أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - منازل القلب؛ فاروق وادي














المزيد.....

منازل القلب؛ فاروق وادي


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7944 - 2024 / 4 / 11 - 22:17
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


منازل القلب؛ فاروق وادي كتاب يقع على متن 140 صفحة من القطع المتوسط وهو من اصدارات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان بطبعته الاولى سنة 1997 .

هذا الكتاب يناول سيرة المدينة والمكان [رام الله] وسيرة صاحبنا فيها ابتداء منذ الولادة وتسميته بفاروق وسبب التسمية المفاجيء ودراسته وتنقله بين مدارسها وحتى النزوح على اثر نكسة حزيران ١٩٦٧، تلك الفترة التي بقيت تعيش في الذاكرة ومنها جائت احداث الكتاب.

فالكتاب يتحدث عن رام الله كمدينة لها ذاكرة وتاريخ وهوية تستحق ان تروى وان تعرف، وهذا ما اقدم عليه فاروق وادي في هذا الكتاب، والذي اشار في نهايته بانه كتب هذه المادة بعد زيارتين له الى مسقط راسه، الاولى ١٩٩٥ والثانية ١٩٩٦، اي بعد انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.

في هذا الكتاب يتحدث فاروق وادي بلغة شاعرية مفعمة ومزدحمة بنوبات الحب والحنين، يكتب صاحبنا اعتمادا على الذاكرة وما اختزنته ايام الطفولة واللجوء والشقاوة في شوارع رام الله ومخيمها ومدارسها وابرز معالمها، فصاحبنا يكتب عن رام الله كما هي وبنفس تلك التفاصيل العالقة بالذهن، والتي تحتل حيزا مهما في الذاكرة التي لا تشيخ..

صاحبنا يكتب عن رام الله كما هي وكما تراها عين القلب لفتى يرجع للمكان بعد غياب قسري ثلاثون عاما تقريبا فلا يرجع اليه المكان، فيبحث عمّا ضاع منه وعن كل ما كان، فكان هذا الكتاب الرائع ثمرة هذا الحنين والعودة [المنقوصة] للجزء المتاح من الوطن.

في الكتاب سطور وصفحات عن تاريخ رام الله وحكاية عائلاتها وهجرتهم ونزوحهم وارتباطها الوثيق بالبيرة وسبب هذا الارتباط والتماهي، كما يتحدث عن كل معالمها وابنيتها ومراكزها وشوارعها ومدارسها وابرز النخب والاحداث فيها، كما يتحدث عن جوامعها وكنائسها وحكايتها مع العذراء، ولا ينسى ان يفوته الحديث عن الاحتلالات المتعاقبة التي ارخت بظلها الثقيل على المدينة وقد احسن صاحبنا التقاط اللحظة والتعبير عنها على ظهر الصفحة ١٣٠ حين سأل عمته، عمتي يا عمتي، كم عمرك الآن؟" انا داري يا عمتي... هات القلم والورقة واحسب معي. عشت 11 سنة تحت حكم الاتراك، و 31 سنة تحت حكم الانجليز ، و19 سنة تحت حكم الاردن، و 10 سنوات بعدها تحت حكم. اليهود فاحسب معي يا عمتي كم عمري".

في هذا الكتاب نتلمس كم كان وادي متيما حد الوله بحب رام الله، فعلى مدار صفحات الكتاب تشعر بذلك الحنين الجارف للطرقات والاماكن والحكايات، حتى تخال نفسك تشاهد منظرا سينمائيا او فيلما وثائقيا يحكي عن رام الله المدينة ذات التاريخ والحكاية التي اصبحت فصول ذكرياتها لا تنتهي...

صاحبنا ابدع واحاد بالتقاط كل ماراه او تراء له؛ فاجاد انتقاء والتقاط اللحظة والفكرة التي يصورها؛ فكان كالمصوراتي المبدع الذي يحسن التقاط المشهد الانسب في الوقت الانسب، وكان بعد عودته لرام الله كمن يتقمص كتبة المعلقات الاوائل من الشعراء حيث الوقوف على الاطلال ونظم القصائد التي تبكي الحال وتبدل الاحوال وتشبع نحيبا على ما قد مضى...

" عيناك تدوسان المكان ، بينما تطلق الذاكره بروقها التي تتسكع في الزمان.. في الزاوية القصية منه، فتضاء الامكنة، ويمتلك الحجر خاصية افراز احداث حدثت... وقدرة على استدعاء البشر ، فترشح بهم كل شقوق الجدران وشقوق ذاكرة مهيئة، تقف على اهبة الاستعداد...

تتطلع الى بيت، فيتدفق اليك ناسه. تستعيد المكان في ذاكرتك فتاتيه الارواح الراحلة، الهائمة في المنافي او في ملكوت الرب" ص ٥٠.

يمضي صاحبنا في شوارع المدينة فتستفيق الذكريات وسيرة المدينة، وينساب قلمه مع تعدد الخطوات، وينهال الحنين مع اعين المحب العائد بعد فراق بمجرد نزول حبات المطر، يقول صاحبنا على ظهر الصفحة ١٣٥:" لا تسال اهل المدينة كيف كيف نسجوا حكاية رعدهم، اسالوا الخالق الذي اختار هذه السماء دون سواها لمثل هذا المطر ، وهيئها مدى مفتوحا للريح وسنابك جياد تسبق الريح، وتحمل على ظهورها اجسادا اثيرية منذورة القداسة والنبوءات...
ارض خلقت لمثل هذه السماء ...
سماء خلقت لتعدو فيها جياد الانبياء...
تكاد تتماثل للشفاء من الحنين، تتخفف من نزف الاشواق، لكنه المطر ... يعيدك الى كل ما كان فيك، وينفث في الروح شوقا ازليا للمكان، لا يستكين .. ولا يسكن باللقاء، وحنينا لا شفاء منه لرام الله، مكانا وزمانا!
مطر لا يشبهه مطر اخر ...
مطر يعيد للارواح الهرمة روحها...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا و إسرائيل -علاقة حميمة- التورط الأمريكي مع إسرائيل من ...
- أرض القمر؛ عبد الكريم عيد الحشاش
- عصا الراعي ؛ زكريا محمد
- بيت للرجم بيت للصلاة؛ احمد عمر شاهين
- لست حيوانا؛ وليد عبدالرحيم
- الدهيشي؛ عيسى قراقع
- طقوس ومعتقدات شعبية من فلسطين؛ نضال طه
- من سرق روايتي؛ عبدالغني سلامة
- النقد والنقد الذاتي؛ صخر حبش ابو نزار
- وارث الشواهد؛ وليد الشرفا
- كفاح كفاح؛ كفاح خطاب
- جنّة لَم تَسقُط تُفاحَتها، ثورة حوامدة
- الخوّاص؛ حافظ البرغوثي
- حقائب الذاكرة؛ شربل قطان
- المقاومة الفلسطينية الواقع والتوقعات
- في التجربة الثورية الفلسطينية؛ حسام الخطيب
- وداعا مريم ؛ زياد عبدالفتاح
- ولو بعد حين أو موت مؤجل؛ بسام ابو شاويش
- أنصار ٣٣؛ سعدون حسين
- العصا والناي؛ خيري منصور


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - منازل القلب؛ فاروق وادي