أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 161















المزيد.....

هواجس ثقافية 161


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 18:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السجن، وجدت الحياة أوسع بكثير من السجن الكبير، لإنعدام التراتبية الاجتماعية المقيتة فيه، ولحرية العقل والفكر والروح.
السجن أعطانا مساحة كبيرة للتأمل العميق في سيكولوجية الإنسان وهذا العالم المترامي الأطراف، بفقره، بؤسه، مرضه، إعادة إنتاج فضلاته، رتابته، تكراره، يومًا بعد يوم.
منحنا القدرة على الغوص في جوهره، ومعرفة كيف تدار هذه الحياة، الرخص الذي يعانيه، خضوعه، نكوص النفوس واستسلامها، وتفاهة وقذارة من يحكم هذا العالم، ابتذاله، ذله، سقوطه الأخلاقي والقيمي.
وكيف يستمتع هذا العالم بأمراضه، ويسرح ويمرح فيه بمنتهى الفرح
في هذه المساحة الواسعة، وسع هذا العالم.
وكل إنسان فيه يجد لنفسه صنمًا ضمن الأصنام القائمة، يعبده، وليمنح لنفسه مساحة واسعة من الخضوع، والكثير من الكذب والرياء على نفسه والأخرين.
السجين في عينه عدسة دقيقة جدًا، مكبر، آلاف المرات، يرى الانحطاط بدقة شديدة، أكثر بكثير من المنخرطين فيها.
إنه يميز الغث من السمين.
عندما تأكل لقمتك المعجونة بالذل والقهر والحرمان تتذكر الناس، خواء حياتهم وفراغهم وتكرار أنفسهم كل يوم دون مراجعة ذاتية لماضيهم أو حاضرهم أو مستقبلهم، السير مع التيار دون خجل أو بحث عن شاطئ للاستراحة أو الوقوف مع الذات.

الحب في العقل الكوني للإنسان، يدخل في تناقض بعد اللقاء المباشر مع الحبيب، هذا ما يقولوه هذا البيت الشعري لجميل بثينة.
يموت الهوى منّي إذا لاقيتها .. ويحيا إذا فارقتُها فيعودُ.
الحب يتحول إلى غربة بين الحبيبين إذا فقد التواصل النفسي والجسدي المباشر.
اللقاء الجسدي أيضًا فيه حب وشغف واكتشاف.
اللقاء بين الحبيبين ضمن الحواجز أو انعدام التواصل، كالسجن، يشعل الهوام والخيال


على الأرجح أن أغلب المتعاطفين مع الفلسطينيين في محنتهم هذه الأيام
تعطافهم عاطفي، أيديولوجي، بمعنى انه تعاطف لا سياسي.
الصراع مع إسرائيل سياسي، وعلينا النظر إليه بوصفه صراعًا سياسيًا.
أغلب معاركنا السابقة مع إسرائيل تم الترويج لها على أنها عاطفية، أجندتنا كانت تقول إنه صراع بين اليهود والعرب، اليهود والمسلمين.
الأنظمة سوقت الصراع على أنه بين حقين، حق العرب التاريخي، وحق اليهود التاريخي، بمعنى تم تجريد الصراع من جانبه السياسي وأصبغوا عليه جانب أيديولوجي عاطفي.
بوجود منظمة الأمم المتحدة، وإعترافها بإسرائيل كدولة ومجتمع، هي شرعية سياسيًا في نظر القانون الدولي، بغض النظر عن عدوانية هذه الدولة وظلمها للفلسطينيين.
وعلينا أن لا ننساق وراء العواطف، أن نشتغل سياسة، سياسة عقلانية، نتحرك وفق المعطيات الدولية، أن نقدم قضيتنا على أنها قضية سياسية حقوقية إنسانية.
إن لا نسمح لواحد تاجر مثل خالد مشعل وأسماعيل هنية وعباس وطاقمه أن يحولوا صراعنا إلى تجارة، إلى بيع وشراء الضمائر والحقوق، مثلهم مثل النظام العربي.
الجعجعة لا تسمن ولا تغني عن جوع

