ينهدّ وأن أسرى الحرية ومنهم خالدة جرار ظلوا طيلة عقود جزء أصيلا من الحركة الوطنية الفلسطينية، ولعبوا أثر من مرة أدوارا قيادية لا في التماسك وتحدي الجلاد وتلقينه الدرس تلو الدرس، بل أيضا في تعديل بوصلة الحركة الوطنية بمكوناتها المختلفة.
إن الحركة الأسيرة اضطلع اليوم بدور مهم في الدفاع عن الهوية الوطنية وعن مصالح الشعب الفلسطيني، وهي تقدم الشهداء يوميا على مذبح الحرية.
ـ خالدة جرار لن تنكسر ولن تموت.
إن نداء خالدة جرار الذي يمكن تلخيصه في كلمتين: "دعوني أتنفس"، يفضح كيان الاحتلال ويعري حقيقته البشعة التي اقتنع أغلب العالم بكونها حقيقة نازية. إن خالدة ورفيقاتها ورفاقها مثل كل بنات وأبناء شعبها تقدم اليوم دليلا إضافيا على طينة الشعب الفلسطيني الذي يثبت كل يوم جدارته بالحرية والاستقلال، كما يثبت جلاده جدارته بمزبلة التاريخ مثل انتهى إليها كل الطغاة والاستعماريين.
إن خالدة جرار قوية وتتنفس من رئة عدالة قضيتها، ولن تموت لقوة إرادتها و لالتفاف الأحرار في العالم حولها وحول القضية الفلسطينية العادلة. إنها أيقونة من أيقونات فلسطين، ورمز من رموزها، وما أكثر رموز فلسطين خاصة من الحرائر اللاتي يصنعن الفجر الجديد، فجر الانتصار رغم إلى الدمار الصهيونية المدعومة من الامبريالية و من أنظمة العار العربية التي بلغ تواطؤها درجة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
لقد كتبت خالدة جرار حين بلغها نبأ وفاة ابنتها سها "قوية كقوة جبال وطني الحبيب"، وان مسيرة حياتها النضالية علة مختلف الواجهات ومنها النضال صلب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كلها عوامل و أدلة على طينة خاصة من البشر هي طينة الثائرات و الثوار.
6 سبتمبر 2024



#علي_الجلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حوار شامل مع -صوت الشعب-: الصحفي المقدسي -راسم عبيدات- يق ...
- محمد الغول من قلب النار، من غزة: من وسط الألم يصنع الفلسطيني ...
- حوار مع الرفيق فهد سليمان،الأمين العام للجبهة الديمقراطية لت ...
- حوار مع الرفيق ماهر الطاهر،القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فل ...
- القضية الفلسطينية في منعرج جديد: هل تتحرك شعوبنا لإسناد الان ...
- النتائج النهائية للباكلوريا: تواصل نفس العوائق الهيكلية للمن ...
- مشكل الماء في تونس: الشعب التونسي يعطش
- الشعب البوليفي يحبط محاولة انقلابية
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- الأنظمة العربية وفلسطين: الحقيقة عن التواطؤ واللامبالاة.
- بعد 110 يوما من حرب الإبادة: العدو ينهزم، المقاومة تنتصر.
- تجريم التطبيع بين شعبية المطلب وشعبوية التعاطي.
- المقاطعة كسلاح فعّال في النضال التحرري.
- في الذكرى 13 للثورة التونسية : أفكار حول الثورة والمسار الثو ...
- عام مضى وعام أتى وحال التونسيين يزداد تدهورا
- التطورات في النيجر و جنوب الصحراء: شعوب إفريقيا بين واقع الا ...
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ...
- الخطاب الشعبوي في تونس: آليات المغالطة وأهدافها
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- مؤتمر البيئة والمناخ في مصر: الرأسمالية وحدها مسؤولة على تمد ...


المزيد.....




- سيئول: بيونغ يانغ نسفت الأجزاء الشمالية من الطرق بين الكوريت ...
- -مجرد رقم، لا يهتم العالم إذا عشت أو مت- - وثائقي لبي بي سي ...
- الجيش الإسرائيلي: قصفنا أكثر من 230 هدفا في جنوب لبنان وغزة ...
- حديقة بحرية صينية تخدع زوارها بعرض أكبر سمكة -مزورة- في العا ...
- مذابح في لبنان ومعركة مع الأردن.. علامات خطيرة في سجل -البلد ...
- مادورو: ماسك أنفق ما لا يقل عن مليار دولار على محاولة الانقل ...
- أستراليا تحث مواطنيها على مغادرة إسرائيل فورا
- فقد 50 كغ من وزنه.. العثور على صياد تاه شهرين بزورقه في بحر ...
- مقتل عائلة بأكملها بضربة إسرائيلية استهدفت منزلا في جنوب لبن ...
- مادورو: فنزويلا ستطالب إسبانيا بتعويضها عن حقبة النهب والعبو ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي الجلولي - خالدة جرار أيقونة فلسطينية واقفة رغم ضيق التنفس.