ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 8046 - 2024 / 7 / 22 - 15:29
المحور:
الادب والفن
محاضرة معزولة / بقلم ناس حدهوم أحمد الخمار - 21 يوليوز 2024 .
المأساة عميقة . لماذا هي عميقة ؟
لأنها شاملة ومتجذرة . وتجتاح كل المجتمعات البشرية على وجه الكوكب
الذي نعيش على ترابه .
الأمراض الإجتماعية متعددة ومختلفة وتغطي كل القطاعات والمجالات
بما في ذلك المجال البيئي . تلوث المناخ يزداد حدة
ومن الصعب جدا معالجته بنجاعة .
المأساة عميقة وتزداد استفحالا بوتيرة يومية بل في كل لحظة .
ظواهر جديدة تنضاف إلى قديمها وقد تعذر على البشرية
إيجاد الحلول لها .
الأنظمة المختلفة سواء المتقدمة أو المتخلف .الديمقراطية أو الديكتاتورية
جميعها تعاني من العجز من أجل حسم المواقف في الأفضل .
ولا قدرة هناك للجم الأزمات أو الحد منها على الأقل .
الخطر محدق بالكرة الأرضية وبكل الأطراف من الدول الفعالة
أو غير الفعالة . الصراعات والحروب تزداد تفاقما والتهديد يطال الجميع.
والرعب قادم لا محالة ومعه كل الإحتمالات
بما فيها الإنفلات الأمني وقيام حرب نووية سوف لا تبقي ولا تدر.
وفاتورة الخراب والدمار والمجاعة كلها ستكون الشعوب
هي لبضحية الأولى والأخيرة لها في هذا المعسكر أو ذاك
في هذا البلد أو ذاك .
أما العالم العربي فهو المرشح الوحيد ليكون الأكثر ضررا
وهلاكا ورعبا .
الحياة بدأت تفقد خصائصها المعهودة والمعروفة . وتفقد
مقوماتها ومكوناتها إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وبيئيا وإنسانيا.
ونصف ساكنة المعمور يجب أن ترحل ليعيش النصف الآخر
وينجو . كل القيم والثوابت الأخلاقية والضمير المهني . والديانات
أيضا جميعها تفسخت أو تبخرت . وحتى قرارات الأمم المتحدة
ومحكمة الجنايات الدولية صارت غير ملزمة وحبرا على ورق .
فالمصالح الشخصية والذاتية هي القاسم المشترك بين الدول
والمجتمعات والأفراد . والمال والسلطة والنفوذ المعبود الوحيد
لكل العبيد .
الحياة ضاقت درعا بأحيائها البشرية والحيوانية
ونكتفي بهذه العجالة التي لا تسع كل التفاصيل والخلفيات
والأسباب والأخطاء والجرائم التي ساهمت في بناء هذا الواقع
البشري الغير المسبوق والخطير الذي بات مرعبا
وعلى حين غرة . وما هو قادم لا يمكن التنبؤ به . لكنه بالتأكيد
فظيع .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