أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - بل النظام كله بابا وماما














المزيد.....

بل النظام كله بابا وماما


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسئول العام، جزء من الآلة الحكومية المُكلفة بتحقيق مصالح الشعب، موظف عام بدرجة وزير أو أعلي، لا يَفضُل أي مواطن، مهما كَبُرَ موقعه واحتل أعمدة في الصحف. في الدول الديمقراطية الحقيقية، حيث تتضح معالم الحكم والاختصاصات في سُلَمِه الإداري، تتحدد تماماً حدود كل مسئول، محاسبتُه ركن أساسي في استمرار بقائه، تعيينُه يخضع لقواعدِ مرسومة بعناية قانونية. قواعدٌ لا يدخلُ فيها عشقُه للكرسي وبذلُه في سبيله النفيس الغالي، لا تنص علي استيفائه درجة قرابة ما أو علي مقدار ما أدي وسيؤدى من خدمات، ليس من بينها مدي خنوعه واستكانته وطاعته العمياء. قواعد البروتوكول في تلك الدول معروفة محترمة، ترتيب وقوف الوزراء بدءاً من رئيسهم، تَرَؤس ما يحضرونه من جلسات أو مناسبات، لا يسبقهم أو يرأسهم من لا يحتل منصباً في الجدول الإداري.
ما من صلاحيات مطلقة في دولة متحضرة، تعيين الوزراء وغيرهم لا يجوز أن تدخل فيه إلا اعتبارات صالح الشعب، لذا فإنهم لا يُولَون المسئولية إلا بعد مراجعات من جهات مستقلة، تملك أمرَها، تَضَعُ في اعتبارِها ماضيهم الوظيفي وتَقَبُل زملاءِ العملِ لهم؛ إضافة إلي ذلك يُراعي في المرشحِ قدرته علي القيادة وتحمل الضغوط، مدي استعداده لتقبل الآراء لمخالفة، نزاهته واتزانه النفسي. الصالحُ العام يُزكي وزيراً ذا شخصية، لا كياناً هلامياً؛ كثيرون أجادوا دورهم كمرؤوسين وفشلوا كرؤساء. هذه مواصفات لا فكاك منها في الدول الديمقراطية بحق، أما في ما دونها فإن الوزير كثيراً ما يأتي بالصدفة أو لاعتبارات أبعد ما تكون عن صالح الشعب، صاحب الحق. كم من الوزراء أُجلِسوا لأسباب خاصة تحت شعارات متنوعة ملونة من إتاحة الفرصة للشباب ثم تولية المرآة مروراُ بتمثيل العمال إلي تَذَكُر أهل الديانات الأخري. ما أكثر نوادر وزراء الغفله، شطحاتهم، مشاجراتهم، قضاياهم، تخبطهم، بعد أن ذهب الكرسي بعقولهم بمجرد أن أُجلِسوا.

خروج تعيين المسئولين من وزراء وغيرهم عن الأُطُرِ التي يتقبلها الرأي العام يفتح البابَ واسعاً أمام القيل والقال، السخط العام، الرفض التلقائي لأية تصريحات أو أفعال. اِتساع الفجوة بين من أُجلِسوا علي الكراسي والشعب صاحب الحق الأصيل في كل التوجهات ليس من صالح النظام ولو أن الشعب وحده يتحمل تبعة فشل وإخفاق من حكموه. الرأي العام يفهم، ليس بغافل كما يتصور من أُجلِسوا، يعرف خلفيات كل وزير، يرفض بعضهم لفظاظتهم، أو لجلبهم من مواقع متناقضة في أهدافها مع التزامات وزاراتهم، خاصة في الوزارات شديدة التأثير في كل بيت بدءاً من الطفل.
توالي تصريحات وممارسات المسئولين أثارت استياءً فوق استياء، رفع الأسعار بحيل لا احترام فيها، امتحان ثانوية عامة ملفق مفبرك، فشل في استيعاب المتفوقين في الثانوية العامة، رفع أعداد المقبولين في الطب البيطري بنسبة 40% وقصرها علي ما دون 10% لكليات المجموعة الطبية، إنتاج متدني غير منافس، بذخ حيث لا يجب أن يكون، تصريحات مستخفة بالشعب. نماذج خارج الحصر لإخفاق في حل مشاكل الشعب أو الإحساس بمعاناته، لسطحية التناول، لانتهاج أسلوب منادي السيارات وسائقي الميكروباس، لانعدام الرؤية والرأي. النتيجة الحتمية ظهور أجيال تحمل الرفض لكل ما يمثل النظام، عم فيها الإحباط وعدم الانتماء.

ليصرحوا بما شاءوا، الأولي أن يتعظوا، خاصة ممن اِفتُدِيَ بهم وما أكثرهم. إذا أردت أن تعرف حقيقة نظام اِنظر إلي مسئوليه، كل ما فيهم، لن تتعب، الإجابة سهلة، سريعة، محزنة في دول لا تعرف من الديمقراطية إلا اِسماً، بلا مُسمي. لا ولاء لوطن يعذب أبناءه، يقتل فيهم الأمل والحلم، تسوده الطبقية وانعدام الفرص. من النكبات اعتبار الشعب مسئولاً عن فشل نظام، علي الفاشل التنحي، البحث عن الشماعات لا يبقي طويلاً،،
الأنظمة الحقيقية تتباهي بأنها بابا وماما وعمو، أما الفاشلة فتتبرأ من أهلها كما تبرأوا منها،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبات العرب صناعة محلية
- غزة..جنوب لبنان
- أهم بلا مواهب؟
- ومن حبِ الظهورِ ما قتلَ
- حنان ترك تعظ
- انتصارات الأهلي ومسلسلات التليفزيون.. وحالنا
- فوق أدمغتكم يا ولاد ال...
- .. في التشريفة
- مصر حزينة
- الطُز فلسفةٌ
- أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم
- اللعبُ بالبيضةِ والحجرِ .. عندنا وحدنا
- الكسوف لم يعد من المعجزات
- الرجلُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ .. والنسبيةُ العربيةُ
- شيلوه من فَوقي وإلا مَوَته
- التعليم..عندنا وفي العالم
- الغزوة المباركة بالكاسيت
- أي تعليم وأي جودة؟
- المرأةُ ما بين الشعاراتِ والواقعِ
- المِصريون مَعصورون


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - بل النظام كله بابا وماما