حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 8023 - 2024 / 6 / 29 - 00:17
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لا يزال قطاع التعليم في ليبيا يواجه تحديات صعبة وتراكمية على مدى سنوات طويلة، وهي تحديات بارزة وواضحة للجميع، ويمكن أن نطلق عليها "واقع أزمات مزمنة وغير معالجة". فهذا القطاع الحيوي يشهد باستمرار تحديات يومية متزايدة ومتنامية، مما أدى إلى غموض حول مسار التعليم وأهدافه المستقبلية. ولعل جذور هذه الأزمات المزمنة وغير المعالجة ترتبط إلى حد كبير بانتشار أعداد كبيرة من العاملين غير المؤهلين في القطاع التعليمي. كما يظل التحدي الأكبر يكمن في ضعف خبرة وكفاءة المسؤولين والقيادات المشرفة على هذا القطاع المهم.
وفي ظل استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، يُطرح السؤال الأبرز: إلى أين يتجه مستقبل التعليم في ليبيا ؟ هل سيتمكن قطاع التعليم من الخروج من دائرة الأزمات المتراكمة والارتقاء بجودة مخرجاته؟ أم أن النزاعات والانقسامات السياسية ستواصل عرقلة أي إصلاحات حقيقية في هذا المجال الحيوي؟
أن التحديات التي يواجهها التعليم في ليبيا تتجاوز الجوانب المالية والفنية والإدارية إلى البعد السياسي والاجتماعي أيضًا. إن هذه التحديات المتعددة الأوجه قد تفاقمت على مر السنين، مما أدى إلى تدهور نوعية التعليم وتعميق أزمته. ويكشف واقع التعليم الليبي مفارقة جوهرية؛ فالمتخرجون الأقدم يتمتعون بكفايات وجودة أعلى من أقرانهم الحديثي العهد. هذا الواقع المؤسف يعكس التحدي الكبير الذي يعاني منه النظام التعليمي الليبي. وتتمثل بعض هذه التحديات فيما يلي:
1. عدم مواكبة المناهج والمقررات الدراسية للتطورات والاحتياجات المتغيرة في سوق العمل ومتطلبات التنمية.
2. تراجع جودة التدريس والبنية التحتية للمؤسسات التعليمية خلال السنوات الأخيرة نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية المضطربة في ليبيا.
3. دخول العديد من غير ذوي العلاقة أو المتخصصين مهنة التدريس، فأصبحت مهنة التدريس مجرد وسيلة لحل مشكلة البطالة.
4. قيام بعض الأساتذة بتدريس مقررات غير متمكنين منها.
5. ضعف برامج تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس وتحديث طرق التدريس والتقييم.
6. ضعف الربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية.
تلك التحديات المترابطة والمتعددة الأبعاد قد تم رصدها حتى في التقارير الوزارية الصادرة عن وزارات التعليم، سواء على مستوى التعليم الأساسي والثانوي أم العالي. وقد أفضت هذه التحديات بالضرورة إلى إضعاف جودة التعليم وفاعليته في ليبيا على مر السنوات الماضية والحالية.
لمعالجة أزمة التعليم، هناك حاجة ماسة إلى جهود شاملة وطويلة الأمد على مستويات السياسات والتنفيذ والتطوير. وقبل كل ذلك، يتطلب الأمر وجود إرادة سياسية حقيقية وجادة، وجهود موحدة من كافة الأطراف المعنية. كما يتطلب الأمر وضع استراتيجيات وخطط طموحة وقابلة للتنفيذ، بعيدًا عن الضغوطات القبلية أو المناطقية التي قد لا تتناسب مع الأبعاد الوطنية للتحديات.
علاوة على ذلك، هناك ضرورة للتعلم من تجارب الدول التي مرت بأزمات مماثلة في التعليم وكيف تجاوزت تلك التحديات. وهذا يتطلب التفكير الإيجابي والعمل بروح الإمكان، والبدء الآن في المكان الذي نحن فيه، واستغلال الموارد المتاحة بطرق مبتكرة. وفي غياب مثل هذه المقاربات الشاملة، ستظل التحديات التعليمية تتفاقم وتهدد مستقبل الأجيال القادمة.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