مهمة الكاتب أو الفيلسوف أو الأديب، في العبودية السعيدة، هو كسر الأصنام وتحطيمها، وعدم إنتاج أصنامًا جديدة.
في العبودية السعيدة، تتجدد الأصنام، لتتماشى مع حركة العبودية، ونكوص الإنسان وانحداره إلى الأسفل.
أغلب الأنبياء والرسل كسروا الأصنام القديمة وسط تصفيق الجمهور، بيد أنهم خلقوا أصنامًا جديدة، وكرسوا العبودية السعيدة بطريقة أكثر حضورًا، وأدخلوا الفرح في قلوب العبيد.
إن المجتمعات المدمرة، منتج حقيقي للأصنام.
وفي هذا العصر، عصرنا، نحتاج إلى النفايات من نوع أخر، الأصنام بحلة جديدة، أي، نفايات الثقافة من أجل إعادة إنتاج أنفسنا بأنفسنا، لنستمر ونبقى في اجترار التفاهة، وذوات تافهة ومكررة.
مهمة العبيد هو إنتاج المزيد من الأصنام من أجل الحفاظ على الثوابت.
الثوابت أصنام براقة، مقابر لدفن الجثث، كالمعابد.
عندما تدخل المعبد، أول ما تلتقطه هو الهواء الساكن المملوء بالعفن، والصمت، والجدران الرطبة السوداء، التي تدخل الكآبة والغربة في النفس.
الثوابت هي أمراض مزمنة، يتكئ عليها المنبوذين، الكارهين للحياة والتجدد واستنشاق الهواء النظيف

كان الضغط الأمريكي على السويد واضحًا قبل الدخول الروسي إلى أوكرانيا.
لقد حركت هذه الولايات المتحدة قطعانها من الإسلام السياسي لتعبث في أمن السويد ومصالحها.
منذ أن نشر الحلاق، جورج توما، قصة خطف الأطفال مع المدعو دياب وزوجته بطريقة هوليودية واضحة، كتبت على صفحتي، أن الولايات المتحدة تريد تجييش العالم الغربي كله وراءها، أن لا تبقى دولة واحدة خارج سيطرتها، أن تدفع هذا البلد الحيادي، السويد للدخول في حلف الناتو.
في وقتها صرحت وزير الخارجية السويدية أن السويد لن تدخل الناتو وستبقى تدعم القضية الفلسطينية.
هذا الملف، توسيع الحلف، لتحويل روسيا إلى دولة منبوذة دوليًا، هو الذي جلب بايدن إلى السلطة، بالرغم من أنه فاقد الذاكرة، وفاقد القدرة على التركيز بسبب الشيخوخة، وعشقه القديم الجديد للحروب منذ أن فتح عينيه على الدنيا.
أنا اعتبر الولايات المتحدة الامريكية دولة عسكرية، في حالة حروب دائمة مع العالم، أنها شبيهة بإسرائيل إلى حد التطابق بكل الوسائل والممارسات، بل اسوأ بكثير.
تعمل هذه الولايات بكل الوسائل أن تبقى القوة الاقتصادية الأولى في العالم، لمعرفتها أن الضابط الوحيد لوجودها هو الاقتصاد، وأي تراجع له سيعني انهيارها الأكيد، لأنها لا دولة، ولا مجتمع متجانس، ولا تاريخ لها ولا تراث ولا ثقافة.

