|
الحاضرية الوجودية و الفلسفات المعاصرة
غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8050 - 2024 / 7 / 26 - 00:12
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في ظل التحولات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم، يبدو أن هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الفلسفات التي توجه حياتنا وتفكيرنا. إحدى الفلسفات التي تبرز كبديل واعد هي الحاضرية الوجودية. تشجع الحاضرية الوجودية على التركيز على اللحظة الحالية بدلًا من الانغماس في الماضي أو القلق بشأن المستقبل. تعزز الفلسفة أهمية أن يكون الفرد صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، وأن يعيش حياة تتوافق مع قيمه ومعتقداته الداخلية. تؤكد الحاضرية الوجودية على أن الإنسان حر في اتخاذ قراراته، لكنه أيضًا مسؤول عن تلك القرارات وعواقبها. تعطي الفلسفة أهمية كبيرة للتجارب الشخصية والفردية كمصدر أساسي للمعرفة والفهم. يمكن أن تساعد الحاضرية الوجودية الأفراد على التكيف مع التغيرات السريعة من خلال التركيز على اللحظة الراهنة وتطوير فهم أعمق للذات. يمكن لهذه الفلسفة أن توفر إطارًا يساعد الأفراد على إيجاد معنى ورضا في حياتهم، بغض النظر عن التحديات التي قد يوجهونها. تقدم الحاضرية الوجودية نهجًا فلسفيًا يركز على الإنسان وتجاربه الفردية، مما قد يجعلها بديلًا ملهمًا للفلسفات المعاصرة والمستقبلية. من خلال تعزيز العيش في الحاضر، والأصالة، والحرية، والمسؤولية، يمكن أن تساعد هذه الفلسفة الأفراد على إيجاد معنى أعمق ورضا في حياتهم اليومية. وتلعب دورًا محوريًا في تطوير فهم أعمق للذات من خلال التركيز على التجارب الفردية والعيش في اللحظة الحاضرة وتشجع الأفراد على التواجد الكامل في اللحظة الحالية، مما يساعد على تحسين الوعي الذاتي. عندما يركز الشخص على الحاضر، يمكنه مراقبة أفكاره ومشاعره وتصرفاته بشكل أكثر وضوحًا دون تشويش ناتج عن القلق بشأن المستقبل أو الندم على الماضي. تعتمد الحاضرية الوجودية على التجارب الذاتية كمصدر أساسي للمعرفة والفهم. من خلال التأمل في هذه التجارب وفهم الدروس المستفادة منها لذا يمكن للأفراد تطوير وعي أعمق بذواتهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم. تعزز الحاضرية الوجودية مفهوم الأصالة، والعيش بصدق مع الذات ومع الآخرين. من خلال تبني هذا المبدأ، يصبح الأفراد أكثر وعياً برغباتهم الحقيقية وأهدافهم، مما يسهم في تطوير فهم أعمق للذات. تؤكد الحاضرية الوجودية على الحرية الفردية في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عن تلك القرارات. هذا الوعي بالحرية والمسؤولية يمكن أن يساعد الأفراد على فهم أعمق لذواتهم من خلال إدراك تأثير اختياراتهم على حياتهم وحياة الآخرين. تدفع الحاضرية الوجودية الأفراد إلى الانخراط في التأمل الذاتي المستمر. ومراجعة الأفكار والمشاعر والتصرفات بشكل دوري، ليمكن الأفراد من بناء فهم أعمق لدوافعهم وقيمهم وأهدافهم. تعلم الحاضرية الوجودية الأفراد قبول عدم اليقين والغموض الذي بفضي الى البحث عن معنى في الحياة. هذا القبول يمكن أن يحرر الأفراد من القلق الدائم ويعزز فهمهم للذات من خلال مواجهة الواقع بشجاعة وواقعية، تساعد الحاضرية الوجودية في تعزيز العلاقات العميقة والصادقة مع