أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد العزيز الخاطر - اعدام صدام ومكر التاريخ














المزيد.....

اعدام صدام ومكر التاريخ


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 08:36
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لفظ إعدام لا يخيف في بغداد ، ربما كلمة الحياة أكثر غرابه . هنا الموت رائحة مستمرة ومشهد مستمر يكاد يكون غيابه هو الاستثناء . الحاكم في بغداد على موعد مع الموت دائماً . لم يتوقع صدام كلمة غير ما نطق به القاضي ، التاريخ في منطقتنا وفي بغداد دائماً يضع إرادة الحياة في مقابل الموت للآخرين ، ولم يشذ صدام عن اقرأنه كثيراً وأنما كان أسواهم حظاً . كان في حياته استثناءاً لأنه صنع إحداثا استثنائية ويتعدى بعضها نطاق المعقول وفي مواجهة مصيره كان كذلك استثناءاً . جميل أن ينتقم المظلوم من الظالم في حياته وجميل لو أن الآخرون يتمثلون نهاية الظلم والبطش ولكن القبيح أن يحاكم الحدث ويترك التاريخ ، أن يعدم المستبد وتترك آلية إنتاجه مستمرة كان الوضع سيبدو بشكل آخر لو أن ظلال الديمقراطية الموعودة كانت ترفرف على بغداد ساعة إعلان الحكم كان سيبدو كذلك نموذجاً يحتذي ويخيف قلاع الاستبداد في كل عاصمة عربية ، كان الوضع سيبدو أكثر جمالاً وإشراقا لو أن العراقيون هم من اصدر الحكم من ألفه الى ياءه .
كان الوضع سيبدو مثالاً للتفاؤل والخروج من نفق الظلم والاستبداد لو إن الشارع العراقي لم تدنسه يد التدخلات الخارجية من كل صوب ولم تزكئ فيه رائحة الطائفية والمذهبية بشكل لم يسبق له في التاريخ . على مر التاريخ لم يكن للديمقراطية التي يريد الأمريكان زرعها في العراق نافذة تطل منها على نهر دجلة فهو لم يكن استثناءً بهذا المعنى وعلى مر التاريــخ

لم تكن بغداد مطواعة لضعفاء البأس وقليلي الحيلة . صدام اخطأ وارتكب الكثير من الحماقات والجرائم ولكن التاريخ يخبرنا بأن حقبة الجرائم والآثام دائماً تتلوها حقباً أخرى مغايرة لا يعود فيها مكان لتلك الجرائم والآثام ، لم يخبرنا التاريخ إطلاقا بأن حقبه الجرائم تحاكمها حقبه أخرى مماثله. الدم اليوم في بغداد أكثر استباحه والأمن أُمنية كل عراقي والدين أشتاتا والعراق عراقات ، كيف يحاكم فصل والمسرحية مستمرة .
ثنائية الجلاد والضحية ثنائية مستمرة عبر تاريخنا الطويل لم يتغير الجلاد العربي ولم يغير من أدواته كما حدث لدى الغير لا يزال فرداً ولايزال بشراً لم يتحول الى مجموعة من القوانين والتشريعات كما حدث لدى الغير . ولكن الضحية عبر التاريخ تغيرت فلم تعد فرداً أو مجموعة أفراد ولكن أصبحت شعوباً ومجتمعات كاملة مجردة من ابسط حقوقها وما يحميها من الجلاد ورعونته
إشكالية تاريخنا العربي . أن الجلاد والضحية يتبادلان الأدوار لا أكثر فلا الضحية دائماً كذلك ولا الجلاد يستمر في أداء لدوره حتى آخر المسرحية وفي هذه الحالة فقط تتجلى الضحية لتصبح فرداً لتذيق جلادها اشد اصناف العذاب ويتنحى الجلاد ليصبح شعباً بأكمله .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسان البعد الواحد
- الدولة المدنية ليست تجاوزا على الدين
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى ..الدين و السياسة هل من ...
- موجز البيان فى الحرب على لبنان
- هل يكون الدم اللبنانى ثمنا لتطهير الامه من اثامها
- الاجندة العربيه ..ذلك المفقود
- ساره واسئلة الوجود
- البنيه الثقافيه ودورها فى التحول الديمقراطى
- ازمة المعارضه فى الديمقراطيه المنقوصه
- عولمه الجسد وعرى الثقافه
- لكى لاتتحول الى صنم
- لكى لاتتحول الى صنم يعبد
- الفتنة وعى الامة الزائف ام قدرها
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة
- بين خصوصية العقيدة وشمولية الثقافة نحو تحالف أفضل للحضارات
- عندما تصادر الديمقراطية ذاتها
- العلاج بالعاهات لكى يكون سلاح المقاطعة اكثر فاعلية
- بعد ان زالت الشكوك شجرة الديمقراطية لها ان تزرع فى أرض الخلي ...
- الحرية مع الفقر استعباد
- انشقاق خدام وحركة التاريخ


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عبد العزيز الخاطر - اعدام صدام ومكر التاريخ