أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - دفاترُ الحرب (4) .. مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ، من بقايا الحربِ العراقيّةِ – الايرانية














المزيد.....

دفاترُ الحرب (4) .. مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ، من بقايا الحربِ العراقيّةِ – الايرانية


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8094 - 2024 / 9 / 8 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


مَسَحْتُ الدَمَ عن عُلبةِ "الأرزاقِ الجافّة "
وشربتُ نخبَ انتصار القادةِ الأفذاذ
على أعداءٍ لهُمْ أوّلٌ
وليسَ لهم آخِر .
***
صاح أسيرٌ جريح
لم يتعرّفْ بعدُ على هويّةِ آسريه
من ذوي السُحنةِ الواحدة..
عاش العراق
عاشت إيران
عاشت الحربُ العراقيَةِ - الايرانيَة .
***
ماتَ نصفُ العراق
وما زالَ الجنودُ النبيلون
يسألونَ بعضهم بعضاً
لماذا اندلَعَت هذهِ الحربُ اصلاً ؟
***
قال قائدُ الفرقة:
هاجِموا خطوطَ العدوِّ
فإذا لم تُلحِقوا بهِ الهزيمةَ
لا أريدُ لأحدٍ منكم أن يعود .
هاجَمْنا خطوطَ العدوَ
ولم يعُد منَا أحد
ليُخبرَ القائدَ بما حدث
خلفَ خطوطِ العدوَ.
***
" أكرم هلال " .. ابنُ خالتي .
طيلةَ ستِ سنواتٍ من الحرب
كان أكرمُ يذهبُ ويجيء
ولا عنوان له .. نراسِلهُ عليه .
قلنا له.. يا أكرمَ .. بحقَ السماواتِ السَبعِ..
اسأل جندياً من أقرانكَ عن عنوانِ " الوِحدةِ ".. وأبعثهُ الينا
لنسألَ يوماً عليك.
عادَ أكرمُ الى الجبهاتِ الصفيقةِ
وأرسلَ الى خالتي "وفيّة "
سِرّهُ الأبدي..
إذا أردتُم مراسلتي "يُمّه"
فأنا في "لهيبِ النارِ..
قربَ الجبل".
بعدها..
لم يعُد أكرمُ من الحربِ أبداً
وماتت خالتي "وفيّةَ"
من شِدّةِ الخوفِ عليه.
وحتّى هذهِ اللحظة
لم نعرف أينَ كانَ "لهيبُ النارِ"
وقُربَ أيَ جبل .
وحدها خالتي "وفيّة "
كانت تعرفُ ذلكَ
و تبكي.
***
مُدّةُ "الاجازةِ الدوريَةِ"
سبعةُ أيَام .
كان الجنودُ يتزوّجونَ فيها
ويعودونَ لثَكناتِهم
ليموتوا .
كنتُ أذهبُ "مأمورا "
لتسليمِ جُثَةِ "العريسِ" السعيدِ
الى أهلهِ في القرى
والمدائنِ غيرِ السعيدة.
دائماً كانت "العروسُ" دونَ العشرين
حتَى أنّها
لم تكُن تعرفُ كيفَ تَلطُم
والأمهَاتُ
يضعونَ "فَرشْةَ" العُرسِ على التابوت
والنساءُ الأقارِبُ يُهلْهِلْنَ
والآباءُ يَزُفوّنَ ابناءهم الى المقبرةِ صارِخين..
" مبارك عِرسَك يا بوية "
***
" علي الأمام "
يعزفُ على العود
" تقسيم حجاز"
و "يوسف عمر "
يغنَي "يا يوسفَ الحزن "
من مقام "المنصوري"
و " داخل حسن "
يموءُ كناعور
و الجنديَ يهمسُ لزميلهِ قبلَ " الصَوْلَةِ"..
لماذا لا يصمتُ هؤلاء
ليتسنَى لنا الموتُ بحبور
في هذهِ الحروبِ السخيفة .
***
عدتُ من الاجازةِ.
كانت الهزيمةُ مدويّةً
وتشرذمت "الوحدات ".
ذهبتُ الى بائعةِ الشاي والقَيمرِ في ساحةِ " أُمَ البروم "
و سألتُها..
أينَ هو يا خالتي الآن
الفوج السابع / من اللواء السادس / من الفرقة الخامسة ؟
أجابت دون أن تلتَفِتْ لي..
- إنّهم يُعيدونَ تشكيلهُ يا بُنيّ..
" المتَقَدَمُ " في" مجنون "
و "الخَلْفِيُّ "في "الهارْثَة".
يالَكِ يا خالتي
من"قُوّةِ استطلاعٍ" كثيفة.
***
لا أعرفُ ما الذي تفعلهُ الآلهةُ في الحروب.
إنَ الأمرَ لمُربكٌ حقاً .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة النفطية في العراق واشتراطات تحالف (OPEC PLS)
- وقائعُ تاريخِ المِحنة في العراقِ الراهن
- كلفة التنمية وعائد التنمية وإدارة التنمية في العراق
- كُلُّ احتلال.. وأنتِ روحي
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (2)
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (1)
- هديلُ الحَمامِ الوحيد في كوكبِ المُشتري
- سرقات اليوم الواحد وفساد القرن الكامل في العراق (3)
- تلكَ الحياةِ المريرة
- كلفة التنمية وإدارة التنمية في العراق
- المواطنون السمك و نفط البحيرة الاجمالي
- أمانات القانت و حرمان المقنوت في بلاد الحوت الأحدب
- دفاترُ الوقتِ طويل الأجل
- يا لهُ من بلدٍ.. هذا البلد
- حروبُ الضرايرِ في بيوتِ العرب
- وحدي.. و وحدي.. وما زلتُ وحدي
- نحزنُ وحدنا.. معاً.. وتفرحُ أثيوبيا
- هذهِ السنينُ المُمِلّة
- آخرُ ديسمبرٍ لي.. أعرفُ هذا
- التبليط والتنمية في العراق 2003-2023


المزيد.....




- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...
- محمد المعزوز يوقع روايته -أول النسيان- في أصيلة
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...
- مهرجان كتارا الـ11 يواصل فعالياته بمشاركة نخبة من الروائيين ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - دفاترُ الحرب (4) .. مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ، من بقايا الحربِ العراقيّةِ – الايرانية