الفطر أطيب وجبة وأخطر سم

سيامند حسين إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 01:00
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

الفطر
يتبع الفطر مملكة الفطريات الحية وهي كائنات مستقلة بذاتها يزيد عدد أنواعها عن مئة ألف نوع وتصنف لاصناف عديدة منها ما هو سام وما هو صالح للاستهلاك ومنها ما يستخرج منه أغلى انواع الأدوية ومنها ما لا يرى بالعين المجردة وتتكاثر داخل جسم الانسان او الحيوان ومنها ما يخمر الخبز أو العصائر والجبن.
عبر التاريخ اكتسب الفطر مكانة خاصة لدى البشر اختلفت حسب نظرتهم لهذا الصنف الفريد من الخلق فمنهم من اعتبرها نبتة قاتلة وسامة ومنهم من عرف استغلالها كالاغريق القدماء الذين اعتقدوا بأن الفطر يوفر القوة للمحاربين في المعركة، و الرومان اعتبروه "طعام الآلهة".
ولقرون عديدة، اعتزّت الثقافة الصينية بالفطر كغذاء صحي، و"إكسير الحياة". فكان الفطر شيئاً غير واضح فممكن أن يقتلك ومن الممكن أن يكون دواءً او ذا طعمة طيبة جدا ولهذا نسجت حول الفطر قصص من عالم السحر والاقزام وجنيات الغابة الطائرة ولطالما تصادف رسم الفطر في الغابات السوداء الكثيفة وذلك لكونه يعيش في الاماكن الرطبة المظلمة متطفلا على الاشجار وبقايا الاوراق المتعفنة وحتى جثث الحيوانات المتحللة.
مع تطور العلم والطب ومحاولة الاطباء والحكماء اكتشاف الدواء من الطبيعة توصل حكماء من الفراعنة إلى فطر عفن الخبز واهميته وكانوا يضعون عفن الخبز على الجروح، وذلك قبل آلاف السنين، ثم جاء بعدهم العالم الكسندر فلمنج، لاحظ أن بكتيريا الهواء تموت بفعل فطر البنسيليوم. وبدأ فلمنج بالبحث حول هذا النوع من الفطريات ووجد أنها تنتج عن تعفن الأطعمة، ومن هنا اخترع البنسلين.، كما تم استخراج العشرات من الأدوية من أنواع متعددة من الفطر منها البلدغة العنقودية والتي يستخرج منها دواء سرطان الثدي والرئة والكلى وأدوية الكورتيزون. من الناحية الغذائية توجد اربع مجموعات من الفطر (الكمأ، العرجون، عش الغراب، المشروم) ويعتبر بعض انواع الفطر من اغلى الأطباق في المطاعم الغربية والشرقية وذلك لتنوع طعمه حيث يعتبر غذاءً خالياً من الدهون والكوليسترول ويعتبر فطر ماتسوتاكي الياباني اغلى نوع ويصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 500 دولار أمريكي وهو ينافس الكمأ.

#سيامند_حسين_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل