لنحشد قوّة دفاعا عن أرنداتى روي – لنوقف هجوم الحكومة الهنديّة الفاشيّة ضد هذه الكاتبة و الناشطة الجريئة

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 14:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

لنحشد قوّة دفاعا عن أرنداتى روي – لنوقف هجوم الحكومة الهنديّة الفاشيّة ضد هذه الكاتبة و الناشطة الجريئة
جريدة " الثورة " عدد 859 ، 24 جوان 2024
https://revcom.us/
في المدّة الأخيرة ، صارت الكاتبة و الناشطة الهنديّة الشهيرة عالميّا هدفا لهجوم خطير للحكومة الهنديّة الفاشيّة التي يتراّسها نارندرا مودى . و من واجب جميع الناس الواعين أن يحشدوا قوّة للدفاع عنها .
في 14 جوان 2024 ، أعطى مسؤول سامى في حزب مودى القومي – الهندوسي الفاشي ( BJP) الضوء الأخضر للسلطات القضائيّة لمتابعة الدعوة ضد روي من أجل العصيان في ظلّ القوانين " المناهضة للإرهاب " الهنديّة (1) . و العصيان في الهند هو تهمة واسعة النطاق تشمل الكلام ضد السلطات القائمة . و تسمح هذه القوانين للحكومة الهنديّة بإيقاف متّهمين إلى 180 يوما دون توجيه أيّة تهم و بتصنيف الناس على أنّهم إرهابيّون حتّى إن لم يكونوا على صلة بأيّ مجموعة إرهابيّة .
ما هي مخالفة روي ؟ إلقاء خطاب سنة 2010 – قبل 14 سنة – بمناسبة مساندة إستقلال أراضى كاشمير . و كاشمير ، وطن تسعة ملايين مسلم كاشميري ، مجال ترابي يقع شمال غرب الهند المنقسم بين الهند و الباكستان و هو تحت إحتلال عسكري عنيف من الإثنين . و في ظلّ مودى ، وقع حصار السكّان أساسا في ديارهم بآلاف الإيقافات و مُنع الصحفيّون الأجانب من تغطية هذه الجرائم . (2)
في المناسبة المذكورة أعلاه سنة 2010 ، تكلّمت أرنداتى روي بجرأة عن الحقيقة : أنظروا ، كاشمير لم تكن قط جزءا لا يتجزّأ من الهند . و مهما سألتمونى بعدوانيّة و مهما كان عدد المرّات التي تلقون عليّ فيها أسئلة ، سأجيبكم بأنّ حتّى الحكومة الهنديّة قد قبلت في الأمم المتّحدة بأنّ كاشمير ليست جزءا لا يتجزّأ من الهند . لذا ، لماذ تجرى محاولة تغيير هذه الرواية الآن ؟ (3)
الهجوم على أرنداتى روي و التصعيد الفاشيّ في الهند :
أرنداتى روي روائيّة هامة كسبت جوائز عالميّة . وهي كذلك ناشطة لا تكلّ و لا تملّ في الحملات المناهضة للقوميّة الهندوسيّة الفاشيّة لمودى ، بما في ذلك سياساته بصدد كاشمير ، و إضطهاد جماهير الشعب الهندي و إنتزاع أملاكها .
و قد هاجمت مباشر مودى ، وهو هندوسي – فاشي يعتقد أنّ الهند يجب أن تُحكم من قبل الهندوس و من أجلهم . و قد حاول مودى بلا رحمة أن يسحق أيّ معارضة ، حتّى من صفوف الطبقة الحاكمة في الهند ، و قد إستهدف و إضطهد ال200 مليون مسلم في الهند .
و الهجوم على أرنداتى روي ليس مدفوعا بسحث المعارضة للإحتلال الرجعي الهندي لكاشمير فحسب ، و إنّما هو أيضا جزء من هجوم أوسع و فاشي على المعارضة و على النساء و الفقراء و السكّان غير الهندوسيّين في الهند .
كتبت أرونداتى روي :
" يستهدف الأوتوقراطيّون على الدوام ليس المدافعين عن حقوق الإنسان و الصحفيّين فقط بل أيضا الكتّأب و الفنّانين . إنّهم بالغريزة يعترفون بقوّة الكلمات و من ثمّة التعبير الحرّ و المبدع لنشر الخيال و شحذ الآمال و السماح للناس بتصوّر عوالم مغايرة و أفضل تقام على أساس المساواة و الحرّية و حقوق الإنسان . و في غياب التعبير الحرّ ، الحرّيات الأخرى سريعة الذوبان ما يعبّد الطريق للأوتوقراطيّين ليفرضوا قوانينهم الخاصّة . (4)
لنفضح الهجوم الهندي على أرنداتى روي و الدعم الأمريكي الإجرامي لنظام مودى الفاشيّ :
إنّ مودى و نظامه تلقّوا الترحيب و المساندة من جميع رؤساء الولايات المتّحدة – أوباما و ترامب و بايدن – منذ تولّيه السلطة ، حتّى و فظائعه الفاشيّة قد أضحت بارزة أكثر فأكثر . (5)
كلّ من يثمّن الدور الحيويّ الذى لعبه الفنّانون و المثقّفون مثل أرنداتى روي ينبغي أن يعلى صوتها الآن – و يفضح الدعم الإجرامي للولايات المتّحدة لنظام مودى الفاشيّ .

هوامش المقال :
1. Unlawful Activities (Prevention) Act (UAPA)
2. Two-thirds of this territory is currently administered as the Indian state of Jammu and Kashmir and has an estimated population of nine million. The remainder of the region is controlled and administered by Pakistan.
3. Arundhati Roy Faces Anti-Terror Prosecution in India as Modi Expands Crackdown on Critics, Democracy Now!, June 17, 2024
4. INDIA MUST THE PROSECUTION OF AUTHOR ARUNDHATI ROY, PEN USA, June 21, 2024
5. Narendra Modi at the White House: Imperialist Godfather Welcomes Theocratic Fascist to the “Democracy” Team, revcom.us, July 24, 2023

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل