أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم














المزيد.....

أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يتعرضُ له أقباطُ مصرَ من اِعتداءاتٍ علي فتراتٍ باتَت متقاربةٍ لا بد وأن يعكسُ مرضاً أصابَ مجتمعاً غدا نموذجاً للعنفِ الأهوجِ والتعصبِ وإنكارِ الآخرين بعد أن كان مثالاً للتآخي والحبِ. الأمورُ لم تتدهور ما بين طرفةِ عينِ وانتباهتها، إنها نتاجُ عواملٍ عدة تتضافرَت لتسلُبُ المجتمعَ سلامَه الاجتماعي وسكينتَه، ليس بين الأقباطِ والمسلمين فحسب ولكن بين المسلمين والمسلمين أيضاً.
بدايةً، اِنشغالُ النظامِِ بمعاركِ بقائه بدَدَ طاقَته وحصرَها في كيفية الحفاظِ علي الكرسي والبقاءِ في الأمانِ بعيداً عن المتربصين وما أكثرَهم. الطاقةُ ليست في قوي الأمنِ فقط، إنها أيضاً في الإعلامِ والاتصالِ الحقيقي بالجماهيرِ. عزلةُ النظامِ عن الشعبِ فتحت البابَ واسعاً للعابثين في الظلامِ، محترفيه، الذين يكرهون النورَ، تصرفاتُهم وأقوالُهم ظلاميةٌ ضبابيةٌ هلاميةٌ، لا مَمسَكُ لها، تَستغلُ أرباعَ الفرصِ للانقضاضِ واِحتلالِ ما يتراجعَ عنه النظامُ، الشوارعُ أيام الجُمَعِ أُغلقَت، الميكروفوناتُ علا صوتها تحدباً وتمادياً، شرائطُ الكاسيت زاعقةٌ في الميادينِ والميكروباصات، الملصقاتُ في كل مكانٍ بعضُها يقولُ قاطعوا الدنمارك يُسلِمُ أهلُها!! أموالُ غُربةٍ مُزِلةِ حارةٍ قاحلةٍ تأتي بفظاظةِ ما في مجتمعاتٍ خارجَ حسابِ الزمنِ. تراجُعُ مفهومِ الدولةِ يُغري كل من يبحثُ عن دورِ يعوضُ عجزَ حياتِه وجفافَها، لينضمُ فيما يراه رائجاً، هذه الأيام، لن يخسرَ، طاقتُه وجدَت من يستغلُها، إنها تصفيةُ حساباتِ، مع الدولةِ والمجتمعِ.
إسلامُ الاعتدالِ والوسطية تواري، اِتسعَت الساحةُ أمام التجهمِ، الغلظةِ، التهديدِ، الوعيدِ، الصوت العالي، ضيقِ الأفقِِ، غلَبَ القصورُ عن فهم الدينِ والدنيا، بفعلِ عواملٍ داخليةِ وخارجيةٍ قاهرةٍ. ضاقَ العيشُ وقلَت الفرصُ، اِنعدَمَ الأملُ في المستقبلِ، التصريحاتُُ كاذبةٌ مخادعةُ، السياساتُ فاشلةٌ، الأمانةُ غائبةٌ، زمنُ المنافقين والمرتزقةِ، إنها الفرصةُ الأعظمُ، لمن يدعون البديلَ ولو كان الوهمُ. القوي الخارجيةُ عاتيةٌ، حاصَرت الإسلامَ بيدِ من اِنتسبوا إليه، أظهرَت عجزَ المسلمين وقلةِ حيلتِهم، رفضَهم لدنيا جديدةٍ، ضغطَت علي الأنظمةِ المستبدةِ، عصرَتها، أضعفَتها، فضَحَتها، أجبرَتها علي تنازلاتٍ، الأنظمةُ تستجيبُ بالكذبِ، تضعُفُ، تناورُ بكلِ ما لديها لو بالتنازلِ عن الساحةِ لمن تري فيهم تخويفِ الداخلِ والخارجِ. سلامُ المجتمعِ، أخرُ الاعتباراتِ، يدفعُ الثمنَ غالياً، من علاقاتِ الدياناتِ ببعضِها وفي داخلِها، من واجباتِ الجيرةِ، من اِلتزاماتِ العملِ، المجتمعُ يتفَسَخُ، يتآكَلُ، ينهارُ، نتيجةٌ حتميةٌ، لا مهربَ منها.
أقباطُ مصرَ فيكم الصديقُ الوفي، العاملُ الأمينُ، الجارُ المخلصُ، ما تتعرضون له يُدمينا، يُحزنُنا، أنتم منا، أنتم المُستهدفون في الظاهرِ، المجتمعُ ككلِ في الواقعِ، لا تيأسوا، ليتضامن كل المخلصين لهذا الوطنِ التعيسِ معكم، ليكشفوا ما يُحاكُ له في وقتٍ أصابَ التخبطُ نظامَه،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبُ بالبيضةِ والحجرِ .. عندنا وحدنا
- الكسوف لم يعد من المعجزات
- الرجلُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ .. والنسبيةُ العربيةُ
- شيلوه من فَوقي وإلا مَوَته
- التعليم..عندنا وفي العالم
- الغزوة المباركة بالكاسيت
- أي تعليم وأي جودة؟
- المرأةُ ما بين الشعاراتِ والواقعِ
- المِصريون مَعصورون
- تعليقٌ علي تعليقاتِ .. مرة أخري
- دمٌ رخيصٌ
- مقاطعة الدنمارك .. ثم ماذا؟
- حماس .. أي نموذج؟
- اختيار الوزراء .. من حق الشعب أولاً
- تعليقٌ علي تعليقاتِ
- .. لتشغيل المحجبات
- الحَجُ مرآة
- إسرائيل لن تموت ولن تتيتم
- مأساة اللاجئين السودانيين .. اعتياد الخطأ
- أيجلب الرزق؟!


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام محمود فهمي - أقباطُ مصرَ .. أعتذرُ لكم