|
هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على سوريا؟ ج!
نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 11:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجزء الأوّل: حقائق عديدة تتكشّف في مستجدّات أحداث الصراع على فلسطين وسوريا في أعقاب هجوم طوفان الأقصى، يتجنّب الجميع كشف أبعادها في علاقات القوى المتصارعة على السيطرة الإقليمية والسورية؛ لكلّ لأسبابه، والكل متفق على تغييب الحقائق وتضليل الرأي العام : اوّلا ، على صعيد العلاقات الأمريكية الإيرانية، ومحطّة غزو العراق. ١الحقيقة الأبرز التي تتكشّف وقائعها الموضوعية تباعا منذ غزو العراق وفي محطّة تفشيل سوريا، وتعمل ثقافة "النخب السياسية" السورية دون استثناء على طمسها هي أنّ الحزب الديمقراطي الأمريكي وما يمثّله من مصالح طُغم إمبريالية هو المالك الحقيقي لمشروع تأسيس "دولة" و تصدير ثورة الخميني، الذي كان يستحيل أن يتقدّم إقليميا ويتعزز داخليا دون إسقاط خطر و جدار الصدّ العراقي. بعد نجاح حرب "الثمانية سنوات"، ١٩٨٠ ١٩٨٨، في تدعيم مرتكزات النظام الميليشياوية على الصعيد الإيراني(١)، وفشل تحقيق الأهداف المرجوّة من الحرب على الصعيد العراقي، لعوامل إقليمية خارج السيطرة الأمريكية، تمّ توريط ديكتاتور العراق مرّة ثانية في احتلال الكويت، وكان المطلوب من حرب التحرير الأمريكية التالية تحقيق هدف الحرب الإيرانية- تفشيل العراق ، عبر تقسيمه الى ثلاثة كانتونات، في الشمال والوسط والجنوب. رغم هزيمة الديكتاتور في الكويت، ورغم الحظر الجوي الأمريكي، تمكّنت بقايا جيش العراق من مواجهة الميليشيات الجنوبية المدعومة من إيران، بعد صفقة "تحييد" القيادات الكردية في الشمال، وتمكّن النظام من المحافظة على وحدة سياسية هشّة، ودولة قابلة للترميم، فكان الحصار الأمريكي الجائر في محاولة جديدة لتفكيك العراق، لكنّه لم يحقق الأهداف المرجوّة أمريكيا في نهاية الألفية الثانية رغم استمراره لأكثر من عقدين!! ٢ في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، لم يكن العراق مرتبطا بأيّة خيوط مع جريمة الهجمات الجوية التي تبنّاها تنظيم القاعدة، الذراع الإرهابي الإقليمي الذي تمّ تأسيسه في أفغانستان خلال الثمانينات والتسعينات بقيادة الأجهزة الأمنية الأمريكية والايرانية، وتمويل سعودي وتحشيد "عربي – ساداتي"، وكان يُفترض أن يدفع التنظيم وحاضنته الطالبانية (الذراع الباكستاني) ثمن الجريمة التي اتُّهم أمريكيّا باقترافها ...لكن، طالما كان المقصود الحقيقي هو العراق، حشّدت الولايات المتّحدة أكاذيب دعاياتها (٢)، وحلفا إقليميا ودوليا، وكانت النتيجة بعد غزو٢٠٠٣، الأكثر إجراما وتدميرا في تاريخ حروب المنطقة، تحقيق أهداف الحرب العراقية الإيرانية: إسقاط الدولة العراقية وتقسيمها، وتوفير شروط سيطرة تشاركية بين الجيش الامريكي والميليشيات الإيرانية... والاخطر من ذلك، كان تحويل العراق إلى بنك إرهاب إقليمي وعالمي(٣)، يستطيع الضرب حيثما وحينما تشاء سياسات واشنطن.(٤)، وكان التحضير للخطوة التالية -سوريا.... -------------------------------------------- (١)- أوضحَ الراحل قاسم سليماني أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني الحاكم الحقيقي لإيران الثورة ، في خطاب خاص، الدور الحاسم الذي لعبته الحرب الثورية ضدّ العراق في تثبيت أركان النظام داخل إيران، وأنّ انتصار قوّاته في معركة "خرّم شهر" الشهيرة وتحرير المدينة - وما واكب هذه المرحلة على صعيد ترتيبات رأس هرم السلطة السياسية، خاصّة ،عزل الرئيس الشرعي المُنتخب ابو الحسن بني صدر- شكّل أهم عوامل انتصار الثورة الايرانية الداخلية! (٢)- في لقاء خاص مع " سكاي نيوز عربية "، ٢٠ آذار ٢٠٢٣، اعترف بول بريمر، المندوب السامي الأميركي للعراق بعد غزوه عام ٢٠٠٣ بخطأ "مجمع الاستخبارات الأميركية" في تقدير وجود أسلحة دمار شامل في العراق، ولكنّه برر فعلة بلاده بالقول :" الاستخبارات الأميركية ليست الوحيدة التي قالت أن هناك أسلحة دمار شامل في العراق، ألمانيا وفرنسا وروسيا تحدثوا عن ذلك أيضا.." -وهو ما يكشف طبيعة ارتهان سياسيات تلك الدول "العظمى"-.. وأنّهم "وجدوا خططا"!!؟؟ (٣)- يقول بريمر في كتابه "عام قضيته في العراق" إن الإدارة الأميركية كانت تأمل أن يساعد القبض على صدام حسين "في إقناع السنة المعتدلين بالاندماج في العملية السياسية وترسيخ قناعة نهاية البعث لديهم ولدى غيرهم أيضا، وكنا نتوقع أن يساعد أيضا في لجم عمليات اجتثاث البعث التي كان يتولاها الجلبي، وكانت تجري بتطرف يفوق توقعات الأميركيين". وفي حوار أجرته معه صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية، اعترف بريمر بـ"أخطاء إستراتيجية كبيرة" ارتُكِبت في العراق، مما أدى إلى تقويض جهوده لاحتواء المسلحين العراقيين، وأودى بأرواح الكثير منهم إلى جانب قوات التحالف، وقال إن "عقلية ما بعد فيتنام التي كانت سائدة بين جنرالات الجيش الأميركي، أدت إلى حرب غير فعالة مع المسلحين، فما إن تقضي على العدو في مكان ما، حتى يظهر بغتة في مكان آخر". وحقيقة القول هي : حققت خطط مشروع إدارة "بريمير- الجلبي" نجاحا متميّزا، سيشكّل نموذجا لسياسات "الفوضى الخلّاقة " القادمة مع، وقد أتى إعدام صدّام حسين بموافقة "نور المالكي- الجلبي الإيراني- " في نفس استراتيجة "إسقاط مؤسسات الدولة" لتوفير وتعزيز شروط صراع "سنّي شيعي"، بهدف تحويل العراق إلى "بنك إرهاب"، وقد كان لتلك الميليشيات "السنيّة" وقيادتها الجهادية التي تخرّجت من السجون الأمريكية بشهادات "حسن سلوك " الدور الأكبر في نجاح "الخَيار العسكري الميليشياوي"، الأمريكي الإيراني في سوريا ! (٤)-في مطلع ٢٠١٥، كانت التسوية السياسية السورية تتطلّب تنفيذ خطة جنيف ١ للحل السياسي بعكس ما تخطط وتسعى له واشنطن، وكانت تواجه جهود الولايات المتّحدة "لتجاهل" المسار بذريعة أولوية محاربة الإرهاب معارضات أوروبية (فرنسية ، بالدرجة الأولى)داخل المجموعة الخاصة التي شكّلتها واشنطن لهذا الهدف "مجموعة العمل الدولية" لدعم سوريا (مجموعة ١٧+ النظام الإيراني،العضو الغير دائم). ليس خارج هذا السياق، أرتكبت "داعش" جرائم تفجيرات في قلب بروكسل وباريس، وقد شكّلت نفس المبرر الذي قدّمته "القاعدة " في هجمة ٢٠٠١، وباتت أعلى الأصوات الأوربية تطالب واشنطن "بأولويّة" محاربة داعش، على كل ما عداها من قضايا الصراع على سوريا، وقد كان من الطبيعي أن تجني واشنطن سياسيا ثمن دماء الأبرياء في سوريا ... وكان لها ما تريد – انتزاع موافقة مجلس الأمن وتشكيل "تحالف عالمي "لتنفيذ خطط المرحلة الثانية "الخَيار الامني العسكري الميليشياوي"- ٢٠١٥/ ٢٠١٩ !! يقول بريمر في كتابه "عام قضيته في العراق" إن الإدارة الأميركية كانت تأمل أن يساعد القبض على صدام حسين "في إقناع السنة المعتدلين بالاندماج في العملية السياسية وترسيخ قناعة نهاية البعث لديهم ولدى غيرهم أيضا، وكنا نتوقع أن يساعد أيضا في لجم عمليات اجتثاث البعث التي كان يتولاها الجلبي، وكانت تجري بتطرف يفوق توقعات الأميركيين". وفي حوار أجرته معه صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية، اعترف بريمر بـ"أخطاء إستراتيجية كبيرة" ارتُكِبت في العراق، مما أدى إلى تقويض جهوده لاحتواء المسلحين العراقيين، وأودى بأرواح الكثير منهم إلى جانب قوات التحالف، وقال إن "عقلية ما بعد فيتنام التي كانت سائدة بين جنرالات الجيش الأميركي، أدت إلى حرب غير فعالة مع المسلحين، فما إن تقضي على العدو في مكان ما، حتى يظهر بغتة في مكان آخر". وحقيقة القول هي: حققت خطط "بريمير- الجلبي "نجاحا متميّزا، سيشكّل نموذجا لسياسات " الفوضى الخلّاقة " القادمة، وقد أتى إعدام صدّام حسين بموافقة "نور المالكي- الجلبي الإيراني-" في إطار استراتيجة "إسقاط مؤسسات الدولة – اجتثاث البعث-" من أجل تعزيز شروط صراع "سنّي شيعي"، بهدف تحويل العراق إلى "بنك إرهاب"، وقد كان لتلك الميليشيات وقيادتها الجهادية التي تخرّجت من السجون الأمريكية بشهادات "حسن سلوك" الدور الأكبر في نجاح الهجمات الإرهابية في العمق الأوروبي، و جهود " الخَيار العسكري الميليشياوي"، الأمريكي الإيراني في سوريا! قالت السلطات البلجيكية أنّ لِ"عبد السلام" المشتبه الرئيسي في تفجيرات باريس صلة باثنين على الأقل من المفجرين في بروكسل"، وقد اعتُقل عبد السلام، قبل أربعة أيام من تعرض العاصمة البلجيكية إلى هجومين قتل فيهما ٣٢ شخصا، كما و أودت سلسلة هجمات بالقنابل والأسلحة النارية على مسرح وملعب ومطاعم وحانات في ١٣ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٥ في باريس إلى مقتل ١٣٠ شخصا. وقد أعلن ما يسمى ب"تنظيم الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجمات في كلا المدينتين، بروكسل وباريس!!؟؟
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في - مشروع التسوية السياسية الأمريكية الجزئية في سوريا-!
-
الخَيار الامني العسكري الميليشياوي في صيرورة الصراع على السل
...
-
في - التسوية السياسية الأمريكية الجزئية في سوريا -!
-
في طبيعة مشروع حماس السياسي الفلسطيني- الجزء الأوّل.
-
في -الحروب الإسرائيلية ضد مشروع التسوية السياسية، وطبيعة الع
...
-
حوارات في القضايا الإشكالية في وعي وسلوك النخب السياسية والث
...
-
دراسة حول - مشروع حماس السياسي الفلسطيني - - المقدّمة .
-
دراسة في نقد - بعض الكتابات العربية حول حرب غزة -. الجزء الأ
...
-
في نقد -- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ و
...
-
في بعض هموم السوريين النخبوية !
-
- يحيى السنوار - ، والقائد النموذج!
-
في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !
-
قراءة في-وجهة نظر - الدكتور نواف التميمي، كما صاغها تحت عن
...
-
في مغزى سياسات واشنطن تجاه عواقب الحرب العدوانية الإسرائيلية
...
-
هل نجحت زيارة نتنياهو إلى واشنطن في تغيير قواعد الاشتباك على
...
-
في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٣.
-
في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٢.
-
في بعض قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية!
-
ليس دفاعا عن سلطة أمر واقع، كما تعتقد يا صديقي العزيز!
-
بين حماس وعباس، وإشكاليات الوعي السياسي النخبوي!
المزيد.....
-
السعودية.. وزارة الداخلية تعدم شخصا تعزيرا وتعلن عن اسمه وما
...
-
الدفاع الروسية: العدو خسر 400 جندي على محور كورسك خلال يوم
-
في ذكرى حرب 6 أكتوبر.. علاء مبارك يذكر بدور العرب في دعم مصر
...
-
وزير النفط الإيراني -غير قلق- وسط التهديدات الإسرائيلية
-
محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إس
...
-
فيضانات موسمية في تايلاند: غرق أفيال واختفاء العشرات وعمال ا
...
-
تقرير إعلامي يكشف معلومات عن مصير -خليفة- نصرالله
-
مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في أجو
...
-
الجعفري يؤكد تقديم سوريا طلب انضمام إلى مجموعة -بريكس-
-
سجل العملية العسكرية الخاصة: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإص
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|