|
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابعة )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
3 ) الاطار الاجتماعي . بداية ظهور المذاهب في الإسلام : ظهرت مقدمات المذاهب في الإسلام ، مع توجه الخلافة نحو الإدارة المركزية المطلقة والمَلكية La monarchie الطاغية والمستبدة ، خلال ولاية عثمان بن عفان ، واقترن ذلك بانفجار اول ثورة سياسية في الإسلام . بيد ان الصراع السياسي في الإسلام ، يعود الى فترة سابقة ، شهدت بداية تحول الصراع القبلي القديم ، الى صدام واسع بين العامة التي سماها الحسن الثاني ب ( الاوباش ) ، وبين مركزة الدولة الإسلامية . ومن اجل توضيح هذه القضية ، يجب ان نعود الى أوضاع مكة قبل الإسلام ، واستعراض الأحوال السياسية بعد وفاة النبي مسموما على يد يهودية . أولا – الإسلام والعصية القبلية : كانت مكة تمثل نموذجا متطورا للحكم القروي ، أي المديني ، وبالمفهوم القديم الذي المحنا اليه . فهي كانت أمّ القرى ، ومركز الحياة السياسية والتجارية في الجزيرة العربية قبل الإسلام . وكان نظامها السياسي اشبه بالجمهورية ، يقوم على توازنات بين بطون قريش ، القبيلة السائدة بمكة . كانت السلطة السياسية في المدينة ، تتناسب والمكانة التجارية لكل بطن من البطون ، لا على القوة العسكرية الامر الذي استلزم نشوء نظام من الحكم يقوم على السلطة اللاهوتية ، وشرف الانساب ، وهو نظام يستمد جذوره من تقاليد تاريخية عريقة في القدم . وقد عارضت قبيلة قريش كل محاولة لتحويل مدينتها الى مَلكية ، او الحاقها باي من الدول الكبرى القائمة آنذاك ، فأحبطت دسائس البيزنطيين لتنصيب عثمان بن الحُويْرثْ ملكا عليها . وقد ساعد هذا الوضع غير العسكري لمكة ، على تعزيز مكانتها الدينية باعتبارها حرم آمن يأوي اليه كل خائف او طريد .. ( اثناء الوجود الفرنسي بالمغرب ، كان القصر العلوي يعتبر الملاذ الآمن . فمن دخله ولو مجرم كبير ، ترفع عنه اية متابعة ، ويصبح وضعه داخل قصر توارگة بالوضع الآمن ، لن تمتد اليه يد سلطة فرنسية او سلطانية مخزنية ) . وفي فترة معينة قبل ظهور الإسلام ، تصدر بنو امية رئاسة مكة ، وسيطروا على تجارتها ، وحلّوا محل بني هاشم الذين ذهبت ثرواتهم ، وتردت مكانتهم التجارية . فيذكر ابن حبيب ( المحبر ص 165 ) ، ان حرب بنو امية خلف المطلب بن عبد الله مناف على رئاسة قريش ، وكان أبو سفيان قائد قريش في حربها ضد المسلمين . وبعد فتح مكة ، تقرر ان تظل المدينة ( يثرب ) عاصمة للدولة الإسلامية ، لأسباب كثيرة ، منها رغبة محمد بناء مجتمع إسلامي بعيدا عن العصبيات القبلية ، وهو هدف لا يمكن ان يتحقق في ظل هيمنة قريش على مكة حتى بعد الغزو، واستمرار نفوذها السياسي والديني في جزيرة العرب . وفي المدينة لم يكن لبني امية ، او أي من القبائل العربية ، نفوذا يوازي نفوذ ومكانة الجماعة الإسلامية ، إذ اخذت القبائل التي هاجرت اليها ، واستقرت فيها بالانحلال والاندماج بالمجتمع الإسلامي الجديد ، الذي بدأ يتطور في المدينة النبوية ، ويمتد منها الى بقية الانحاء . استهدف الإسلام مركزة مختلف مستويات الحياة السياسية والاقتصادية واللاهوتية ، وكان من دوافعه الاجتماعية ، إزالة الانقسام العشائري والقومي ، وصهر التشكيلات الاجتماعية المستقلة – كالقبائل والقرى ( المدن / الدولة ) ، والدويْلات الصغيرة -- ، بكيان إسلامي موحّد ، يسعى الى تشكيل دولة مركزية عالمية . وقد