أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كيف نفكر بعقولنا ومصالحنا لا بعقول ومصالح الغير














المزيد.....

كيف نفكر بعقولنا ومصالحنا لا بعقول ومصالح الغير


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7982 - 2024 / 5 / 19 - 19:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالرغم من أن الفلسطينيين أصحاب القضية إلا أنهم للأسف لم يعودوا أصحاب القرار فيها، حيث تجولت قضيتهم الوطنية لساحة صراع مصالح وحروب بالوكالة لدول عربية وإقليمية ودولية ولأيديولوجيات عابرة للحدود، والقرار الوطني المستقل والذي يُفترض أن منظمة التحرير الفلسطينية عنوانه هو الأضعف والأقل حضورا في التأثير بمجريات الأحداث، حتى المقاومة لم تعد وطنية خالصة بل تؤثر فيها أجندة دول الإقليم .
لذا دعونا نفكر بواقعية وعقلية فلسطينية خالصة بعيداً عن العواطف والتحيزات الحزبية والتهويمات الأيديولوجية واوهام ومعتقدات دينية ودنيوية من كثرة ما تعودنا عليها سلمنا بصحتها وبها خلاص شعبنا! وليس بعقلية الآخرين الذين يعملون على مصادرة القرار الوطني تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية، تفكير نستعيد به زمام المبادرة عسى ولعل ان التفكير العقلاني الوطني قد يخرجنا من المأزق وحالة التيه التي نعيشها ويدفعنا لمربعات واقع إن كان الاعتراف به مؤلما إلا أنه المخرج مما نحن عليه.
لن نتحدث هنا عن وضع الاستراتيجيات والخطط بعيدة المدى ولا عن الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، ولا عن تصويب علاقاتنا مع محيطنا العربي والإسلامي ولا عن غياب التنسيق والتخطيط بين مكونات النظام السياسي في الضفة وغزة والشتات في التعامل مع حرب الإبادة الحالية، وهي أمور تحدثنا وكتبنا عنها مطولا. ما سنتحدث عنه وندعو للتفكير به هو مستقبل المقاومة ومستقبل قطاع غزة بعد وقف الجولة الحالية من الحرب وعلاقتهما بالقضبة الوطنية بشكل عام.
اذا كانت السلطة الفلسطينية غير قادرة أو راغبة بحكم غزة الآن وإسرائيل لا تريد ذلك إلا إذا كان وجود السلطة في القطاع مقابل إنهاء تواجدها في الضفة والقدس، وإذ كانت إسرائيل تزعم أنها لا تريد احتلالاً دائماً للقطاع، وإذ كانت مصر تؤكد أنها لن تعود لحكم غزة كما كان الأمر قبل حرب ١٩٦٧،وإذ كانت لا توجد مؤشرات قريبة على قيام دولة فلسطينية في الضفة وغزة عاصمتها القدس حتى وإن اعترفت الأمم المتحدة بهذه الدولة، وإذ كانت لا الأمم المتحدة ولا الدول العربية تريد إدارة القطاع في ظل الاحتلال الاسرائيلي، وإذ كان عودة أو استمرار سلطة حماس له كُلفة كبيرة لرفض غالبية أهالي القطاع له ولأنه يعني استمرار الحرب والحصار ويكرس الانقسام كما أن العدو الذي يرفض وجود سلطة فلسطينية تعترف به لن يقبل بوجود سلطة مقاومة لا تعترف به ... فما العمل؟
عندما تتحول المقاومة في قطاع غزة إلى مقاومة دفاعية عن الفصائل نفسها وعن مرجعياتها الخارجية وعن غزة بمعزل عن استراتيجية تحرر وطني، ويتم اختزال المقاومة بالصواريخ والأنفاق وتؤدي إلى ما أدت إليه من موت وخراب وتهجير سكان القطاع، وعندما تصبح مطالب حماس بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب وقف إطلاق النار وخروج جيش الاحتلال من القطاع كما كان قبل طوفان الأقصى ووقف عملية اجتياح رفح ودخول المساعدات الإنسانية كما كانت قبل الحرب! هذا يطرح سؤلا عما أنجزته حركة حماس وطنيا منذ تأسيسها وخصوصا بعد استيلائها على السلطة في غزة صيف 2007؟ ولملذ كانت عملية طوفان الأقصى؟
