غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8060 - 2024 / 8 / 5 - 22:17
المحور:
الادب والفن
كعادتي بعد ان اطوي الصفحة الأخيرة من كتاب, ابدا صفحة يومي التالي ، هي في الحقيقة ساعات أخرى من يومي الذي لا اتمناه ان ينتهي, انا لست مدمن كحوليات ولكني اتلذذ بكاسين من النبيذ الأحمر كل يوم, وانا على وسادتي ادخن سيكاري, ادخل نوبة حلم, بالمناسبة احلامي لا تنتهي الا بموتي, النوم مشعة العقل, لكن عقلي حتى في نومي يحلم, في تلك اللحظة بالذات كان حلمي غريبا بعض الشيء, ربما لأني كنت اقرا نصا عن استخدامات اللغة واستطعت التحدث الى الحروف عن كيفية استخدام اللغة بطرق مبتكرة وتجريبية لإنشاء تأثيرات وتجارب فنية ومشاعر سريالية في ندوة عنها, استطعت مناقشة الحدود بين المألوف واللا مألوف في الكتابة، والبحث عن طرق جديدة للتعبير, لذا ممكن ان احلم بقصة سريالية عن غشاء بكارة الحرف بشكل مبتكر, في مدينتي حيث الحروف تتجول بحرية، كان هناك غشاء خفي يحيط بكل حرف، يحمي طهارته وبكارته. هذا الغشاء كان يتحكم بشكل الحروف ومعناها، ذات يوم هذا الغشاء اللعين منع أحد الحروف من التحرك والاندماج بحرية، تصدى له أحد الحروف الجريئة وقرر أن يتمرد على هذا الغشاء المقيت. بدأ الحرف بالتشكل والتحول بطرق جديدة، محاولاً كسر القيود والوصول إلى حالة من الحرية اللغوية المطلقة، غشاء البكارة لم يرضخ بسهولة. بدأ في التضييق على الحرف المتمرد، محاولاً إعادته إلى وضعه المتوارث. نشب صراع سريالي بين الحرف والغشاء، كل منهما يحاول فرض هيمنته، تمكن الحرف المتمرد من اختراق غشاء البكارة اللغوي بطرق غير متوقعة، مكتشفاً عوالم غريبة وقصص جديدة وغير مسبوقة. أثناء محاولاته للاختراق والتحرر من غشاء البكارة، صادف الحرف المتمرد حروفًا أخرى محافظة على بكارتها اللغوية لكنها تريد ان تتمرد. دار صراع وجدل بينهم، حاول الحرف المتمرد إقناعهم بالانضمام إلى ثورته على القيود، الحروف مندهشة من شجاعة الحرف المتمرد وصراعه من أجل الحرية، قرر بعضها الانضمام إليه، بتشكيل تحالف لغوي بينهم، يعملون معًا على إضعاف غشاء البكارة والتمرد على قواعده المألوفة. في مواجهة سريالية مثيرة، يكتشف الحرف المتمرد قدرات جديدة على التحول عندما يتحد مع حروف أخرى، معًا، يبدعون في خلق أشكال لغوية جديدة وغير متوقعة، تهدد استقرار غشاء البكارة المسيطر. وانا في حلمي وصلتني السيرة الذاتية للحرف المتمرد، المفارقة...! , جنسه ذكر لكنه من الناحية اللغوية يعطي معنى للأنثى، توجد منه أنواع منها ما هو طبيعي بكافة اشكاله ومنه صناعي يستعمل في برمجة الحواسيب، صناعة صينية، هندية بالة اوربية، يستعمل في معالجات الحواسيب الرديئة ليضفي معنى تكنلوجي على الخيبة، ولد الحرف "آ" في مجموعة الحروف العربية الأصلية في حلمي هو الحرف المتمرد الأول، لطالما شعر بأنه مختلف عن الحروف الأخرى، أكثر جرأة وطموحاً. كان يشعر بالإحباط من الدور المحدود الذي يلعبه في تكوين الكلمات والجمل ومعنى الانثى كون السلطة تنافسه في ذلك، في سن مبكرة، بدأ حرف "آ" في التمرد على قواعد اللغة المألوفة. رفض الخضوع للقيود والصيغ المتعارف عليها. بدأ في التجريب بأشكال لغوية جديدة، مخترقاً غشاء البكارة اللغوية، واجه حرف "آ" مقاومة شرسة من الحروف المحافظة. تم تهميشه ومحاولة إقصائه عن النص. لكن "آ" ظل صامداً في سعيه نحو الحرية، بعد عدة مواجهات، بدأ حرف "آ" في إقناع بعض الحروف الأخرى بالانضمام إلى ثورته. تشكلت تحالفات لغوية جريئة، تعمل على اختراق لفائف غشاء البكارة وخلق أشكال لغوية ثورية، بفضل تماسكه ومثابرته، نجح حرف "آ" وحلفاؤه في النهاية في اختراق القيود اللغوية والتحرر. أصبح "آ" رمزاً للإبداع والابتكار