|
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الموت!.(5)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 16:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لم يترك الدين زاوية من الحياة والفكر الا وحشر انفه فيها واستحوذ عليها ووظفها لخدمة اغراضه وغاياته.والفلسفة كانت واحدة من احتكارات الدين!.ففلسفة الموت التي كانت تعالج مشكلة الوجود والعدم،اصبحت موضوعة وشأنا دينيا بأمتياز!.فهي ميتافيزيقا محض تكرس الاعتقاد والايمان لم لم يترك الدين زاوية من الحياة والفكر الا وحشر انفه فيها متطفلا،واستحوذ عليها ووظفها لخدمة اغراضه وغاياته.والفلسفة كانت واحدة من أسلاب واحتكارات الدين!.ففلسفة الموت التي كانت تعالج مشكلة الوجود والعدم،اصبحت موضوعة وشأنا دينيا بأمتياز!.فهي ميتافيزيقا محض تكرس الاعتقاد والايمان بألآتي-مابعد الموت دون شك او ظنون.ولآن عمدتها وأساسها أحياء الميت،وصيرورته لحياة آخرى مغايرة في أبديتها عن قصة الحياة الحقيقية والطبيعية..أن اصل المشكلة الانطولوجية ومأساة الوضع البشري هي خروج الانسان من شرنقته الحيوانية بأرتقاءه عقلا ووعيا وخيال عندما غادر تناغمه وتوحده مع الطبيعة كجزء عضوي منها.ومن هذه اللحظة بدأ قلق الانسان وخوفه عندما أدرك انه مجرد كائن فان سيموت حتما كباقي الاحياء التي تعيش معه على هذه البسيطة،وبغض النظر عن شكل الدين الذي تمثله الانسان،واشكال العبادة سواء:أكانت لحيوانات أم اشجار او اوثان حجرية او ذهبية،او آلهة،او أله وحيد مجرد غير منظور،او عبادة الاسلاف المقدسين،الخ.هذا النزوع الذي يهفو لما وراء الواقع الموضوعي،قوى وموجودات غائبة-حاضرة ،ويعتقد بقدرية ماورائية مهيمنة لامرئية تتحكم وتسيطر وتقرر المصائر.ان أكثر ماشغل الوعي البشري واجبره على خلق وصياغة كائنات ورموز روحية متعالية هو :مشهدية الموت! صدمته ودهشته وسرانيته الغامضة المحيرة كتجربة وحيدة وفردية لمرة واحدة،وهي النهاية التي يصل اليها جميع الاحياء دون استثناء،وما يترتب على هذه الحمولة الثقيلة الضاغطة على الجهاز النفسي الهش للانسان،هو هذا الاهتمام بالشعائر الجنائزية وطابعها الاكثر دينية وتركيبا،ولكنه لم يتوقف عند هذه النهاية البائسة والبخسة لوجوده،والاكتفاء بقناعة ان لاشيء هناك بعدها:موت فقط!.فكان من الواجب الضروري لارضاء غرور الانسان ودغدغة نرجسيته الطاغية وتقديسه لذاته،ان يخترع الحياة الثانية-الآخرى.العالم الافتراضي الذي يعقب عالم الواقع المحسوس الملموس المعيش،والذي يغادره كل من يدب على الارض!.يقول الفيلسوف اليوناني(ابيقور):"لايصح ان نفكر في آخرة،وهذا مايجعلنا سعداء،ويحررنا من الخوف،وليس الموت شرا،لاننا اذا متنا فلانكون،واذا كنا فلا نموت،واذا جاء الموت فلايكون هناك شعور،لان الموت نهاية للشعور،ومن الحكمة ان لاتخاف مما نعلم انه عندما يأتي لانشعر به".معنى مايقوله ابيقور هو:اننا لن نلتقي الموت ابدا،فعندما نكون احياء،سيكون هو غائبا،وعندما يحضر سنكون نحن موتى،لذلك لن نواجهه لافي حياتنا ولافي موتنا!!! (هنا طبعا انا افسر مايقوله ابيقور،فالموت ليس شخصا اوكائنا او جسما انما هو مفهوم تجريدي نطلقه لوصف حالة التوقف عن الحياة او النهاية والمآل الطبيعي لكل وجود حي.ومايقوله ابيقور لايمكن ان يعيه او يفهمه او يصدقه صناع الاديان ورجاله والمؤمنين بالقوى الخفية،وطبيعة الموت كشأن ديني خالص!.لانه يهدم ببساطة مركزية ومعنى الدين عندما يجعل من الموت امرا بهذه البساطة والسهولة الطبيعية لمآل الاحياء!.وهذا يؤكد ماقاله الفيلسوف الرواقي الروماني ايضا(ابكتيتوس):"الموت ليس مفزعا،ولكن الفزع يكمن في مفهومنا عن الموت،أي ان هذا المفهوم هو المفزع،وليس الموت او الالم هو الشيء المخيف وانما خشية الالم او الموت".وموت على هذه الشاكلة وبهذه السكينة لايمكن ان يحتاج لاي سلوى او عزاء من أي دين!.و(ابكتيتوس)نفسه يقول:"تبأ لحياة لاتنتهي بالموت"!.وهي كلمات غاضبة من حياة طويلة ملعونة لايعقبها الموت الجميل!.لذا يبقى الموت مصدرا للالهام والتخصيب للفلسفة والدين معا،فالموت مادة شقية وتوليدية لتنوع الفلسفات،وبؤرة مركزية تعكز عليها الدين ليثبت وجوده!.يقول(سبينوزا):"ان الانسان الحكيم لايفكر في الموت بل بالحياة".وعلى العكس منه ماقاله سقراط وهو يواجه اعدامه-موته بأستسلام رومانسي وهدوء كامل وهو يحدد ماهية الفلسفة:"معرفة الموت"!.فبدون الفلسفة لايمكن للانسان ان يتفلسف،وكذلك لايمكن ان يتدين بدون ظاهرة الموت!.يولد الانسان من رحم الام،ثم يموت ليعود لرحم الارض-امه الطبيعية.هذه الرؤية الفلسفية المقترنة بالمعتقد الديني،ورمزية شكل الايقاع الناظم لهذه العلاقة الجدلية هو:"الجنس".فهل الخوف من الموت هو غريزة حب البقاء(الايروس)؟!.لماذا نخاف الموت ونرغب بالبقاء،ونحن نعرف اننا ماضون الى زوال؟!.البحث عن الخلود ورفض العدم هو المحفز الذي ساق البشرية بمهمازه المؤلم متخذا من الخوف العدمي خلقا ابداعيا من خلال ملحمة الدين الذي يضمن خلودها بسرديته الآخروية،ويجذر ذلك في الذاكرة الجمعية كحضور للايمان الديني في الذهنية الانسانية التخيلية التي اصبحت خاصية سايكولوجية،وربما جينية يتميز بها الانسان دون بقية الحيوانات!.في كتابه"رمزية الطقس والاسطورة"يقول ميرسيا الياد الفيلسوف الروماني ومؤرخ الاديان:"الانسان الديني يستغرق في قداسة لاتمكنه من خلق نفسه،لانها عقبة امام تحرير حريته ولايصبح انسانا الا عندما يتخلى عن القداسة،اي يقتل الاله داخله"..وحتى ينسلخ الانسان ويتحرر من الدين فتلك مشكلة دهرية لايمكن انجازها طالما شكل الدين جزء من بنيته العقلية والسايكولوجية!.يقول الفيلسوف اليوناني الكبير(أبيقور)"الفهم الصحيح لحقيقة ان الموت يسير جدا علينا يجعل فناء الوجود ممتعا،ليس بأضافة زمن لامتناه،بل بأزالة توق الخلود." أبيقور يجعل من الموت زائرا مرحبا به كالحياة !.فعندما نعيش حياتنا بعقلانية وواقعية ومتعة فسنجد حتى في الفناء لذة باستبعاد شبح الخلود المرعب للجاحدين والواعد للمؤمنين!!! ولكن ما أن نجرد الموت من أرديته الدينية،الميتافيزيقية،ونراه بعريه الطبيعي الحقيقي كظاهرة ملازمة ومباطنة ومآل أخير لكل وجود عضوي،حتى نجده بسيطا جدا ولطيفا ومألوفا في تحولات المادة الحية،عندما تتوقف الخلايا عن الحياة والحركة،وتموت وتبدأ بالتعفن والتحلل،فليس هناك من غرابة او اثارة او دهشة.