أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - خيارات الرئيس بوش في العراق















المزيد.....

خيارات الرئيس بوش في العراق


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 1769 - 2006 / 12 / 19 - 10:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قد يكون القرار الاخطر والأكثر تعقيداً وإلتباساً للرئاسة الامريكية منذ عهد الرئيس جونسون، عندما قرر تصعيد العمليات العسكرية في فييتنام عام 1965،هو القرار الذي يمكن للرئيس بوش أن يتخذه وبخاصة بعد فوز الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفية.

وقرار بوش هو الأكثر صعوبة من كل قراراته السابقة، وبخاصةً منذ أحداث 11 أيلول (سيبتمبر) الإرهابية الإجرامية، التي حصلت في الولايات المتحدة. يومها اتخذ الرئيس بوش قراراً بغزو أفغانستان والإطاحة بحكومة طالبان ووضع خطة الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، والضغط على إيران وكوريا الشمالية لاحتواء برنامجهما النووي. أما اتخاذ قرار حالياً بالتصعيد أو الانسحاب، فلعله سيكون مؤشراً اضطرار الادارة الامريكية على مراجعة ستراتيجيتها في العراق وانعكاساتها على المنطقة، وكذلك على مجمل مشروعها السياسي.

في كل تلك القرارات السابقة وإن كانت هناك معارضة وانتقاد من جانب الرأي العام الأمريكي، إلاّ أن "التأييد" الشعبي كان كبيراً أيضاً. أمّا اليوم فإن مواجهة المأزق العراقي، حيث تتعرض القوات الأمريكية إلى خسائر بشرية وماديّة كبيرة ﺁخذة بالتصاعد، وتبدو مستعصية فإنه أمر مختلف تماماً.
ففي الشهر الماضي وحده خسرت القوات الامريكية: 102 عسكرياً، ووصل عدد قتلاها إلى أكثر من 3000 شخص ونحو 18.000 جريح وهو العدد الرسمي للمسجلين من أفراد القوات المسلحة. أمّا طالبوا الجنسية أو الكارت الأخضر والمتعاقدون من المرتزقة، فهم ليسوا ضمن الأرقام المذكورة، وقد يفوق عددهم، الأعداد المذكورة، ناهيكم عن حالات اللجوء السياسي ورفض الخدمة وحالات الجنون و الإنتحار والأمراض النفسية.
لكن ما هي الخيارات أمام الرئيس الأمريكي للخروج من المستنقع العراقي؟ وكيف يمكن تبرير ذلك؟ في خطابه الأسبوعي نهاية الشهر الماضي قال الرئيس بوش: لا بدّ من الابقاء على النهج ذاته والسير في نفس الطريق. ولكن ماذا يعني النهج والطريق إن لم يكن ذلك مجرد شعار، و شتّان ما بين الشعار والإستراتيجيات، وإذا ما استمر الشعار لفترة طويلة دون إنجاز واقعي على الأرض، فسيصبح بلا معنى. فحتى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان اعتبر الولايات المتحدة " عالقة في العراق" وحضّ واشنطن على أن تدرس الوقت المناسب للانسحاب، بحيث لا تؤدي هذه الخطوة الى مزيد من العنف!!
وحقيقة الامر ان الولايات المتحدة متورطة، فلا هي قادرة على البقاء، الذي أصبح مكلفاً ومهدداً بالمزيد من الخسائر، ولا هي قادرة على الرحيل، لأن ذلك يعني فشل مشروعها وترك الامور الى اعدائها ناهيكم عن مسؤولياتها الدولية، الاّ اذا افترضنا امكانية الرحيل بإنابة الامر الى الامم المتحدة وعبر جدول زمني متوازن لا يترك فراغاً مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض التسويات الداخلية! الامران كلاهما مشكلة بالنسبة للعراق والمنطقة ، فضلا عن كونه مشكلة للولايات المتحدة.

الخيار الأول: الخيار العسكري أي وهو خيار " الدفق" حسب تقرير البنتاغون. التصعيد حتّى تحقيق "النصر"، لكن هذا الخيار يتطلب "خطة طويلة الأمد" واستعدادات لخسائر جديدة، كما يتطلب إرسال قوات جديدة. ورغم أن وزير الدفاع السابق رونالد رامسفيلد كان يبرر عدم حاجة "القيادة العراقية" إلى المزيد من القوات، لكن السؤال المهم من أين سيأتي بوش بالقوات الإضافية؟ ثم ماذا لو حصل وان أرسلت الولايات المتحدة قوات إضافية، لكنها لم تستطع إحراز تقدم ملموس، ولنقل بوضوح أكثر الفشل في مهماتها؟ فهل سيرسل الرئيس بوش قوات جديدة وكيف؟ ومن أين سيجنّد الأفراد للقوات المسلحة؟ هكذا نجد أن هذا الخيار قد يزيد الأمر تعقيداً ولا يحلّ المشكلة القائمة ولا ينقذ سمعة الولايات المتحدة.

الخيار الثاني: الخيار السياسي، الذي قد يكون الأصعب بالنسبة للرئيس بوش. وقد يتطلب تغيير ليس تكتيكاته بل استراتجيته وجزء كبير من اهدافه. ولكن ماذا يتطلب؟ وما هي الخيارات الواقعية المطروحة أمامه على مستوى الداخل العراقي؟ هل يعني ذلك قبول فكرة التقسيم باعتباره " أفضل الحلول السيئة"؟، لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، خصوصاً إذا ترافق مع إنسحاب أمريكي من العراق!

