أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل العلاف - وعن النزعة الانسانية أحدثكم














المزيد.....

وعن النزعة الانسانية أحدثكم


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وحتى يطمئن المتدينون ؛ فالاسلام دين عالمي وانساني . " وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين " صدق رب العزة والجلال . والاسلام لهذا انتشر في كل اصقاع الارض ، وطبعا الاديان كلها في طبيعتها (انسانية) .
والانسانية أقصد النزعة الانسانية كفكرة ، وكنزعة ، وكإتجاه فكري ( حركة) شهدها العالم خلال عصر التنوير في مصطلح التاريخ الاوربي الحديث في القرن الثامن عشر ، وليس معنى هذا ان العالم قبل ذلك لم يكن يعرفها ، لكنها وقد تطورت لتصبح قوة تنويرية تحرك المجتمع وتدفعه الى الامام .
وطبيعي ان النزعة الانسانية Humanism ، ظهرت بعد انتهاء العصور الوسطى الاوربية ودخول المجتمعات في العصور الحديثة حيث حل مفهوم (الانسان) .
وهذه النزعة ليست جديدة كما قلت ، بل لها جذور في الفكر القديم من حيث ان من سموهم بالسفسطائيين اعتبروا (الانسان مقياس كل شيء) ، وازعم ان هناك من تصدى لهذه الحركة وعارضها لكنها انتصرت كفكرة .. والشيء الجميل انها اي النزعة الانسانية اقترنت بالنزعة التنويرية ومن هنا كان من ابرز خصائصها هو العقلانية ، والفردية ، والتجديد في كل نواحي الحياة . والتجديد جاء لمواجهة الانغلاق ، والمحافظة ، والسكون .والنزعة الانسانية تركز على الوجود الانساني ، فكل ما يجب ان نقوم به هو اسعاد الانسان ، وتطويره ، وانماءه ، وضمان حريته ، وتقدمه ، واستقلاليته .
وقد لانكون بعيدين عن الموضوعية حين نقول ان الاسلام كدين ، وثقافة ، وحضارة ، ركز على الانسان ، " فالانسان بنيان الله ملعون من هدمه " . وفي التأكيد على ان المقياس هو مدى فاعلية هذا الانسان وعمله والخير الذي يتحقق من خلال هذا العمل ، وللانسان - كما تعلمون - قوى عقلية ، وفكرية ، ونفسية ، وعاطفية وهذه كلها تؤكد وجوده وعندما تريد ان تهدم المجتمع فالبداية تكون في هدم الانسان ، والعكس بالعكس عندما تريد ان تبني المجتمع تبدأ ببناء الانسان .
ومن الخصائص التي تتميز بها النزعة الانسانية عي التأكيد على الذات ، واصلاحها ، واعتماد العقل ، وسيلة لتطوير الذات ، والاصلاح يتم من داخلية الانسان إن تغير ، تغير المجتمع كله .
والاسلام يؤكد على ضرورة ان يعتز الانسان بنفسه وبموقعه ، وبكرامته وان لايفرط بكل هذا لاي سبب من الاسباب فمن يهن يسهل الهوان عليه .
العقل الانساني ، هو ما يجب ان نُنميه ، لانه هو الطريق لخلق السعادة للانسان ، وتأكيد دوره الفاعل في بناء الحضارات ، ويرتبط الاهتمام بالانسان ، الدعوة الى تبني تطوير العلوم ، والفنون ، والاداب ؛ فهي أي هذه كلها تساعد الانسان على فهم الحياة ، وتؤكد تحرره وانعتاقه من قيود العبودية ، وبالتالي تعزز شخصيته ، واستقلاله الفكري .
والنهوض الحضاري ، يبدأ من الاهتمام بالانسان ، وتعزيز قدراته في مواجهة الجهل ، والفقر ، والمرض ، والتخلف الفكري .
وطبيعي انبثقت من النزعة الانسانية افكارا ومذاهب تؤكد على ان الفكرة اي فكرة لايمكن تأكيد قيمتها الا عندما تتحول الى واقع انساني وهذا التوجه سمي في اوربا بالذرائعية . وثمة مذهب اخر اكد على وجودية الانسان وتحرره من كل ما يعيق وجوده وقدراته ومعنى هذا ان النزعة الانسانية هي نزعة واقعية تنسجم مع ما خلق عليه الانسان من قيم، ومفاهيم ، وتوجهات . وهذه القيم ، والمفاهيم والتوجهات الاخلاقية تصقل وتأخذ شكلها الطبيعي من خلال الاهتمام بالادب والشعر والفلسفة والمعارف وكل فنون العلوم والتي غايتها كما يجب ان تكون إسعاد الانسان لإنه ببساطة مركز الكون وهدفه .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمار الفواكه ..............صحتك بين يديك ............في كتاب
- الكاتب والروائي الروسي مكسيم غوركي في الذكرى ال 88 لوفاته
- العالم اللغوي والكاتب التراثي الاستاذ بنيامين حداد ......... ...
- النقد الادبي والثقافي كما يجب ...كتاب (خريف المثقف) للدكتور ...
- سعد الدين إبراهيم المفكر المصري الليبرالي 1938-2023 ودعوته ا ...
- الطارق على النحاس الفنان الاستاذ يحيى قاسم الحاتم 1944-2008 ...
- في رحيل الشاعر والصحفي الاستاذ سامي مهدي ..........كلمات صدق ...
- لا ... بل دفاع عن ثورة 14 تموز 1958 في العراق
- العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي الع ...
- عكاز من قش ..............نصوص ماجد حامد محمد
- ابو العلاء المعري ...........الشاعر الفيلسوف
- حوار تاريخي بين المؤرخ والكاتب والصحفي هربرت جورج ويلز والزع ...
- الممثل العراقي الكبير الاستاذ عبد الستار البصري 1947-2024 .. ...
- وسقط القلم من يد الكاتب والمؤرخ والباحث الفولكلوري الاستاذ ب ...
- قصيدة عمرها 80 سنة للشاعر الكبير شاذل طاقة عندما كان طالبا ف ...
- الكتب التي ألفها الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
- مقدمات العلاف
- مقدمات العلاف*
- الدكتور مصطفى الشكعة 1917-2011 الكاتب والاكاديمي المصري في ذ ...
- فرقة (ثلاثي أضواء المسرح ).................التأسيس - النشاط ...


المزيد.....




- روي كاساغراندا: هكذا أنقذت الحضارة الإسلامية المعرفة وشكلت ا ...
- ما مدى فعالية الإجراءات العربية والإسلامية في مواجهة التمادي ...
- القمة العربية الإسلامية الطارئة تنطلق في الدوحة اليوم
- هل المسلمون وراء إغلاق حانة مجاورة لمسجد بولاية مينيسوتا الأ ...
- قمة الدوحة العربية الإسلامية، رد دبلوماسي موحد على إسرائيل د ...
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق بعد كسر نتنياهو الجر ...
- للرد على هجوم إسرائيل.. قمة عربية إسلامية في الدوحة
- السودان.. ترحيب برؤية الرباعية و-الإخوان- يحاولون إجهاضها
- السفير حسام زكي: الاتجاه العام بالقمة العربية الإسلامية يميل ...
- قادة عرب يصلون إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامي ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل العلاف - وعن النزعة الانسانية أحدثكم