حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 00:14
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تُعتبر الأخلاق والقيم الأكاديمية من الجوانب الأساسية في البيئة الجامعية، حيث يجب أن تتمتع الجامعات بمنظومة تربوية تعتمد على الأخلاق وتعززها. ومؤخرًا، عايشت بعض الحوادث والممارسات التي تنطوي على تجاوزات أخلاقية من قِبَل بعض الأشخاص الذين يحملون صفة أساتذة جامعيين. على سبيل المثال، تعرض أحد الأساتذة في إحدى الجامعات الليبية لرسائل غير أخلاقية من قِبَل شخص يحمل صفة أستاذ جامعي، وهذه الرسائل انحرفت عن السياق الأخلاقي المتعارف عليه في المجتمع الليبي. وهذا الأمر يجعلنا نتساءل كيف يمكننا أن نضمن وجود هؤلاء الأشخاص في تعليم أبنائنا؟ بمعنى آخر، سيكون لدينا خريجون يفتقرون للأخلاق. وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على نتائج التعليم وعلى الطلبة والمجتمع بشكل عام.
وهذا يدفعنا إلى القول بأن التعليم الجامعي بحاجة إلى التركيز على الأخلاق في التعليم الجامعي، حيث يجب أن تكون الأخلاق والقيم الأكاديمية جزءًا لا يتجزأ من قواعد التعليم. إذا تراجعت هذه القيم وتلاشت، ستتأثر جودة التعليم بشكل كبير.
نحن بحاجة إلى أساتذة يدركون قيمة الأخلاق ويتبنونها كجزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية، ولا يقتصر دورهم على تعليمها فحسب، بل يكون لها دور مركزي في تدريسهم ومعاملتهم والتزامهم بها. وإلا فسنجد أن لدينا خريجين بلا أخلاق، ومعلمين بلا أخلاق، ومهندسين بلا أخلاق، ومحامين بلا أخلاق. لذلك، من الأهمية بمكان أن تكون الأخلاق جزءًا أساسيًا من نظام التعليم في جميع مراحله، بما في ذلك التعليم الجامعي. إن التعليم لن يحقق أي تغيير في المجتمع إذا لم تكن هناك قواعد أخلاقية قوية وفعالة توجهه.
فالجامعات المتميزة في العالم تتميز بنضج ووضوح قواعد الأخلاق، فهي تعتبر البوصلة التي تتحرك بها أي جامعة، وتُعَتَبَر هذه القواعد غير قابلة للتنازل. ربما شهدنا سقوطًا واستقالات لمسؤولين في الجامعات الغربية عندما تم انتهاك تلك القواعد الأخلاقية. وببساطة، يُحَظَر على أي فرد في تلك الجامعات انتهاك قواعد الأخلاق، بغض النظر عن موقعه أو رتبته، حيث تتضمن هذه القواعد حقوقًا وواجبات يجب على الجميع احترامها وعدم انتهاكها.
إن أي نظام تعليمي لن يتمكن من تحقيق إنجازات متميزة إلا إذا كانت قواعد الأخلاق هي المعيار الذي يحكم ممارساته، سواء فيما يتعلق بالعلاقة بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة، أو بين أعضاء هيئة التدريس فيما بينهم، أو في العلاقة بين الجامعة والمجتمع المحلي الذي تتواجد فيه.
وختامًا:، إن سر نجاح أيّ جامعة يكمن في التركيز على الأخلاق والحافز الأخلاقي. وبالتالي، يجب على التعليم الجامعي في ليبيا أن يحمي نفسه من خلال نظام أخلاقي يعمل كنظام مضاد للممارسات السيئة والضارة، ويهدف إلى حماية قواعد الأخلاق من الانهيار. ويجب أن تفرض هذه الأخلاقيات ليس فقط داخل أسوار الجامعة، ولكن أيضًا خارجها. فرسالة التعليم الجامعي العليا هي تطبيق هذه الأخلاقيات وتعزيزها في المجتمع بأسره.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