الخيار الثالث: ان الخيار السياسي على غرار "حل دايتون" في البوسنة بإقرار فيدرالية واسعة النطاق ولامركزية وتوزيع الثروات، يلاقي معارضة من داخل "الحكومة العراقية" ومن خارجها، فضلاً عن ذلك لا يلقي ارتياحاً عربياً ولا إقليمياً، لا من تركيا ولا من المملكة العربية السعودية أو سوريا أو الأردن أو مصر أو غيرها، وحتّى فيدرالية الأقاليم التي أقرّها البرلمان العراقي في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اشترطت إيقاف تطبيقها لمدة عام ونصف(18 شهراً)، كما انّها لم تفضِ إلى توافق سلمي للنزاع القائم في الحكم وخارجه. أمّا عائدات النفط فستثير مشكلات لا حدود لها، رغم تبديدها، حيث يباع النفط بدون عدادات منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقالت وزارة النفط أنّ ما خسره العراق يوازي 24 مليون دولار، لكن ذلك اذا ما اتخذ طابع التقنين، سيكون محل رفض أوسع.
بيقى هناك خيار ثالث، هو تخفيض القوات الامريكية وإعادة نشرها في العراق، وخارج المدن، وقد يكون في كردستان.علما بأن السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية رحب بذلك وكان نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح قد حذر في بروكسل من ان إنسحاباً سريعاً للقوات المتعددة الجنسيات من العراق، سيشكل كارثة، لأن الحكومة العراقية لا تتمتع بالقدرة الكاملة على مواجهة عدد من التحديات الامنية.
امام فكرة الدفق بزيادة 20 ألف جندي دعا المرشح الامريكي الديمقراطي الممثل للرئاسة باراك اوباما الى " تقليص كبير" في حجم القوات الامريكية داعياً الى اعادة الانتشار.
الخيار الرابع : اصدقاء جدد، كما عبرت صحيفة الغارديان في مفارقة تاريخية ان يصبح بعض دول محور الشر اصدقاء جدد للولايات المتحدة وبريطانيا ويسهمان في حل المسألة العراقية. وكانت "مجموعة دراسات العراق" برئاسة جيمس بيكر ولي هاملتون، قد اقترحت إجراء تغييرات في السياسة الأمريكية كنقطة انطلاق نحو إعادة التوافق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه دعت الى فتح حوار جديد لاشراك إيران وسوريا في التسوية، وقد تكون زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد ضمن هذا السياق، بعد ان كانت الولايات المتحدة تمانع تطبيع العلاقات بين البلدين ولكن رغم اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ ربع قرن بين سوريا والعراق والاستعداد لفتح حوار مع طهران ،كيف السبيل الى الخروج من المأزق؟ هل بصفة كاملة أم بأجزاء أم مراحل؟ وما هو المطلوب من ايران وسوريا وماذ ستقدم بالمقابل الولايات المتحدة!؟

الخيار الأخير هو الإقرار بفشل السياسة الأمريكية، ولا يكفي أن يكون رامسفيلد كبش الفداء، فالأزمة أعمق من ذلك بكثير، وهي لا تخص الجمهوريين حسب، بل والديمقراطيين معهم وبالتالي، فالأمر يخص الولايات المتحدة برمتّها ومشاكلها ومستقبلها في المنطقة، خصوصاً و إنّ السخط أخذ يتعاظم ليس فقط بسبب الظلم التاريخي، الذي حاق بالفلسطينيين على يد إسرائيل، بل بسبب ما يجري حالياً من مجازر ﺁخرها مجزرة بيت حانون، والفيتو الأمريكي الذي حاول تعطيل قرار من مجلس الأمن بإدانة إسرائيل، وكذلك بسبب موقفها من استمرار حرب إسرائيل ضد لبنان في 12 تموز (يوليو) الماضي.
وكذلك ما يجري في العراق، الذي قالت الولايات المتحدة أنّها تريد "تحريره" من دكتاتورية واستبداد لا مثيل لهما، وبسبب وجود أسلحة دمار شامل وعلاقته مع تنظيم القاعدة واتضح زيف ذلك، كما لم تقل كيف تحّولت الديمقراطية الموعودة إلى كوابيس، والحرّية المنشودة إلى رعب، وكيف استفحلت الطائفية وتشظت البلاد واحتدمت الحرب الأهلية، وكيف يقتل العلماء والأكاديميون والإعلاميون والأطباء والمثقفون من النخبة، وكيف تهاجر الطبقة الوسطى!؟
هل فات الاوان لإتخاذ القرار أم ستبدو الحلول جميعها مستعصية!!؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الائتلاف والاختلاف في ستراتيجيات وتاكتيكات المقاومة العربية! ...
- الازمات والنزاعات الاقليمية وأثرها على عملية التغيير والاصلا ...
- عام بريمر العراقي في الميزان
- المحكمة الجنائية الدولية
- هل سيتمكن المالكي من حل المليشيات ؟
- ما بعد العدوان الاسرائيلي
- العراق وتحديات المستقبل
- الطبعة السيستانية لولاية الفقيه
- الائتلاف والاختلاف في ستراتيجيات وتاكتيكات المقاومة العربية
- الدكتورعبدالحسين شعبان دعم امريكا لاسرائيل لايشجع على الثقة ...
- التسامح والاسلام
- حرية التعبير
- بول بريمر العراقي في الميزان
- العاشق الذي يلاحقه الشعر ويبكيه العراق
- العالم العربي ما بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان
- هل تستطيع حلّ العقدة العراقية والسورية اللبنانية ؟!! جامعة ا ...
- بيئة العنصرية وكراهية الآخر هل نحن في مواجهة مع الغرب!؟
- مفارقات - الالتباس- الحضاري مسيحيو العراق والاساءة الى النبي ...
- حوار مع الناقد والمفكر العراقي عبدالحسين شعبان
- رؤية في مشروع الدستور العراقي الدائم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - خيارات الرئيس بوش في العراق