انصبت مساعي محمد صلعم بعد فتح مكة ، على إقامة نواة المجتمع العالمي الجديد في المدينة ، وفق الاسبقية في الإسلام ، والاولوية في خدمة الدعوة الإسلامية ، لا على أواصر الانساب القبلية . بيد ان التقاليد القبلية كانت عميقة الجذور، تستمد قوتها من تكوين اجتماعي عضوي ، رسخته ظروف حياة البادية . وقد ظلت التقاليد والعلاقات القبلية حية قوية ، خارج حدود المدينة النبوية ، رغم بداية انحلالها في العاصمة الإسلامية ، فكان من المحتم ان تجد تعبيرها في الحياة السياسية حين توفّر الظروف المناسبة ، وهذا ما جرى بعد تسميم محمد .. ثار خلاف كبير بين ( الصحابة ) حول مسألة اختيار خليفة للنبي . فقد أراد اهل المدينة وهم الأنصار ، ان يكون الخليفة منهم ، فرشحوا سعد بن عبادة ، في حين مال بقية المسلمين الى اختيار الخليفة من قريش ، فبُويع أبو بكر ، وهو من قبيلة قرشية قليلة الشأن ، وهذا اهّل اهم بيتين من بيوت قريش : بنو هاشم اهل محمد ، وبني امية زعماء مكة قبل الإسلام . كانت دوافع اختيار ابي بكر ، حرْص جماعة المسلمين ، تجاوز الصراعات القبلية القديمة ، وترسيخ مبدأ الشورى . وما كان من الممكن ان يتحقق هذا الاّ بقطع الطريق على استئثار البيوتات العليا من قريش ، سيما بنو هاشم وبني أمية ، بالسلطة السياسية والدينية . وقد ساعد هذا الاختيار على وحدة اهل المدينة ، في مواجهة حركة ( الردة ) – الإسلام ليس بالسيف – بعد وفاة محمد النبي ، واستعادة الدولة الإسلامية سيطرتها على الجزيرة العربية . وبعد تصفية القبائل الثورية ( المرتدة ) ، توجه المسلمون للغزو الخارجي ، بحملات عسكرية عاصفة ، أطاحت بأكبر امبراطورتين في العالم آنذاك . وفي ظروف التوسع / الغزو الإسلامي ، أمكن لجم الصراعات القبلية ، والشروع على نطاق واسع من ذي قبل ، بصهر القبائل المختلفة . غير ان الأوضاع التي ظهرت بعد الغزو ، وتمصير الامصار ، جلبت معها عوامل صراعات وانقسامات اجتماعية جديدة ، إذ تكدّست الغنائم الهائلة في مركز الخلافة في الحجاز ، واقتسام ثروات الاكاسرة والبيزنطيين بين المقاتلة المسلمين في الامصار ، خلقت أوضاعا ، تطورت فيها طبقات اجتماعية جديدة ، وتطلعات حضارية لم تكن معروفة في المجتمع الإسلامي في الحجاز . استقر المقاتلة المسلمون اول الامر ، في المدن القديمة للأقاليم المغْزوّة ( غزو ) ، وطالب البعض منهم تقسيم الأرض الزراعية في تلك الأقاليم بينهم ، والسماح لهم بالانخراط في حياة البلدان المغزوة ( المفتوحة ) . وامام هذه المطالب وجدت الخلافة نفسها تواجه خطر انصهار المتقاتلون في التجمعات السكنية الكبيرة لتلك البلدان ، وابتعادهم تدريجيا عن الحياة الإسلامية . فقرر الخليفة عمر بن الخطاب بالتشاور مع ( الصحابة ) في المدينة ، إعادة تنظيم القوات الإسلامية ، وتنفيذ خطوات سياسية وعسكرية بعيدة الأثر ، منها تطبيق نظام الخراج ، وسحب المقاتلة من المدن القديمة ، وتجميعهم في امصار جديدة ، وتطبيق المناوبة في خدمة البعوث العسكرية الى المناطق النائية . وكانت الكوفة اول الامصار الإسلامية الجديدة . فقد ضمت اكثر المقاتلة المسلمين الذين انتهت اليهم خزائن الساسانيين ، واتسعت خلال بضع سنوات حتى قاربت نصف مليون نسمة ، حسب الروايات الداخلية ، وبعد ذلك مصّرت البصرة والقِسطاس . ان تمصير الامصار ، وتطبيق الانظمة الإدارية الجديدة ، خلقا مراكز سياسية جديدة ، لا تقل وزنا عن عاصمة الدولة الإسلامية في الحجاز ، ونتيجة لذلك برزت مخاطر الصدام بمركز الدولة ، وتطور صراع متنام بين المدينة في الحجاز ، واهل الكوفة . وقد حاول الخليفة عمر التّسْكين ، أي تسكين الأمور بمداراة الكوفيين وتلبية اكثر مطالبهم . ولكن الوضع السياسي الجديد ، كان من الخطورة بمكان ، مِمّا حمل الخليفة على اتخاذ جملة إجراءات تنظيمية ، لتحقيق توازن سياسي جديد ، يعزز من مكانة العاصمة الإسلامية في الحجاز وهيمنتها على الامصار .. تتلخص هذه الإجراءات ، بإعادة تنظيم الدولة الإسلامية كلّها ، وفق نظام اداري جديد للأمصار، منح كل منها استقلالا ذاتيا فيما يتعلق بأمور الإدارة والاقتصاد المحلّيين ، على ان يراجع مركز الخلافة في القضايا السياسية العليا . وكان هذا النظام اشبه ب " الاتحاد الفدرالي " انْ صحّ التعبير مركزه المدينة النبوية . قسم الخليفة الدولة الإسلامية سبعة اقسام وفق نظام ( الاسباع ) ، وهو نظام قديم يرجع الى أصول بابلية ، يصوّر العالم المعمور على هيأة سبعة أقاليم ، مرتبة على شكل سبع دوائر ، ست منها بدائرة مركزية تمثل إقليم بابل . ويقول اليعقوبي ( 2 : 142 ) " ان عمر بن الخطاب هو الذي أوجد هذا النظام ، فقال ان عمر : " مَصّر الامصار في هذه السنة ( 17 ه ) ، وقال الامصار سبعة . فالمدينة مصر ، والشام مصر ، والجزيرة مصر ، والكوفة مصر ، والبصرة مصر .." . هكذا ورد نصّ اليعقوبي ، وقد سقط أسماء المصريين الباقين . ويمكن الاستنتاج من روايات أخرى انهما : الفسطاط والبحرين حسب قول ابن سعد ( الطبقات 1 : 202 ) . ومن دراسة هذه التقسيمات يبدو ان عمر بن الخطاب ، أخذ صورة الأقاليم السبعة للمعمورة ، واتخذها أساسا للتقسيم الإداري للدولة الإسلامية . كان المقصود بهذا التنظيم ، منح الامصار قدرا كبيرا من الاستقلال الذاتي ، وخصص لها أربعة اخماس الغنائم العسكرية ، ودفع الخمس المتبقي لمركز الدولة الإسلامية ، إضافة الى نسبة معينة من إيرادات الخراج . ونتيجة لهذه الإجراءات اصبح في حوزة الامصار موارد اقتصادية وقوة عسكرية كبيرة . فعمل الخليفة عمر بن الخطاب على خلق توازنات معينة بينها ، لئلا تتمرد على مركز الخلافة . كان تأسيس مدينة البصرة وتمصيرها ، يستهدف خلق قوة موازنة للكوفة . وكانت البصرة اول الامر ، معسكرا صغيرا ، وقد سارعت الخلافة بمدّها بالمهاجرين من مختلف انحاء الجزيرة العربية ، ثم ألحقت بها بعض الأقاليم التي فتحها اهل الكوفة لسد نفقات المقاتلة والمهاجرين الجدد ( الطبري 4 : 160) . اثار هذا الاجراء الأخير اهل الكوفة ، وطلبوا من اميرهم عمّار بن ياسر ، رفع شكواهم الى الخليفة . ولما رفض الأمير طلبهم ، وساند قرار الخليفة بدعم اهل البصرة ، شغبوا ( الشغب ) عليه ، وطالبوا الخليفة بعزله . فاضطر عمر بن الخطاب لتلبية طلبهم ، وهو كارها لذلك فقال : " أعضل بيّ أهل الكوفة . وكان يقول : أيّ نائب اعظم من مائة الف لا يرضون عن امير ، ولا يرضى عنهم امير .. " . ان هذا الصراع بين اهل الكوفة والخلافة ، قد تطور فيما بعد عبر سلسلة من الثورات والحروب الاهلية ، مع اهل البصرة واهل الشام ، ليتخذ صورة مذهبية . وفي أرضية هذا الصراع ، بذرت البدرات الأولى للانقسام الطائفي في الإسلام . ثم ان ما جرى على نطاق الدولة الإسلامية ، انعكس أيضا داخل كل مصر من الامصار بصورة متفاوتة .. لم يقتصر تطبيق نظام ( الاسباع ) على إدارة الدولة الإسلامية ، بل شمل تنظيم بعض الامصار الإسلامية نفسها . فقد أعيد تخطيط مدينة الكوفة وفق النظام المذكور ، لضمان هيمنة المركز الإداري على الاحياء القبلية المحيطة. وكان من مزايا التخطيط الجديد ، توفير سيطرة مركز المدينة على الأطراف ، وضمان عزل الاحياء القبلية عن بعضها البعض عند الضرورة ، وكذلك سدّ منافذ الى الخارج اذا اقتضى الحال . وقد ظهرت نتائج هذا التخطيط الذي استقرت عليه الكوفة ، في تسهيل ضرب الحركات الثورية فيما بعد ، ولا سيما ثورة الحسين ، وثورة زيد بن علي ، حيث استطاعت حكومة المدينة حصر الناس في معسكر النخيلة ، او في المسجد الجامع ، وعزلهم عن الثوار . وكما حدث في الصراع بين الكوفة والبصرة والشام ، فقد جرى ذلك بين احياء الكوفة نفسها ، فانحازت قبائل اليمن الى الشيعة ، في حين انحازت " ثقيف " وغيرها من القبائل العدنانية الى الامويين . ولكن التنظيمات التي نفدها عمر بن الخطاب ، باحترامها للاستقلال الذاتي للامصار ، حافظت على وحدة المقاتلة الإسلامية ، و أضعفت عوامل الانقسام المذهبي والصدام السياسي . غير ان هذا الوضع سرعان ما تغير بعد وفاة الخليفة عمر ، وانتقال الخلافة الى عثمان بن عفان ... ثانيا – ظهور التمايز الطبقي : كان الخليفة الجديد ينتمي الى الاسرة الاموية التي فقدت مكانتها السياسية المهيمنة بعد الإسلام . وقد تولّى عثمان الخلافة في وقت أنجزت اكثر ( الفتوحات ) الغزوات الاستعمارية ، بالنهب من الغزو تزايدت ثروات المقاتلة ، وتراكمت الأموال في الامصار ، فأدى هذا الى تزايد هجرة الناس للبلدان ( المفتوحة ) المَغزوّة ، وخلق مشاكل خطيرة حاول الخليفة مواجهتها بإحداث إجراءات لم تعهدها الجماعة الإسلامية من قبل . إذ لم يمر وقت طويل ، حتى شرع عثمان بن عفان ، بانتهاج سياسة تخالف سيرة من سبقه . فقد حاول تعزيز المركزية في الدولة الإسلامية ، وتقوية مؤسسة الخلافة ، وجعلها اشبه بالمُلك ، فاقدم على الغاء نظام الامصار وحوّلها الى إدارات محلية مرتبطة مباشرة بالخلافة ، وعيّن أبناء عشيرته من الامويين امراء على الأقاليم والامصار ، وخوّلهم الاستئثار بأموال الدولة الإسلامية . وكان من إجراءات عثمان بن عفان ، تعزيز هيبة الخلافة ، ونبذ حياة البساطة التي سار عليها صلعم وأبوبكر ، وعمر بن الخطاب . فقد بنى لنفسه قصرا كبيرا في منطقة " الزوراء " بالمدينة ، وحاول نقل مركز الخلافة الى مكة ، او على الأقل جعل مكة عاصمة ثانية ، كما يظهر من اعتبار صلاة المسافر الى مكة كصلات المقيم فيها ، وهذا أمر أخده عليه خصومه ، واعتبروه من احداثه المبتدعة . ثم عمل عثمان على احاطة نفسه بجند مماليك اختارهم من العبيد الذين كانوا يرسلون الى الحجاز ، ضمن الخُمس المخصص للخلافة من الغنائم الحربية ، أي من الغزو ، فكانوا يسمّون " عبيد الخمس " . ثم شرع عثمان بتدوين القرآن ، وحصر ذلك بالخلافة وحدها ، فامر بتوحيد المصاحف واحراق القديمة منها التي كتبت على عهد صلعم والخلفاء من بعده . والغى نظام الامصار ، وأحلّ محلّه نظام " الاجناد " . لذلك أبدِل اسم الكوفة فأصبحت " كوفة الجند " كما تذكر بعض مصادر المعارضة الاسلامية لنهجه ولسياسته التي أسست للدولة المركزية الناهبة . ورغم انه بعث للأمصار سبعة مصاحف ، الاّ انه اسقط مصاحفها الخاصة بها ، سيّما مصحف ابن سعود الذي ظل موضع اجلال من اهل الكوفة والشيعة عامة . وسمح عثمان لأشراف الحجاز ، الانتقال الى الأقاليم بعد ان كان عمر بن الخطاب منعهم من ذلك . كما سوّغ لهم استثمار أموالهم وشراء