أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - عولمه الجسد وعرى الثقافه














المزيد.....

عولمه الجسد وعرى الثقافه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 10:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أرتبط الجسد عبر الثقافات بالمعتقد أياً كان هذا المعتقد ونوعه فثقافة تُمجده وثقافة تعبده وأخرى تحتقره وترى فيه ملاذاً للخطايا والآثام فهو بحاجة الى عملية تطهير دائمة الى أن يفنى ويزول ، وهناك ثقافة تجعل منه خط دفاعها الأخير الذى تنتحر ذوداً عنه إذا ما رأت أن هناك من يدنس قدسيته ويهين كرامته . فالجسد كان في السابق أجساد مختلفه باختلاف المعتقدات والثقافات ، أما عرّى الثقافة فتاريخه تاريخ البشر والناس عبر العصور ، فهو لا يبدو هاماً أو خطيراً إلا حين يصطدم بالجسد فيصبح عرّى الجسد فاصلاً هاماً عدا غيره من أنواع العرّي المعنوي على الرغم من أن هذا الأخير أكثر خطورة أحياناً إلا أنه لا يحقق ما يحققه عرّ ى الجسد من منافع تسويقية مادية . وعبر التاريخ كان التقاء الجسد بثقافة العرّى يواجه صعوبات في التحقق والانتشار فكان بطيئاً في انتشاره مُتثقالاً في انتقاله ولا يشهده إلا من يقع ضمن أحزمه جغرافيه معينه في هذا العالم أما اليوم فإن العولمة جعلت من هذا الالتقاء حتمياً وأنياً وضرورياً ، لقد ضمت العولمة الجسد الإنساني وبخاصة جسد المرأة ضمن محتوياتها الأخرى من الماديات ونجحت في تسليع الإنسان وتنميطه ، فأصبح العرّى ارتقاء كما كانت تحكي بعض الفلسفات القديمة من أن التخلص من مما يستر الجسد هو نفسه التخلص من الدنيا وبراثينها وزينتها الممقوته فالعرّى كان أولاً وهو طريق الخلاص . فبلاغة الصورة في عصر العولمة تحكي قصتين قصه عرّى الجسد وعرّى الثقافة .
أن أبلغ فا يمكن أن تشاهده على قناة أي فضائية تلفزيونية عربية بالذات هو الأجساد العارية أو مستورة بما يعريها أمام المشاهد ويجعلها أكثر عرياً مما لو كانت عارية تماماً . نجحت العولمة في جعل العرّي نسبياً ولم يعد مطلقاً يتفق الجميع حوله وربطته بالهدف فمن أجل الهدف قد لا يبدو العرّي عرياً كما تتشدق بعض الفنانات من أن المشاهد الساخنة العارية لا تبدو كذلك عندما تكون في سياق السيناريو . وكذلك فعلوا مع عرّى الثقافة الذى لم يعد يخدش الحياء أو يثير الغرائز وكل يوم نحن على موعد مع جانب من جوانب هذا العرّي النسبي الذى يُربط دائماً بهدف أسمى أو ضمن سيناريو أو سياق عام هدفه فيما يبدو جميلاً ونافعاً ، فالدعايات عن المنشطات الجنسية للزوجين على مدار الساعة في وسائل الإعلام والوصفات الطبية والنفسية لها برامجها ومحاضراتها حتى شيوخ الدين أدلوا بدلوهم في هذا المجال محاولة منهم لتحقيق السعادة الزوجية ولكن عن طريق ثقافة أخرى أكثر مقدرة على التفاصيل مما عهدنامنهم سابقاً وكأن التقاء الرجل بالمرأة اكتشافاً جديداً أتي فقط مع العولمة وعصرها المجيد . فالفيديو كليبات المزدحمة في قنواتنا الفضائية تمثل ثقافة عارية من كل شئ سوى جسد جميل يتمايل يمنه ويسره وطولاً وعرضاً فبالتالي يجري تسويق العرّى بشكل غير مسبوق حتى الرياضة تم ربطها بعرّي الجسد وتحركاته وتمايلاته فأصبحت أحدى مغريات المشاهدة التلفزيونية بعد أن كانت عناءً وتحتاج الى صبر وتحمل .
ولأن العرّي مُستهلك قصير الأمد والمدة فيكفي المرء منه نظره واحدة قد لا يكررها ولأن الكثير منه لا يتفق وآدمية الإنسان ، فلا نعجب من ارتداد الكثير من أصحاب العرّى وثقافته الى التحجب والاستتار مرة أخرى ، فالعوره سوءه وخطيئة كما ذكرها القران الكريم في قصة أدم وحواء وخروجهما من الجنة ( فبدت لهما سوآتهما ) .
لكن الطريف أن الجسد المعولم مصحوباً بعرّى الثقافة في برامجنا التلفزيونية على أنواعها غير مدرك ولا يجعلنا ندرك كذلك حين نشاهده أننا نعيش في تناقض كبير يتمثل في قشور العولمة التي في مقدمتها الجسد المعولم العاري وبين واقع نعايشه هو اقرب الى القرون الوسطى في مناطقنا العربية حيث يفتك الجسد بنفسه منتحراً قاتلاً كان أم مقتولاً .
على كل حال فأن مصادرة الخصوصيات بجميع أنواعها الثقافية أو الاجتماعية من سمات العولمة ولكن الثقافة العربية والإسلامية لا تزال تملك الكثير من أساليب المقاومة الايجابية لحيوتها إذا ما استثمر هذا الجانب استثمارا ًحسناً .
وعلى مر التاريخ كان الجسد والجنس سلاحا هدم وخلخلة للثقافات وقد أصبحا ثقافة لا تنتمي الى شعب معين أو وطن معين وكل همها البحث عن الفائدة والربح السريع ويستخدمها من يعجز عن آتيان البيوت من أبوابها سواء كان نظاماً معتدياً أو فرداً تسوقه ماديته وأغراضه الدنيئة .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكى لاتتحول الى صنم
- لكى لاتتحول الى صنم يعبد
- الفتنة وعى الامة الزائف ام قدرها
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة نحو تحالف أفضل للحضارات
- عندما تصادر الديمقراطية ذاتها
- العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية
- بعد ان زالت الشكوك شجرة الديمقراطية لها ان تزرع فى أرض الخلي ...
- الحرية مع الفقر استعباد
- انشقاق خدام وحركة التاريخ
- عرض كتاب الحركات الاسلامية والمخاوف المتبادلة
- انسان الريع النفطى
- امة على صفيح ساخن ،لماذا يعجز الطرح الإيديولوجي عن إنقاذ الأ ...
- احرار لكن فقراء،الاستبعاد الاجتماعي - وخطوطه الحمراء
- العقل المطلق
- الانتصار يبدأ من الداخل
- نتغير ولكن لانتطور
- اسلامى ليبيرالى قومى، ثمة وصفه تجمع التناقض الأيديولوجي
- اغواء الكرسى
- الشغب الفرنسى هل ثمة استفادة تاريخية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - عولمه الجسد وعرى الثقافه