|
مفهوم التنوير
ابراهيم محمد جبريل
الشاعر والكاتب والباحث
(Ibrahim Mahmat)
الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 00:25
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مفهوم التنوير: هي حركة تستند إلى العقل والعلم والمساواة والحرية والعدالة والتسامح، ويعبر مصطلح التنوير عن حركة فكرية وعن أدوات، قد يكون مؤقتة مستمرة، والتنوير موجودا في كل مجتمع) (صالح خليل ص 80)1 التنوير في الغرب: ارتبط التنوير في الغرب بسيادة العقل والنهوض بالمعرفة وترويج العلم ، وإصلاح المجتمع، والتجريبية والصرامة العلمية، والديمقراطية والمساواة والحرية الشخصية والحرية الكاملة في التفكير والتعبير، والحد من السلطة الدينية، والفصل الكامل بين الكنيسة والدولة، وإزالة تجاوزات الحكومة ، وكسر الدائرة المقدسة المتمثلة بالعلاقة المترابطة بين الارستقراطية الوراثية، وقيادة الكنيسة التي منحت الحق الإلهي للملوك في الحكم. مما منح الملك صفة الحكم الإلهي ، باعتباره حاكماً مطلقاً يتمتع بهالة من القدسية والاحترام الديني. وكانت حركة التنوير حركة فكرية تستهدف تحقيق تقدم الإنسان العربي في جميع المجالات السياسية والفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، لتحقيق نهضة تضمن حرية الانسان وتحرير فكره وإرادته وخياراته وتمكين سيطرة العقل على جميع مناحي الحياة ، لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة)(صالح خليل ص 81)2 التنوير عند العرب: عرف الوطن العربي بوادر التنوير في مطلع القرن التاسع عشر نتيجة عوامل مختلفة أهمها الاتصال المباشر بالغرب- عن طريق البعثات التعليمية وحملة نابليون على مصر والارساليات التبشيرية - ودخول المطبعة وانتشار المدارس والصحافة خصوصاً في مصر وبلاد الشام وتونس. وحصلت البلاد العربية في القرن العشرين على استقلالاتها ، وشهدت حركات تنويرية مع انتشار التعليم الأساسي والجامعات ووسائل الإعلام الجماهيرية على الرغم من حركات الجذب العكسي بالارتداد إلى الماضي عبر مقولة ليس في الإمكان أبدع مما كان . وحينما عبر الوطن العربي إلى القرن الحادي والعشرين بات المرء ينظر إلى واقعه متح اّرس وآسفا وهو يراه يرتد إلى الخلف بعوامل داخلية وخارجية، إذ يشهد التعليم على الرغم من انتشاره مستويات متدنية من المخرجات سواء في التعليم المدرسي أو الجامعي.، ويشهد كذلك تراجعاً في الاهتمام بالعلوم الطبيعية والفلسفة ، ويعاني من قمع الحريات الشخصية والفكرية مما يشير إلى أن أساسيات النهضة والتنوير باتت في تراجع. إذ أن هذا التقهقر ابتدأ في الثلث الأخير من القرن العشرين وما زال مستمرا. لقد قام رواد التنوير هؤلاء بخوض معركة التجديد في المجال الديني و السياسي، ليواجهوا السلطة السياسية المستبدة من الرؤساء القساة الجهلاء وسلطة المحافظين من العلماء الغفل طبائع الاستبداد)(صالح خليل ص 87)3 عن أسامة - رضي الله عنه ”أن النبي صلى الله عليه وسلم ( مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين - عبدة الأوثان - واليهود فسلم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم) متفق عليه. عملية الحوار بحد ذاتها عملية حضارية ويعزز قيم بناء الثقة والاحترام والشعور بالألفة والراحة والتعاون بعضنا مع البعض الآخر ومعرفة كيفية إنشاء أرضية مشتركة تجمع أفراد المجتمع . ومع غياب الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية أصبحت الحاجة ماسة إلى حوار فعال بين الناس يكون فيه جميع المشاركين على قدم المساواة، ويستمعون لبعضهم باحترام و تعاطف، وتبحث الأفكار بصراحة ودون إصدار أحكام. وثقافة الحوار هي حجر الأساس لسيادة التنوير لدى قطاعات المجتمع في مواجهة ثقافة التكفير للتوصل عبر الحوار إلى تفاهم متبادل أفضل ، ج. ثقافة التفكير العلمي والتفكير النقدي و التنوير لا يمكن أن يتم التنوير والنهوض بدون أن يصبح التفكير النقدي والتفكير العلمي هو أداة العقل العربي في مناقشه القضايا ومعالجتها. وهذا يستلزم أن يتم تثوير المناهج الدراسية في المدارس والجامعات وذلك بالنأي عن أسلوب التلقين، وتدريب الطلبة في جميع المستويات على التفكير النقدي ومناقشة كل ما يستقبلونه بأسلوب علمي، ومن ثم فإن دراسة مناهج البحث العلمي يجب أن تكون أداة من أدوات تدريب الطلاب على اكتساب المعرفة ومحاكمة القضايا والمشاكل والأفكار التي يتلقونها) (صالح خليل ص 90)4 فمسؤولية التفكير التنويري النقدي هي الاستناد إلى التراث العقلاني الذي يعتز بالعقل كي يعمل على انتشار الأفكار