محلة العباسيات في كربلاء تراث للنضال الوطني السياسي في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كانت ولا زالت محلة العباسيات في كربلاء تمارس نشاطها السياسي الوطني في مراسيم عاشوراء في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن الإمام علي ابن أبي طالب عليهما السلام وتربط نضال الحسين (ع) ضد الحكم الأموي الجائر في الواقع السياسي العراقي الآن ومعاناة الشعب العراقي والنضال من أجل تحقيق مطاليب الشعب في الحرية والحياة الحرة الكريمة ضد المحاصصة والفساد وغيرها تقودني الذكريات إلى بدايات سنة الخمسين من القرن الماضي عندما كنا نحن الشيوعيون نشارك في مراسيم وأربعينية الإمام الحسين (ع) في مدينة كربلاء حيث كانت مواكب الشيعة تذهب إلى مدينة كربلاء لأداء مراسيم أربعينية الإمام الحسين (ع) وفي يوم الأربعين كانت المواكب تسير مجاميع في سبايا وتردد التراتيل والمستهلات عن الإمام الحسين (ع) وأصحابه الشهداء الكرام فكانت المواكب تذهب أولاً إلى مرقد الإمام الحسين (ع) ومن ثم إلى مرقد أخيه العباس (ع) ثم تعود إلى مركز الموكب.
كان الشيوعيون بعد الانتهاء من زيارة مرقد العباس (ع) ينتظرون موكب كربلاء الذي كان الأخير في المواكب الحسينية وكانت محلة العباسية من ضمن موكب كربلاء وكانت محلة العباسية في أخير الموكب وكان الشيوعيون ينتظرون موكب العباسيات وكان يردد المستهلات والأشعار السياسية المنددة بنظام الحكم الظالم والجائر والآن أتذكر إحدى تلك المستهلات عندما أعدم المجرم (عيسى سوار) أحد قادة البيشمركة أربعة عشر مناضلاً شيوعياً قدموا من بلغاريا عن طريق سوريا إلى العراق عن طريق كردستان حيث كانوا يدرسون في كلية الكادحين في بلغاريا التي تخرج الكوادر الشيوعية في العراق فكان المستهل يقول (عيسى اشكثر سافل ... أعدم كم مناضل ... أهل المطرقة وأهل المناجل ... عيسى اشكثر سافل) وهذا المستهل كان يردده موكب العباسيات في ذلك الوقت.
وكان الشيوعيون الذين يتجمعون من جميع المواكب العراقية في ساحة أمام مرقد الإمام (العباس) (عليه السلام) ينتظرون موكب العباسيات الذي كان دوره في آخر موكب كربلاء ونعمل مظاهرة كبيرة بالمئات تطوف في شوارع كربلاء وعلى المواكب ولا زالت محلة العباسيات إلى الآن تربط نضال الإمام الحسين (عليه السلام) بالنضال الوطني وتردد المستهلات السياسية ضد المحاصصة والفساد الإداري وسلبيات الأحزاب السياسية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل