أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - مقطع عرضي لرواية إلى أن يزهر الصّبّار














المزيد.....

مقطع عرضي لرواية إلى أن يزهر الصّبّار


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


مقطع عرضي لرواية
"إلى أن يزهر الصبار" للكاتبة "ريتا عودة"،2017
بقلم الروائي السوري "محمد فتحي المقداد"

لولا الكتابة لما عرفنا شيئًا خارج قوقعة محيطنا المنظور والمُعاش يوميًا وعلى نطاق ضيق، والرواية هي أصدق ناقل لصورة الحقيقة أو بمقاربتها بشكل دقيق.
للمرّة الأولى أقرأ رواية من الدّاخل الفلسطينيّ المحتل. رواية "إلى أن يزهر الصبّار" وهو توقيت ميلاد"أمل وأحلام" من زواج مختلط بين" آدم" الشاب المسلم، والبنت "حياة" المسيحية الديانة.
من الذكاء اختيار هذين الاسمين "آدم وحياة" فهما يشكّلان رمزيين بدلالتهما على وحدة وأصل الحياة البشريّة.
أمَّا العنوان "إلى أن يزهر الصبار" فهو عبارة مجزوءة من كلام أرادت الكاتبة "ريتا عودة" منه فتح باب التأويل بإشراك قارئها معها إضافة ما يروق له قبل هذه العبارة لتصبح ذات دلالة أبعد بمحتواها. هذه العبارة بحدّ ذاتها هي توقيت وإشارة إلى الرّبيع حصرًا، أمّا كلمة "الصبّار" فلم تأتِ عبثًا بعد الفعل المضارع "يُزهر" المسبوق بإحدى أدوات النَّصب" أن". كم هي شجرة الصبار صبورة على معاناتها بإنبات شوكها أولًا ومن الشوكة تأتي الثمرة. وهي صبورة على ظروف العيش وشظفه على أطراف الصحراء وفي المناطق الأخرى، وسر بقائها يكمن في قدرتها على مقاومة قساوة المناخ وقلة الماء. هنا نتوقف بعدما فهمنا طبيعة الشجرة المقاومة، فهي رمز للشعب الفلسطينيّ المقاوم، وأشواك الصبار رأس الحربة في الدّفاع عن صمودها أمام الأيدي العابثة والمُتطفلة.
ابتدأت جملة العنوان بحرف الجر "إلى" الموحية بامتداد زمانيّ للرواية التي كتبت بأثر زمن رجعيّ على محمل الذاكرة، وهي جملة مذكرات سيرة حياتيّة أو أشبه بسيرة من الممكن أن تكون للكاتبة أو لبطلتها المُتخيّلة.
مدينة الناصرة مهد رواية "إلى أن يزهر الصبّار" التي جاءت بصورة مغايرة تمامًا، أوّلًا أفصحت سرديّة الرواية عن مجموعة من مفاهيم الديانة المسيحيّة المُتسامحة، وقد أرّقتها الأسئلة الوجوديّة، فحاولت نقاش قضيّة الإله والربّ من منظورها الكهنوتي، وفكرة الخطيئة والغفران والفداء والموت والحبّ، وفي الآية من العهد القديم للكتاب المقدّس: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»، وهي بذلك قامت بإيراد مجموعة من النصوص الإنجيلية، ذات المغزى الدلاليّ على المحبّة والسّلام والوئام، لتكون مدخلًا صالحًا، ومبررًا معقولًا لقضيّة العيش المُشتَرك، ومقتضياته من تعاملات ومنها قضيّة الزواج المُختَلَط الذي يحتاج جرأة للتطرّق له فهو من تابوهات الكتابة.
هنالك محور آخر يدور حول قضيّة التجذُّر والحفاظ على الهويّة الوطنيّة، وإشكاليّة العيش الإجباريّة بين العرب أصحاب الحقّ والأرض، وبين الغاصب اليهوديّ المُحتَلّ والمُتسلّط. كلّ هذه القضايا وغيرها طرقتها رواية "إلى أن يزهر الصبّار" على محمل لغة عالية المستوى بمنحاها الشعريّ. من الممكن وصف الرواية بأنّها رواية مُثقّفة، لتعدُّد الاتّكاءات والاقتباسات، وقد أوردت اقتباسات لمجموعة من أسماء المشهورين اِعْتبارًا من شعراء فلسطين "محمود درويش" إلى ماركيز ورولان بارت وسقراط وابن خلدون وغيرهم. الأمر الدالّ على غنى الرواية، ودليل آخر على عمق ثقافة "ريتا عودة" عندما استطاعت حشد هذه المقولات المختلفة، وذلك لخدمة فكرتها، واشتغلت عليها ضمن خُطّة سرديّتها المتوازنة.

السبت 17/8/2024



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أن يُزهر الصّبّار/ لمحة نقديّة
- لا مُخَلِّصَ في العشاءِ الأَخيرِ
- إيَّاكَ أَنْ تأخذَني على محملِ العشقِ// ومضات
- العُشَّاقُ على أَشكالهم يقعونَ// ومضات
- مُقابلَ القضيّةِ اُقرفِصُ
- عاشِقتان// ومضة قصصيّة
- مَنْ قَالَ إِنَّنِي شَاعِرَة..؟! // ومضات
- قصّة ليستْ للأَطفال
- وطنٌ في امرَأَة
- كم مِن لا في هذهِ اللغة..!
- عندما تشهقُ نونُ النِّسْوَة/ومضات
- إلى أن يُزهر الصّبّار/ قراءة
- أَكَلَنا الذِّئْبُ...ومضات
- وين نروح..؟!// قصّة قصيرة
- حلمُ السَّروِ والسَّروة/ ق.ق.ج.
- أَكونُ لكَ سنونوَة/ومضات
- رفعت زيتون: قراءة في ديوان -سأحاولكِ مرّة أخرى-
- على مهلٍ
- الطّريقُ إليكِ
- لكَ جنوني / ومضات عشقيَّة


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - مقطع عرضي لرواية إلى أن يزهر الصّبّار