من يحفظ امن العراق

علاء نايف الجبارين

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 05:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

توالت الإنباء والتصريحات في الاونه الاخيره عن ظروره وجود دور إقليمي لحفظ امن العراق وأكد على هذا الطرح التقرير المرفوع من قبل لجنه بيكر للبيت الأبيض في واشنطن
فقد رأى هذا التقرير انه من الظروري إشراك دول محور الشر في إخراج الأمريكي من المستنقع العراقي
فقد أصبح جليا بالنسبة للأمريكان بان ورطتهم في العراق أصبحت مميتة وأصبح الرئيس الأمريكي كالغريق الذي يتعلق بقشه ومستعد لكل حل يمكن أن ينقذه 0
بعد فتره وجيزة من غزوهم للعراق أدرك الأمريكيون أنهم قد شنوا حربا بالا نابه عن دوله طالما ناصبتهم العداء , فقد فتح الغزو بوابه الشرق أمام إيران و التي طالما حلمت بكسرها ولكنها كانت دائما تصد بعزيمة وإصرار الشعب العراقي , إذ نجحوا في الدخول للثغر الذي فتحه الأمريكان في بوابه الشرق ليس فقط من اجل تحقيق حلمهم القومي في احتلال العراق وإنما أيضا في مقايضه الأمريكان على مسائل طالما اختلفوا عليها 0
وهناك على الجانب الأخر سوريا الأسد ألمحاصره أمريكيا والمطرودة من لبنان والساعية إلى أعاده جولانها المحتل بدون أي تهديد لنظامها وترى في العراق ساحة لتصفيه الحسابات مع الذين أخرجوهم من لبنان وترى في تحالفها مع إيران هدفا استراتيجيا ولا ننسى التوافق الطائفي أيضا
إذن نجح هؤلاء وباعتراف الأمريكان في اختراق ألحاله العراقية وعلى مختلف الاصعده 0
وبناء على هذه المعطيات هناك سؤل يطرح نفسه هل فعلا إيران وسوريا تملكا مفاتيح العنف في العراق؟
إن الاجابه على هذا السؤال تتطلب التعرف على إطراف العنف في العراق والذين يمكن تقسيمهم إلى:
1_ الاحتلال الأمريكي وهو المسبب الأول لحاله العنف في العراق 0
2_ ألمقاومه العراقية وهي رد فعل طبيعي لشعب تعرض للاحتلال واغلب هذه ألمقاومه وطنيه واسلاميه ولا احد ينكر أن جزئا منها له قد يكون متأثرا بالخارج 0
3_ الأحزاب والمليشيات وتضم المليشيات والأحزاب التي تشكلت قبل الاحتلال وجاءت معه والأخرى التي تشكلت بعد الاحتلال واغلبها موالي لإيران والتي استطاعت أن تخترق أجهزه الأمن العراقية وتسيطر عليها وتعمل على تنفيذ أجنده حزبيه وكما أن اغلبها تمول وتدار من قبل المخابرات الايرانيه 0
4_ العصابات الاجراميه والتي استغلت حاله الفلتان الأمني والفساد الحكومي للقيام بإعمالها 0
5_ المليشيات الكردية الطامحه إلى عنف واقتتال داخلي عراقي (عربي عربي ) لإعلان دوله كرديه مستقلة فهذا ما صرح به البر زاني عندما تحدث عن انفصال كردي في حاله اندلاع حربا أهليه 0
6_ تنظيم القاعدة وهذا التنظيم يسعى لحرب اسلاميه ضد الأمريكان ويستخدم كل السبل ليس فقط من اجل إقصاء الأمريكان من العراق وإنما هزيمتهم بالمنطقة وأقامه دوله اسلاميه ويؤخذ عليه استهدافه المدنين العراقيين وهناك من يتحدث بان تنظيم القاعدة رحب باحتلال العراق لتصفيه حساباته وللأسف على حساب ألدم العراقي 0
7_ المخابرات الدولية والتي ترى بالعراق ساحة لتصفيه الحسابات0
إن إلقاء نظره بسيطة على هذه العناصر ألمسببه للعنف العراقي نجد بان الايرانين ليس لهم سلطه إلا على الأحزاب والمليشيات التي تدعمها والتي يقتصر دورهم في العراق في التأجيج للحرب الاهليه وقتل الشعب العراقي على الهوية ونشر الثقافة ألفارسيه والدعوة إلى تفريس العراق ولا دور لهم في مقاومه المحتل 0
وأما ألمقاومه العراقية الخالصة فهي التي تعتبر المسبب الرئيس الثاني للعنف الايجابي في العراق وهنا اقصد بالايجابي أن هذه المجموعات هدفها الوحيد هو العراق وطرد المحتل وبالتالي فلا تستطيع أي سلطه أن تفرض عليهم أي طروحات لا تشمل ما يقاتلون من اجله وهو تحرير العراق ولهذا فلا نجد سلطه على هؤلاء سوى انتمائهم وعشقهم للعراق وحربهم تنتهي تلقائيا بانتهاء المسبب لها وهو المحتل
وكذلك الحال بالنسبة للعناصر الأخرى لعنف العراق فلا نجد هناك أي نفوذ إيراني بخلاف تلك الأحزاب والمليشيات التي ذكرناها وبالتالي نجد أن الدور الإيراني في العراق يتمحور حول إشعال نار الحرب الاهليه من خلال أحزابهم ومليشياتهم وان أي اتفاق أمريكي أيراني لا يؤدي إلا لإيقاف جزئي لحاله العنف لان كل العناصر الأخرى لها استقلاليتها وأهدافها المنفصلة عن إيران وان كنا نتمنى أن يتوقف العنف الأهلي في العراق من خلال إيران ولكننا نتخوف من التنازلات التي تقدم لإيران على حساب الشعب العراقي
وأما بالنسبة للدور السوري فهو مكملا للمشروع الإيراني ليس في العراق وحسب وإنما في ألمنطقه برمتها وما الأخبار التي تحدثت عن دخول أفراد من مليشيا المهدي إلى للبنان عن طريق سوريا للتدريب في معسكرات حزب الله وكذلك ا لتحذيرات التي صدرت حول تحركات لرجال المليشيات في سوريا لاستهداف الوطنين العراقيين إلا تأكيدا على الدور السوري المكمل لما بناه الايرانين
إن الحل الوحيد للعنف العراقي أنما يأتي من العراقيين أنفسهم لأنهم هم الوحيدين المعنيين بالعراق فلن يتوقف العنف بالعراق إلا بانتهاء الاحتلال والذي لن يرحل إلا بالمقاومة ألشريفه وبالتوافق العراقي العراقي وتفويت الفرصة على أعدائهم لتفتيت بلدهم

#علاء_نايف_الجبارين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات