حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلقاءُ أوراقٍ ومخلفاتٍ من نوافذِ السياراتِ والمنازلِ، التمادي في ابتكارِ ألاعيبِ التحايلِ وكأن الآخرين أقلُ ذكاءً، الغرقُ في طوفانِ شعاراتِ ماضى لم يُروي بأمانة التاريخ، تفصيلُ الآراءِ والفتاوى بالمناسبةِ، إضفاءُ صفاتٍ بغيرِ موصوفٍ، العيشُ في زمانٍ دون مجاراتِه، إنه الحالُ، شعوباً وأنظمة، في تجمعاتٍ سُميت سياسياً دولٌ عربية وإسلامية.
الجيرةُ خيرُ مثالٍ علي قدرِ الغرقِ داخل الأنا، ضجيجٌ يتخطي الحوائطَ، دهاناتٌ للنوافذِ الخارجيةِ علي خصامٍ مع الذوقِ العامِ، مياهٌ منهمرةٌ علي الجارِ، لا إحساسَ غير بالحاجةِ اللحظية، كأن الآخرين بلا وجودٍ، بلا اعتبارٍ. الطريقُ العامُ شاهدٌ علي انتهاكاتٍ لحرمتِه، لحقِ الجميعِ في الانتفاعِ به، إشغالاتٌ، مخلفاتٌ، وقوفٌ في الممنوعِ، إنكارٌ للقواعدِ والآدابِ، مواكبُ تشريفةٍ، تعليقاتٌ سخيفةٌ تتصورُ بغباءٍ احتكار الأريحيةَ والذكاءَ.
الجالسون علي كراسي الحكمِ والحالمون بها علي نفس القدرِ من الضياعِ في أعماقِ أنفسِهم، إصلاحاتٌ لم ولن تحدث، ديمقراطيةٌ موؤدةٌ، من الجميع، ليست إلا سُلماً للوصول لحكمٍ مشتهي، ريادةٌ في التخلفِ والتدهورِ، تاريخٌ دموي به العبوديةُ والرقُ. كذبٌ مطلقٌ، عيشٌ فيه، توهمُ أن العالمَ يصدقه وإن لم يفعل فقد جهلَ.
كشفت تصريحاتُ الحجابِ التي هوجِم من خلالِها وزيرَ الثقافةِ حجمَ التوهانِ داخل الذاتِ، كمَ السطحيةِ والبعدَ عن الصدقِ، العالمٌ ينقلُ بانبهارٍ أنباءَ إقامةِ محطاتٍ دائمةٍ للإقامة علي القمرِ، يتندرُ بمن تاهوا عن الزمنِ وأهدروا بسبابهم أوراقَ الصحفِ ووقتً لم ولن يفطنوا لأهميتِه. في العراقِ يتقاتلون بشراسةٍ، في لبنانِ يتصارعون بسخونةٍ، كلٌ يتصورُ إنه مالكُ الحقيقةِ.
معيشةٌ لا حياةَ فيها، انغلاقٌ بلا ابداعٍ ولا ابتكارٍ، نقلٌ وتقليدٌ ومحاكاةٌ وسرقةٌ، الفنُ نادرٌ، الاجتهادُ حبيسٌ، العلمُ شحيحٌ، مقوماتُ الحياةِ ضائعةٌ، من فرطِ الانحباسِ داخلَ الأوهامِ والأنانيةِ والجهلِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