أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس متنوعة ـ 178 ـ















المزيد.....


هواجس متنوعة ـ 178 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7984 - 2024 / 5 / 21 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


المفاهيم
كل المفاهيم المتداولة في العالم هي افتراضية سواء اليوم أو قبل عشرة آلاف سنة، يجري استخدامها تعسفًا، عنوة، لتتماشى مع حاجاتنا الفكرية والسياسية والاقتصادية، بمعنى وهذا مثل افتراضي لتقريب وجهة النظر:
لا يقتل الذئب ولا يفنى الغنم.
لا يمكن للمفهوم إيفاء الواقع حقه مهما حاولنا، ولا يمكن إسقاطه على الواقع بدقة شديدة كالمعادلات الكونية، كالجاذبية.
لا يمكن للواقع والمفهم أن يتناغمان أو يتطابقان، هذا ابتسار لكليهما.
نحن أمام خداع مفهومي وهمي كبير جدًا، لأننا ببساطة لا يمكننا القبض على عالمنا مهما حاولنا أن نكون موضوعيين.

المعارضة هامشية
طوال التاريخ كانت المعارضة هامشية لقصورها الفكري والسياسي والاجتماعي.
ولم يكن لها تاريخ أو حضور يذكر أو له قيمة سياسية أو تاريخية.
استطاع النظام الرأسمالي أن يأخذ من نفسه، من دولته، معارضة على مقاسه، ودفع هذه المعارضة إلى الحياة لتعمل وتشتغل لمصلحة النظام كله.
تتبادل وتتعاون المعارضة والحكومة جنبًا إلى جنب على تنفيذ سياسات النظام وبرامج رؤيته وأهدافه وغاياته.
وكل دولة لا تصل إلى هذا المستوى من التداول على إدارة الدولة تعتبر متخلفة ومنكمشة على نفسها، ولا يمكن أن ترتقي أو أن تكون دولة مركزية كما هي في الدول الغربية هذه الأيام.
السلطة موجودة في النظام الرأسمالي بقدرة كاملة، بقوة، بيد أنها كامنة في الظل، في حالة خمود مؤقت، وكل دولة تسلم الشعلة لجارتها من أجل بقاء وهجها قائمًا بذاته إلى إشعار أخر.

الفيس بوك
كنا نحتاج إلى مقهى كبير نثرثر فيه مع بعضنا، نفضفض، نبدد الطاقة الجنسية والجسدية والنفسية الكامنة فينا.
وجدنا ضالتنا في الفيس بوك، أفضل مكان على الأطلاق، للحمل والتفريخ والتفريغ.
ويوجد فيه شتائم وسباب واتهامات بالجملة والمفرق.
نشعر أن يد أحدهم سيخرج من الشاشة، ويضرب بيده أو بالمسدس على رأسي أو رأسك

الدين
تفكيك الدين يبدأ من الجنس، وبهذا الجنس استطاع الله، الوهم، أن يقيد الإنسان ويربطه بنفسه.
الله والجنس سارا معًا مئات القرون، شد وجذب، شد ورخي، كل أقنوم يريد ما يريد، الله يدعو للكبت والخنوع والجنس يدعو للحرية والانفتاح على الكون كله وعلى عالمنا الذي نعيش فيه.
الله القيد، قيدنا إلى خصيتيه وقضيبه، كبل إنسانيتنا، وسحق أدميتنا، ووضع السلاسل في أعناقنا، حولنا إلى عبيد أذلاء، خاضعين، مساكين بحاجة إلى الرأفة والشفقة.
ومنذ أن أكتشفنا الله ونحن عبيد.
أما الجنس فهو أجمل ما في بناءنا وعالمنا، أنه مرآة عالمنا الداخلي، به نتحرر من قيودنا، من الله الدجال، به نرفرف في السماء مع العصافير والزرازير.
من أراد تقييد الجنس كان مدركًا أن العبودية تمر من هنا، من فوق وتحت عقل الرجل والمرأة.

المازوخية
في داخل كل واحد منّا قدر كبير من المازوخية وقدر كبيرة من السادية، وكأنهما طاقة ضرورة، بنية قائمة بذاتها في النفس الإنسانية لا يمكن التحرر منهما على الأطلاق، وكل طاقة تحتاج إلى فضاء للخروج مكمنها.
كأنهما شوارد كهربائية، سالب وموجب في داخل الإنسان، تتحركان وتتصادمان طوال الوقت، وهما مفتاح البناء النفسي للإنسان عبر التاريخ.
إسقاط السادية وحدها على أحدنا لن يكون صحيحًا إلا إذا رافقناها بالمازوخية.
نحن ساديون ومازوخيون، نتبادل إذلالنا لأنفسنا بين الحين والأخر، مفتاحه هو الجنس، هو مرآتنا الصارخة لنا، فهلموا نكشف عن أنفسنا للشمس، ونتعرى من الكوابيس الداخلية التي تحكمنا وتقيدنا.
من له رأي أخر اتمنى أن يكتبه لنستفيد منه.

اللذة الجنسية
البعض من الناس وربما الكثير، لا يتمتع باللذة الجنسية إلا إذا تعرض للضرب أو الإهانة أو الإذلال النفسي والجسدي العنيف.
إنها ظاهرة مأزوخية حقيقية يعاني منها الكثير من الرجال والنساء.
في هذه الظاهرة يتحررا، الرجل والمرأة من القيد الداخلي والانغلاق على الذات، والخجل نتيجة التربية المنزلية الغلط.
وهناك نساء لا يتمتعن بالرغبة الجنسية إلا إذا دفع الرجل لهن مبلغًا من المال، في صورة احتقار لشخصيتهن.
أنها تعلم علم اليقين أن هذا المال فيه كم هائل من الإذلال والسادية، لهذا تلجأ إليه لتشعر بالاحتقار لذاتها وكرامتها، وبالتالي يرتفع معها مستوى الليبيدو إلى السماء السابعة وربما العاشرة.
الأساليب التي يشعر فيها المرء بالذل والإهانة والاحتقار كثيرة ومتعددة، وهي مفتاح لمعرفة العلاقة بين داخل الإنسان وداخله.
اللذة الصافية لدى البعض لا يخرج إلا من الممرات الملتوية، والطويلة وبرفقة الدونية الحقيقية والكاملة، ومع مازوخية مكتملة.
عندما تقبض على مال دونيتك، تشعر بوجودك، وكمال شخصيتك وانتماءك إلى نفسك المكسورة، المهزومة.
السادية والمازوخية، مفهومان مركبان، سارت عليه الحضارة مئات القرون، أكاد أجزم أن أغلبنا لديه صورة مصغرة في ذاته، في العقل الباطن، يمكنها أن تترجم في الحروب والحقد والكراهية والعنصرية والتمييز.
المتهم الأول هو المنتج، وهذا الأخير مختفي وراء اللوحة.

الكلمة
في، الكلمة، الكلمات عظمة الكون كله، مفتاح لمعرفته، ولا عظمة إلا للكلمات

الثورة الفرنسية
اعتقد ان الثورة الفرنسية كانت جنينًا في رحم أوروبا قبل انفجارها بقرنين، كانت البذرة تنذر بولادة بنية اجتماعية سياسية فكرية في العمق والسطح، أي البرجوازية، الثورة الامريكية قام بها أسياد العبيد لطرد الانكليز والحلول محلهم. اعتقد أن هناك فارق نوعي بين الثورتين. اما تقرير المصير الذي طرحته امريكا فقد كان الغاية منه هو تقسيم الدول في أوروبا إلى دويلات صغيرة فاصغر، وتحقق عمليا بتفكيك الامبرطوريات الكبيرة، نتاج الحرب الاولى كالسلطنة العثمانية والامبرطورية الروسية وانقسامها وتفككها والامبرطورية الالمانية، والنمسا هنغاريا. أما تحديد ساعات العمل، لقد ساهمت الثورة البلشفية في تحقيقه عندما وصلوا إلى السلطة

غاز روسيا
ما هي الحكمة من دفع روسيا إلى بيع غازها للصين والهند بسعر أرخص من السوق العالمية بنسبة الثلث، في الوقت الذي تقول الولايات المتحدة أن الصين هي العدو الأول لها؟
وتدفع الأوروبيين إلى شراء الغاز بسعر أعلى من سعر الغاز الروسي بخمسة أضعاف؟
من هو العدو الحقيقي للولايات المتحدة، هل هي الصين أم أوروبا؟
هل لدى أحدكم الجواب لهذه المعضلة أو المأساة؟
كان بامكان أوروبا احتواء روسيا وتطويرها والاستفادة من المساحات الشاسعة لها، للتحول إلى قوة اقتصادية سياسية عسكرية تنافس على المكانة العالمية في كل المجالات. اذا هزمت روسيا أو سقطت ستذهب أوروبا الى الضياع، سيتخلخل العالم كله. اعتقد أن أوروبا لا تملك استراتيجية بعد أن فقدت السياسة، قبلت أن تبقى تحت دولة وتحت سياسة. انا حزين لموقف أوروبا، تسابقها لارضاء امريكا. الدولة التحت دولة لا دولة، ولا سيادة ولا مكانة.

زيلنسكي والناتو
لقد طالب زيلنسكي دخول بلاده في الناتو والاتحاد الاوروبي، وتم رفض طلبه، في الوقت الذي رحبوا بفلندا والسويد، لماذا، هل لديكم جواب؟
سأقول السبب:
أرادوا توريط روسيا والتضحية باوكرانيا.
جزر سليمان دولة صغيرة، تتألف من 990 جزيرة في وسط المحيط الهادي بمساحة 29 ألف كيلو متر مربع، عدد سكانها نصف مليون عملت عقد أمني مع الصين، لم تقبل الولايات المتحدة، قالت أن هذا يهدد أمنها القومي وبدأت بتهديدها علما انها بعيدة عنها آلاف الكيلومترات.
تريد امريكا ان تتحكم بكل شيء.
بوتين دخل أوكرانيا عسكريا، لنقل تورط، او ارتكب حماقة لماذا لم نسمع كلمة مفاوضات مثلًا، محاولة اخراجه من المستنقع الذي وقع فيه، لماذا تم حشره وتحويل هذا العالم إلى قبيلة عسكرية تجوب العالم من اجل حصار كل دولة تفكر في الخروج من الهيمنة الأمريكية؟
الولايات المتحدة دولة عسكرية مخابراتية لا تستطيع العيش في بيئة السلام، هذا يجب أن نعرفه، كل شركة لها عسكرها السياسي.
أنا واثق إذا مدت امريكا لبوتين حبل الخلاص سيرحب به، لكن امريكا تريد تدمير روسيا تحت حجة أوكرانيا. تخيل عالمنا دون روسيا كيف سيكون؟ اذا هزمت روسيا لن تقوم قائمة لأوروبا، ولا لآسيا ولا لافريقيا؟
أنا لا أريد انهيار روسيا، أو تدميرها من الداخل كما فعلوا مع العراق وسوريا وليبيا والصومال والاتحاد السوفييتي، ليس عندي مشكلة أن يذهب بوتين إلى جهنم، لكن أن تحول كل دولة تدخلها إلى دولة فاشلة هنا أنا ضدها.

