33 يوم من الطوفان

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 10:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

في ذكرى الشهيدين تيهان وجهاد........................ عاده ما يكون الطوفان طويلا, صعبا شديدا هائجا, خشنا يحرق ويهدم كل ما يصادفه فيه تفنى البشريه, تنهار الجبال والصخور ,الارض تستوي بمن فيها . تنصهر فيه الالوان حتى تترمد ,والشمس فيه تختفي ... الطوفان لا يخلف وراءه شيئا سوى الالام والماسي المفجعه والذكريات التي لا تستطيع سنوات الدهر ازالتها من حافظه البشريه, تلك الذكريات التي تدق في ذاكره المرء كازميلا" محدب الراس .لربما تلقينا النبا من اذاعه تعالى فيها صوت اجاويد وهو يتلعثم في كلامه اثر عودتنا من عمليه ونحن مرهقون مضرجون بالدماء بعدها لا ادري لعلها تكون من مشيئه الاقدار والصدف ان تذاع في تلك الاثناء اغنيه حزينه تقول كلماتها :الايادي مذنبه, الالسنه مذنبه, انها محرقه عصر .العالم كل العالم مذنب ما من بريء لسنا بريئين ايا منا. في هذه اللحظات تجمد كل شيء شفاهنا شلت تحجرت عيوننا تصلبت حتى انحبست انفاسنا في صدورنا ايجوز ان يشد المرء من عنقه ويغرق في اللحظه نفسها, او ان يسكب الزيت المغلي فوق راسه او ان يكوى لحمه وتسحب اظافره, ان تحطم عظامه وتفقع عيناه .ايجوز عمل كل ذلك ,في الوقت نفسه كما ذكرناه انفا عانيناه في اللحظه ذاتها تماما مثل ما عانته الملايين. المياه انحسرت دحرجوا قلوبنا كجزع صنوبره صوب اسفل الوادي, كانت مرعبه من شهدها خلدت في ذاكرته ومن لم يشهدها لم يدركها تماما. انها 33 يوما في الطوفان, هي 33 يوما من هذه النغمه, 33 يوما كمثيلاتهاا ملات صفحات تاريخنا المعكوس, 33 يوما في السهوب وبين التندرا ,33 يوما في موطن لينين و تولستوي ,33 يوما تحت رحمه القرار, 33 يوما ابيض من الليالي البيضاء, 33 يوما من الاراده والمقاومه

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل