أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - جولة تاريخية حول -معاداة السامية- المنشأ و المنبع.















المزيد.....

جولة تاريخية حول -معاداة السامية- المنشأ و المنبع.


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 7974 - 2024 / 5 / 11 - 08:03
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


عبير المجمر (سويكت)


إسرائيل في الأيام الماضية كانت قد احتفلت باليوم الوطني لذكرى الهلوكوست ، و ما ان تُذكر الهلوكوست إلا و تفتح صفحات التاريخ المظلمة "معاداة السامية"، يسمع الكثيرون عن مصطلح "معاداة السامية" و لكل شخص تفسيره لهذا المصطلح ، و لأهمية الموضوع قررت طرحه و البحث فيه لأنه أصبح مترددًا بصورة كبيرة خاصةً في ظل احتدام الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

ما هي "معاداة السامية "؟ أو بالأحرى دعونا نبدأ بتعريف ما هي السامية؟ هل هي لغة، دين، عرق، ثقافة…أم ماذا ؟

من خلال عملية البحث يبدو ان مصطلح "سامية" يستخدم في المقام الأول للإشارة إلى عائلة لغوية وليس إلى عرق أو مجموعة عرقية معينة. و سُميت اللغات السامية بهذا الاسم نسبةً إلى الشعوب السامية التي سكنت المنطقة السامية تاريخياً. حيث تشمل الشعوب السامية الأكاديين القدماء والآشوريين والبابليين والعبرانيين والعرب والمجموعات العرقية الأخرى التي لعبت أدوارًا مهمة في تاريخ المنطقة.
ظهرت اللغات السامية منذ عدة آلاف من السنين، تقريبًا في الألفية الثالثة قبل الميلاد . و أرتبطت اللغات السامية ارتباطًا وثيقًا بعائلة اللغات الأفروآسيوية، والتي تضم أيضًا عائلات لغوية فرعية أخرى مثل اللغات الشامية السامية، واللغات البربرية، واللغات الكوشية.

يُشار الى ان اللغات السامية هي عائلة من اللغات المستخدمة بشكل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن أشهر اللغات السامية: العربية، والعبرية، والأمهرية، والتغرينية، والآرامية، والمالطية. ولهذه اللغات خصائص مشتركة وتشترك في أصل مشترك يعود تاريخه إلى اللغات السامية القديمة.

حيث تأخذ اللغة السامية اسمها من المنطقة التي نشأت فيها وهي المنطقة السامية. تشمل المنطقة السامية جزءًا من الشرق الأوسط، بما في ذلك بلاد ما بين النهرين القديمة وشبه الجزيرة العربية.

و يتم تحديد المنطقة السامية على أنها تشمل مجموعة من عدة مناطق في الشرق الأوسط وأفريقيا. على النحو الأتي :
1. بلاد ما بين النهرين توصف بأنها منطقة تقع بين نهري دجلة والفرات، وتضم بابل القديمة وحضارات بلاد ما بين النهرين الأخرى.

2. شبه الجزيرة العربية تُعرف على أنها منطقة واسعة تضم دولاً مثل المملكة العربية السعودية واليمن وعمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين.

3. بلاد الشام يتم تحديدها بأنها منطقة من الشرق الأوسط تضم سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل.

4. إثيوبيا الواقعة في شرق أفريقية و تُعرف على ان لها تاريخ طويل من الوجود السامي، خاصة مع الشعب الإثيوبي واللغة الأمهرية.

5. إريتريا وجيبوتي، دولتان في القرن الأفريقي تتحدثان باللغة السامية التيجرينا.

النقطة المشتركة بين مختلف هذه المناطق أنها تُعرف على أنهل مهدًا للعديد من الحضارات والثقافات القديمة التي أثرت في تطور اللغات السامية.

و بما ان اللغات السامية موجودة بشكل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تعتبر منتشرة في دول مثل المملكة العربية السعودية، العراق، سوريا، لبنان، إسرائيل، فلسطين، الأردن، اليمن، السودان، إريتريا، إثيوبيا وجيبوتي.

حسنًا، هل "معاداة السامية" تعني معاداة جميع هذه المناطق و الدول الناطقة باللغات السامية او هذه الشعوب السامية؟ لا، مصطلح "معاداة السامية" يخص اليهود فقط العبرانيين حيث يرمز المصطلح للإشارة إلى الكراهية والتمييز الموجه على وجه التحديد ضد اليهود. فقد ظهر مصطلح "معاداة السامية" في القرن التاسع عشر، وبالتحديد في أوروبا في ألمانيا بصفة خاصة . حينها صاغه فيلهلم مار، وهو صحفي وسياسي ألماني، في عام 1879. و كان مار قد نشر كتيبًا بعنوان "انتصار اليهودية على الألمانية"، والذي استخدم فيه مصطلح "معاداة السامية" لأول مرة. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام هذا المصطلح على نطاق واسع لوصف الكراهية والتمييز ضد اليهود.

و تحكي صفحات التاريخ ان كراهية اليهود و معاداتهم كانت موجودة تاريخيًا منذ زمن بعيد قبل عام 1879, ألمانيا كانت قد سنت قوانين معادية للسامية قيدت حقوق وحريات اليهود. خلال فترة الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. و نظام فيشي الفرنسي ، هو الآخر كان قد قبل بالتعاون مع ألمانيا النازية، و سن قوانين معادية للسامية ابتداءً من عام 1940، مما أدى إلى تقييد حقوق وحريات اليهود الفرنسيين. وشملت هذه الإجراءات ترحيل وإبادة اليهود خلال الهولوكوست. و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كانت قد تمت أدانة تلك القوانين المعادية للسامية و تم إلغائها ، و لكن يظل تاريخ معاداة السامية الذي مُورس في أوروبا صفحة مظلمة من صفحات التاريخ.

و السؤال المهم الذي يطرح نفسه ما هي أسباب معاداة السامية في أوروبا آنذاك ؟ حينما نتصفح صفحات التاريخ يتضح لنا ان دوافع معاداة السامية كانت كثيرة ومتنوعة أدت لعزل اليهود وتهميشهم واضطهادهم وحتى القضاء عليهم كمجموعة عرقية ودينية. حتى بلغت أعمال التمييز والعنف ذروتها في أوروبا مع المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تمت إبادة ستة ملايين يهودي بشكل منهجي على يد النظام النازي الأوروبي .
في المجتمعات الدينية المسيحية كانت معاداة السامية قاسية خاصة في العصور الوسطى. غالبًا ما اتُهم اليهود بقتل الإله (قتل يسوع) وكان اليهود يعتبرون هم "الشعب القاتل". وقد ساهمت هذه الاتهامات الدينية في انتشار الصور النمطية السلبية وتهميش المجتمعات اليهودية.

عندما واجهت المجتمعات الأوروبية بعض الأزمات الاقتصادية أعتبرت مجموعات كبيرة منهم ان الأزمة الاقتصادية مرتبطة بأنشطة اليهود المالية، بما في ذلك إقراض الأموال، وكثيراً ما تم إتهام اليهود بممارسات اقتصادية مسيئة. وقد غذت هذه الاتهامات الصور النمطية السلبية وأدت إلى التمييز الاقتصادي ضد اليهود.

كما إتُهم اليهود بانهم متلاعبين يسعون للسيطرة على العالم و التحكم في مواقع القرار و القوى ، و تارةً أخري أعتبروا ان اليهود أجانب، أو أعداء للدولة، أو عملاء لقوى أجنبية، مما أدى إلى تهميشهم واضطهادهم.

كما تم وصف اليهود بالجشع و البخل والذكاء المتلاعب والسيطرة السرية على العالم. و صور نمطية آخرى أنتشرت عن اليهود تربطهم بشرب الدم الكاثوليكي في عيد الفصح أو ممارسة السحر الأسود للكابالا، و وصفوا بالمجتمع المنغلق على ذاته غير مندمج مع الاخر، إلا انه قد تكون جميع هذه الصور النمطية لا أساس لها من الصحة ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد. و لكنها للآسف شجعت في عزل اليهود مجتمعيًا و اضطهادهم و ممارسة العنف و العنصرية ضدهم.

نواصل للحديث بقية



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسرائيلية إيدين غولان و الفلسطينية ريما حسن بين المطرقة و ...
- عائلات المختطفين الاسرائيليين تدين و تستنكر موقف الصليب الاح ...
- حديث ريما حسن عن إبادة جماعية في فلسطين يوقظ إبادة الإيغور ا ...
- تفويض القوات المسلحة السودانية
- رئيس الأركان الاسرائيلي : لن يعد الشعب مُشرذماً، مشردًا، مضط ...
- كلمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحفل الرسمي الافتتاحي ...
- نتانياهو : زعماء كبار حول العالم وقفوا مكتوفي الأيدي خلال ال ...
- تعزية للقائد الأعلى للجيش السوداني في نجله محمد عبدالفتاح ال ...
- نتانياهو : الحرب الحالية إمتدادا لحرب الاستقلال، من اجل الاس ...
- قراءة تحليلية حول المواقف و الآراء الرافضة لاستخدام مصطلح إب ...
- قراءة تحليلية حول المواقف و الآراء المؤيدة لاستخدام مصطلح إب ...
- جدلية إسرائيلية عربية و دولية حول دعاوى الإبادة الجماعيه. 4- ...
- قراءة تحليلية في احتدام المواقف العربية و الاسرائيلية حول مص ...
- إسرائيل و المحكمة الجنائية
- مخرجات لقاء نتنياهو بعائلات المختطفين : أهمية تحقيق أهداف ال ...
- حول المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين.
- الطلاب الاسرائيليين و التصعيد الطلابي في الجامعات الدولية.
- حول الصراع العربي الاسرائيلي و مراجعات في صفحات التاريخ 4-3
- نتانياهو يستنكر و يدين محاولات فرض عقوبات على وحدة من الجيش ...
- الصراع العربي الاسرائيلي و مراجعات في صفحات التاريخ 4-2.


المزيد.....




- إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي سوف يستولي على جميع وظائفنا.. و ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على فيديو -المجندات المحتجزات- في غزة ...
- رئيس وزراء أيرلندا يعلق لـCNNعلى-توبيخ- إسرائيل لسفير بلاده ...
- عشية صدوره.. كيف ينظر الإعلام الإسرائيلي لقرار محكمة العدل ا ...
- نتنياهو يلقي -قريبا- خطابا أمام الكونغرس الأميركي
- الصين تختبر قدرتها على -الاستيلاء على السلطة- في تايوان
- الصين تواصل تدريبات عسكرية لاختبار القدرة على -الاستيلاء على ...
- عشرات الشهداء بغزة ودير البلح واشتباكات ضارية برفح وجباليا
- البنك الدولي: خطر الانهيار المالي يهدد السلطة الفلسطينية
- بيان هام بشأن مشاركة تايوان باجتماع دولي.. والصين تواصل تدري ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - جولة تاريخية حول -معاداة السامية- المنشأ و المنبع.