|
من جديد حول شجون الحركة الكردية السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 00:12
المحور:
القضية الكردية
الحركة السياسية الكردية السورية ليست الوحيدة بين حركات الشعوب المناضلة من اجل البقاء ، والحرية ، والعيش بسلام ، في منطقتنا ، وفي العالم الابعد التي تعرضت للتفكك ، والانقسام ، والتشظي افقيا وعموديا ، بل اكثر من ذلك فهي احوج ماتكون الى إعادة بناء في الهيكل التنظيمي ، والفكر ، والموقع ، والدور ، ومشروع البرنامج السياسي ، مع الاخذ بالاعتبار في كل ذلك الحفاظ على الوجود ، ونيل استحقاقات الاستمرارية في البيئة الوطنية السورية الديموقراطية المنشودة . الدورة الثانية في إعادة البناء هذه ليست المرة الأولى التي ينتظر فيها العمل على اجراء تحولات جذرية في بنية الحركة ، فقد أجري التحول العميق الأول بعد نحو عقد على تأسيس ( الحزب الكردي الأول – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ ، وذلك من خلال الأدوات التنظيمية الشرعية المتجسدة بكونفرانس الخامس من اب ١٩٦٥ ، وبعد نحو ستة عقود لابد من استكمال التحول الأول بخطوة اكثر عمقا وشمولية لتستعيد الحركة وجودها ، وعافيتها من جديد . اعترف انني لم اشعر بالرغبة في الاهتمام بسيل البيانات الصادرة عن الأحزاب ، ومئات رسائل التهنئة وجلها – مدروسة! – المتبادلة بين الأعضاء وعشرات ( السكرتيرات والامناء العامين ) ، حيث تحول أسبوع كامل الى مايشبه – سيرك – المسابقات بين متبارين لاحتلال مكان الصدارة في الوراثة والتوريث ، والتمثيل الشرعي ، ولكنني تابعت مليا مداخلات ، وقراءات النخب الثقافية الكردية السورية غير المرتبطة بالاجندات الحزبية المباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى السابعة والستين لانبثاق التنظيم الحزبي الأول . غالبية الذين تناولوا هذا الموضوع في حدود اطلاعي لم ياتوا بجديد ( مع بعض الاستثناءات ) ومضوا باجترار المواقف السابقة من قبيل : ١ - الابتعادعن التحليل التاريخي العلمي الموضوعي المترابط ، والقفز فوق طبيعة أحوال المجتمع الكردي قبل نحو سبعة عقود ، والظروف السياسية المحيطة كرديا ، وسوريا ، وكردستانيا ، وإقليميا لاهم واخطر مرحلة مرت بها الحركة السياسية الكردية السورية ، الا وهي مرحلة نمو الوليد الجديد . ٢ – اغفال الحقيقة التاريخية البالغة الأهمية حول اعتبار خطوة تأسيس الحزب المنظم الأول كقفزة تاريخية استراتيجية بكل صعوباتها الممزوجة بنوع من المغامرة الشجاعة ، نحو واقع وطني وجغرافي جديدين بداية الانتقال من المفهوم القومي العام الشامل الذي كان سائدا بحكم التاريخ والجغرافيا في ظل الإمبراطورية العثمانية ، وقبل اتفاقية سليكس – بيكو ، الى مرحلة الانتماء الوطني السوري ، والتي شكل انبثاق حركة – خويبون – من قلب القامشلي ، وهي الحركة القومية الشعارات ، وبخصوصية كردية سورية ، وهذا بحد ذاته عمل عظيم خارق مهد لشرعية ، وحقيقة وجود جزء اصيل من الشعب الكردي في بنية الكيان السوري الجديد ، وما يتطلب ذلك من مطالب ، وحقوق ، واداة نضالية غير عادية لتحقيقها . ٣ – المنهجية الخاطئة في تناول الحركة السياسية الكردية السورية قبل عقود ليس من حيث قراءة احداثها بمفاهيم – اليوم – فحسب ، بل عدم اعتبارها حركة سرية ، معارضة ، مستهدفة ، ومتهمة ، بل وكانها كانت نظاما حاكما بسلطات ، ليتخذ هؤلاء موقع المعارضة منها ، والقيام بمحاسبتها على هذا الأساس . ٤ – محاسبة الرواد الأوائل قبل نحو سبعة عقود ، او الجيل الأول ، على مايجري اليوم من تراجعات ، وتفكك ، وانقسام ، وانحرافات في داخل صفوف الجيلين الأخيرين مابعد الجيل الأول ، وهذا نوع من الاجحاف ، ونكران لالف باء تاريخ حركات الشعوب السياسية ، والانتقال الطبيعي من مرحلة الى أخرى ، وتحمل كل جيل مسؤولية الحفاظ على ماتركه الذي سبقه ، وتطويره ، وترسيخه ، وإعادة بنائه من جديد . ٥ – بغض النظر عن مشاعر التشفي من جانب البعض وهو سلوك مريب ، هناك أيضا وحسب ماالاحظ نوع من