أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - الموسوسة ولاعب كرة السلة














المزيد.....

الموسوسة ولاعب كرة السلة


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 14:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت تحب.. ياسين. وفزوجوها لأخيه أحمد

كان أحمد لاعب كرة سلة ورياضي متميز

طويل أسمر بهي الطلعة،صاحب أَنَـفة وفطنة

قالت لها عندما -التقتافي الكمب- أنا أسيرة

فكرت مع نفسها ماذا تعني اسيرة ؟

قالت لها عندما يمرض ياسين. امرض….. مرة

وقع ياسين من فوق الفرس فَكُسرت قدمه بعدها بأيام فقط كُسرت قدميْ .

وبعد زمن أصيب ياسين بالسرطان وانا أيضابعد ذلك أُصبت بالسرطان.

وبعدها شفي من السرطان ،وأنا شفيت منه ومن

ثم تساءلت ماذا يعني هذا غير أنني أسيرته؟

قالت لها كنتُ أحبه واشتهيه بكل جوارحي. .. كنتُ أحلم به ليلاً ونهاراً.

كان الذي بيننا شيئ عجيب

لم أستطع أن احكي سري لأحد.
فأنا أسيرة،

قالت لها المرأة ماذا تعنين بأسيرة….. قالت:. أسيرته

أي سجينته ؛ لاأدري….. ثم فكرت قليلا وقالت:

لاأدري لا أدري هكذا أنا.

ثم استرسلت. بالكلام. وهي. تقول…… عشت

اكثر من أربعين عاماً هكذا وأنا لاأستطيع التخلص

من حبه هو يتلبسني يدخل إلى كل خلايا جسدي

وروحي، إنني أتنفسه واستنشق عطره في كل

ثانية ،زوجوني. طفلة صغيرة، كنت طفلة يومها.

واليوم عندي مجموعة من البنات والأبناء كلهم

زوجتهم، ولم أتخلص من حبه.

وانا. اليوم. هنا…… في هذا. الكمب. اللعين في

دولة غريبة لااعرف لغتها ولا كيف أتعامل مع ناسها إلا بالإشارة.

واترسلت:عندما كنت في بلدي السودان رقصت مرة في عرسه….. وسط. الجموع

ثمة حركة في الرقص، هناك في بلدي توحي.

بحبي له، فرقصتها رقصت هكذا بعفوية ودون

دراية مني أمامه مأخوذة بإمتلاكه لروحي نعم روحي وليس جسدي … انتبه هو.

وعرف محبتي له….. ونظر إليّ بعينين

مندهشتين … فيهما تساؤل واستغراب وتساؤل.

نعم أنا المرأة السمراء الطويلة ذات العينين

الجميلتين والجبهة العريضة والشعر الفاحم…

أحببته ،كان يلازمني وكنت … أسيرتهُ

كان ( أخو زوجي) فكتمت حبي.. وسافرت بعيداً

بعيداً بعيدًا الى مدينة لا يراني فيها أحد ،أبداً أبداً.
بعد أن أبحت له بحبي وذلك برقصتي المجنونة

تلك نعم الرقصة المجنونة التي فلتت مني

بشكل عفوي ، لم أكن أعي ماأفعل.

وها أنا ذا في هذا الكمب اللعين ، اسيرته مرة

اخرى كأنّ الله كتب عليّ الأسر .

إنني أتعذب صدقيني والله أتعذب .

فهززتُ برأسي وانا انظر إليها، واتمعن بكل

ملامحها، وهي تختلج وترتجف كمن أصابها مس.

تختلج مثل حمامة مذبوحة بفعل قوة العشق

السحرية التي تتملّكها وتسيط على روحها وأحاسيسها ووجدانها

هي تنطق الحروف وهي تصرّ على أسنانها

ووجهها يتلون وأنا انظر إليها وكلي شفقة وحيرة.

كان وجهها تتراشقه الانفعالات .

انفعالات تتناوب بين الألم ، والحزن، وصراع الماضي الرهيب،
والعمر المتسارع كقطار قديم ، يكاد أن ينهك جسدها الذي فعلت به الأيام مافعلت.

يالمأساتك ياشمس الصابرة

إن اسمي ليس
( شمس) بل…. إلِيْنا….

من الآن.أنت شمس سأسميك شمساً

تشرقين في. النهار…. اقصد في. وضح. النهار…

قالت : كنت تلعبين كرة السلة مع زوجي هو ذاك

الأسمر الطويل ، الذي لعبت ِ معه كرة السلة.

… نعم نعم لقد توقعت أن يكون زوجك، إنّ

ملامحكما متشابهه وكذلك عمراكما وندوب الحزن أيضاً.

كانتا تلتقيان كل يوم في هذا الكمب اللعين،

تتحدثان كل واحدة عن همومها وحياتها في بلدها

البعيد الذي تحول بينها وبينه بحار وبحار.

كل واحدة منهما جاءت من بلد مختلف. واحدة

من بلد السودان ، والثانية من سوريا

كل. واحدة منهما تحمل في روحها مأساة التهجير

والغربة والألم

أفاضت السورية وبدأت تحكي وهي تتألم وتسبق

كلماتها الدموع التي تتهاطل كمطر شتوي

حدثتها عن بيتها الذي أضحى دماراً وخراباً وكذلك

حيّها الذي مات بعض أهله تحت أنقاض بيوتهم

وعن أولادها وبناتها الذين صاروا كل واحد

وواحدة في دولة من دول العالم .

وكيف جاءت وأسرتها تهريباً -بالبلم- من تركيا إلى

الجزر اليونانية، وعن المشقة والآلام التي عانوا

منها، وعن مرض القلب واسعافها المتكرر.

كل واحدة تتحدث للآخرى عن الآلام التي قاستها

أسرتها، وعن الغربة والمشقة.

كانتا تبكيان بحرقة وكل واحدة تحس أنها تتحدث مع روحها،

روح السودان مع روح سوريا يتلاحمان ويتمازجان

الموت والذعر والخوف من المجهول ينتظرهما،

هكذا كان شعور المرأتان وهما تودعان بعضهما

وكل منهما سوف تشد الرحال وأسرتها الى بلاد

أخرى ، لايعلمان أي مصير ينتظرهما

توادعتا وكانت الدموع مخارز من جمر وعذاب وألم ، ولكنّ روحيهما تأبيان الوداع.



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيمة ٌ في فم أبي
- حوارية الموت والألم
- قلبي والصدق واحزاني
- الفنان كوكب حمزة
- المخبر
- ألف. النعناع
- لاشيء سوى الكذب
- موت الأطفال
- رواية فينيقيل والقضية الفلسطينية
- الحجر المسنن بالعذاب كروحي
- قصة الهوتة
- الجسر المعَلّق
- مفهوم الأدب الحديث.
- أسودٌ نهارنا
- قضية الشعب. الكردي
- نص أدبي
- رسالة أب مكلوم
- مالذي تعنيه الحرب؟
- مخبر في عالم السياسة
- بسملهْ


المزيد.....




- ما هي خطوات الاستعلام عن أهلية الضمان الاجتماعي وقيمة الراتب ...
- بينهم امرأة حامل.. شهداء إثر قصف إسرائيلي عنيف طال منزلا بال ...
- المكسيكيون يدلون بأصواتهم في انتخابات تاريخية متوقع أن تؤدي ...
- -البيبي جيه ازاي؟- قصة للأطفال
- قضي اجازتك مع اغاني لولو .. تردد قناة وناسة الجديد نايل سات ...
- المكسيك: توقع بفوز امرأة إلى سدة الحكم لأول مرة... الآلاف يت ...
- رعاية الأبناء من الـتأنيث إلى الوالدية
- تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على نايل وعرب سات.. اضبط ترد ...
- الان استقبل تردد قناة براعم الجديد 2024 لمتابعة أروع برامج ا ...
- دعمت إعدام متظاهرين.. من هي المرأة التي تحدّت قوانين إيران و ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - الموسوسة ولاعب كرة السلة