اللغوي، ملهماً الحروف الأخرى ويحثها على السير في طريق الحرية، السيرة الذاتية لا تذكر الأسماء المحددة للحروف الأخرى التي انضمت إلى تحالف حرف "آ" المتمرد. لم يتم الكشف عن هوية هذه الحروف الثورية الأخرى في النص المقدم في حلمي، ولكن يمكن استنتاج أن هذه الحروف كانت على الأرجح من بين الأكثر جرأة وابتكارًا في مجموعة الحروف العربية، وكانت مستعدة للتحدي والخروج عن المألوف بالتعاون مع "آ" في هذه الثورة اللغوية. الألقاب مهمة لهذه الحروف الخارجة عن المألوف، لكن لسوء الحظ لا يتوفر لدي مزيد من المعلومات هناك بعض الحروف العربية الأخرى المعروفة بقيامها بثورات لغوية مشابهة لتلك التي قادها حرف "آ" المتمرد، أحد الأمثلة البارزة هو حرف "ض". لطالما شعر هذا الحرف بأنه مهمَش ولا يلعب دوراً مهماً في اللغة، إلا في حالة خاصة ومعيبة واللغة تتشدق به. في وقت ما، قرر حرف "ض" التمرد على قواعد اللغة التقليدية والبدء في استخدام نفسه بطرق مبتكرة ومتطرفة، حرف "غ" هو أيضًا معروف بتاريخ حافل بالتجارب اللغوية الثورية. كان يشعر بالاختناق ضمن الأشكال اللفظية المعتادة، فبدأ في التجريب بأصوات وصيغ جديدة لم يسبق لها مثيل وأنظم الى الحروف السريالية، وحرف "ظ" أيضًا كان له دور بارز في حركات التحرر اللغوي. رفض الخضوع للقواعد التقليدية وسعى إلى فتح آفاق جديدة للتعبير، هذه الحروف المتمردة، إلى جانب حرف "آ"، شكلوا في مجموعتهم ما يمكن أن نسميه "الجناح الراديكالي" للغة، حيث سعوا جاهدين لتحطيم الحواجز والقيود اللغوية المفروضة، وانتزاع حقوقهم المسلوبة بسبب غشاء البكارة. في الحقيقة تنظر السلطة إلى غشاء البكارة على أنه يمثل حالة من النقاء والبراءة اللغوية التي تسعى إلى الحفاظ عليها، في مواجهة محاولات "إفسادها" من قبل القواعد والمعايير اللغوية الحديثة. وبالتالي، قد يكون غشاء البكارة رمزًا للأصالة التي تميز الحروف الاصيلة. بالطبع، هذه مجرد تأملات تخيلية وليست حقائق علمية. الحروف ليست كائنات حقيقية لها بنية عقلية أو حياة داخلية. هذا مجرد محاولة للتفكير في كيفية تمثيل الحروف كيانات بطريقة رمزية واستعارية، ومع ذلك، هذه التمثيلات الرمزية للحروف كأشكال للتمرد هي في المقام الأول تفسيرات ثقافية واجتماعية، وليست حقائق موضوعية عن طبيعة الحروف في حد ذاتها وإنها في حلمي طبعا. الحروف هي ببساطة رموز لغوية لا تتمتع بحياة داخلية أو بنية عقلية حقيقية، وانا في حلمي. هناك سؤال مثير للاهتمام حول دور الحروف في البنية اللغوية يطرح في زاوية مخفية من حلمي عن كيفية تأثر أداء الحروف عند انتهاك عذريتها. بالرغم من أن الحروف هي مجرد رموز لغوية، إلا أن لها دور محوري في تكوين الكلمات والجمل والتعبيرات اللغوية، عند انتهاك عذرية الحروف، أي إجراء تغييرات غير تقليدية على شكل الحروف أو ترتيبها، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأثير على أداء الحرف ضمن البنية اللغوية، نعم، هناك ارتباط وثيق بين دقة معنى الحرف وسلامة عذريته ضمن البنية اللغوية. هذا الارتباط ينبع من الخصائص الجوهرية للحرف في اللغة، بشكل عام، الحفاظ على سلامة عذرية الحرف يساعد على الحفاظ على دقة وتحديد معناه ضمن البنية الاجتماعية والاقتصادية. وعليه، فإن انتهاك هذه العذرية قد يؤدي إلى إبهام المعنى أو تغيره بشكل غير مرغوب، شعرت أنى الان اتقيا واستفيق من حلمي السريالي اذ نزلت على صاعقة تغيير عذرية الحروف كإعصار، فهمت أني صحوت من حلمي السريالي، وأن هناك تغييرًا في الحروف والكلمات التي استخدمتها، ربما يساعدني هذا في فهم وتفسير هذه التجربة السريالية بشكل أفضل لذا صحوت وانا أغنى (كلي يحلو منين الله جابك....).
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