أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابعة )















المزيد.....

النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابعة )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


3 ) الاطار الاجتماعي .
بداية ظهور المذاهب في الإسلام :
ظهرت مقدمات المذاهب في الإسلام ، مع توجه الخلافة نحو الإدارة المركزية المطلقة والمَلكية La monarchie الطاغية والمستبدة ، خلال ولاية عثمان بن عفان ، واقترن ذلك بانفجار اول ثورة سياسية في الإسلام .
بيد ان الصراع السياسي في الإسلام ، يعود الى فترة سابقة ، شهدت بداية تحول الصراع القبلي القديم ، الى صدام واسع بين العامة التي سماها الحسن الثاني ب ( الاوباش ) ، وبين مركزة الدولة الإسلامية . ومن اجل توضيح هذه القضية ، يجب ان نعود الى أوضاع مكة قبل الإسلام ، واستعراض الأحوال السياسية بعد وفاة النبي مسموما على يد يهودية .
أولا – الإسلام والعصية القبلية :
كانت مكة تمثل نموذجا متطورا للحكم القروي ، أي المديني ، وبالمفهوم القديم الذي المحنا اليه . فهي كانت أمّ القرى ، ومركز الحياة السياسية والتجارية في الجزيرة العربية قبل الإسلام . وكان نظامها السياسي اشبه بالجمهورية ، يقوم على توازنات بين بطون قريش ، القبيلة السائدة بمكة .
كانت السلطة السياسية في المدينة ، تتناسب والمكانة التجارية لكل بطن من البطون ، لا على القوة العسكرية الامر الذي استلزم نشوء نظام من الحكم يقوم على السلطة اللاهوتية ، وشرف الانساب ، وهو نظام يستمد جذوره من تقاليد تاريخية عريقة في القدم .
وقد عارضت قبيلة قريش كل محاولة لتحويل مدينتها الى مَلكية ، او الحاقها باي من الدول الكبرى القائمة آنذاك ، فأحبطت دسائس البيزنطيين لتنصيب عثمان بن الحُويْرثْ ملكا عليها . وقد ساعد هذا الوضع غير العسكري لمكة ، على تعزيز مكانتها الدينية باعتبارها حرم آمن يأوي اليه كل خائف او طريد .. ( اثناء الوجود الفرنسي بالمغرب ، كان القصر العلوي يعتبر الملاذ الآمن . فمن دخله ولو مجرم كبير ، ترفع عنه اية متابعة ، ويصبح وضعه داخل قصر توارگة بالوضع الآمن ، لن تمتد اليه يد سلطة فرنسية او سلطانية مخزنية ) .
وفي فترة معينة قبل ظهور الإسلام ، تصدر بنو امية رئاسة مكة ، وسيطروا على تجارتها ، وحلّوا محل بني هاشم الذين ذهبت ثرواتهم ، وتردت مكانتهم التجارية . فيذكر ابن حبيب ( المحبر ص 165 ) ، ان حرب بنو امية خلف المطلب بن عبد الله مناف على رئاسة قريش ، وكان أبو سفيان قائد قريش في حربها ضد المسلمين .
وبعد فتح مكة ، تقرر ان تظل المدينة ( يثرب ) عاصمة للدولة الإسلامية ، لأسباب كثيرة ، منها رغبة محمد بناء مجتمع إسلامي بعيدا عن العصبيات القبلية ، وهو هدف لا يمكن ان يتحقق في ظل هيمنة قريش على مكة حتى بعد الغزو، واستمرار نفوذها السياسي والديني في جزيرة العرب .
وفي المدينة لم يكن لبني امية ، او أي من القبائل العربية ، نفوذا يوازي نفوذ ومكانة الجماعة الإسلامية ، إذ اخذت القبائل التي هاجرت اليها ، واستقرت فيها بالانحلال والاندماج بالمجتمع الإسلامي الجديد ، الذي بدأ يتطور في المدينة النبوية ، ويمتد منها الى بقية الانحاء .
استهدف الإسلام مركزة مختلف مستويات الحياة السياسية والاقتصادية واللاهوتية ، وكان من دوافعه الاجتماعية ، إزالة الانقسام العشائري والقومي ، وصهر التشكيلات الاجتماعية المستقلة – كالقبائل والقرى ( المدن / الدولة ) ، والدويْلات الصغيرة -- ، بكيان إسلامي موحّد ، يسعى الى تشكيل دولة مركزية عالمية .
وقد انصبت مساعي محمد صلعم بعد فتح مكة ، على إقامة نواة المجتمع العالمي الجديد في المدينة ، وفق الاسبقية في الإسلام ، والاولوية في خدمة الدعوة الإسلامية ، لا على أواصر الانساب القبلية . بيد ان التقاليد القبلية كانت عميقة الجذور، تستمد قوتها من تكوين اجتماعي عضوي ، رسخته ظروف حياة البادية . وقد ظلت التقاليد والعلاقات القبلية حية قوية ، خارج حدود المدينة النبوية ، رغم بداية انحلالها في العاصمة الإسلامية ، فكان من المحتم ان تجد تعبيرها في الحياة السياسية حين توفّر الظروف المناسبة ، وهذا ما جرى بعد تسميم محمد ..
ثار خلاف كبير بين ( الصحابة ) حول مسألة اختيار خليفة للنبي . فقد أراد اهل المدينة وهم الأنصار ، ان يكون الخليفة منهم ، فرشحوا سعد بن عبادة ، في حين مال بقية المسلمين الى اختيار الخليفة من قريش ، فبُويع أبو بكر ، وهو من قبيلة قرشية قليلة الشأن ، وهذا اهّل اهم بيتين من بيوت قريش : بنو هاشم اهل محمد ، وبني امية زعماء مكة قبل الإسلام .
كانت دوافع اختيار ابي بكر ، حرْص جماعة المسلمين ، تجاوز الصراعات القبلية القديمة ، وترسيخ مبدأ الشورى . وما كان من الممكن ان يتحقق هذا الاّ بقطع الطريق على استئثار البيوتات العليا من قريش ، سيما بنو هاشم وبني أمية ، بالسلطة السياسية والدينية . وقد ساعد هذا الاختيار على وحدة اهل المدينة ، في مواجهة حركة ( الردة ) – الإسلام ليس بالسيف – بعد وفاة محمد النبي ، واستعادة الدولة الإسلامية سيطرتها على الجزيرة العربية .
وبعد تصفية القبائل الثورية ( المرتدة ) ، توجه المسلمون للغزو الخارجي ، بحملات عسكرية عاصفة ، أطاحت بأكبر امبراطورتين في العالم آنذاك . وفي ظروف التوسع / الغزو الإسلامي ، أمكن لجم الصراعات القبلية ، والشروع على نطاق واسع من ذي قبل ، بصهر القبائل المختلفة . غير ان الأوضاع التي ظهرت بعد الغزو ، وتمصير الامصار ، جلبت معها عوامل صراعات وانقسامات اجتماعية جديدة ، إذ تكدّست الغنائم الهائلة في مركز الخلافة في الحجاز ، واقتسام ثروات الاكاسرة والبيزنطيين بين المقاتلة المسلمين في الامصار ، خلقت أوضاعا ، تطورت فيها طبقات اجتماعية جديدة ، وتطلعات حضارية لم تكن معروفة في المجتمع الإسلامي في الحجاز .
استقر المقاتلة المسلمون اول الامر ، في المدن القديمة للأقاليم المغْزوّة ( غزو ) ، وطالب البعض منهم تقسيم الأرض الزراعية في تلك الأقاليم بينهم ، والسماح لهم بالانخراط في حياة البلدان المغزوة ( المفتوحة ) . وامام هذه المطالب وجدت الخلافة نفسها تواجه خطر انصهار المتقاتلون في التجمعات السكنية الكبيرة لتلك البلدان ، وابتعادهم تدريجيا عن الحياة الإسلامية . فقرر الخليفة عمر بن الخطاب بالتشاور مع ( الصحابة ) في المدينة ، إعادة تنظيم القوات الإسلامية ، وتنفيذ خطوات سياسية وعسكرية بعيدة الأثر ، منها تطبيق نظام الخراج ، وسحب المقاتلة من المدن القديمة ، وتجميعهم في امصار جديدة ، وتطبيق المناوبة في خدمة البعوث العسكرية الى المناطق النائية . وكانت الكوفة اول الامصار الإسلامية الجديدة . فقد ضمت اكثر المقاتلة المسلمين الذين انتهت اليهم خزائن الساسانيين ، واتسعت خلال بضع سنوات حتى قاربت نصف مليون نسمة ، حسب الروايات الداخلية ، وبعد ذلك مصّرت البصرة والقِسطاس .
ان تمصير الامصار ، وتطبيق الانظمة الإدارية الجديدة ، خلقا مراكز سياسية جديدة ، لا تقل وزنا عن عاصمة الدولة الإسلامية في الحجاز ، ونتيجة لذلك برزت مخاطر الصدام بمركز الدولة ، وتطور صراع متنام بين المدينة في الحجاز ، واهل الكوفة . وقد حاول الخليفة عمر التّسْكين ، أي تسكين الأمور بمداراة الكوفيين وتلبية اكثر مطالبهم . ولكن الوضع السياسي الجديد ، كان من الخطورة بمكان ، مِمّا حمل الخليفة على اتخاذ جملة إجراءات تنظيمية ، لتحقيق توازن سياسي جديد ، يعزز من مكانة العاصمة الإسلامية في الحجاز وهيمنتها على الامصار ..
تتلخص هذه الإجراءات ، بإعادة تنظيم الدولة الإسلامية كلّها ، وفق نظام اداري جديد للأمصار، منح كل منها استقلالا ذاتيا فيما يتعلق بأمور الإدارة والاقتصاد المحلّيين ، على ان يراجع مركز الخلافة في القضايا السياسية العليا . وكان هذا النظام اشبه ب " الاتحاد الفدرالي " انْ صحّ التعبير مركزه المدينة النبوية .
قسم الخليفة الدولة الإسلامية سبعة اقسام وفق نظام ( الاسباع ) ، وهو نظام قديم يرجع الى أصول بابلية ، يصوّر العالم المعمور على هيأة سبعة أقاليم ، مرتبة على شكل سبع دوائر ، ست منها بدائرة مركزية تمثل إقليم بابل . ويقول اليعقوبي ( 2 : 142 ) " ان عمر بن الخطاب هو الذي أوجد هذا النظام ، فقال ان عمر :
" مَصّر الامصار في هذه السنة ( 17 ه ) ، وقال الامصار سبعة . فالمدينة مصر ، والشام مصر ، والجزيرة مصر ، والكوفة مصر ، والبصرة مصر .." .
هكذا ورد نصّ اليعقوبي ، وقد سقط أسماء المصريين الباقين . ويمكن الاستنتاج من روايات أخرى انهما : الفسطاط والبحرين حسب قول ابن سعد ( الطبقات 1 : 202 ) . ومن دراسة هذه التقسيمات يبدو ان عمر بن الخطاب ، أخذ صورة الأقاليم السبعة للمعمورة ، واتخذها أساسا للتقسيم الإداري للدولة الإسلامية .
كان المقصود بهذا التنظيم ، منح الامصار قدرا كبيرا من الاستقلال الذاتي ، وخصص لها أربعة اخماس الغنائم العسكرية ، ودفع الخمس المتبقي لمركز الدولة الإسلامية ، إضافة الى نسبة معينة من إيرادات الخراج . ونتيجة لهذه الإجراءات اصبح في حوزة الامصار موارد اقتصادية وقوة عسكرية كبيرة . فعمل الخليفة عمر بن الخطاب على خلق توازنات معينة بينها ، لئلا تتمرد على مركز الخلافة .
كان تأسيس مدينة البصرة وتمصيرها ، يستهدف خلق قوة موازنة للكوفة . وكانت البصرة اول الامر ، معسكرا صغيرا ، وقد سارعت الخلافة بمدّها بالمهاجرين من مختلف انحاء الجزيرة العربية ، ثم ألحقت بها بعض الأقاليم التي فتحها اهل الكوفة لسد نفقات المقاتلة والمهاجرين الجدد ( الطبري 4 : 160) .
اثار هذا الاجراء الأخير اهل الكوفة ، وطلبوا من اميرهم عمّار بن ياسر ، رفع شكواهم الى الخليفة . ولما رفض الأمير طلبهم ، وساند قرار الخليفة بدعم اهل البصرة ، شغبوا ( الشغب ) عليه ، وطالبوا الخليفة بعزله . فاضطر عمر بن الخطاب لتلبية طلبهم ، وهو كارها لذلك فقال : " أعضل بيّ أهل الكوفة . وكان يقول : أيّ نائب اعظم من مائة الف لا يرضون عن امير ، ولا يرضى عنهم امير .. " .
ان هذا الصراع بين اهل الكوفة والخلافة ، قد تطور فيما بعد عبر سلسلة من الثورات والحروب الاهلية ، مع اهل البصرة واهل الشام ، ليتخذ صورة مذهبية . وفي أرضية هذا الصراع ، بذرت البدرات الأولى للانقسام الطائفي في الإسلام . ثم ان ما جرى على نطاق الدولة الإسلامية ، انعكس أيضا داخل كل مصر من الامصار بصورة متفاوتة ..
