أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدائه ؟














المزيد.....

ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدائه ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 16:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتدافع الدول الغربية للحصول على موطيء قدم في الشرق الاوسط وذلك لدوافع شتى. اهم هذه هو حراسة آبار النفط والطرق البحرية الواصلة بين الشرق والغرب وضمان امن الكيان الصهيوني، وايضا لضمان عدم حصول قوى اخرى منافسة على موطيء قدم لنفسها في نفس المنطقة. إن من اهم الانتصارات التي حصلت عليها هذه الدول في هذا المضمار هو اكتسابها لتركيا كعضو في حلف شمال الاطلسي (او الناتو اختصارا). ترى ما تكون اهداف كل من هاتين الجهتين مع هذا الحلف ؟

نبدأ بتركيا. إن لتركيا عدة اسباب للدخول في حلف الناتو تتعلق بامنها هي نسرد بعضها هنا بسرعة. اهم هذه هي ضمان عدم حصول اعتداء او احتكاك من البلدان المجاورة لها مثل روسيا وهذا منذ فترة الحكم القيصري الذي شاركته تركيا بتاريخ طويل من الصراعات والحروب. كذلك فهناك التاريخ الطويل ايضا مع بلدان البلقان المجاورة التي كانت جزءاً من امبراطوريتها. وهذه البلدان كانت قد تحولت في وقت ما لتصبح اعضاء في حلف وارشو. وثالث الاسباب هو العداء الازلي مع اليونان المجاورة والذي تعود اسبابه التاريخية الى القرون الاولى لقيام الدولة العثمانية. وآخرا وليس اخيرا فهناك البلدان العربية التي كانت تريد تركيا ان تضمن سطوتها عليها وعدم سقوطها في الفلك السوفييتي وعدم توحدها ايضا كيلا تتسبب لها بالصداع وتغلق عليها ابواب سيطرتها على المنطقة. إذ ان الدولة العثمانية قد قامت اساسا كنتيجة لتلاشي النفوذ العربي في الاقليم.

اما حلف الناتو فانه في سعيه لمجابهة حلف وارشو والتوسع شرقا قد وجد في تركيا شريكا اقليميا ذو قيمة عالية لدى قبولها كعضو عنده. وهذا حتى لو لم تكن دولة اوروبية ولا مسيحية، لا بل قد كان لها تاريخ من العلاقات الشائكة مع دول اوروبا قديما وحديثا، وهو ما يشكل مفارقة كبيرة جديرة بالملاحظة. وتركيا ذات الموقع الاستراتيجي المهم بين الشرق الاوسط واوربا وعدا مجاورتها للبلدان الآنفة فانها ايضا قريبة من الكيان الصهيوني وتسيطر على مضائق البوسفور. وهذا غير تشكيلها الطرف الشرقي للبحر المتوسط الذي تريد دول شماله السيطرة عليه. لذلك فلم يكن الناتو ليفرط بهذا العضو الثمين.

ولما كان حلف الناتو يعتبر بان كل اعتداء على اي من اعضائه هو اعتداء على كل الحلف، تكون عضوية تركيا في هذا الحلف قد افادتها هي ايما فائدة لتتمكن من تجنب محاذير ومخاطر تاريخها السابق مع دول جوارها مع حرية تدخلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول.

هذه هي بسرعة اسباب تواجد حلف الناتو بجوار اقليمنا العربي. لذلك فالسؤال الذي سيطرح نفسه هو عن اسباب التساهل مع هذا الحلف في احتلاله لبلدنا حيث انه قد اوتي به كما هو معروف كبديل للمحتلين الامريكيين، ويعمل كمظلة حماية لتركيا حيث يغطي عليها في اعتداءاتها علينا. إذ اننا لم نره ولا لمرة واحدة يرفع صوته ضدها لردعها عما تقوم به. بينما تركيا وباستقوائها بمظلة الناتو تتغول وتتنمر على بلدنا وتعتدي عليه بالقصف الجوي والتوغلات البرية بشكل مستمر وتحتل اجزاءا منه على هواها وتدخل وتخرج منه كما تشاء وتخرق الاتفاقيات المبرمة معه وتقطع عنه مياه الانهر مع غياب امكانية ردعها. هذا الوضع يستدعي التوضيح بانه مع توفير حلف الناتو الحماية لتركيا في اعتداءاتها علينا، فستنسحب نتائج هذه الحماية عليه هو ايضا وعلى دولته المؤسسة ليكون هو ايضا بمثابة المعتدي. كما سينسحب عليه ايضا هو ودولته تلك تورط تركيا بدعم داعش والارهاب. بهذا يكون حلف شمال الاطلسي منظمة معادية للعراق بالمطلق. فلا يأتينا بعد هذا بنكتة دعم بلدنا في حربه على الارهاب. ايضا بجانب فسح المجال لهذا الحلف ليستمر باحتلاله لبلدنا نسأل عن اسباب المشاركة في نفس الوقت في اجتماعات ما يسمى ببرلمانه ؟ إن المشاركة في اجتماعات برلمان هذا الحلف المعادي لنا لا يمكن تفسيرها إلا باعلاننا للجميع بان مصالحنا ليست من شيء ولا تستحق الدفاع عنها وانها ليست بذي قيمة لنا، وانه يمكن لاية منظمة او مجموعة دول الاستهتار بها واستباحة بلدنا واننا سعداء باحتلال هذا الحلف لبلدنا تحت اي مسمى او عنوان يفرضه علينا هو او اي من اعضائه. فهل هذا هو ما يريد السوداني ونظامه ان نفهمه منهما ؟