الآخرين. من خلال هذه العلاقات، يمكن للأفراد الحصول على تغذية راجعة قيمة تساعدهم في فهم أنفسهم بشكل أفضل. بمجملها، تساهم الحاضرية الوجودية في تطوير فهم أعمق للذات من خلال التركيز على العيش في الحاضر، الأصالة، الحرية، المسؤولية، والتأمل الذاتي. هذا الفهم الأعمق يمكن أن يؤدي إلى حياة أكثر إشباعًا وذات معنى، حيث يكون الأفراد أكثر وعيًا بذواتهم وقادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة تعكس قيمهم وأهدافهم الحقيقية. ان البحث عن طرق للتحرر الذاتي وإعطاء معنى للوجود هو موضوع مشترك بين العديد من الفلسفات، بما في ذلك الحاضرية الوجودية. على الرغم من اختلاف السياقات الثقافية والتاريخية، إلا أن هناك تشابهات ملحوظة في كيفية تناولها لهذه القضايا: تؤكد الحاضرية الوجودية على أن الإنسان حر في اتخاذ قراراته، لكنه أيضًا مسؤول عن تلك القرارات وعواقبها. هذا الوعي بالحرية والمسؤولية يمكن أن يساعد الفرد على التحرر من القيود الخارجية والداخلية. تعطي الفلسفة أهمية كبيرة للتجارب الشخصية والفردية كمصدر أساسي للمعرفة والفهم. من خلال التأمل في هذه التجارب وفهم الدروس المستفادة منها، يمكن للأفراد تطوير وعي أعمق بذواتهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم. تعزز الحاضرية الوجودية أهمية أن يكون الفرد صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، وأن يعيش حياة تتوافق مع قيمه ومعتقداته الداخلية. هذا يعزز الشعور بالتحرر الذاتي وإعطاء معنى حقيقي للوجود. التحرر من المعاناة، تعتقد الكثير من الفلسفات أن الحياة مليئة بالمعاناة، وأن التحرر يأتي من فهم طبيعة المعاناة وأسبابها وإتباع الطريق النبيل لتحقيق التحرر. تُعتبر الممارسات التأملية والوعي اللحظي جزءًا أساسيًا من التأمل الواعي. من خلال التأمل الواعي، يمكن للأفراد التخلص من الأنماط الذهنية السلبية وتطوير فهم أعمق للذات وللحياة. لذا تشدد الحاضرية الوجودية على مفهوم اللا تعلق، أي التحرر من التعلق بالأشياء والأشخاص والأفكار. هذا التحرر يساعد في تقليل المعاناة والوصول إلى حالة من السلام الداخلي. هذه المقاربة مع اختلاف السياقات والتوجهات، فإن كل من الحاضرية الوجودية والبوذية (البوذية ليست كدين وانما طريق للعيش وإعطاء معنى) يقدما طرقًا للتحرر الذاتي وإعطاء معنى للوجود. الحاضرية الوجودية تركز على الحرية الفردية والأصالة والتجارب الشخصية، بينما تركز البوذية على التحرر من المعاناة من خلال الوعي والتأمل واللا تعلق، كلا النهجين يمكن أن يكونا مصدر إلهام للأفراد الباحثين عن معنى أعمق وتحرر ذاتي في حياتهم. الالتزام بالأخلاق في البوذية هو أساس الطريق إلى النير فانا. من خلال الالتزام بالوصايا الخمس وتطبيق المبادئ الأعمق مثل اللطف واللاتعلق والحكمة، يمكن للفرد تنقية العقل والقلب وتهيئة نفسه للممارسات الروحية العميقة. هذه الأخلاق تساعد على تقليل التعلق والمعاناة وتُمهد الطريق لتحقيق التحرر النهائي والسلام الداخلي. في الحاضرية الوجودية، يركز الحاضريون الوجوديون على تجارب الفرد الذاتية وكيفية تعامله مع الواقع والعالم من حوله. في سياق الأخلاق، تُعتبر الحاضرية الوجودية نهجًا فريدًا لأنها ترفض القيم المطلقة والقواعد الأخلاقية الثابتة، وتؤكد على الحرية الفردية والمسؤولية الذاتية في بناء