أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ابوحبله - إسرائيل تخوض معركة - البقاء -














المزيد.....

إسرائيل تخوض معركة - البقاء -


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحامي علي ابوحبله
تقف إسرائيل اليوم في أحد المفترقات المصيرية الأكثر حسماً. من نواحٍ كثيرة، يُعدّ وضعها اليوم أسوأ بكثير من عام 1967، عندما سيطر على الجميع خوف الزوال وحفر سكان تل أبيب الحفر الدفاعية بانتظار الحرب المقتربة. وهو أسوأ أيضاً من عام 1973 الذي اقتربت فيه الهزيمة العسكرية بشكل مثير للقلق. وفي ظل غياب حوار استراتيجي جوهري، وفي ظل تصورات إستراتيجية وجي وسياسية مختلفة وغريبة أصحبت سائدة، يقترب من إسرائيل خطر لا تشخصه، وفي الواقع، هي تستعد منذ أعوام للحرب غير الصحيحة.
في ضوء هذا الواقع، وهذا المستوى من الحوار الخادع، لا عجب في ألا تحظى المعاني الإستراتيجية الحقيقية للحرب على غزه بالفهم والتحليل العميق من قبل قادة الكيان الصهيوني الذين في غالبيتهم يدركون مخاطر وتداعيات الحرب وأن لا جدوى من استمرارها وأن تغذية الصراع واستمرار الحرب وتوسع رقعتها سيكون له نتائج وتداعيات غير محمودة العواقب على إسرائيل وأمنها وحتى وجودها
بعد أيام ، تحل الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى وتدخل الحرب عامها الثاني وقد أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث في العالم. والقول إنَّ ما بعد السابع من تشرين الأول من العام الفائت ليس كما قبله ليس من باب رفع الشعارات الرنانة، إذ إنه يستند إلى وقائع ميدانية وحقائق قيد التشكل، فالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تتوقف بعد، ولا يبدو أنها ستتوقف كذلك في الأمد المنظور، في ظل تعنت "إسرائيل" بقيادة بنيامين نتني اهو وائتلافه اليميني المتطرف ، الذي يرفض الاذعان لقرارات الشرعية الدولية المتمثل في قرارات مجلس الأمن وتوصية محكمة العدل الدولية وجميعها تدعوا لوقف الحرب والتوصل لصفقة تبادل الأسرى لكن إصرار نتني اهو وإمعان حكومته بتحقيق أهداف الحرب في الإجهاز على القطاع المحاصر عبر مواصلة جرائم القتل والإبادة، بصرف النظر عن أي كلام معلن أو أي مطالبات إسرائيلية بضرورة عقد صفقة لعلّها تعيد المحتجزين الإسرائيليين إلى ذويهم وتوقف الحرب.
ومع مرور عام على الحرب وفي ظل الإخفاق الإسرائيلي لا بد من استعراض التغيرات في داخل الكيان الإسرائيلي وتتمثل في :-
أولاً :- لأول مره في تاريخ إنشاء الكيان الصهيوني تخوض "إسرائيل" هذه المرة أطول حرب في تاريخها وهي حرب متعددة الجبهات ، ولأن أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة صعبة المنال في ظل ثبات وصمود الشعب الفلسطيني ومواجهته مخططات التهجير والترحيل ألقسري رغم الحصار وحرب التجويع ، فقد أصبحت الحرب أقرب إلى حرب استنزاف طويل الأمد ، والوصف هنا للجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك الذي يرى أن استمرار الحرب كما يريد ويشتهي نتنياهو سيؤدي إلى انهيار "إسرائيل"، لا إلى هزيمة حماس. ويستند بريك إلى معطيات عدة، منها ما هو ميداني ومنها ما هو اقتصادي، ولكن الأخطر هو ما يتعلّق بالمجتمع الإسرائيلي.وهو المتغير الثاني .
ثانيا :- إن معركة طوفان الأقصى كشفت عن حقيقة وبنية المجتمع الإسرائيلي ، فأظهرت المجتمع الإسرائيلي العنصري المنقسم على نفسه، ما ينبئ بمؤشرات جدية لحرب أهلية داخل المجتمع الاستيطاني ، وهذا الواقع دفع العديد من المسؤوليتين الإسرائيليين إلى دق ناقوس الخطر، وعلى رأسهم إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وقادة وجنرالات عسكريين . وما مشاهد التظاهرات والتحشيد ضد بنيامين نتنياهو سوى دليل على مشهد الصراعات الداخلية وقد باتت أكثر وضوحا ، وخصوصاً في ظل رفض اليمين المتطرف أي محاولة لرأب الصدع ولملمة الصفوف والدعوة لتشكيل حكومة وحده وطنيه رفضها رئيس الحكومه وعدها بـ"الدعوة غير المسئولة والمتعاونة مع دعاية حماس واليسار المتطرف".
ثالثاً، دفعت عملية طوفان الأقصى بالصراعات السياسية-العسكرية إلى الواجهة، فكانت الذريعة-الهدية لليمين المتطرف لإعادة فتح ملف الهوية العسكرية لجيش الاحتلال. كان لافتاً تقاذف المسؤوليات والتهم بعد السابع من أكتوبر بين المستويين السياسي والعسكري.
وكان التصويب على إخفاقات الاستخبارات والجيش الإسرائيلي من قبل كل من إيتمار بن غفير وسموترتش بمنزلة اللازمة التي تتكرر مع كل تطور ميداني. أما الغاية، فكانت الدفع باتجاه تقديم الاستقالات ليبنى على الشيء مقتضاه.
وباتت الساحة الإسرائيلية لأول مرة تشهد الاستقالات تتوالى، فبعد استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، الأنظار تتجه إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي، لقطع الطريق عليه ومنعه من الإشراف على أي تعيينات جديدة في "الجيش". وعليه، يأتي في السياق تساؤل المحلل العسكري آيال عليما: "من يحل مكان الضباط الذين يستقيلون أو ينهون مهامهم؟ ومن هي الجهة التي ستتولى مهمة الإشراف على التعيينات العسكرية الجديدة؟".
الجواب عن هذا التساؤل أصبح أوضح من ذي قبل، فاليمين المتطرف يتطلع إلى الإشراف عبر وزرائه على التعيينات الجديدة، وبالتالي تغيير هوية "الجيش" بشكل جوهري؛ فبعد الوصول إلى السلطة أتت التعديلات القضائية لتلتحق بها المؤسسة العسكرية، وهكذا يكتمل فلك الصهيونية الدينية وتحقيق حلم إسرائيل اليهودية الأصولية المتطرفة وتوسعة وتغذية الصراعات بحيث حقا باتت إسرائيل ووفق العديد من المحللين أن إسرائيل تخوض معركة " البقاء " ، فـ "إسرائيل" التي قدّمت نفسها "علمانية" في بدايات التشكل تلفظ أنفاسها، واليوم الكلمة لإسرائيل الدينية المتشددة بصورتها الفاقعة. لذا، وجب دراستها وقراءتها وفق كل المتغيرات فاليمين المتطرف وصل إلى السلطة هذه المرة ليحكم ويتحكم في كل مفاصل الكيان وهاجسه مواصلة الضم والتوسع وتداعيات ذلك على أمن وسلامة المنطقة وإذكاء الحرب الدينية



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مذكرات التوقيف - مصدر قلق لحكومة نتني اهو و - الجنائية الد ...
- 31 عاما على اتفاقية أوسلو.. حلم لم يكتمل وسلام لم يتحقق
- مطلوب رؤيا وطنيه تجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية
- التضليل الإعلامي.. الاسرائيلي ؟
- صرخة ضمير.... للكل الفلسطيني
- - القدس والضفة الغربية وغزه - خط أحمر
- الإعلام المأجور وسيله من وسائل الدس الرخيص
- خريطة نتنياهو مغامره ومقامرة باتفاقيات السلام والتطبيع
- بايدن ينتقد -جهود- نتنياهو في صفقة التبادل،
- -إضراب عام-.. في إسرائيل فهل بدأ العد التنازلي لحكومة نتنياه ...
- من إدارة الصراع لمرحلة حسم الصراع ؟؟؟
- يدافعون عن وطنهم وكرامتهم ... ولن يكونوا الأغنام بيد الغاصب ...
- ماذا بشأن مسؤوليات القوّة المحتلّة في الأرض الفلسطينية المحت ...
- التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية و تداعياته ومتطلبات المر ...
- ترامب أم هاريس خيار -غير مسبوق- في تاريخ الانتخابات الأمريكي ...
- طولكرم مستهدفة ويتهددها غول الاستيطان ضمن الاستراتيجية الاسر ...
- - رئيس الشباك يحذّر- من خطورة إرهاب المستوطنين - وبن غفير يط ...
- نتنياهو يطلق تصريحات متعمدا تفجير المفاوضات-
- في ذكرى إحراق المسجد الأقصى.. مطالبات بحمايته من خطر التهويد
- المثقفون التضليل يون


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ابوحبله - إسرائيل تخوض معركة - البقاء -