عندما يصبح مطلب حركة حماس الرجوع الى أوضاع ما قبل طوفان الأقصى في هذه الحالة فإن غزة منزوعة السلاح بدون أنفاق وصواريخ وبدون جماعات مسلحة مرتبطة بأجندة خارجية تنقذ ما تبقى من بيوت وبنية تحتية وبشر وتنقذ القضية الوطنية مما يُخطط لها من تصفية... أفضل وطنياً من غزة مدمرة مكتظة بالسلاح والمسلحين وبشر تُنتهك انسانيتهم وكرامتهم كل يوم.
هذا لا يعني التخلي عن الحق بالمقاومة بل عقلنتها وانقاذها ممن صادروها وحرفوها عن نهجها الوطني.
ونُذكر هنا أن غزة حملت راية الوطنية وشعلة النضال قبل أن تظهر حركة حماس والجماعات المسلحة كما أن الفصائل في غزة ليست (غزية) بل لها امتداد وفروع ومؤيدون في الضفة وداخل الخط الأخضر وفي الأردن والشتات، فلماذا مطلوب من غزة وحدها أن تضحي حتى آخر طفل ورجل وبيت كما قال أحد قادة حماس؟ ولماذا مطلوب منها لوحدها أن تقاتل دفاعا عن القدس وكرامة الأمتين العربية والإسلامية وحتى عن الأناضول كما قال الرئيس التركي أردوغان الذي لم يفكر حتى بقطع علاقته الدبلوماسية مع إسرائيل؟
مع حرب الإبادة وبعد كل هذا الموت والخراب من حق غزة أن تتنفس وتستريح ولو مؤقتاً، ولتواصل فصائل المقاومة النضال كما تريد في الساحات الأخرى وحسب ظروف كل ساحة. غزة المدمرة عمرانياً وبشرياً لن تكون رافعة أو قاعدة لتحرير فلسطين وكفى مكابرة ومعاندة يا حماس لأن الإصرار على المعاندة وتجاهل الواقع سيثير شكوكاً حول من يدير ويوجه المقاومة في غزة! وستبقى غزة جزءا من الدولة الفلسطينية الموعودة وشعبها جزءا من شعب فلسطيني تعدداه أكثر من 15 مليون ومتجذر في أرضه منذ أكثر من أربعة آلاف سنة. ويستطيع أهالي غزة وفي مرحلة انتقالية أن يحكموا أنفسهم حكما مدنيا بعيدا عن الاحتلال وأعوانه وبعيدا عن الأحزاب وأجندتها الخارجية.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين و (إسرائيل) من الهولوكست اليهودي إلى الهولوكست الفلسط ...
- حرب الإبادة بين المعلن والخفي
- تطبيع الرياض واقتحام رفح ودولة غزة كبديل عن حل الدولتين
- الطبقة السياسية الفلسطينية كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية
- خطرها الاستراتيجي يفوق الخطر الإيراني المزعوم
- كيف نحافظ على التحولات الايجابية في الرأي العام العالمي
- حركة حماس تدفع وتدَفِع الشعب ثمن تحالفاتها الخاطئة
- رد على رد الدكتور موسى ابو مرزوق
- الانتصار الذي تسعى حركة حماس لتحقيقه
- إيران وواشنطن وإسرائيل بين العداء المُعلن والتفاهمات الخفية
- المرجعية التوراتية لحرب الإبادة على غزة
- من أبو عمار إلى أبو مازن
- محمد دحلان ما بين البحث عن دور أو استعادة دور
- فيما الحرب توحد العدو فإنها تزيد من فرقة الفلسطينيين
- اقتحام مدينة رفح وخديعة المناطق الآمنة
- فرار أراح اسرائيل
- كيان قام على أساطير ويستمر بالأكاذيب
- اسرائيل وسياسة كسب الوقت
- حكومات أبو عمار وحكومات أبو مازن
- غزة بدون احتلال ومنزوعة السلاح


المزيد.....




- تخطت 52 درجة مئوية.. موجة حر شديدة تضرب أجزاء من جنوب آسيا
- جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: -لن نقبل- حكم حماس في غزة كجزء من أي ...
- مصدر مصري يكشف حقيقة تدخل السفارة الأمريكية في قضية -سفاح ال ...
- -كتائب القسام- تنشر مشاهد لعتاد وحطام آليات القوات الإسرائيل ...
- واشنطن تتوقع قبول إسرائيل بمقترح الهدنة.. إذا قبلته حماس
- نبات يثير -العجب- بخريطة جينية فاق ارتفاعها ساعة -بيغ بن-
- شاهد: حريق كبير شب في جزء من المتحف الإسرائيلي في القدس
- شولتس وشتاينماير ينددان بالعنف السياسي بغض النظر عن مصدره
- أكبر مستودع لتخزين الغاز في العالم.. روسيا تشن هجوما على منظ ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كيف نفكر بعقولنا ومصالحنا لا بعقول ومصالح الغير