الأخلاق. في الفلسفة الحاضرية الوجودية، يُعتبر الإنسان حرًا بشكل مطلق، مما يعني أن كل فرد يمتلك القدرة على اتخاذ قراراته الخاصة وتشكيل مسار حياته. مع هذه الحرية تأتي مسؤولية كبيرة؛ الفرد مسؤول عن أفعاله وقراراته ويجب أن يتحمل عواقبها من خلال التالي: • الذاتية والأصالة الأصالة هي العيش بطريقة تتسق مع الذات الحقيقية للفرد، بدلاً من التكيف مع توقعات المجتمع أو الآخرين. يتعين على الفرد أن يكون صادقًا مع نفسه وأن يتخذ قرارات تعكس قيمه ومعتقداته الشخصية بدلاً من اتباع معايير خارجية مفروضة. • الاغتراب والقلق الوجوديون الحاضريون يرون أن القلق والاغتراب هما جزء لا يتجزأ من الوجود البشري. هذا القلق ينبع من مواجهة الحرية المطلقة والمسؤولية المترتبة عليها. بدلاً من الهروب من هذا القلق، يعتقد الحاضريون الوجوديون أن الفرد يجب أن يقبله ويستخدمه كدافع لاتخاذ قرارات أكثر أصالة ومسؤولية. • الوجود المسبق على الجوهر أحد المبادئ الأساسية في الوجودية هو أن الوجود يسبق الجوهر. بمعنى آخر، لا يُحدد الإنسان بطبيعته أو جوهره المسبق، بل يُحدد من خلال أفعاله واختياراته. هذا يعني أن الفرد ليس محددًا بقيم أو أخلاق سابقة، بل يخلقها من خلال تجربته وقراراته الشخصية. • خلق القيم الشخصية بدلاً من تبني قيم مفروضة من الخارج، يتعين على الفرد أن يخلق قيمه الخاصة من خلال تجربته وتفكيره الشخصي. هذا يتطلب تأملًا عميقًا لفهم ما هو مهم حقًا للفرد وما يُعبر عن ذاته. • تحمل المسؤولية بما أن الفرد حر في اتخاذ قراراته، فإنه مسؤول أيضًا عن عواقب هذه القرارات. يجب على الفرد أن يقبل النتائج المترتبة على أفعاله وأن يتعامل معها بصدق وشجاعة. الحاضرية الوجودية تعترف بعبثية الحياة وعدم وجود معنى سابق لها. بدلاً من الانسحاب من هذه الفكرة، يُشجع الوجوديون على مواجهة العبثية وخلق معنى شخصي من خلال تجربتهم وأفعالهم. الصدق كبُعد فلسفي الحاضريون الوجوديون يشددون على ضرورة مواجهة الواقع بما فيه من عدم يقين وعبثية. الصدق هنا يعني الاعتراف بحقيقة الوجود كما هو، بدلًا من الهروب إلى أوهام أو اعتقادات زائفة. هذه المواجهة تتطلب شجاعة ووعيًا ذاتيًا عاليًا. الصدق يتداخل مع مفهوم الحرية. الفرد حر في اتخاذ قراراته، ولكن هذه الحرية تأتي مع مسؤولية أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الآخرين. الصدق مع الذات هو شرط أساسي لاتخاذ قرارات حرة وأصيلة. الصدق كقيمة أخلاقية يتطلب الاحترام المتبادل بين الأفراد، حيث يُعتبر الصدق أساسًا لبناء الثقة والعلاقات الصحية. كبُعد فلسفي، يتطلب الصدق مواجهة الحقائق الوجودية بشجاعة، مما يعزز الأصالة والحرية الشخصية. في الحياة العملية، يمكن أن يظهر الصدق في كيفية تعامل الفرد مع نفسه ومع الآخرين. على المستوى الأخلاقي، يتجلى في النزاهة والشفافية. على المستوى الفلسفي، يظهر في كيفية مواجهة الفرد لتحديات الحياة والاعتراف بحقائق الوجود. الصدق في الحاضرية الوجودية يحمل أبعادًا أخلاقية وفلسفية معًا. كقيمة أخلاقية، يعزز الصدق النزاهة والمسؤولية الذاتية. كبُعد فلسفي، يعزز مواجهة الحقائق الوجودية والعيش بأصالة. التداخل بين هذين البعدين يعزز من تكامل الفلسفة الوجودية ويجعلها أكثر ارتباطًا بالحياة العملية للفرد. في الفلسفة الحاضرية الوجودية، هناك علاقة وثيقة