أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - لماذا لا نزحف على إسرائيل ؟













المزيد.....

لماذا لا نزحف على إسرائيل ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 16:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


إسرائيل اليوم تبدو كدولة عظمي، بل أكثر من عظمى، كدولة إلهية، تفعل ما تشاء وتفرض منطقها العسكري ونظامها العنصري على من تشاء من عباد الله أينما كانوا، تغتال من تشاء أين تشاء ومتى تشاء. إسرائيل دولة عظمى ولها "الحق" في الدفاع عن نفسها، لها الحق في إغتيال الشيوخ والنساء والأطفال، إذا أفترضت أن هؤلاء يهددون وجودها وأمن أراضيها ومواطنيها. إسرائيل تنشد السلام والأمن لكل المنطقة، ولذلك تفجر كل ما حولها وتحيله ركاما وحطاما ودخانا ورمادا، الحرب هي الوسيلة الوحيدة للسلام في مواجهة من لا يريد أن يستسلم للإرادة الإلهية لشعب الله. المواطن الفلسطيني أو اللبناني أو السوري أو العراقي، والذي ليس له من المواطنة سوى الإسم، هو إرهابي بالضرورة، هذا المواطن موسوم بختم الخطيئة، خطيئة الوجود في هذه المنطقة الموبوءة بالآلهة والأنبياء والأثرياء والمعتوهين، خطيئة الكفر بإسرائيل وحقها في إحتلال ما تشاء من هذه الأرض التي منحها الحق الدولي وحق القوة والمال والسلاح، خطيئة عدم الإستسلام وعدم الخضوع والطاعة لمباديء الإحتلال ومباديء رأس المال.
العالم المتقدم، العالم المستنير، عالم الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة بين الرجال والنساء، عالم الحقوق المدنية والمساواة بين كل المواطنين، رجالا ونساء مثليين ومثليات في الإحترام والعيش بكرامة والحق في الإقتراع والعمل والصحة والتعليم والزواج وتبني الأطفال، هذا العالم الشديد التقدم برمته يشهد ليلا ونهارا بحق إسرائيل في تفجير منازل الفلسطينيين ومن يساند قضيتهم الخاسرة. بطبيعة الحال هذا أمر طبيعي، فهذا العالم الرأسمالي الديموقراطي العادل هو من أعطى أرض الفلسطينيين للأوروبيين اليهود الغير مرغوب فيهم في الغرب، وكانت الوسيلة المناسبة للتخلص من اليهود، وفي نفس الوقت إحتلال كل المنطقة بطريقة مباشرة.
العرب والمسلمون، او الذين يدعون هذه الإنتماءات المشبوهة، أصابهم نوع من الهلع الميتافيزيقي في مواجهة جحيم إسرائيل الحقيقي والذي أدى إلى هذا الشلل العضوي الذي نشاهده اليوم، وأصبحوا يحدقون في ما يحدث كالبلهاء دون أن يفهموا أن القنابل ستفجر بيوتهم أيضا ذات يوم قريب، وقد أنتهى بهم الأمر إلى التسليم بالواقع والإعتراف بتفوق إسرائيل وعلى أنها إرادة الله، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل خوفا من إسرائيل وامريكا، الخوف على عروشهم وممتلكاتهم وقصورهم، وليس الخوف على مواطنيهم.
أعترف الجميع إذا، من عرب وعجم، من مسلمين ونصارى ويهود وغيرهم بحق إسرائيل في القتل والتفجير والإغتيال، فذلك يتمشى مع وثيقة حقوق الإنسان، والجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، فلنكف إذا عن هذه الإدعاءات المزورة عن همجية الإحتلال ورفع القضايا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ولنكف عن التنديد والإدانة والتهديد والوعيد، إسرائيل دولة عظمى يساندها الله والدولار والسيد بايدن وماكرون وغيرهم من الأباطرة، فجففوا دموع أطفالكم، إن مازالوا على قيد الحياة وضمدوا جروحكم وجروحهم وأستسلموا للقضاء والقدر وإرادة الله وإسرائيل .. وإلا .. وإلا .. بدل النزوح المتكرر شمالا وجنوبا، لم يبق لكم سوى الزحف بالآلاف أو بالملايين على الأقدام أو على ظهور الحمير وإجتياح حدود إسرائيل سلميا للمطالبة بالحق في الحياة، ولنرى ويرى العالم ما ستفعله إسرائيل.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة العجيبة
- عن العرب والإسلام والتخلف
- ما هي المادة ؟
- لماذا العبور
- أزمة الفيزياء النظرية
- عالم الذرة وعالم المجرات
- نهاية العالم بين الجحيم والجليد
- الأدلة على نظرية Big Bang
- مراحل الإنفجار الكبير
- الثانية الأولى من الإنفجار الكوني
- نظرية تمدد الكون
- وتأخر المسيح عن موعده
- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
- هل للكون بداية ونهاية ؟
- العبث بين الدين والفن
- بداية الخلق
- بين التأمل والتجربة
- بين الإحتمال واليقين
- ساعة إينشتاين
- حريق الظل الطويل


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - لماذا لا نزحف على إسرائيل ؟