إن كان هذا هو موقف السوداني وهو مما لا نشك فيه استنادا على تصرفاته حيال هذا الحلف الحامي لتركيا ولاسرائيل ايضا، فان موقفنا نحن ابناء البلد هو غير هذا تماما. فنحن لا يسعدنا ولا يرضينا رؤية بلدنا مستباحا من قبل دول اجنبية يستقبلها رئيس نظام بلدنا بالورود وينبطح امامها بلا ادنى خجل هو وشلة داعميه من المنافقين واللصوص، ولا فتح ابوابه لهذه الدول التي تدعم ايضا دول اخرى ارهابية في جوارنا. ونزيد السوداني علما بالقول بانه لا يقوم بمثل هذه الاعمال مع قوات احتلال اجنبي إلا من يستطيب ويستذوق العمالة والخيانة فضلا عن حماية سراق المال العام.

ننتظر من السوداني ونظام حكومة عمالته تغيير تعامله مع هذا الحلف المعادي لبلدنا وتخييره بين احد امرين: إما ان يجبر محميته تركيا على الانسحاب من بلدنا وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ودفع بلا تأخير كامل التعويضات التي حكم بها عليه دوليا العام الماضي والابتعاد عن استخدام المياه كوسيلة ضغط، او ان يخرج هذا الحلف من بلدنا ولا يعود اليه لنتكفل نحن بانفسنا بالقوات التركية المحتلة. فهذه ستعجز عن الدفاع عن نفسها علاوة عن انها ستكون مجبرة على دفع تعويضات مضاعفة إن رفضت الانسحاب من بلدنا. فلن تقف باقي دول العالم ولا القانون الدولي معها هنا.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- بالتجاوز على القانون العتبة العلوية تستغفل الناس لازالة مبنى ...
- نطالب امانة بغداد الفاشلة بالاهتمام بمجرى نهر دجلة
- لاجل مصالح آنية السوداني يفضل دعم الكيان الصهيوني في جرائمه ...
- قانون المحكمة الاتحادية الذي يصر السياسيون على تضليل العراقي ...
- بالمطلق لا يجوز للمحكمة الاتحادية من اصدار القرارات السياسية
- لدعمه الكيان الصهيوني وجرائمه نطالب بايقاف تزويد الاردن بالن ...
- السوداني شخص فاسد لا يهمه حل ازمة الكهرباء
- ضرورة اسناد الشعب لممثليه النيابيين لصالح تأمين مصالح البلد
- اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية
- تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني
- السوداني يجير مصالح البلد للامريكيين ولحسابه الشخصي
- وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة
- اسئلة للسيستاني حول تدخل ممثله في كتابة الدستور
- الموازنة العوجاء: نفقاتها وايراداتها وامور اخرى
- اغلاق قضية الكناني قاتل الهاشمي سببها التقاعس الشعبي
- اسباب ما يبدو من استقرار النظام العراقي
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة عن جريمة حل الجيش العر ...
- الكيان الصهيوني اداة بريطانيا وحلفائها الغربيين للسيطرة على ...


المزيد.....




- الدفاع المدني: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 21 بعد غارة إسرائيلية ...
- غارات إسرائيلية -عنيفة- على الضاحية الجنوبية، وحزب الله يعلن ...
- ستوكهولم: مجموعة مرايا فعالية منوعة مع محاضرة (توعية عن أور ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء ...
- أمين عام مجلس التعاون الخليجي يدعو لوقف العدوان على غزة
- الدفاع الروسية: إصابة قاعدة وقود في جنوب أوكرانيا ومطار عسكر ...
- عشية ذكرى 7 أكتوبر.. الجيش الإسرائيلي ينشر تعزيزات في منطقة ...
- إعلام عبري: مصر تتوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ...
- روسيا تختبر منظومة محمولة جديدة لقمع الدرونات
- اليابان.. تطوير طريقة جديدة لإيصال الدواء إلى مركز الذاكرة ف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - ما اسباب التساهل مع حلف الناتو في احتلاله لبلدنا ودعمه لاعدائه ؟