مستشار حافظ الأسد ابو خنا، رياض نعسان آغا
وصل رياض نعسان أغا، مستشار حافظ الأسد للشؤون السياسية إلى قمة المعارضة، ورياض حجاب من رئاسة الوزارة إلى المسؤول الأول في المعارضة، ويحيى العريضي وغيرهم كثر.
اعتقد أن النسبة العليا من الذين في الموقع الأول للمعارضة التركية الخليجية الأمريكية كانوا في النظام، زبالات على مائدته، عملوا بالتنسيق مع النظام الدولي لتعويم هذا النظام الفاشل وبقاءه
وكما أعلم ويعلم الجميع، لا يمكن أن يكون هناك مسؤول واحد في نظام حافظ الاسد دون أن يكون مخبرًا حتى نقي العظام.
هذا الفلو، المخبر المسؤول، يذهب إلى أكثر من فلتر، ويجب أن يكتب تقريرًا في أبوه أو أمه، أي أن يضع مصلحة النظام فوق مصالحه الشخصية، سواء كانت عائلته و أهله أو أولاده.
أغلب المسؤولين الذين وصلوا إلى المنصب العالي، وصلوا وفق مواصفات وقياسات دقيقة، على المسطرة
بالمناسبة، هذه المحاكمات التي جرت وتجري في المانيا، لا اشتريها بفلس واحد مثقوب.
هذه محاكمات صورية لتنظيف صورة النظام.
مشكلتنا مع النظام، سياسية بالدرجة الأولى، بامتياز، أي، ليست قانونية أو حقوقية على مستوى الأفراد.
هناك تواطأ دولي قذر وكريه على ديمومة هذا النظام وتعويمه.
بالمناسبة، حتى قناة سوريا اليوم القطرية أو تبع غسان عبود لهم ارتباطات سياسية قذرة على حساب مصالح الشعب السوري ووجوده.
النظام الدولي واحد، متعدد الوظائف، لغياب الهيمنة، والمعارضة المعاصرة جزء اساس من هذا النظام، وهذا النظام الدولي ألغى المعارضة الحقيقية والفعلية من على أرض الواقع
السطر الأخير، أهم درس في السياسة الدولية اليوم
كمان، إن خلافات النظام الدولي لا اشتريها ببصلة معفنة.

المشكلة في النص.
النص الديني أو أي نص أخر، ليس بالضرورة القرآن أو الأنجيل أو أي نص أدبي أو فكري، نص ناكر للجميل.
النص ينكر أصله وفصله، ينفصل عن النص الأصلي منذ اللحظة الأولى لولادته.
ما أن ينتهي الكاتب من وضع الأحرف والنقاط الأخيرة على النص حتى يتوحل غلى غريب، نصر لا يتعرف على أحد حتى اقرب المقربين منه.
والنص يخضع لشروط المكان والزمان، للعلاقت الاجتماعية والموضوعية.
الدين قائم على النص، والنص مبندق، لا يعرف له أب ولا أم، متحول، منطنط، رقاص، سادي أو مازوخي، عاهر، كذاب، صادق ووو.
يبطل أو يتوقف النص الاصلي أن يبقى أصليًا، لهذا نرى الكثير من المذاهب المتنافرة.
وبين المذهب والأخر مذهب جديد، وصراع دموي، حرب لا هوادة فيها على الثروة والمكانة والجاه.
فالإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو أي دين أخر، لا يمكن أن يكون كما كان عليه، الإسلام او المسيحية أو اليهودية في اللحظة التي ولد فيها.
والدين هو دين أخر.
وكذب ودجل من يقول عن نفسه أنه ينتمي إلى هذه الطائفة الفكرية أو الدين الفلاني. ونقول وسنقول، أن الكيانات الشمولية هي استثمار سياسي ولغايات سياسية.
مثلًا، عمر بن الخطاب بطل بعض الحدود، أوقفها. وفي إيقافه لهذه الحدود كان محقًا مئة بالمئة، لأن للحدود زمن وصيرورة.
بينما علي ابن أبي طالب أراد أن يعيد الإسلام، بعد 29 سنة من صيرورته في السلطة والغزوات وتدفق المال السائل والصلب، وبعد تغير النفوس والعقول والامزجة، إلى زمن محمد بن عبد الله.
وإن إسلام ما بعد حداثة، هو إسلام أخر، ولد إسلام مشوه. والكثير يريدوننا أن نعود إلى الإسلام الأول.
يا للسخرية من أنفسنا وأقدارنا.
النص يولد قلقلًا
النص يراوغ، والواقع الاجتماعي السياسي بأدوات من يملكه يراوغ، لهذا نحتاج إلى قدرة، قدرات كبيرة أو حمولات ثقافية هائلة لنتعارك مع النص القائم في كل الميادين.
صراع لا هوادة فيه، ولا مرونة أو محطة أو استراحة.
تفكيك النص، نقده هو محاولة إنزاله من علياءه أو قداسته أو بوهيميته أو غموضه، كلياته أو تماسكه أو ترابطه، والعمل على تفكيكه إلى جزئيات، وجزئيات الجزئيات، ليتحول إلى ذرات مفكفكة في يد الطرف النقيض .
في التجريد العالي، تتحول النصوص المفككة، التي كانت تبدو مثمرة متماسكة إلى حين، تصبح ثمار يابسة لا فائدة منها سوى أن تبقى علفًا لمن يريد أن يعلفه.
كل نص هو دلالات ورموز، له تاريخ ومكان وانتماء، وإذا جرد من حمولاته الشكلانية لن يكتب له القدرة على البقاء.
قلنا سابقًا، ومرات كثيرة، عندما تؤول نصًا، فأنك بذلك تنتج نصًا آخر. وهذا النص الآخر، هو أيضًا نص أخر يحتاج إلى التأويل، وهكذا دواليك.