لم يقتصر تطبيق نظام ( الاسباع ) على إدارة الدولة الإسلامية ، بل شمل تنظيم بعض الامصار الإسلامية نفسها . فقد أعيد تخطيط مدينة الكوفة وفق النظام المذكور ، لضمان هيمنة المركز الإداري على الاحياء القبلية المحيطة. وكان من مزايا التخطيط الجديد ، توفير سيطرة مركز المدينة على الأطراف ، وضمان عزل الاحياء القبلية عن بعضها البعض عند الضرورة ، وكذلك سدّ منافذ الى الخارج اذا اقتضى الحال . وقد ظهرت نتائج هذا التخطيط الذي استقرت عليه الكوفة ، في تسهيل ضرب الحركات الثورية فيما بعد ، ولا سيما ثورة الحسين ، وثورة زيد بن علي ، حيث استطاعت حكومة المدينة حصر الناس في معسكر النخيلة ، او في المسجد الجامع ، وعزلهم عن الثوار .
وكما حدث في الصراع بين الكوفة والبصرة والشام ، فقد جرى ذلك بين احياء الكوفة نفسها ، فانحازت قبائل اليمن الى الشيعة ، في حين انحازت " ثقيف " وغيرها من القبائل العدنانية الى الامويين . ولكن التنظيمات التي نفدها عمر بن الخطاب ، باحترامها للاستقلال الذاتي للامصار ، حافظت على وحدة المقاتلة الإسلامية ، و أضعفت عوامل الانقسام المذهبي والصدام السياسي . غير ان هذا الوضع سرعان ما تغير بعد وفاة الخليفة عمر ، وانتقال الخلافة الى عثمان بن عفان ...
ثانيا – ظهور التمايز الطبقي :
كان الخليفة الجديد ينتمي الى الاسرة الاموية التي فقدت مكانتها السياسية المهيمنة بعد الإسلام . وقد تولّى عثمان الخلافة في وقت أنجزت اكثر ( الفتوحات ) الغزوات الاستعمارية ، بالنهب من الغزو تزايدت ثروات المقاتلة ، وتراكمت الأموال في الامصار ، فأدى هذا الى تزايد هجرة الناس للبلدان ( المفتوحة ) المَغزوّة ، وخلق مشاكل خطيرة حاول الخليفة مواجهتها بإحداث إجراءات لم تعهدها الجماعة الإسلامية من قبل . إذ لم يمر وقت طويل ، حتى شرع عثمان بن عفان ، بانتهاج سياسة تخالف سيرة من سبقه . فقد حاول تعزيز المركزية في الدولة الإسلامية ، وتقوية مؤسسة الخلافة ، وجعلها اشبه بالمُلك ، فاقدم على الغاء نظام الامصار وحوّلها الى إدارات محلية مرتبطة مباشرة بالخلافة ، وعيّن أبناء عشيرته من الامويين امراء على الأقاليم والامصار ، وخوّلهم الاستئثار بأموال الدولة الإسلامية .
وكان من إجراءات عثمان بن عفان ، تعزيز هيبة الخلافة ، ونبذ حياة البساطة التي سار عليها صلعم وأبوبكر ، وعمر بن الخطاب . فقد بنى لنفسه قصرا كبيرا في منطقة " الزوراء " بالمدينة ، وحاول نقل مركز الخلافة الى مكة ، او على الأقل جعل مكة عاصمة ثانية ، كما يظهر من اعتبار صلاة المسافر الى مكة كصلات المقيم فيها ، وهذا أمر أخده عليه خصومه ، واعتبروه من احداثه المبتدعة . ثم عمل عثمان على احاطة نفسه بجند مماليك اختارهم من العبيد الذين كانوا يرسلون الى الحجاز ، ضمن الخُمس المخصص للخلافة من الغنائم الحربية ، أي من الغزو ، فكانوا يسمّون " عبيد الخمس " .
ثم شرع عثمان بتدوين القرآن ، وحصر ذلك بالخلافة وحدها ، فامر بتوحيد المصاحف واحراق القديمة منها التي كتبت على عهد صلعم والخلفاء من بعده . والغى نظام الامصار ، وأحلّ محلّه نظام " الاجناد " . لذلك أبدِل اسم الكوفة فأصبحت " كوفة الجند " كما تذكر بعض مصادر المعارضة الاسلامية لنهجه ولسياسته التي أسست للدولة المركزية الناهبة .
ورغم انه بعث للأمصار سبعة مصاحف ، الاّ انه اسقط مصاحفها الخاصة بها ، سيّما مصحف ابن سعود الذي ظل موضع اجلال من اهل الكوفة والشيعة عامة . وسمح عثمان لأشراف الحجاز ، الانتقال الى الأقاليم بعد ان كان عمر بن الخطاب منعهم من ذلك . كما سوّغ لهم استثمار أموالهم وشراء العقارات في الامصار ، وبناء دور التجارة فيها .
ومثل هذا التنظيم شبه الملكي للدولة الغير معهود من المسلمين ، قاد الى تذمر واسع بين الناس ، وأثار روح التمرد في الامصار التي حُرمت من استقلالها الذاتي ، كالكوفة والفسطاط والبصرة . وقد كانت ثورة أهل مصر ، شديدة على عثمان الأسباب عديدة ، منها انه اسقط الفسطاط كلياً من بين الامصار ، ولم يخصّها بمصحف كما فعل مع الامصار الأخرى .
إ نفجر التذمر الشعبي بثورة سياسية كبرى ، حُوصر فيها الخليفة في داره في عاصمة الدولة الإسلامية ، ثم قتل دون ان ينصره أحد غير بعض أبناء عمومته من الامويين .
وبعد مقتل عثمان بايع اهل المدينة علي بن ابي طالب بالخلافة ، وقد هرب الامويون عن المدينة ، وتجمعوا في الشام استجارة بأميرها معاوية بن ابي سفيان . وبعد ذلك انحاز بعض اشراف قريش الى البصرة ، في محاولة للانفراد بالعراق ، وعزل الحجاز عن اهم أقاليم الدولة الإسلامية ، الامر الذي دفع بالخليفة علي بن ابي طالب الإسراع الى ترك الحجاز ، واتخاذ الكوفة مركزا للخلافة ، والشروع بحروب طويلة ضد البصرة والشام كما هو معروف في التاريخ .
هكذا نرى ان محاولات عثمان فرض نظام المركزية المطلقة ، وحرمان الامصار من استقلالها الذاتي ، وتركز الملكيات الخاصة ، وتعمق التمايز الطبقي ، كانت العوامل التي قادت الى صراع سياسي حاد ، مهّد الطريق لظهور نظام الطوائف ، والطائفية في الإسلام وفي الدولة الإسلامية ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية -- الحلقة الثال ...
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية --- تابع ---
- النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية
- الإطار الاجتماعي للنعرة القبلية والمذهبية
- أول حكم ذاتي لمواجهة النعرة القبلية في الدولة الاسلامية
- هل الملك محمد السادس من اعتبر خيار الحرب استراتيجي مع الجزائ ...
- هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟
- من يملك مفتاح حل نزاع الصحراء الغربية
- النعرة المذهبية الدينية في تشتيت الوحدة الشعبية
- السلاح يلعلع بالقصر الملكي
- النظام القبلي في الدولة الثيوقراطية الإسلامية
- الدولة المزاجية . مغرب الاستثناءات
- سورية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، ولقاء ثلاثي في اخ ...
- الانقلابات في ظل الملك محمد السادس
- حين تتر أس دولة بوليسية فاشية ومارقة مجلس حقوق الانسان بالام ...
- في الثقافة والتثقيف السياسي ( الحلقة الثالثة )
- الأمم المتحدة / الأمين العام للأمم المتحدة
- رئيس الحكومة الاسبانية السيد بذرو سنشيز
- الجنرال شنقريحة يهدد النظام المغربي ، بقرع طبول الحرب بالحدو ...
- موقف إسبانيا وفرنسا من نزاع الصحراء الغربية


المزيد.....




- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- تقرير عبري: كارثة المدرعات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في غز ...
- نقطة حوار - عيد الأضحى: كيف يستقبل أهل غزة والسودان العيد هذ ...
- وفاة 19 شخصا من الأردن وإيران خلال أداء مناسك الحج
- -كوميميوت- تعود إلى إسرائيل (صورة)
- وثائق تأسيس الولايات المتحدة تعرض للبيع في مزاد بـ 8 ملايين ...
- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين آخرين لترتفع حصيلة قتلاه إ ...
- برلماني ألماني يقترح طريقة غريبة لدعم نظام كييف في التعبئة! ...
- مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - النظام الطائفي والطائفية في الدولة الإسلامية ( الحلقة الرابعة )