خلصنا من الأبرص روبرت فورد، جاءنا اليوم، أبرص أخر، ثرثار، يعطينا دروس في السياسة، من موقع الناصح والفهمان والذكي والفهلوي، اسمه جيمس جيفري.
دولتك الكريهة يا جيفري، هي سبب المصائب كلها في الشرق الأوسط، ووجود إسرائيل بسببكم، حارسة السجن العربي، يدكم بيدها.
نعرف البئر وغطاه، ونعرف أنك مجرد ببغاء على المائدة السياسية الداخلية في بلادك، تريد نيل بعض الاستحسان والالتفات لشخصك الكريه، من أسيادك في دولتك وإسرائيل وداعميها.
من تسلق المجلس الوطني، والائتلاف، وهيئة المفاوضات، كان برعاية دولتكم، عومتم معارضة لا وطنية على مقاسكم، ومقاس بقاء الأسد، واستمرار تدوير الصراع الداخلي السوري السوري، والخارجي السوري، برعايتكم، لتدمير سوريا كلها عن بكرة أبيها على يد، هذه المعارضة ورجلكم اللص، بشار الأسد.


الله القديم لم يكن يعرف المؤسسة، ولا المواطنة ولا حقوق الفرد السياسية والاجتماعية والإنسانية. ولا الدستور ولا المؤسسات الفاعلة. ولم يكن يعرف ما هو البرلمان المنتخب ولا فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولا شكل توزيعها على رعيته. لإنه ببساطة لم يكن متطورًا بما فيه الكفاية ليمنح رعاياه الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والإنسانية.
ولم يكن مهتمًا بقوانين السير، والإشارات المرورية، وتقسيم المدينة قانونيًا وتوزيعها على أحياء وشوارع وبيوت وطوابق. ولم يكن يعرف بطاقات الائتمان أو الصرف الصحي أو البنك.
كان الله بسيطًا في ذلك الزمان القديم، يركب على الحمار أو الحصان أو العربة المطقطقة بعجلات مخلخلة، ولديه عشرة وصايا بسيطة دون تفاصيل قانونية، يكررها آلاف السنين.
هل كان يعرف أن اللص مواطن له حقوق، ويجب حمايته في القانون، وعدم إهانته أو ضربه.
وإنه مريض يحتاج إلى علاج نفسي وسلوكي واجتماعي وأخلاقي.
وولم يكن يعرف علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، وتقويم السلوك العام وضبطه وتنميطه.
وولم يكن يعرف أن هناك أسلحة الدمار الشامل، ودراسات استراتيجية وخطط استراتيجية، لإدارة النظام الدولي وحماية مصالح النخب.
كان لديه ذلك السيف البسيط، والترس والرمح، ووسائل التواصل الاجتماعي هو الحمام الزاجل
هذا موجه للمؤمنين الذين يريدون اقناعنا أنهم قادرين على إدارة الحياة المعاصرة بعقلية الجمل والحمار والبغل.

ما زلت جميلًا يا وجع. وما زلت تبوح في أذن الزمن، هائمًا لا تلوي على شيء، تصرخ بملّ فمك:
سافر العمر على ظهر الخيول الجامحة، سارحًا في هذا الفضاء المترامي الأطراف، إلى لا مستقر.
وما زلت متألقًا متأنقًا تصرخ في ثنايا السنوات الراحلة.
وما زالت تلك النوافذ والأبواب والحيطان تتكلم، تنطق، تقول، أن العمر مر من هنا، وترك رائحته اللذيذة، ملتصق على الملابن وزوايا البيت وعلى ورق الشجر وأغصان السماء.

كنت في الصف الثالث الأبتدائي عندما سمعت بفلسطين. كان المدير، آرام، في مدرسة اللواء الخاصة للأرمن الأرتذوكس في مدينة الحسكة يقول من على منبر المدرسة العالي:
أيها التلميذ: تبرع بفرنك تشتري فيها رصاصة، تقتل إسرائيليًا.
وزرعوا في نفوسنا حب التضحية من أجل فلسطين والعمل الفدائي والتطوع في الجيش كطيار وقدوتنا الطيار فايز منصور من أجل تحريرها من العدو الغاشم.
كانت السعادة تمنحني الدفئ بوجود رجال كبار في السن يتكلمون: إن تحرير أرضنا المحتلة، فلسطين سيتم بسواعد جيوشنا العربية، وتضامن أصدقائنا المخلصين كالصين حوالي 550 مليون نسمة والاتحاد السوفييتي 200 مليون ونحن العرب مئة مليون نسمة.
إن طرح العدد الهائل من الناس جعلني أطير في الهواء وأحلم بنهاية إسرائيل ورميها في البحر.
اليوم نحن في البحار والوحل وإسرائيل قوة موجودة ولأعب على كل المستويات. وتفرض شروطها على البعيد قبل القريب.

المواطن في الدولة الحديثة إنسان ممأسس، حضوره في الدولة قائم وفاعل سواء كان في منصب سياسي كبير أو صغير أو عامل في مصنع أو عاطل عن العمل.
عليه واجبات وله حقوق كثيرة.
ودستور الدولة كفيل بحماية هذا المواطن وأمنه وسلامته، وتأمين حياته الشخصية والمعاشية والصحية والتعليمية.
هذه ليست منّة من أحد. لهذا، فإنت في القانون إنسان عاقل وصادق ولك مكانتك. ولا يحق لكائن من يكون أن يكذبك. وكذبك على الموظف الذي يخدمك هو كذب على الشأن العام.
أنت تظن أن الأساليب الملتوية التي تقوم بها تحقق لك مكاسب كبيرة على الصعيد الشخصي، بيد أن ما تفعله عمليًا أنك تضر بمصالحك العامة التي هي عون لك. إذا، أنت تخرب البناء الذي تجلس فيه
في الدولة المدنية الحديثة، أنت الدولة وما تفعله مساهمة في البناء أو الخراب ونتائجه تتحمله الخلية الأولى، الذي هو أنت.
اعرف أن 99،99 من الذين جاؤوا من البلدان المريضة لا يدركون أنهم جزء مهم وحيوي في المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه، لإنهم كانوا مجرد فضلات زائدة في دولة الدكتاتور والحاكم الإله.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية وأدبية ـ 160 ـ
- هواجس أدبية ودينية 159
- هواجس سياسية 158
- هواجس ثقافية وسياسية 167
- هواجس ثقافية وفكرية وسياسية وأدبية ـ 166 ـ
- هواجس ثقافية وفلسفية 165
- هواجس ثقافية وسياسية 164
- هواجس ثقافية 163
- هواجس ثقافية وسياسية 162
- هواجس ثقافية 161
- هواجس ثقافية 160
- هواجس ثقافية وإنسانية 159
- هواجس ثقافية 158
- هواجس ثقافية 157
- هواجس ثقافية 156
- هواجس ثقافية 155
- هواجس ثقافية 154
- هواجس في الثقافة 153
- هواجس ثقافية وسياسية ـ 152 ـ
- هواجس فكرية وثقافية ـ 151 ـ


المزيد.....




- هل تجاوزت إسرائيل -الخط الأحمر الأميركي؟
- جامعة أمريكية تعلق الدراسة وتبدأ العمل عن بعد لتفادي الاحتكا ...
- سفارة روسيا بمصر تعليقا على دعوة هيلي إسرائيل لـ-القتل-: مفه ...
- رئيس الوزراء اليوناني يلفت إلى -حقيقة مرة- تواجهها أوكرانيا ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: مقاومون يطلقون النار على قوات إسرائيلي ...
- الغضب من غارة إسرائيل على رفح.. هل اقتربت ساعة الحسم؟
- هل الهجوم على مخيم رفح تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه بايدن؟.. ...
- القلق والتوتر يسيطران على أنشيلوتي قبل النهائي في ويمبلي
- جنوب أفريقيا تستعد لإجراء انتخابات برلمانية قد تزيح الحزب ال ...
- برلين وباريس تطالبان إسرائيل بوقف هجوم رفح والالتزام بالقانو ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية 161