عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 8101 - 2024 / 9 / 15 - 00:12
المحور:
الادب والفن
استهلال
.........
فيا نفس طيبي ، ثم يا نفس أبشري
فغير بعيد كل ما هو آت
ـــ دعبل الخزاعي ( 148 هج / 246 هجرية )
.....................................................
1 ــ
...
عند أفول النهار
يتقادم الصباح
حتى الكلمات التي أضحكتنا
لم يعد لها أثر
الآن ..
وحتى حنان الحلم الذي راودنا
في رمشة خوف
قد انهار مع شمس الغروب ...
.............
2 ــ
...
جسدها بلوري مكعب
هبة من أديم الأرض الظمآى
تملي توازنها وقوافيها
على صمت عيني .
تربي إيقاعات دهشتها
على حافة أبجدية الروح
والرؤى الحالمة
وتحرض التآويل المشتهاة
علي ...
........................
3 ــ
...
وكأنه مسكون بلعنة اليقين
يبحث عن غد بعيد
لا أمس بعده ، يصير ماضيا ..
يبحث في عينيه ، عن آت
يظل في قلبه ،
وعلى لسانه آتيا ...
..............................
4 ــ
هي المسودات برية الأوهام
وغجرية الأحلام
ليس بإمكانها أن تكره
إلا البغاة والطغاة
ولا تدعي الكمال
ولا تدعي الاكتمال
وهي مثلما الريح
تنثر صوتها لمرائي العيان
ومراتب الآذان ،
بعيدا عن مطارات التسول ،
وحانات الوشاية والريع ...
................................
ــ 5
...
في رعشة الوجد الوقاد
قال لي :
" أرى القصائد يمامات
تعشقها القيود :
قيد الطبع وقيد الواقع
قيد الوهم وقيد الحلم
قيد الخيال وقيد السؤال ..
وأراني أتسكع بين القيود ،
شاهد إثبات وناكر الطعنات ..
أدين بدين أضعف الإيمان واللسان
أحرض المجاز على احتجاج وعصيان .
وأدين التماثيل والأضرحة ،
وأسماء الشوارع الرئيسة :
تختزل أسماء المجاهيل والأعلام
من المرضى والمطرودين
من رحمة الشعوب .
يختزل أسماء الغزاة والطغاة والبغاة
فلا شارع على امتداد الوطن ،
يحمل اسم فلاح قضى
في سبيل عشق الوطن .
أو يحمل اسم امرأة من فضة ،
حلقت بعيدا في مجاز السماء ..
ولا شارع يحمل اسم ابن الجيران
الذي اغتاله حماة استبداد الوطن ..
فيا أيها الوطن الهارب ،
لم أعد أحتملني فيك ،
فلا عنوان يأويني غير اللعنات الغلاظ ...
.................................
الصويرة / شتنبر 2024
..........................
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