الذرائعية للتهرب من تحمل مسؤولية إعادة البناء ، عندما توضع مسؤولية الإخفاق الان ، وتفاقم الازمة ، على كاهل الرواد الاوائل ، او الحكم على الغائب من دون الشعور بان المسؤولية في الظروف الراهنة تقع على عاتق الجيل الراهن شاء ام ابى . ٦ – من المؤكد ان الذين سبقونا وقاموا بواجباتهم حسب قدرتهم ، ودرجات وعيهم ، لم يوصوا الجيل الجديد او من يأتي من بعدهم ، بترك الأمور كما هي ، والتوقف عن عمليات التغيير ، او الانتظار ، او السكوت عن الانحراف ، او القبول باحزاب ترتهن للخارج وتفرط بالشخصية الكردية السورية ، او عدم المشاركة في إعادة البناء كل يوم ، وكل مرحلة . ٧ – لست هنا ادافع عن أخطاء الماضي وحتى خطاياه ، وبحسب تجربتي الشخصية لنحو ستين عاما في الحركة الكردية السورية ، ساهمت مع أبناء جيلي منذ عام ١٩٦٥ في تشخيص مكامن الخطأ، وإعادة تعريف الشعب والقضية ، والحقوق ، والحزب ، والاستراتيجية والتكتيك ، والعلاقات الوطنية ، والكردستانية ، والاممية ، ومن دون رفض او تجريح الذين من قبلنا ، بل فتحنا الباب لعودة الغالبية من القيادات الحزبية الذين سبقونا ، وادينا مارايناه مناسبا ، ولاشك اصبنا واخطانا ، ومطلوب من جيلنا الحالي ان يتحرك ، وينظم صفوفه ، ويعيد ماتهدم ولايكتفي بالتوصيف الى الابد . ٨ – بكل اسف هناك الغالبية من – النخبة – مازالت في مرحلة توصيف الحالة المزرية للحركة السياسية الكردية السورية ، والانشغال بتفاصيل ليست مهمة ، وفي حين لابد من معرفة كل جوانب الازمة ، ولكن الأولوية لعملية إعادة البناء ، وتوفير شروطها ، والدخول في صلب الموضوع بشكل مباشر ، اما التمترس في موقع جلد الذات ، وتصويب السهام الى الرواد والمناضلين الأوائل ، والبكاء على الاطلال ، وافتقاد الامل ، فذلك لن ينفع ، ولن يحقق الحل المنشود وهو إعادة البناء عبر عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، لتوحيد الحركة ، ووضع مشروعها الثوري القومي والوطني ، واختيار من يقود الحركة ويواجه التحديات الماثلة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشكالية - الوراثة - في الحركة الكردية السورية
-
حكومة العراق : - يداوي المريض وهو عليل -
-
عندما يخرج الحزب من رحم الأنظمة الدكتاتورية
-
اللقاء الخامس والثمانون في دنكي - بزاف -
-
مروحية – رئيسي – ونهر آراس
-
من دفتر يومياتي : عندما واجهنا تبعا
...
-
حوار الشركاء - ٣ – الى السيد العميد احمد رحال :
...
-
بين المراجعة النقدية والاعتذار الشكلي
-
اللقاء الرابع والثمانون في دنكي بزاف
-
نماذج محاكمات نظام البعث السوري ضد المناضلين الكرد
-
في يوم الصحافة الكردية قراءة نقدية لواقع الصحافة وا
...
-
من دفتر يومياتي : هل صحيح ان الاكاديميين هم من شكلو
...
-
القضية الكردية والنظام السوري
-
مخرجات اللقاء الدوري للجان متابعة مشروع - بزاف -
-
نوروز عيد الحرية والسلام
-
قراءة موضوعية لمكانته في يوم ميلاده
-
جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة
...
-
قراءة سياسية دورية لحراك - بزاف -
-
كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة
-
أمريكا .. ضربت ..ولم تضرب
المزيد.....
-
ناقلة نفط تنقل عشرات المهاجرين إلى جزيرة كريت
-
خلافات حادة حول الأسرى تتحول إلى صراخ بين سموتريتش وبن غفير
...
-
الصحة الفلسطينية تدين اعتقال إسرائيل مريضا في مستشفى بالخليل
...
-
العنصرية في صفوف الشرطة الألمانية.. هل هي مشكلة هيكلية؟
-
هنغاريا تهدد بمقاضاة المفوضية الأوروبية في أزمة المهاجرين
-
بعد مقتل عائشة بالضفة.. تركيا تعتزم طلب مذكرات اعتقال دولية
...
-
CNN تزور بلدة ادعى ترامب زوراً أن المهاجرين يأكلون الحيوانات
...
-
ضغوط أمريكية وإسرائيلية لمنع استصدار مذكرات اعتقال بحق قادة
...
-
نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في ا
...
-
وفاة ألبيرتو فوجيموري الرئيس السابق لبيرو والمدان بانتهاكات
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|