أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - السلطه العربيه استعصاء تاريخى على الفهم














المزيد.....

السلطه العربيه استعصاء تاريخى على الفهم


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1775 - 2006 / 12 / 25 - 03:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في الوقت الذى تفقد فيه السلطة في العالم آليات الشراسة التي عرفت عنها وتصبح أكثر قبولاً وتجاوباً ، تزداد السلطة العربية بطشاً وتنكيلاً ومراوغة وخداعاً للتاريخ حتى في اضعف أوقاتها وهوانها على الناس وفقدانها لنقطة الحياء الأخيرة في وجهها الذى زالت مع الزمن آدميته وانسانيته . أنها حالة من الشذوذ التاريخي لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل ، حتى أن الإنسان العربي بدأ يتلمس أطرافه وينظر الى نفسه في مرآة الزمن ليتأكد من كونه بشراً سوياً مثل غيره ، تبدأ السلطة العربية بالمغازلة في حالات وبالاحتواء في حالات أخرى لتنتهي بعد ذلك بالانقضاض على فريستها فرداً كان أو مجتمعاً وتلتهمه ومن يشذ فهو مطاردُ حتى أطراف الدنيا ومطلوب لنشوزه حتى آخر العمر .
كانت السلطة العربية صماء بكماء لا تعرف للحوار سبيلاً لها رجال مخلصون ينفذون أوامرها وكأنها من لدن عزيز حكيم . حتى مع تغير الظروف وانكشاف القناع عن صورتها البشعة لا تلجأ الى الحوار إلا على استحياء وسرعان ما يدفـــع من أجبرها على ذلك الثمن غالياً . كم هو مسكين الإنسان العربي عندما يُتهم في تركيبته النفسية كونها سبب إفراز مثل هذا النمط من السلطة ، ثمه تناقض يسحب أطرافه في كل اتجاه وصوب فهو من ماض لـه ثقافة في بعض أبعادها تدعوه الى الانصياع والخضوع استجابة لفهم تاريخي للنصوص " كما تكونوا يولى عليكم " وسلطان جائر خير من فتنه تدوم ، وبأنها اختيار ألهي لابد من الأيمان به والرضوخ لــــه . وفي أبعاد ثقافية أخرى تؤكد لـه على حرية الإنسان في اختياره لقدره ومصيره ومن يتولى أمره ، لعل اللحظة الفارقة في تاريخنا العربي فشلت في إدراج العقل كمنهج للقياس وحسمت الأمور لغير ذلك . ففي الوقت الذى يعتمد فيه عالم اليوم على قوة أخرى معرفيه غير البطش والتنكيل تقوم على استيعاب الآخر المعارض بل والعمل على إيجاده لتكتمل الصورة حيث باضدادها تتمايز الأشياء ، تعيث السلطة العربية في الأرض فساداً بدءأً بالمناهج التربوية وانتهاء بنواحي الحياة الأخرى المتعددة لتجنى بعد ذلك مجتمعاً مروضاً تسجنه في خطاب معين مموج مضمونه التسبيح بحمدها آلاء الليل وأطراف النهار ليخرج بعده جسداً مستعبداً . إن هوية الإنسان في قدرته على الاختيار فيما يهم أمور حياته من مهده الى لحده ولكن السلطة العربية سلبت منه عبر حياته نعمة الاختيار إلا فيما يتعلق بمكان لحده وكيفية الانضواء داخله جسداً دون روح . إن حرية الفضاء الذى نمارس فيه صيحاتنا وشتائمنا لنأوي بعد ذلك الى مخادعنا راضين بما قدمناه لمجتمعنا ولأجيالنا صورة أخرى من صور تنكيل السلطة العربية بوعي إنسانها المقهور حيث يظن أن الوضع قبل صراخه شئ وبعده أصبح شيئاً آخر ، ولم يدرك بأن للتاريخ عبء يتطلب أكثر من ذلك وغاب عن باله أننا أكثر شعوب العالم صراخاً وفخراً وبكاء على الأطلال .
لقد بلغ بالسلطة الأمر أنها تستدعي المجتمع لإصلاحه حين علت صرخات ودعاوى الإصلاح من أطراف العالم المختلفة بدلاً من أن تعود هي أدراجها لتستلهم المشروعية من داخلـــــه ، عجزت عن استخلاص الاحترام لها فزرعت الخوف بدلاً عنه فهو صناعه سلطوية عربية بكل اقتدار ، فالعربي خائف في جوعه وفي شبعه في صدقه وفي كذبه حتى في انتصاره خائف ، كيف نعجب حين يتحول النصر عندنا الى هزيمة والهزيمة الى نصر حسب رغبة السلطة طالما هي من يملك حق التفسير وكتابة التاريخ وعلى الشعوب تحمل فاتورة ذلك نصراً كان أم هزيمة ، والأدهى حين تغضب وتزمجر عندما يتدخل الغير للعلاج كيف لا وهي أدرى بالعلاج وبمواطن الألم والمرض ولم تدرك لحظة أنها بيت الداء والخبث أو لعلها تدرك ولكنها في أتساق مع الانتقاء الثقافي لتراثنا الذى لا يجعل مكاناً آخر يمكن القبول به بين صدر العالمين أو القبر .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الخطيب والمتلقى
- اعدام صدام ومكر التاريخ
- انسان البعد الواحد
- الدولة المدنية ليست تجاوزا على الدين
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى ..الدين و السياسة هل من ...
- موجز البيان فى الحرب على لبنان
- هل يكون الدم اللبنانى ثمنا لتطهير الامه من اثامها
- الاجندة العربيه ..ذلك المفقود
- ساره واسئلة الوجود
- البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى
- ازمة المعارضه فى الديمقراطيه المنقوصه
- عولمه الجسد وعرى الثقافه
- لكى لاتتحول الى صنم
- لكى لاتتحول الى صنم يعبد
- الفتنة وعى الامة الزائف ام قدرها
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة نحو تحالف أفضل للحضارات
- عندما تصادر الديمقراطية ذاتها
- العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية
- بعد ان زالت الشكوك شجرة الديمقراطية لها ان تزرع فى أرض الخلي ...


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يكشف عن عدة هجمات للحوثيين في البحر الأحمر وت ...
- المفوضية الأوروبية قد تحظر TikTok
- -القيادة المركزية الأمريكية-: الحوثيون أطلقوا 6 صواريخ ومسير ...
- خبير: الجيش الروسي قد يبيد قوات كييف حتى قبل اجتياحه الشامل ...
- مصرع 25 شخصاً وإصابة 17 آخرين بحادث سقوط حافلة في البيرو
- -رفح يمكنها الانتظار، الرهائن لا يمكنهم-.. متظاهرون يغلقون ا ...
- شاي المتة .. مشروب -سحري- لفقدان الوزن وإذابة دهون البطن
- الحكم بالسجن 22 عاما على أمريكي -حاول بيع معلومات حساسة لروس ...
- أعضاء في الكونغرس يحذرون -العدل الدولية- من ملاحقة المسؤولين ...
- عالم فيزياء يخرج بنظرية تفسر عدم اتصال الحضارات الكونية مع ك ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - السلطه العربيه استعصاء تاريخى على الفهم