العاقل هو إنسان متمرد.
إنه قلق، حرّ، يشك، باحث نشيط عن الحقيقة. ذهنه متقد، مستقل، مؤمن بالحرية والحق والجمال والعدالة.
ورافضا الحقائق المطلقة، والمسّلمات الجاهزة.

الأسلام
الإسلام في زمن الحداثة، وما بعد الحداثة، قتل وشوه الإسلام الأول، لهذا نقول أن كل التنظيمات الإسلامية اليوم هي مشوهة، مرتبطة ارتباطًا حيويًا مع مراكز القرار الدولي.
نحن في هذا العصر المتداخل، متداخل موضوعيًا، الخارج في الداخل، والداخل في الخارج، وبفعل إرادوي سياسي أيضًا.
نحن في زمن لم يعد فيه معايير سياسية تضبط الدولة والمجتمع.
هذا التداخل الدولي الموظف توظيفا دوليًا شديد القسوة، يفرض إرادته، خارج، على الدول الضعيفة، وينشر الفوضى والحرب والتدمير، والكذب الإعلامي الموظف. الكثير سقط سقوطًا مقيتًا سواء بسبب المال السياسي أو المكانة أو الحلم بمنصب ما في الدولة الفاشلة القادمة.
هناك نهج في السياسة الدولية، وبعبارة أدق تعمل الولايات المتحدة على إنتاج أنظمة مشوهة، في دول لا مكان لمفهوم الوطن فيها، كالعراق وليبيا واليمن، وسوريا.
مفهوم الوطن الذي يموت أمام أعيننا دليل على ذلك، لذلك هناك قسم كبير مدرك هذا، لهذا يركض بسرعة البرق ليحصل على المكاسب المادية العينية قبل أن تذهب لغيره. هو بالاساس ليس لديه ما يخسره، بمعنى، خراب العقل من خراب الضمير. ركض وراء المال السياسي المدفوع الأجر.
إذا استمر الأمر على هذه الشاكلة، سنرى دول كثيرة فاشلة في الطريق. إنه مجرد وقت وزمن إلى أن يتم احتواء الدول الفاشلة التي نراها اليوم، وربما نرى إيران في الطريق بعد أفغانستان وربما الباكستان، مصر، تونس، الجزائر، دول أفريقيا وسيستمر.
والحبل على الجرار.

