أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارا محمد حصري - محطة ضائعة














المزيد.....

محطة ضائعة


دارا محمد حصري

الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


أسمعها كثيراً:
ألم تدرك بعد أن القطار فاتك ! وقد توالت من بعده العديد من القطارات .. وأنت مازلت غير واع بأن لكل آدمي نجمة في السماء ، عليه أن يرتقب اللحظة ليلتقط الشرارة منها وإلا ستضيع في أفق الفضاء بحثا عن ظلها.. أتيح لك زمنا بأكمله لتدرك دربك وتصل معها إلى وجهتك ! أنت متأخر جداً، ومازلت واهما وأنت جالس على كرسي نصفه من خشب ونصفه الآخر من حديد ، بأن تأتي العربة الشاردة .. استفق فأنت أخر من بقي في تلك المحطة ، وقريبا سوف تصبح مهجورة ، هكذا يقولون في الحي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي... استيقظ فربما مازال هناك حيز من الوقت كي تستقل إحداها وتندمج مع برودة الحديد ، هذا أفضل من إنتظارك لذلك الحلم الوردي في عوالمك التائهة ، لن تستطيع تغيير شيء ، فهذا المسار هو نفسه منذ أن مرّت من فوقه عربات محملة (بجنود) .. (جنود) لم يعد أحدهم بعد ..! ( ولذلك فقط ذكرتها نكرة ) ، ولم تفعل زوجاتهم كما تفعل أنت ، إنهن يستقلن السكة ذاتها على الدوام .
لم تكلّف روحك حتى بالنظر لتلك الشاشات المزركشة لتلك العربة مثالا ، إنها مكيفة أيضا، ولكن لا أخفيك بأن وراء كل هذا البريق حديد تم سلبه من المدينة التي دخلها الجنود فاتحين ، استباحوا كل مافي المدينة من بشر وحجر ، ولكنها جيدة فهي سوف تقضي غايتك. لقد سمعت بأن لديك هناك جمهور من المحبين ينتظرون صعودك ، أهذا صحيح ؟
نعم صحيح : إنهم ينتظرونني وبهم آلاف الحسرات بأن يرونني منضماً لجوقتهم ، حتى لا أشعر بالوحدة بينما يلعبون مع صغارهم أو حين ينظمون حفلة عيد ميلاد أو عزيمة شواء ، فهم جميعا يأتون سويةً إلا أنا.
ولكن هل تعلم؟
أنا لا أنتظر القطار ولا تلك العربات . ما أنتظره هنا ليس موجوداً في إحدى المحطات ، ولا تغريني تلك العربات الجميلة الفارغة ، نعم إنها فارغة من الناس رغم الازدحام الذي تراه ، فهؤلاء لا يشبهون ما أنا بصدد إنتظاره ، إنهم يمضون فقط يصعدون ثم يندمون لأنهم صعدوا . هذه معضلة تحتاج الكثير من الوقت كي أشرح لك ما أراه في نظراتهم التي ترمقني وهم يمضون كالسراب.
أنا هنا أنتظر إحداهن ! تلك التي سوف تكون رفيقة دربي هذا ، تلك التي ستجعل جبال عفرين (مدينتي) تعود للاخضرار من جديد بعدما قاموا بتصحيرها ، إنني أشبه مسقط رأسي كثيراً.
إنني ألتقيها في السنة مرة ، عندما أتعبّد في محراب ضحكتها ، أبتسامتها ، نظراتها التي تفضح وتخبئ آلاف الأماني ، ربما لا تعرف وربما نعم ، لا أركض وراء الإجابة .
أنا هنا منتظر ولا أتأمل شيء سوى أن ألتقيها في السنة القادمة مرة أخرى ، نعم سوف أنتظر لسنة أخرى ، لا تستغرب فأنا لا أشبه من مرّوا عليك .
الآن دعني مع إنتظاري الغير مصحوب بأمل ، فيكفيني أنها في مكان ما تتنفس من هذا الهواء نفسه ، تشرق على عينيها هذه الشمس ذاتها . لا أريد سوى أن أكون أنا ، لربما سوف تسرق في العمر ساعة كي تكون هنا، تغمرني بين يديها وأتناثر بين خصلات شعرها المتغير لونه ، في عينيها الجبليتين وهما مرقدي كما كانت مرقد الأجداد من قبلي .... .



#دارا_محمد_حصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 37 جديلة
- هل الPKK عدوّك؟؟
- عامان على عفرين
- تبعية عمياء
- سياسة
- سقوط العراق 2017
- محكمة دستورية أم سياسية؟
- هل اعترف الجميع بالاستفتاء؟ نعم! كيف؟


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دارا محمد حصري - محطة ضائعة