|
مجزرة مليلية الدموية 24 يونيو 2022
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8024 - 2024 / 6 / 30 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
Le massacre sanguinaire de Melilla ارتكب البوليس السياسي DGST ، والجهاز السلطوي الطقوسي وزارة الداخلية مجزرة في 24 يونيو 2022 ، من خلال القمع الدموي للمهاجرين الأفارقة ، الذين كانوا يحاولون دخول مدينة مليلية الإسبانية ، حسبما أجمع عليه ثلاثة مسؤولون إسبان ، الذين قرروا كسر جدار الصمت و الحديث للصحافة. في هذا الصدد ، قرر مسؤولون بمصالح الاستعلامات الإسبانية ، و إطر بوزارة الداخلية ، و موظفين بالحرس المدني (الدرك الإسباني) ، الادلاء بشهاداتهم حول ما وقع ، خلال المجزرة الشنيعة التي وقعت بمدينة مليلية ، من خلال التصريح لصحيفة " بوبليكو " الإسبانية ، و كذلك أمام مؤسسة " بوركوزا " ، التي تقوم بأبحاث تتعلق بمعالجة وسائل الاعلام لمسألة الهجرة. و أشار نفس المسؤولون الثلاثة ، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم " حتى لا يتعرضوا للانتقام " ، بصوت واحد ، إلى المسؤولين المغاربة ، البوليس السياسي DGST ، ووزارة الداخلية ، بارتكاب مجزرة دموية مقصودة ، أثناء تسيير هذه الحادثة المأساوية ، التي أدت إلى مجزرة حقيقية في حق الافارقة . و أضاف ذات المسؤولون ، أن من بين الأخطاء التي وقعت فيها السلطات المغربية ، البوليس السياسي ووزارة الداخلية ، هي أنها أرادت بأي ثمن أن تعطي صورة حسنة لدى الحكومة الإسبانية ، من خلال محاولة التأكيد على أنها تتحكم كليا في الممر المؤدي إلى المدينة ، و أنها قادرة على منع المهاجرين من تجاوزه .أي ارتكاب نفس الجريمة وبنفس التصور لمجزرة مخيم " إگديم إزيك " . فبناء آلاف الخيام امام انظار مختلف السلطات ، كان مقصودا ، لانهم كانوا يظنون ، قدرتهم على انهاء عملية المخيمات في ظرف وجيز ، حتى يعطوا للملك نظرة خاطئة عن قدرتهم على حل اكبر القضايا الشائكة ، فتزيد ثقة الملك بهم ، ويواصل ارتباطه بهم ، ليستمروا في سرقتهم للدولة وللبلد ، ويستمروا في السرقة والنهب . لكن وإذ تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ، فقد عجزوا عن حل إشكالية الخيام التي نصبت امام اعينهم ، وطبعا سيزيد شحن الوضع الى ما يعرف " بجريمة مخيم إگذيم إ زيگ " .. التي ذهب ضحاياها بالعشرات .. واسألوا الوالي السابق والوزير المنتدب في الداخلية السابق المدعو الشرقي ضريس ، واسألوا الياس العمري وأين ذهب ، واسألوا الوالي والعامل ، أي اسألوا البوليس السياسي والجهاز السلطوي وزارة الداخلية ، وهو نفس السؤال يجب طرحه عليهم بالنسبة لملايين الدولارات التي هطلت من خارج المغرب بمناسبة زلزال الحسيمة .. مسؤولو الأمن الاسبان ، اوضحوا أن " المجزرة وقعت بعد سنة من الأزمة الدبلوماسية بين مدريد و الرباط ، التي صادفت مناسبة تاريخية أخرى بالنسبة للحدود الجنوبية : أزمة سبتة في 17 مايو 2021 ، حيث قامت خلالها الأجهزة البوليسية المغربية ووزارة الداخلية ، بتسهيل دخول أزيد من 10000 شخص إلى تلك المدينة ذات الاستقلال الذاتي في ظرف ساعات قليلة فقط . و بعد سنة من ذلك ، أراد الجهاز البوليسي الذي سرق المغرب ، وسرق النظام ، وسرق الملك المريض ، أن يثبت بطريقة ما ، أن بإمكان الحكومة الإسبانية ، أن تعتمد عليه فيما يتعلق بمسائل الهجرة . لكن مثل جريمة " إگديم إزيگ " ، فشل في اقناع المسؤولين الاسبان ، بقدرته على التحكم في الممرات التي تهدد الامن الوطني للإسبان . و أضاف ذات المصدر ، أن السلطات المغربية ( البوليس السياسي ووزارة الداخلية ) لم يجروا أي تحقيق مستقل ، حين صرحوا بمقتل ، فقط 23 مهاجرا في المجموع (خلال مجزرة مليلية الدموية ) ، في حين تعتبر العديد من المنظمات العاملة في ميدان حقوق الانسان ، أن هذا الرقم يتراوح بين 37 و أكثر من 100 قتيل ، كما لا زالت ما لا يقل عن 77 عائلة تجهل إلى اليوم ، مكان وجود أبنائهم ، حسب الجمعية المغربية لحقوق الانسان L’AMDH ، كما انها تجهل اذا كانوا أحياء أم أمواتا . أما الجريمة الأخيرة التي اقترفتها وزارة الداخلية والبوليس السياسي ، وفشلوا في تغطيتها ، فيتمثل في عدم الأخذ بعين الاعتبار، أن غالبية المهاجرين المتجمعين في 24 يونيو 2022 على الحدود ، جاؤوا من السودان ، و ليس من البلدان الواقعة جنوب الصحراء المجاورة ، الذين يتراجعون عادة تحت ضغط البوليس السياسي ووزارة الداخلية المغربية . أما السودانيون فليس لهم منطقة قريبة ينسحبون إليها. و أضاف الامنيون الاسبان ، أن عناصر البوليس ( السياسي ) ووزارة الداخلية ، والقوات المساعدة ، قد تمادوا كثيرا في تهديد المهاجرين قبل المأساة المقترفة ، و لم يتوانوا في مصادرة طعامهم للدفع بهم الى الحدود للمرور ، أي تسهيل عملية الهروب ، واقتناص فرصة الهروب ، لارتكاب المجزرة الدموية لتدويخ الدولة الاسبانية ، بقدرة السلطات المغربية في التحكم في الحدود ، خاصة وانها أضحت حدودا تحكمها اتفاقية Schengen الاوربية .. وخلص رجال الامن الاسبان " الحرس المدني " ، الى تأكيد شهادة مصور إسباني ، الذي شاهد أحد أعوان مصالح الأمن المغربي ، يجتاز الحدود الإسبانية ، مستعينا بالهراوة ، ليرغم مهاجرا على العودة الى التراب المغربي ، و الأدهى من ذلك قيام " أعوان آخرين بإلقاء وابل من القنابل المسيلة للدموع " ، في مناطق مغلقة ، منتهكين القانون الدولي الساري " ، و هي التجاوزات و العنف الذي يفسر إلى حد كبير ، سبب ارتكاب ما لا يمكن اصلاحه في يوم 24 يونيو ، على الحدود بين إسبانيا والمغرب. ومرة أخرى ان واقعة مجزرة Le massacre sanguinaire في 24 يونيو بحدود مليلية ، مثل مجزرة مخيم إگديم إزيگ بالصحراء الغربية ، Le massacre sanguinaire du Gdim Izik ، كان فشلا مدويا لإدارة البوليس السياسي ، ولوزارة الداخلية ، والقوات المساعدة . حيث تبينت مسؤوليتهم المباشرة في كل المآسي التي حصلت بالحدود ، للضغط على الدولة الاسبانية المدركة بخطورة الأدوار الملعبة ، لاستخلاص الدولار ، وللتأثير على تبني الدولة الاسبانية موقف النظام المغربي من نزاع الصحراء الغربية . وهنا تصطف مبادرة Pedro Sanchez عندما ايد كشخص وليس كمسؤول ، خيار الحكم الذاتي في الصحراء ، وهو التأييد الذي انقلب عليه مؤخرا ، حين أعلنت الدولة الاسبانية تمسكها بالمشروعية الدولية ، أي لا بديل عن الاستفتاء وتقرير المصير .. ولنا ان نتساءل . كيف فشل الجهاز البوليسي ووزارة الداخلية ، وخاصة بعد اماطة اللثام في قضية " إگديم إزيگ " ، و مجزرة 24 يونيو 2022 ، من اعتبارها عملا مخابراتيا ناجحا ، لأنها فشلت وتعرت ، ولتعلن هذه الأجهزة الفاشية التي لا علاقة لها بحقوق الانسان ، بنجاح عمليتها التخابرية في قضية مثلي Malaga ، " نور زينو " .. وقد اعتبرت عملية ( نور زينو ) بالعملية التخابرية ناجحة ، لأنها اعتدت على الأستاذ والنقيب محمد زيان ، وانتصرت بالمثلية للجهاز البوليسي الذي على رأسه المدعو عبداللطيف الحموشي ، وصديق ومستشار الملك المدعو فؤاد الهمة ، و ( خادم ) الدولة وزير الداخلية المدعو عبدالوافي لفتيت ؟ ان نزاع الصحراء الغربية ، اضحى الآن يطل من ثقب الباب ، وتنزيل المشروعية الدولية ، يبقى الحل الوحيد الذي تؤمن وتدعو اليه دول الفيتو بمجلس الامن ، وأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، وروسيا والصين وكندا ، بل اصبح يقف مطالبا بتنزيل المشروعية الدولية حتى الدول العربية ، وما اكثرها ، لان الموقف السعودي متقلب كالحرباء ، مرة يدعي تشبثه بالمشروعية الدولية ، ومرة يؤيد حل الحكم الذاتي ، وهو موقف يحسب حتى لقطر .. ان نزاع الصحراء الغربية ، الذي في طريقه الى الحل عن طريق المشروعية الدولية ، هو المدخل والباب الرئيسي الذي سيضع حدا لخطف وسرقة الدولة ، وسرقة المغرب ، بل سرقة حتى الملك الفاقد التمييز ، والجاهل بكل ما يروج باسمه ، وهو ضد مصالحه ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات الرئاسية في الجزائر
-
حين تتسبب الفاشية الإسلامية ، في فوز الفاشية المسيحية .
-
هل سيسقط النظام في المغرب ؟
-
من يعترف بمغربية الصحراء ؟
-
الحكم
-
الشعب الصحراوي ونزاع الصحراء الغربية
-
الأمم المتحدة وحقوق الانسان
-
المغرب الى أين ؟ المحددات المرحلية ، والاحتمالات المقبلة
-
مفهوم الأرض في الفكر السياسي اليهودي الصهيوني
-
( طوفان الأقصى ) وإسرائيل
-
تحليل أسباب ظهور التطرف الديني
-
هل تنجح الجزائر في بناء نظام إقليمي مؤسساتي
-
نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل لم يصفع محمد السادس ، وإسرائيل ال
...
-
القضاء الإيطالي يرفض تسليم ادريس فرحان المطلوب من البوليس ال
...
-
حان موعد الرحيل . المنفى ينادينا
-
هل دعا حاكم المغرب الفعلي من الشرق ، الجزائر الى التعقل وفتح
...
-
النظام الطائفي والطائفية في لبنان
-
نداء حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابع
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال
...
المزيد.....
-
ترامب وهاريس يركزان حملاتهما على كتلتين كبيرتين للناخبين الأ
...
-
إسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حز
...
-
وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحما
...
-
رئيس البنك الدولي يقدر -تكلفة الدمار- في غزة ولبنان
-
نظام ثاد الصاروخي: هل سيحمي إسرائيل من صواريخ إيران؟
-
هلسنكي: الدول الغربية تعبت من دعم كييف
-
مسؤولون يكشفون لـ-i24NEWS- عن موعد رد إسرائيل على إيران
-
المقاومة في جنين تعلن إيقاع قوة إسرائيلية خاصة في كمين محكم
...
-
رئيس الوزراء الروسي يصل إسلام آباد للمشاركة في اجتماع منظمة
...
-
وزير إسرائيلي: إسرائيل ستشن هجوما غير مسبوق على حزب الله وغز
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|