غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 02:29
المحور:
الادب والفن
تمشيت في غرفتي لأجلب سيكاري من الرف المجاور, ارتطمت رجلي بحافة الطاولة, كان عليها بقايا قليلة من كاسي الأخير, الجو كان حارا جدا الا اني شغلت مكيف الغرفة وهو عبارة عن مروحة صدئة ورثتها من جدي العتيق وكانت الوطنية وصلتهم قبلنا بعد انقطاع دام هكذا ونيف, تناولت بقايا الكاس, من محاسن الصدف لم تنسكب منه ولا قطرة فوق طاولتي, حمدت مردوخ لأنه انقذني من عطش الحلم, استلقيت كعادتي على بطني متجردا من ملابسي الداخلية, حتى اشعر بالبرد غفوت وحلمت, كان حلمي باردا جدا, في أحد الأيام الباردة من شهر شباط، كنت اتجول في سوق البالة البغيض، بحثًا عن قطع غيار قديمة لتجميع عتاد إلكتروني اعمل عليه. وسط الزحام والضوضاء، لفت انتباهي صندوق قديم مغطى بالغبار في أحد الأكشاك، اقتربت منه وأنعمت النظر اليه، لأصدم بوجود رؤوس بشرية مقطعة تتدلى من جوانب الصندوق...! ارتعبت وشعرت بالغثيان، لكن فضولي دفعني للتحقق من محتوى الصندوق. عندما رفعت الغطاء، وجدت داخله مجموعة من الرؤوس المتعفنة تحيط بجمجمة بشرية كبيرة في المنتصف، ارتعبت وأسرعت بإغلاق الصندوق. شعرت بالرعب وعدم الأمان. نظرت حولي لأرى باعة آخرين يتهامسون ويلقون نظرات غريبة نحوي. بدأت اشعر وكأن كل الأنظار تتجه إلي، لم أستطع البقاء هناك أكثر. هرولت للخروج من السوق وركضت إلى منزلي، وانا اشعر بالخوف من أن اكون أحد المتورطين في هذا الأمر المرعب. في منزلي، أقفلت الأبواب بإحكام وأطفأت الأنوار. لم أنم طوال الليل، بقيت اراقب الباب خوفًا من أن يأتي أحد لطرقه، في اليوم التالي، قررت إبلاغ الشرطة عما رايته. لكن عندما ذهبت إلى المركز، اكتشفت أن الموضوع قد تم إخفاؤه، ولم أجد أي تعاون من رجال الأمن. شعرت بالقلق والارتباك، ولم اعرف ماذا افعل. هل ستلاحقني جماعة الرؤوس المقطعة...؟ أم أنه مجرد وهم من خيال مرعب...؟ استمرت حالة الخوف والتوتر تلازمني طوال الأيام التالية. لم اجرؤ على العودة إلى سوق البالة، وأصبحت حذرًا في كل تحركاتي، مترقبًا لأي حدث غريب قد اتعرض له. هل ستنتهي هذه المأساة بخير...؟ أم هل سينتهي بي المطاف إلى مصير مجهول...؟ بدأت التساؤلات تثور في ذهني وانا في حلمي، بالتأكيد هناك بعض التفسيرات المنطقية والمحتملة لما حدث في سوق البالة، قد تكون الرؤوس المقطعة في الصندوق مجرد نفايات طبية تم التخلص منها بطريقة غير قانونية في سوق البالة. وربما كان هناك حادث أو جريمة طبية سابقة لا علاقة لها بي، يمكن أن يكون الأمر مجرد مزحة سيئة النية من قبل أحد التجار لإرعاب الناس...! ربما كان الصندوق مُعد مسبقًا لخداع الزبائن والترويع...! إذا كانت الرؤوس حقيقية، قد يكون الأمر متعلقًا بجريمة قتل أو تقطيع جسد ضحية، وتم التخلص من الأدلة في سوق البالة...! ربما كان هناك شبكة إجرامية متورطة، زئبق أكاذيب، يدور في راسي، قد اكون قد تعرضت لحالة هلوسة أو اضطراب نفسي جعلني اتخيل المشهد المرعب، ربما كان تأثير الكحول أو الضغط النفسي السبب في رؤيتي لهذه الصورة. بعد البحث، لم أجد أي تقارير موثوقة عن حوادث مشابهة في سوق البالة في السنوات السابقة، هذا النوع من الحوادث الغريبة والمرعبة لم يكن لها سوابق مسجلة في هذا السوق المحلي.
بالطبع، لا يمكن استبعاد احتمال وقوع حوادث مماثلة في الماضي دون اكتشافها أو الإبلاغ عنها. إلا أنه من المعلوم أن سوق البالة عادةً ما يكون مكانًا لتداول السلع المستعملة والممتلكات الشخصية، وليس لحوادث جنائية خطيرة، لذا فإن ما حدث معي قد يكون حادثًا فريدًا من نوعه في هذا السوق المحلي. سيكون من المهم أن تقوم السلطات المختصة بالتحقيق في هذه الواقعة بشكل دقيق لتحديد ما إذا كان هناك سوابق أخرى لم يتم الإبلاغ عنها أم لا. وربما يؤدي ذلك إلى الكشف عن شبكة إجرامية خطيرة. بناءً على المعلومات التي حصلت عليها وتفيد بأن الشرطة لم تحقق في الأمر وأن المأمور كان في حالة سكر لذا يبدو أن ما شهدته في سوق البالة كان بالفعل مجرد حلم أو هلوسة، وليس حدثًا واقعيًا. وهناك عدة احتمالات تفسر سبب عدم تفاعل الأشخاص الآخرين في سوق البالة معي، قد يكون هناك تهديدات أو ضغوط على الأشخاص الموجودين لعدم التدخل أو الإبلاغ عما حدث، ربما كان المتورطون في الحدث أشخاصًا نافذين أو متنفذين في المنطقة، مما جعل الناس خائفين من العواقب، قد يكون الآخرين غير واثقين مما اقوله أو لا يرون أدلة كافية على ما ادعيه، ربما اعتبروا ما اراه مجرد هلوسة أو خيال وليس واقعًا وهذا أكثر احتمالية. في ظل هذه الرؤية السريالية لحلمي، قد تميل السلطات السريالية إلى معاملة بعض الأفراد أو المجموعات بطريقة تعسفية أو غير عادلة، وقد تعرض البعض للتمييز أو الاضطهاد بسبب وجهة نظر السلطات وافكارهم السريالية، في ظل هذه الرؤية، قد تتجاهل السلطات الاحتياجات الأساسية للمجتمع، مثل الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة. وهذا قد يترك الناس في حالة من الحرمان والضعف هنا في هذه النقطة بالذات أصبحت منظرا سياسيا في حلمي...! , من الضروري وجود جهات رقابية مستقلة وفعالة لمراقبة أداء السلطات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية حقوق المواطنين والعدالة الاجتماعية رغم ذلك في حلمي شاهدت السلطات تقطع رؤوس الجهات الرقابية ومن المحتمل ان الرؤوس في سوق البالة عائدة للجهات الرقابية، في ظل هذه الظروف المقلقة، حيث تقوم السلطات بقطع رؤوس الجهات الرقابية وظهور هذه الرؤوس في سوق البالة، فإن الوضع يبدو أكثر خطورة مما كان عليه. هذا يشير إلى مستوى عالٍ من الاستبداد والفساد في هذا النظام السريالي مع بعض التداعيات المحتملة لهذا الوضع، ولو في حلمي، لم يعد هناك جهات رقابية فعالة للتحقق من تصرفات السلطات، فسيكون هناك انعدام للحكم القانوني والمساءلة. وهذا يؤدي إلى تفاقم الانتهاكات وانتشار الظلم، قطع رؤوس الجهات الرقابية سيبعث رسالة واضحة بأن أي معارضة أو مساءلة للسلطات سيُعاقب عليها بشدة. وهذا سيخلق جوًا من الخوف والقمع في المجتمع، ولو في حلمي، بغياب الرقابة والمساءلة، قد تتجاهل السلطات الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتهمل الخدمات العامة والبنية التحتية، ولو في حلمي، هذا الوضع المتردي قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية وستكون هناك توترات اجتماعية، التي ستُقمع بالقوة. هذه بداية هذا تشير إلى حالة الوعي الغريبة والمرهقة التي قد تظهر في الأحلام السريالية غالبا ما تكون غامضة وتفتقر إلى المنطق المألوف، الحلم السريالي يبدو أنه قد أحدث تجربة نفسية قوية لشخصيتي، الضغوط النفسية والعاطفية المرتبطة بالحلم يمكن أن تكون مرهقة جداً عند الاستيقاظ وهنا قررت الاستيقاظ ولو ان عملية استعادة الوعي والعودة إلى الواقع بعد تجربة حلم مزعجة يمكن أن تكون صادمة. لان الشخص قد يشعر بارتباك وعدم الارتياح عند محاولة فهم ما حدث، في المجمل، هذا هو الحلم يصور التغيرات المفاجئة والقوية للحالة العقلية والعاطفية التي قد تصاحب تجربة الأحلام السريالية، لذا وبقوة قررت ان استيقظ وأغني (على شواطئ دجلة مر..يامنيتي وكت الفجر..).
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