العقل الباطن
نعود مرات كثيرة إلى العقل الباطن، إلى صوت تلك الأم الصغيرة التي كانت تزرع الجمال في أذهاننا.
لم تكن تقرأ أو تكتب أو تأدلج الجمال أو الزمن في الزمن، أنما كانت تزرع وتلون زرقة السماء الزرقاء في قلبه، وترفعه إلى الغيوم البيضاء الراقصة في الفضاء المتمدد.
استطاعت أن تأخذ صغيرها من ذاته النظيفة إلى ذات مزروعة بالكلمات الرشيقة الناعمة لتستقر بهدوء في جنباته وأنفاسه وثنايا عقله.
كان الله وسيمًا عندما لونته له، رشيقًا مبدعًا، ينتقل من برق إلى برق ومن وميض إلى آخر.
وضعت أولادها الصغار في حضنها وخاطبته ببراءة الأطفال الصغار:
ـ لا تغضب يا أبتاه، أنهم صغارك فأرفق بهم في هذه الاصقاع النائية البعيدة عن العمران.
كبر الله في ذلك القلب، وتحول الكون إلى جمال وإبداع وحكايات ملونة مركونة في الذاكرة الجميلة.
قال ذات مرة:
إن لم يكن الله محبة وحرية وجمال وخلق وإبداع فلا لزوم له.

الطائفة بنية ممكن تنفجر في الأزمات
إن بنية الطائفة، العشيرة، الملة، المذهب، مفاهيم ولدت واستمرت في ظل البناء الاجتماعي السياسي المتخلف، وتحت رعايته وحمايته من قبل الدولة العثمانية العلية منذ المراحل الأولى لتأسيسها.
كل مفهوم من هذه المفاهيم يحمل هزيمته في بنيانه أو داخله، لإنه لا يعبر عن مشروع مستقبلي ولا يخرج من القوقعة.
إنه نزوع نحو الحطام والدمار، نحو ماضي هلامي غير محدد المعالم.
إنه بنيان مريض، مسخ سياسي، تكريس حثيث للانقسام السياسي والاجتماعي، وتفتيت للنسيج الاجتماعي.
وينسجم تمامًا مع الدولة الاستبدادية التي تخندق الناس في حواجز وكانتونات ضيقة ليسهل هضمهم وتمييع عقولهم.
إنه تقليص المجتمع على مقاس نخبة منتقاة بدقة، فاسدة سياسيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا وخلقيًا وسلوكيًا، منفصلة عن الواقع.
وتأكيد لحضور عاجز لفئات أو شرائح اجتماعية لا تستطيع أن تكون جزءًا من مفهوم واسع اسمه الدولة للجميع دون حمولات قذرة.
إن الطوائف لا يكسبون المعارك مع الحياة، ولا ينتصرون للإنسان المهمش ولا يحترمون حقوق الآخرين ولا يؤمنون بحق الآخر في الحياة والعدالة، بله أنهم يكرسون الانفصال عن الواقع ويفتتون المجتمع إلى أجزاء، ويدفعونه نحو الهزيمة في أبشع أشكاله.
وفي ظل ضعف الدولة الاستبدادية لا تتمزق هذه الكيانات الماضوية فحسب، أنما تترسخ في ظل جذور الأزمات الوجودية لهذه الدولة المريضة.
والمشكلة الأهم أنهم يعانون من عقدة الاضطهاد ولا يمكنهم أن يتخلصوا منه.
إنهم في حالة بحث عبثي دائم عن هوية مفتقدة، هوية ميتة، ويحتاجون الى اعتراف الأخرين بهم.
إنهم جزء من عقلية الغزاة، يؤكدون حضورهم بالعنف أو الخضوع التام

الثورة
الثورة سحر, فتنة, تشد إليها أنبل الناس وأكثرهم أيماناً بالمستقبل والفرح. إنها الضرورة التاريخية, الغيمة البيضاء المعلقة فوق الأرض والسماء, يتناغم بها الذات بالموضوع ويرتقي, الساحر بالمسحور. يشد أحدهم رحاله نحو الأخر.
إنه ذلك البريق الذي لا يكف عن المناداة, للرحال باتجاه المستقبل دون إدارك حجم النهايات القاسية.
أول ما تفعله الثورة أنها تأكل أثداء أبناءها.

تركيا
ستبقى تركيا مخفرًا لامريكا إلى إشعار أخر, وإلى أن يبث الله في أمرهما. وستبقى مرتكزًا لها في تمزيق العالم الإسلامي وآسيا, الصين والهند وروسيا.
الدور الذي اعطي لتركيا خطير جدا, ولا يمكن لأي شخصية قيادية في هذا البلد أن يغير هذا النهج الخطير.
اليوم خير من يلعبه, حزب العدالة والتنمية الإسلامي البراغماتي جدًا.
تعويم تركيا على مختلف المستويات ليس بريئًا على الأطلاق. إنه نهج.

الأرمن
الأرمن هم يتامى التاريخ، مثلهم مثل الغجر والهنود الحمر، لم يتعاطف معهم أحد على المستوى الإنساني.
المسلمين على مستوى العالم لا يتعاطفون معهم من باب أيديولوجي ديني، ولا الشعوب الأوروبية، ولا شعب الولايات المتحدة لتغييب الحقيقة عن العامة، ولا في أمريكا اللاتينية أو الصين أو الهند.
لقد قتلوا بدم بارد وهجروا، وتم نكران وجودهم على الخارطة العالمية بالكامل على كل المستويات، رغم الأدلة الكاملة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق سفيرهم هنري مورغنتاو، الذي كان يرسل البرقيات لحكومته يوميًا عما كان يحدث لهم في ظل السلطنة العثمانية اثناء الإبادة.
كانت المانيا شريك الدولة التركية في الإبادة، ولديها وثائق وأدلة، وبريطانية التي لم تعترف بالإبادة إلى اليوم.
والسافل برنارد لويس أنكرها بالكامل، هذا الكذاب الذي وضع الخرائط الجديدة لتقسيم الدول العربية في الفترة الألفية الثالثة.
الإبادة عندما تحدث لا تمس الشعب المذبوح وحده، أنما يشير إلى انحاط البشرية كلها.
يرون المقتول أمامهم، ثم يمشون على جثته، كأنه لم يكن، هذا الصمت سيجعل القاتل بمنائ عن المحاسبة، وسيبشر بالمزيد من الضحايا.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس الثقافة ــ 177 ــ
- هواجس ثقافية ـ 176 ـ
- هواجس ثقافية وأدبية 175
- هواجس ثقافية ـ 174 ـ
- هواجس ثقافية ـ 163 ـ
- هواجس فكرية وثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 160 ـ
- هواجس أدبية ودينية 159
- هواجس سياسية 158
- هواجس ثقافية وسياسية 167
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية ـ 166 ـ
- هواجس ثقافية وفلسفية 165
- هواجس ثقافية وسياسية 164
- هواجس ثقافية 163
- هواجس ثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية 160
- هواجس ثقافية وإنسانية 159
- هواجس ثقافية 158


المزيد.....




- موت إيجه إعلان حصري ح 36.. مسلسل المتوحش الحلقة 36 والأخيرة ...
- هتتفرج بدون اشتراك… رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 ب ...
- “باقة من البرامج والمسلسلات وأفلام السينما”عبر تردد قناة CBC ...
- “ابنك هيدمنها” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ج ...
- مايكل دوغلاس يزور مستوطنة إسرائيلية ويصف المتضامنين الأمريكي ...
- بتهمة -الفعل الفاضح-.. إحالة سائق -أوبر- بواقعة التحرش بفنان ...
- عز وفهمي وإمام نجوم الشباك في موسم أفلام عيد الأضحى 2024
- فرويد ولندن.. أتاها نجماً هارباً فجعلته أسطورة خالدة
- الروسي بيفول يهزم الليبي مالك الزناد بالضربة الفنية القاضية ...
- وزير الثقافة اللبناني يزور منزل الشهيد عبد اللهيان


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس متنوعة ـ 178 ـ