أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !














المزيد.....

في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أعقاب هجوم طوفان الأقصى في صبيحة السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، هرعت بوارج الحرب وحاملات الطيران الأمريكية، وبدأ الناس يعتقدون أن الحرب الشاملة ضد إيران باتت وشيكة..... ولم يحصل سوى بعض "المناوشات"، رغم استماتت حكومة الحرب الصهيونية لجرّ النظام الإيراني الى منازلة شاملة، لم يمنع حصولها طيلة سنوات سوى مظلّة الحماية التي تشكّلها شبكة السيطرة الإقليميّة التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني .
تبيّن لاحقا، أنّ عرض القوّة الأمريكية لم يكن من أجل محاربة إيران، بل، على العكس، في إطار الضغط على إيران كي لا تقع في فخ حكومة نتنياهو، وتضيّع عليها الفرصة، وتحرمها من المبررات!
هكذا انتهت "الأزمة" باستعراض أوراق القوّة الإيرانية، دون تفعيلها في ساحات الحرب الحقيقية، فلم تتجاوز في نتائجها الواقعية سقف قواعد الاشتباك الأمريكة !
اليوم في أعقاب اغتيال الراحل هنية، يُكرّر نفس السيناريو- استعراض عسكري أمريكي، وضخ إعلامي إيراني، ولن يحصل أكثر ما حصل في السادس عشر من نيسان، كما يقول منطق الأحداث وطبيعة مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي
اليوم، بات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى أن يكون" الرّد" الإيراني فاعلا، وحقيقيّا، يقوّض إمكانيات استمرار انتهاك حكومات الاحتلال الإسرائيلي لسيادة إيران المباشرة ، او المرتبطة بسلامة حلفائها الإقليميين !
لنتفق حول المعايير التي تبيّن الفارق بين " الردّ المسرحي " و" الردّ الرّادع" ، الذي بات مطلوبا إيرانيّا، على جميع المستويات.
كل ردّ لا يؤدّي عسكرياً وسياسيا إلى كسر قواعد الاشتباك القائمة التي سمحت باستمرار التطاول الإسرائيلي على كرامة النظام الإيراني وسيادة دولته ومرتكزات مشروعه الإقليمي لا يخرج في النهاية عن سقف قواعد الاشتباك الأمريكة التي تضعها وتستخدمها الولايات المتّحدة لإدارة لعبة صراعات شركائها في مشروع السيطرة الإقليميّة حول تقاسم الحصص ومناطق النفوذ، ولايمكن وضعه بالتالي خارج خانة لعبة" المسرح الأمريكي " الإعلامية ، وقد أخطأتُ الاستنتاج سابقا عندما توقّعت باحتمال أن يكون قد " نجح" الرد السابق على جريمة هجوم القنصلية في دمشق يوم الفاتح من نيسان الماضي ، بفرض " قواعد اشتباك جديدة " ، تردع استمرار الهجمات العدوانية الإسرائيلية !
ليس من المفيد أن لا نتعلّم :
ما كنّا نتوقعه قبل الرد على هجوم القنصلية، ما زلنا نتوقعه اليوم، رغم انّ هجوم القنصلية كان يُعطي للنظام الإيراني مبررا أكثر مشروعية في تنفيذ ردّا حقيقيا و رادعا ...فقد انتهك هجوم الفاتح من نيسان الإسرائيلي الغادر السيادة الإيرانية في القنصلية، وقتل ثلّة من صفوة قيادة حرس الثورة، ولا تقارن أهمية هؤلاء الضحايا بالنسبة للأمن القومي الإيراني باغتيال "هنية" أو" شكر"، مع كامل الاحترام والتقدير .
وفقا للدعاية الإيرانية، التي تضع تحرير القدس الشريف في رأس أولويات اجندتها السياسية الاستراتيجية والتكتيكية ، هي "فرصة ذهبية " لاينبغي عليها تضيعها اذا كانت صادقة في ربط القول بالفعل ...وستجد دعما حقيقيا من قواعدها في اليمن والعراق ولبنان ... ولا يجب أن يخيفها استعراض العضلات الأمريكية !!
في وقائع موازين القوى، تدرك القيادة الإيرانية جيدا الفارق النوعي بين الدخول في حرب شاملة مع العراق خلال ثمانينات القرن الماضي وبين مواجهة جيش حديث ، يملك جميع مقوّمات الردع !!
متى ستدرك نخبنا المثقّفة أنّ العامل الرئيسي الذي يشكّل مظلّة حماية موضوعية للنظام الإيرانية وأذرعه الإقليمية هو طبيعة الدور الوظيفي الذي تقوم به في إطار تعزيز أدوات السيطرة الإقليميّة الأمريكية!؟
متى سنكتشف طبيعة التضليل الذي تعرّضنا له طيلة عقود ، و ندرك حقيقة أنّ انتصار "الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي الخمينيّة" خلال" العشرة المباركة " من شباط ١٩٧٩، شكّل الانتصار التاريخي الأكبر لخطط وسياسات " الحزام الأخضر الإسلامي" التي تبنّتها سلطات النظام الأمريكي خلال سبعينات القرن الماضي ،ليس فقط كبديل أكثر فاعلية لأدوات السيطرة الإقليميّة التي شكّلتها سلطات" النموذج الناصري/ البعثي – البهلوي" -التي باتت في نهاية سبعينات القرن الماضي أضعف من أن تقوم بالدور المطلوب لمواجهة تحدّيات السيطرة الأمريكية في إيران والإقليم والتي تمثّلت خلال السبعينات بنهوض ثوري ديمقراطي في إيران وافغانستان ، وفي طموحات السيطرة السوفياتية المنافسة، وباتت " سلطات وقوى الإسلام السياسي " أفضل أدوات المواجهة الأمريكية .

(١)-
النقطة التي حاولت توضيحها في مجموعة مقالات هي طبيعة أولويات سياسات الولايات المتّحدة الإقليمية منذ مطلع ٢٠٢٠.
تقود واشنطن مشروع تطبيع إقليمي، وقد أنجزت خطوات كبيرة على تحقيق أهدافه، ويقوم على إعادة صياغة العلاقات التصارعية بين شركاء الولايات المتّحدة الإقليميين الرئيسيين :
إيران والسعودية ، وإيران وإسرائيل، بما يؤدّي إلى إقامة شبكة سيطرة أمريكية إقليمية تشاركية في ضوء ما انتهت إليه نتائج الحروب الإقليمية حتى نهاية ٢٠١٩، ويؤكّد على مركزية موقع إيران ونظامها السياسي، وحرص ومصلحة واشنطن على " إعادة نظام طهران" إلى الحضن الإقليمي، بعد انجاز المهمة !!
لقد كتبتُ بالتفصيل عن مشروع التطبيع الإقليمي في مقالات ودراسات عديدة ، نشرتُ معظمها على موقعي الفرعي في الحوار المتمدن، وبيّنت مواقع ترابطه مع إجراءات التسوية السياسية الأمريكية الجزئية في سوريا .



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة  في-وجهة نظر - الدكتور  نواف التميمي، كما صاغها تحت عن ...
- في مغزى سياسات واشنطن تجاه عواقب الحرب العدوانية الإسرائيلية ...
- هل نجحت زيارة نتنياهو إلى واشنطن في تغيير قواعد الاشتباك على ...
- في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٣.
- في قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية. ج٢.
- في بعض قصص مسرح السيطرة الإقليمية الأمريكية!
- ليس دفاعا عن سلطة أمر واقع، كما تعتقد يا صديقي العزيز!
- بين حماس وعباس، وإشكاليات الوعي السياسي النخبوي!
- هل ترتبط أسباب تصاعد الصراع في العلاقات بين النظام التركي وا ...
- التنوير الحقيقي وقضايا الشعوب العادلة!
- - الخَيار الامني العسكري الميليشياوي- في مواجهة تحدّيات الرب ...
- في أبرز سمات التسوية السياسية الأمريكية الجارية في سوريا .
- هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في صيرورة الخَيار العسكري ...
- هدف الولايات المتّحدة الاستراتيجي في حيثيات ومراحل - الخَيار ...
- انتصار حماس السياسي من منظور معادلات السيطرة الإقليمية الأمر ...
- في طبيعة الانتصار الحمساوي. الجزء الثاني.
- طبيعة انتصار حماس ، و معادلته في سياسات واشنطن!
- هل تؤدّي جهود واشنطن السياسية والدبلوماسية إلى بقاء سلطة حما ...
- حماس ، وقطار الهُدَن الأمريكي!
- قراءة في دوافع المواقف الاخيرة من سياسات القوى المتورّطة في ...


المزيد.....




- 4 شهداء وعملية نوعية للمقاومة واقتحامات متواصلة لبلدات الضفة ...
- مسؤول أميركي سابق يحذر من -لحظة خطيرة- في حرب أوكرانيا
- قاض بولاية جورجيا يرفض تهمتين جنائيتين ضد ترامب
- حاملة الطائرات -تيودور روزفلت- تغادر الشرق الأوسط
- فيديو لنجم روك شهير ينقذ سيدة حاولت الانتحار
- تباين ردود أفعال طرفي الصراع بالسودان بشأن لجنة تقصي الحقائق ...
- كامالا هاريس ترد على رفض ترامب المشاركة في مناظرة ثانية
- وسط تصاعد التوتر بين الكوريتين.. بيونغ يانغ تطلق صواريخ بالي ...
- البيت الأبيض يتهرب من التعليق على تصريح الرئيس بوتين حول دور ...
- البنتاغون: لا توجد أسلحة غربية تصلح أن تكون وصفة سحرية لكييف ...


المزيد.....

- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في طبيعة وإمكانية الرد الفعّال !