التي تقاوم الأفكار التي تعتمد في تراثنا على النقل دون العقل، مما يجعل المجال مفتوحاً للإبداع أمام الأجيال الجديدة في ظروف الحرية الفكرية والتسامح والحوار وإجهاض العقول بمحاربة المبدعين الشبان، أدباء ومفكرين وعلماء بل ومهنيين وفنيين ومثل منع النشر، ضيق إمكانيات البحث العلمي، الرقابة على الفكر، إلغاء المؤتمرات ومظاهر النشاط)(صالح خليل ص 91)5 تقليص منابر الرأي ووسائل التعبير حتى يتقوقع الشبان على ذواتهم، ويجتروا أدبهم وفكرهم وعلمهم لأنفسهم دون أن يجدوا منفذاً لهم في العالم الخارجي، إن الهدف إذن من هو السيطرة على إمكانيات الإبداع لدى الشعوب ذات التاريخ العريق وإدخالها إجهاض العقول في النطاق الحضاري للغرب الذي ما زال يمثل بالنسبة لنا التحدي الحضاري الأعظم، أدوات تحقيق ثقافة التنوير ونشرها وتعزيزها أ. وسائل الإعلام و ثقافة التنوير ب. التربية و ثقافة التنوير ج. التعليم و ثقافة التنوير أ- وسائل الإعلام و ثقافة التنوير العلاقة بين وسائل الإعلام والثقافة الجماهيرية علاقة تفاعلية فبينما تقوم وسائل الإعلام بضخ مضامينها التي تشكل منتجات موجهة للاستهلاك الجماهيري، إلا أنها تحمل في طياتها قيماً أصبحت تفرض نفسها على جمهور المتلقين وباتت هذه الثقافة الجماهيرية تشكل قيماً تؤثر على المتصلين. فالاستعمار ر الثقافي الدعائي عن طريق المجلات والنشرات ت والإذاعات نشاط علني مفضوح، ولكن إجهاض العقول من الداخل عن طريق استعمال بعض النظم الوطنية ذاتها ضد أبنائها أجدى وأبقى وأقل علانية وأكثر تستراً، ويلبس ثوب الحق والمصلحة الوطنية من أجل إنها ء خصوصيات الحضارات المستقلة التربية و ثقافة التنوير: فالتربية عملية طويلة مستمرة ، لذا فهي تحتاج إلى تضافر قوى التنشئة الاجتماعية لتقوم بهذه المهمة. فالأسرة الحاضنة الأولى والمدرسة ووسائل الإعلام والمساجد سيكون لها دورها الفعال في تحقيق ذلك ولكن دورها منوط بإرادة الحكومة التي يجب أن تتبنى مسؤوليتها في خلق ثقافة تنويرية، وباعتمادها على ذوي العقول النيرة والفكرين الأحرار صانعي التغيير(صالح خليل ص 93)6 التعليم و ثقافة التنوير: إعادة النظر في العملية التعليمية هو الركن الأساسي في بناء الإنسان العربي، فالمناهج المقررة وأسلوب التدريس ونوعية المدرسين وطريقة إعدادهم كلها عوامل أساسية لبناء عملية تعليمية مستنيرة. إن التعليم في مجال التسامح يجب أن يستهدف مقاومة تأثير العوامل المؤدية إلى الخوف من الآخرين (صالح خليل ص 94)7 المصادر والمراجع 1.صالح خليل ثقافة التسامح والتعايش مع الآخر ص 80 2.صالح خليل أبو أصبع، ثقافة التسامح والتعايش مع الآخر ص 81 3.نفس المرجع ص 87 4. نفس المرجع ص 90 5. نفس المرجع ص 91 6. نفس المرجع ص 93 7. نفس المرجع ص 94
#ابراهيم_محمد_جبريل (هاشتاغ)
Ibrahim_Mahmat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واقع الغزو الفكري في المجتمع العربي والإسلامي (1)
-
الخطابة في العصر الجاهلي
-
تاريخ الأدب الجاهلي مفهومه وعناصره وخصائصه ودواوينه
-
تاريخ الأدب الجاهلي( النثر الجاهلي)
-
التعايش الفكري في المؤسسات التعليمية لأحمد عمر أبكر
-
الأديب الإفريقي بين الأسلوب والواقع الاجتماعي
-
الهوية اللّغوية والدينية في الكاميرون دراسة وصفية تحليلية
-
خصائص الشعر الجاهلي
-
خلاصة تاريخ الأدب الجاهلي -شوقي ضيف-
-
الغزو الفكري وعمليات غسيل الدماغ
-
النثر الجاهلي
-
مواجهة الإستعمار في ظل التفكير الإسلامي المعاصر
-
العلاقات العربية الأفريقية والتركية الإفريقية
-
ألكساندر بوب، شاعر إنكليزي
-
مجنون ليلى
-
الأسلوب
-
سوق -العبيد- في تونس
-
المدراس الأدبية في العصر الحديث
-
الفرنكوفونية
-
التعليم الإسلامي للبنات في نجيريا
المزيد.....
-
-حقبته على وشك الانتهاء-.. أكاديمي إماراتي يعدد ما -يجب على
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يُعلق على موقفه من هجمات -7 أكتوبر-
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب قبالة سواحل نيوزيلندا
-
مقتل سبعين شخصا ونزوح الآلاف إثر هجوم عصابات في هاييتي
-
الخارجية الروسية تعلق على فكرة عضوية أوكرانيا في الناتو
-
هل ستلتقين بوتين؟.. كامالا هاريس تجيب (فيديو)
-
خطة إسرائيلية لـ-حماس- ومخطط لـ-لغزة-!
-
روسيا تضع قوائم بأسماء المرتزقة الأجانب في أوكرانيا
-
الجيش الإسرائيلي يعلن عن اغتيال أحد قادة حزب الله باستهدافه
...
-
?? مباشر- عام على حرب غزة: نتنياهو يصر على القتال وسط تصاعد
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|