بين الصدق والحرية، حيث يتداخلان ويعززان بعضهما البعض في تشكيل حياة أصيلة ومعنى فردي. في الفلسفة الحاضرية الوجودية، تُعتبر الحرية جوهر الوجود البشري. الإنسان يُولد بدون جوهر محدد ويملك الحرية الكاملة لتشكيل حياته من خلال اختياراته وأفعاله. هذه الحرية تأتي مع مسؤولية كبيرة، حيث يجب على الفرد أن يكون صادقًا مع ذاته في كل قرار يتخذه. الصدق في الوجودية يعني أكثر من مجرد قول الحقيقة؛ هو أن يكون الفرد صادقًا مع ذاته، معبرًا عن قيمه ومعتقداته الحقيقية. هذا الصدق الداخلي هو شرط أساسي للحرية الأصيلة. بدون الصدق مع الذات، تكون الحرية مجرد وهم، حيث تكون القرارات مبنية على تصورات زائفة أو ضغوط خارجية بدلاً من القيم الحقيقية للفرد. الصدق في العلاقات مع الآخرين يعزز من الحرية الجماعية. عندما يكون الأفراد صادقين مع بعضهم البعض، يبنون علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، مما يعزز حرية التعبير والتفاعل الأصيل. في الحاضرية الوجودية، الصدق والحرية مرتبطان بشكل وثيق. الصدق مع الذات هو شرط أساسي للحرية الأصيلة، والحرية تمنح الفرد القدرة على العيش بصدق وأصالة. هذا التفاعل يعزز من حياة ذات معنى ومسؤولية، حيث يكون الفرد قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بشجاعة ووعي ذاتي.
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاضرية الوجودية وفلسفة الاخلاق
-
الحاضرية الوجودية والنقد الأخلاقي لعولمة التفاهة
-
الحاضرية الوجودية وترحيل الزمان
-
الحاضرية الوجودية ومفهوم المواطن المستقر والعبودية الطوعية ف
...
-
الحاضرية الوجودية وحوار الفلاسفة والطرشان
-
الحاضرية الوجودية و عناصرالحداثة عند امبرتو ايكو
-
الحاضرية الوجودية والاحلام
-
الحاضرية الوجودية والدوافع الغريزية للابداع
-
الحاضرية الوجودية والنهج الراسمالي الجديد
-
الحاضرية الوجودية والمثقف المزيف
-
الحاضرية الوجودية والنقد الجذري للرأسمالية
-
الانسانية والانسانوية والحاضرية الوجودية
-
القلق من الاندثار وتحقيق المعنى في الحاضرية الوجودية
-
الحاضرية الوجودية و العالم الافتراضي
-
الوعي والانغماس في الحاضرية الوجودية
-
الحاضرية الوجودية وفلسفة اللذة
-
مابعد الانسان والحاضرية الوجودية الشاملة
-
الماهية والوجود والفلسفة الحاضرية الوجودية الشاملة
-
قصدية الوجود بين النظام والعشوائية في الحاضرية الوجودية
-
التصميم الذكي وتعدد الاكوان والحاضرية الوجودية
المزيد.....
-
السعودية.. وزارة الداخلية تعدم شخصا تعزيرا وتعلن عن اسمه وما
...
-
الدفاع الروسية: العدو خسر 400 جندي على محور كورسك خلال يوم
-
في ذكرى حرب 6 أكتوبر.. علاء مبارك يذكر بدور العرب في دعم مصر
...
-
وزير النفط الإيراني -غير قلق- وسط التهديدات الإسرائيلية
-
محمد بن سلمان وكوشنير: دعم مالي كبير يستثمره صهر ترامب في إس
...
-
فيضانات موسمية في تايلاند: غرق أفيال واختفاء العشرات وعمال ا
...
-
تقرير إعلامي يكشف معلومات عن مصير -خليفة- نصرالله
-
مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في أجو
...
-
الجعفري يؤكد تقديم سوريا طلب انضمام إلى مجموعة -بريكس-
-
سجل العملية العسكرية الخاصة: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإص
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|