ولكن هذا النوع من النهج السلوكي العقلاني المتقبل لحدوث ظاهرة الموت هو الاكثر وعورة وتعامل ولايتحلى به الا القلة من البشر.واما الغالبية فهي تأبى ذلك فهي ترفع من شأن غرورها النرجسي،وقيمتها الوجودية،وكرامتها السامية كمخلوقات مميزة، منتجات سماوية الهية!.فكان عليها ان تصنع وهمها المقدس وتصدقه،وتبني عليه عمارتها اللاهوتية الشاهقة!.فحولت علقم الموت ومرارته بعسل الدين الاكثر حلاوة حتى يسهل تجرع الموت والعبور بسلاسة الى العالم الآخر المنتظر!.وبدل من الاختزال اضاف الانسان تعقيدا شائكا لما هو طبيعي وبسيط وهين ولايحتاج لمتاهة الدين ودهاليزه المعتمة،فخلط الغايات بالوسائل،والرغبات بالوقائع،لالشيء سوى ان يردع خوفه ويرضي طموحه ويحقق بتوهمه رغبته العارمة بالخلود الفردوسي بعد عتبة الموت المفزعة!. في مراهقتي هز عقلي ووجداني وادراكي،اشكالية الموت وحتميته التي لامرد لها كاسدال ستار على وجودي الفردي!.فمشكلة او ماهية الموت هي حقيقة مطلقة تتربع على عرش الوجود والعدم.والموت كأشكالية سايكولوجية لادينية،هي ماشغلني أكثر من وجوه الموت الاخرى.فالموت..هو أكبر اهانة وتحقير للوجود البشري-كما اعتقدت في تلك الفترة من الصبا.م.أ-وهو الوحش الكريه الذي يبتلع حيوات البشر ببرودة وقسوة!.فمثلا:الانسان يموت كما تموت الحيوانات لافرق!.فموته لايتميز بشيء عن موتها!.وهذا طبيعي لانحدار الانسان البايولوجي التطوري كحيوان مرتقي،ولكني كنت انظر للانسان بمقياس مختلف،وأسمى،ككائن أرفع وأعلى،وفوق الموت والفناء،وبالاخص موته المبتذل-الحيواني!.أما اليوم،وأنا على مشارف هاوية الفناء،وفي ذروة الشيخوخة،وبدلا من الانحراف نحو هلوسة الميتافيزيقيا اللاعقلية،والاساطير الدينية الساحرة.أجد نفسي،وقد أختلف الوضع بين المراهقة والشيخوخة،فأخذت الجانب العلمي-البايولوجي للموت.فلم أعد أعي الموت وأتصوره كما كنت في صباي جرح في نرجسيتي الوجودية!!.فأوهام المراهقة المثالية الساذجة ولت وتلاشت وأختفت بلا رجعة!.فما كان اهانة ومس بكرامة الانسان،وصدمة لمشاعري الغضة الثائرة على متناقضات الحياة-كما كنت اعتقد.م.أ-بات مقبولا ومعقولا ومرحبا به كسيرورة حيوية لها نهاية.حدث هذا بتطور عقلي جذري في فهم طبيعة الموت وماهيته،فصار الموت -وسايكولوجيا ايضا؟.م.أ-نجدة وحل أخير لوجودنا العبثي،فكله شاعرية وعذوبة وسلام،وأمسى أمر طبيعي،وختم لسيرورة الحياة.فقد شطبت على كل الثنائيات الحمقاء التي كانت تتطفل على عقلي وتتحكم به:أمل-يأس،تفائل-تشائم،خير-شر،بؤس-سعادة،نور-ظلام،الخ من ترهات ضدية!.فأصبح الموت واقعيا جدا ودون ظلال ماورائية او سحرية او تكوينية،وأشبه مايكون-بالنسبة لي-بسقوط المطر،وتعري الاشجار في نهاية الخريف.ولم يعد الموت تراجيديا محزنة،بل امسى مزيجا من مسرح(الفارس)والكوميديا المرحة الخفيفة!.وليس كما قال عنه باسكال:"فصل دموي"!.بل هو قطر ندى صباح ربيعي بعد تبدد ديجور الليل.يقول صموئيل بيكيت الشاعر والمسرحي الايرلندي:"الحياة ومضة بين الولادة والموت".وانا اعتقد بأن تلك الومضة هي لحظات ماقبل الموت.اما قبلها وبعدها فليس سوى اوهام يبددها العدم لااكثر!.انا لااقصد تضخيم مفهوم الموت وجوهره،ولكن للعدمية وجهها الآخر وهو:الانسانية.وهذا مايوازن بين الوجود والعدم،ويدفع بالناس للتأمل في وضعها البشري المتأزم،ومحاولة ايجاد المنافذ والحلول للصراعات والاشكالات والاحتراب والمراوحة عند حالة التوحش،والارتداد للغابوية والهمجية!.فليس نحن فقط،ولكن كل ماهو موجود ايضا من كائنات حية وارض وصخر ورمل ونجوم وكواكب تنحدر من جذر واحد واصل مشترك،فقد بدأنا مجرد غبار كوني،وستكون نهايتنا كذلك!.وكل السر يكمن في المعنى الذي نضفيه على الظواهر والاشياء،وبدونه يتعرى كل شيء الا من العبث واللامعنى واللامعقول،ومنحدر الكاووس البدئي،والآفة الاخرى وهي الاوهام المهيمنة،واختلاق واصطناع الغائية الكونية التي تحكم العالم!.وبتفكيك هذه الاباطيل والترهات سنعود الى انسجامنا الكامل مع نسق امنا الطبيعة،وآلية الضرورة الطبيعية.وأخيرا..لااتذكر أين قرأت،ولمن هذه العبارة:"أن مانفعله بأنفسنا يموت معنا،ومانفعله للاخرين هو الذي يبقى ويخلد"وهذا مايجب ان يكون دليلنا وهادينا واقصى طموحنا في عالمنا المظلم هذا.ان نعمل من اجل الاخرين،ومن خلالهم لانفسنا حتى ننعم ببعض العزاء،ونستهين بالموت كحتمية واستراحة اخيرة دائمة ونقبل ذلك بكل بساطة وهدوء..ونتذكر حكمة سبينوا الخالدة:"أن الانسان الحكيم لايفكر في الموت بل في الحياة".وما ابلغها من حكمة،تركز على الموضوعة الاهم والاجدر بالاهتمام الا وهي: الحياة.،حياتنا لاغير ونترك الموت لحينه المحتوم!... ............................................................................................................................................ وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(4)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(3)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(2)
-
ماهية الموت بين الفلسفة وولادة الدين!.(1)
-
اقالة الاله..ودين بلا دينونة!.
-
بيضة الديك!.
-
تشرنيشفسكي..و.سؤال العمل!
-
التفاحات الثلاثة!.
-
الثور الرمادي!.
-
السباراتاكوسية الخالدة روزا لوكسمبورغ..
-
ماهية السياسة!.
-
تحيا السيدورية!.
-
-لو دامت لغيرك ماوصلت اليك-!.
-
الإيروتيكا الشبقية بين الروح والجسد!.
-
سيرورة باسلة!.
-
الاشكال في السؤال؟
-
لامخرج!
-
مغادرة!
-
اطلقوا النفير!
-
صيرورة
المزيد.....
-
بأوضاع حميمية.. صور تكشف مشاعر حقيقية وصادقة للحيوانات
-
شاهد كيف تحول منزل العائلة هذا إلى منزل رعب تسكته -وحوش-
-
أول ظهور لرئيس الأركان الإسرائيلي بعد الهجوم على حيفا.. هذا
...
-
بوريل: دول الاتحاد الأوروبي استغرقت وقتا طويلا لإدانة اعتداء
...
-
-مؤامرات على ضفاف النيل-.. الإعلام الإسرائيلي يحذر من حرب تس
...
-
بايدن في ألمانيا الجمعة المقبل بعد إلغاء زيارة مقررة بسبب إع
...
-
سيول تدعي أن بيونغيانغ تخطط لتدمير الطرقات الحدودية في وقت ق
...
-
مصر توضح تأثير الأوضاع الأمنية في المنطقة على عمل قناة السوي
...
-
كاراغانوف: أوروبا تحاول إشعال حرب عالمية ثالثة وعلينا وقفها
...
-
إسرائيل تتخذ إجراءات مشددة على حدود مصر والأردن
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|