أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحمد و شيخموس يوسف














المزيد.....

ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحمد و شيخموس يوسف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأنّ ما حدث كان قبل ساعات , فحسب .....!
كأنّ ما حدث كان قبل طعنة قريبة , فقط.....!
3-11- 1996
يهتف إلي أحد الأصدقاء : أوسمعت بما حدث ؟ كي ينتاب قلبي – على الفور -موجة خفقان ،مباغتة ,إزاء سؤال من هذا النوع , حين يأتي مفاجئاً , داهماً ، بل وفي وقت متأخّر من اللّيل ,لأوقن أنّي أمام أمر جلل: لا.....!،أقولها بدوري على عجل ، منتظراً ما سيقوله لي صاحبي......!
لقد قضى كلّ من الأستاذ – كمال أحمد : سكرتير البارتي في سوريا –والأستاذ شيخموس يوسف عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الكردي في سوريا ، في حادث سير مروّع على طريق الحسكة - قامشلي ، في طريق العودة , بناء على موعد مسبّق مع أمين فرع حزب البعث عبد العزيز النعيمي – دون أن يلتزم به هذا الأخير ,ولربّما لأمر خارج يديه في " الدّولة الأمنيّة " وكانا سوف يسلّمانه –مذكرةً- باسم حول ضرورة وضع حلّ عادل لقضية إحصاء – 1962- وإعادة الجنسية لمن سلخت منهم ! .
كنت أصيخ السّمع إلى - صاحبي – و هو ينقل إلي هذا الخبر الصّاعق، الأليم , وأنا أستعيد صفحات ذاكرتي المستفزّة , لأتذكّر- آخر مرة -التقت فيها ذين الشهيدين، كلّ على حده , ولم أتلكأ في تذكّر أن آخر مرة التقيت فيها -أبا خالد - كانت قبل أيام في مقرّ مكتب الحزب الشيوعيّ السوريّ في الجزيرة بقامشلي، بناءً على موعد بينه و ممثل الحزب الشيوعيّ في مجلس الشعب –سكرتير المنطقية – يناقشه في قضيّة مطلبيّة ما , ولعلّها كانت قضية الإحصاء، نفسها , كي أتدخّل على الخطّ – في ما بعد - ونتناقش حول- سوء تفاهم - حصل بين أحد محرّري- مجلّة المواسم- المغتالة التي كنت قد أسّستها , وأحد محرّري " أدب القضية" مجلّة البارتي- الثقافيّة والفكريّة، حول موضوع فكريّ ,مؤكّدين ضرورة أن تكون هناك حوارات جادّة , شريطة الالتزام بشروط الحوار لدى كلّ طرف من المتحاورين على حده ! .
أحسست آنذاك , أن أبا خالد مهتمّ –تماما ً–بأمر مجلة البارتي –كما كان يعرف عنه ، وإن كانت ثقافية , وهو ما أدخل الغبطة إلى قلبي , وكيف لا؟ ما دام أنه -الشخص الأول- في حزب ذي - حضور خاص- كرديا ً , تعني بهاجسنا الثقافي , بل ويعرف تفاصيل سير منبر حزبه, على خلاف ما يتمّ عادة , حيث- ربّما- أن -الشخص الأوّل- في بعض الأحزاب لا يعرف ليس أسماء محرري منبره الثقافي , بل لا يعرف اسم هذا المنبر , ولا يقرأ ما ينشر فيه، وهو شأن بعض من يليه أيضاً .....!
كذلك، كانت صورة صديقي – أبي سردار،لاتفارق موق عيني، ها هي صورته تماماً، وأنا ألتقيه- للمرّة الأخيرة- في مكتب حزبنا الشيوعي ،نفسه،يسلّمني نسخة مهداةً إلي من العدد الأخير، من مجلّة أجراس – التي كنت وسمتها أنا ، أسأله عن صديقنا المشترك ،والوعل الكرديّ ،عمر كوجري ، وأقرأ في عينيه ذلك الصدق الكبير، في سلوكه , كي نتحدّث عن قواسم مشتركة في الرؤى، والموقف , وشؤون الحياة , كأيّ صديقين حميمين ، بعيداً عن ميدان العلاقة الرّسميّة , كما هي حال ذاك المقام !.
لاأدري, كيف أمضيت ليلتي تلك , حيث صورتا أبي خالد وأبي سردارلا تزالان لا تبرحان موق عيني , إلى الصباح .!،وأنا أقول في نفسي : لا بدّ من فعل شيء ما ،لا بدّ من الصراخ –عالياً- في وجه- أمين فرع -كان ربّما حرياً به أن يكون راعيا للغنم , لولا امتطاؤه ظهر دابة – السلطة – وإجادته ((كيف تؤكل الكتف))ليغدو الشّخص الأوّل في المحافظة , ويردّ عن مكتبه أبناء هذه المحافظة الأصليين , متصامماً عن سماع نداءات آلاف الكرد ممن انسلخت عنهم الجنسية ،عنوةً , مع أن كلّ مواعديه, ينضحان وطنيةً , وإخلاصاً لبلدهما , بأكثر من آلاف المدّعين ممن هرولوا إلى خانة المنافع، وفاحت رائحة فسادهم , وتفتيتهم لجسد الوحدة الوطنية الحقيقية المطلوبة، وهي غير كل أشكال الوحدات المزيفة التي أريد لها أن تسوق عبر عقود خلت...! .
صباحاً , أهتف إلى مدير مدرستي ، ثانوية هيمو،والتابعة لوزارة الزراعة، أحد منافيّ الوظيفية التي احتضنتني بحبّ ، كي استأذن منه، مؤكدا أنني لن أداوم في هذا اليوم , بل سأشارك في تشييع تين الجنازتين، إلى مثواهما الأخير , مع مئات الآلاف من أبناء شعبنا الكردي , وأصدقائهم، ممّن فجعوا بصاعقة الرّحيل المبكر لهاتين الشّخصيتين الكرديتين، في أوج عطائهما الوطني والإنساني.....! ، لأعلم بأن هناك تعليمات مشدّدة، من قبل- أجهزة الأمن- كالعادة في مثل هذا المقام – قد عمّمت على سائر الدوائر , تقضي بضرورة الالتزام بدوام الموظّف إلى نهاية الدوام الرسمي , لتقزيم التشييع، وإفشاله، بحسب النبوءة الأمنية , ولكن، هيهات أن يتحقق لهؤلاء ذلك , في مثل هذا اليوم الاستثنائي ، يوم الجرح الفاغر ،والأسى لإنساني الصافع، إذ انخرط أبناء المدينة ، من بكرة أبيها , شيباً وشبّاناً، نساءً ورجالاً، أطفالاً وطلاب مدارس ,مشيعين كلتا الجنازتين إلى مثواهما الأخير، حيث راح يغتلي في مراجل النفوس الحقد العارم ، على زبّانية الجور ،ممّن انقضّو بفؤوسهم المتهاوية على هيكل الوحدة الوطنية , مهدّمين إياها، مدفوعين بالضّغينة المبيتة، ضدّ شركاء خريطة البرهة في تحوّلها الجديد , مصرّين على إلغائه , بالتنسيق الضمنيّ مع خطوات الدكتاتور صدام حسين ، في قبلته الجّديدة، آنذاك، مأمومين في صلاة الضغينة وراء أكثر من إمام ، من بينهم الحاج ميشيل عفلق -محمد طالب هلال- وإلى آخر القائمة التي ترمي الرّصاص على الكرديّ، جسداً أو خيالاً ، حتى الآن !
-الغار والقرنفل والخزامى لروحي شهيدينا الغاليين كمال أحمد – شيخموس يوسف
-العار والخزيّ والخذلان لأعداء الديمقراطية والحرية والشعوب !
قامشلي 13 -11-200



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد سوريا : صقور وحمائم..!
- ثلاث قصص طويلة جداً
- إعلان دمشق بعد عام من انطلاقته
- إعدام الاستبداد: رسائل تصل سريعاً....!
- سليم بركات يكتب بالكردية...!
- حوار مع الشاعر إبراهيم اليوسف: المرأة جزء رئيس في الفضاء الش ...
- أما آن الأوان لملف الإحصاء الجائر أن يطوى
- مهن ممتهنة
- المثقف الكردي قابضاً على الجمر
- حين يكون المثقف الكردي بين نارين
- خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي
- العدوان الإسرائيلي على لبنان : دعوة إلى قراءة صائبة ومنصفة.. ...
- محمد غانم - وأسرار الرقم - - 6
- الشيخ معشوق الخزنوي : الصورة اللأخيرة
- سهيل قوطرش وداعاً
- الوجه الآخر للاعتقال السياسي
- كي تصنع وردة ربيعاً
- في رثاء موقع أنترنيتي سوري
- سورة فرهاد....!
- مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحمد و شيخموس يوسف