العقارات في الامصار ، وبناء دور التجارة فيها . ومثل هذا التنظيم شبه الملكي للدولة الغير معهود من المسلمين ، قاد الى تذمر واسع بين الناس ، وأثار روح التمرد في الامصار التي حُرمت من استقلالها الذاتي ، كالكوفة والفسطاط والبصرة . وقد كانت ثورة أهل مصر ، شديدة على عثمان الأسباب عديدة ، منها انه اسقط الفسطاط كلياً من بين الامصار ، ولم يخصّها بمصحف كما فعل مع الامصار الأخرى . إ نفجر التذمر الشعبي بثورة سياسية كبرى ، حُوصر فيها الخليفة في داره في عاصمة الدولة الإسلامية ، ثم قتل دون ان ينصره أحد غير بعض أبناء عمومته من الامويين . وبعد مقتل عثمان بايع اهل المدينة علي بن ابي طالب بالخلافة ، وقد هرب الامويون عن المدينة ، وتجمعوا في الشام استجارة بأميرها معاوية بن ابي سفيان . وبعد ذلك انحاز بعض اشراف قريش الى البصرة ، في محاولة للانفراد بالعراق ، وعزل الحجاز عن اهم أقاليم الدولة الإسلامية ، الامر الذي دفع بالخليفة علي بن ابي طالب الإسراع الى ترك الحجاز ، واتخاذ الكوفة مركزا للخلافة ، والشروع بحروب طويلة ضد البصرة والشام كما هو معروف في التاريخ . هكذا نرى ان محاولات عثمان فرض نظام المركزية المطلقة ، وحرمان الامصار من استقلالها الذاتي ، وتركز الملكيات الخاصة ، وتعمق التمايز الطبقي ، كانت العوامل التي قادت الى صراع سياسي حاد ، مهّد الطريق لظهور نظام الطوائف ، والطائفية في الإسلام وفي الدولة الإسلامية ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال
...
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
-
النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
-
الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
-
أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
-
هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ
...
-
هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
-
من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
-
النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
-
السلاح يلعلع بالقصر الملكي
-
النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
-
الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
-
سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ
...
-
الانقلابات في ظل الملك محمد السادس
-
حين تتر أس دولة بوليسية فاشية ومارقة مجلس حقوق الانسان بالام
...
-
في الثقافة والتثقيف السياسي ( الحلقة الثالثة )
-
الأمم المتحدة / الأمين العام للأمم المتحدة
-
رئيس الحكومة الاسبانية السيد بذرو سنشيز
-
الجنرال شنقريحة يهدد النظام المغربي ، بقرع طبول الحرب بالحدو
...
-
موقف إسبانيا وفرنسا من نزاع الصحراء الغربية
المزيد.....
-
كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
-
إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
-
قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك
...
-
ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي
...
-
سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
-
بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف
...
-
-NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
-
صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال
...
-
احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|