أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم محمد الياسري - دراما السيكولوجيا الاجتماعية وعلاج المجتمع المصدوم بالفن














المزيد.....

دراما السيكولوجيا الاجتماعية وعلاج المجتمع المصدوم بالفن


قاسم محمد الياسري
كاتب وباحث

(Qasim-mahmad - Alyesri)


الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 18:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


د-قاسم محمد الياسري
دراما واقع اجتماعي تحكي سيكولوجية المجتمع المقهور والانسان القاهر معا في حلقات طيلة ايام رمضان ترتبط بقصص من البيئة الواقعية التي تطبعت بالوان مختلفة من السلوكيات المكتسبة الدخيلة والبعيدة عن البيئة الاجتماعية الاصيلة وبصراع دائم في العائلة والمجتمع بين الخير والشر. ففي رمضان هذا العام شاهد العراقيون مجموعة من الاعمال الفنية الدرامية تحكي آلام الكثير من العراقين ومعاناتهم مع من حولهم فكانت اعمال فنية طرحت الظلمات التي أجبرافراد المجتمع على دخولها وهم صنعوها.. فمسلسلات عالم الست وهيبة ومسلسل خان الذهب ومسلسل روح ومسلسل قصة ومسلسل الساتر الغربي ومسلسل عسل مسموم.. كلها أعمال فنية رائعة في موضوعيتها الواقعية ذات دراما ناجحة ركزت على الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع العراقي وهي ذات تأثير نفسي واجتماعي ايجابي على المتلقي ولعل أهمها خلق بيئة درامية للسلبيات التي غزت بيئة المجتمع العراقي بعد الاحتلال بطرح الظواهر والسلوكيات الغير سوية كالعنف المجتمعي وظاهرة المخدرات الدخيلة على المجتمع العراقي بعد الاحتلال ولم تغب عنها الشواذ السلوكية في المؤسسات بصورة عامة وحتى الامنية وكانت الدراما العراقية في هذا العام بمثابة تشخيص للواقع وكذالك الشواذ المجتمعية والسلبيات الغير سوية في السلوكيات الفردية التي شملت جميع جوانب الحياة في الاسرة والمدرسة والجامعات وفي مجالات العمل وبعضها كانت توثيق للاحداث التي مر بها العراق قبل وبعد الاحتلال كشخصية مهيدي في عالم الست وهيبة ودوره وانتقالاته قبل الاحتلال كشرير ومجرم وانتقاله بعد الاحتلال الى المخدرات والاغتيالات وكانت الاعمال الفنية ذات موضوعية هادفة ومقبولة عند المتلقي العراقي لانها عكست واقع الحال ولم تغب عنها معالجات الشواذ السلوكية فالعلاج الدرامي للمجتمع المصدوم يتيح لافراد المجتمع استكشاف السلوكيات السلبية وطرح القصص الخيالية المكبوته.. واظهرت الابحاث النفسية ان العلاج بالفن يقلل من القلق والاكتئاب ويزيد من فهم الذات وتحسين جودة الحياة وهو يقلل من الافكار السلبية في الوسط الاجتماعي ويعززالاهداف الشخصية والثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية والوضائف المعرفية.. وفنون الدراما هي مزيج من العلاج النفسي للشواذ السلوكية عند المنكوبين بصدمات الحياة .. فالدراما كعملية ابداعية وجدت اساسا لاستكشاف الذات وفهمها وتقبلها وتقويم شخصية الافراد ومن ثم المعالجة مع التطور الذاتي باعتبار العمل الابداعي في العلاج الدرامي وسيلة لاعادة خوض الصراع الداخلي بثبات التعبير والتخيل النفسي والمشاركة الفعالة والاتصال بين العقل والجسد وبهذا يمكن مساعدة الصراع الذاتي للمصابين بالاكتاب والقلق والشواذ السلوكية وامراض اخرى ويمكن اجراء العلاج بالفن في كافة الاعمار بحيث لا يتطلب مهارات .. فالدراما العراقية لهذا العام في رمضان كانت واقعية وموضوعية الطرح في دراما ايجابية ناجحة ذات تاثير نفسي واجتماعي في طرحها كما شاهدنا.. فالدراما ليست مجرد لغة حوارية وشعاراتيه رنانة مباشرة وشخصيات سطحية تطرح السلبيات بلا معالجة لها فالصورة تركت لغتها المؤثرة في حبكة الأحداث والأبعاد التي تنمي الشخصيات في البناء الدرامي . اما ماظهر اتفق مع من يقول في الاوساط الاكاديمية والبحثية والثقافية هو تحسن ملحوظ للمستوى الفني للدراما العراقيه لان الضغوطات والبيئة السلوكية في المجتمع والتي يعيشها العراقيين في هذا الزمن اثرت على الفن وصناعة الدراما التي عاشت عصرها الذهبي في نهاية الالفية الثانية وفي بداية الالفية الثالثه دمرتها حرب الاحتتلال فأنتجت اعمال سلبية كما دمرالعراق بأكمله لأن تأثير الاحداث على الفن الدرامي في العراق ليس مرتبط بالتدميروالانهيار الاقتصادي فقط فالمشكلة ليس مرتبطة بالانتاج الغزير ولا على الصعيد اللوجستي ولاعلى صعيد التمويل فالتدمير والعشوائية شمل جميع نواحي الحياة العراقية وتاثيراتها النفسية لم تاخذ شيئ من الاهتمام في الدراما وفي المدن التي لم تصل اليها كاميرات التلفزيون نتيجة الطائفية والعنف الا في هذه السنة ومسلسل الساتر الغربي الذي صورت احداثة في مدينة حديثة فكسرهذا الطوق وساهم باعادة البريق والنجاح للدراما العراقية اما بالنسبة للانتاج فهو قد تحسن بدوره وكثرت مصادر التمويل بفضل كثرة التمويلات الاجنبيه الداعمة ولا ننسى نجوم الدراما التلفزيونية وميولهم السياسي ورغم انقسامهم الى فئات اتاح الفرصة امام الكثير من النجوم المخضرمين ان ينافسهم عدد ليس بقليل من الموهوبين الجدد والتواجد في ادوار مميزة وهذا الامر كان له الاثر الواضح على صعيد الاداء بعد ان شهدت الدراما العراقية تطورا ملحوظا في اداء نجومها رغم أثرالحرب السيئ والسلبي الذي إنعكس سلبا على المجتمع..



#قاسم_محمد_الياسري (هاشتاغ)       Qasim-mahmad_-_Alyesri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحرافات الفكرية والعقائدية وراء انحرافات السلوك
- الذئاب البشرية وفوضى القرن
- فوبيا صدمة طوفان الاقصى وردة فعل الصهاينة
- الرقص مع نعوش قرقوش
- تـبـلد المشاعر والاحساس بالاخرين
- برنامج الغلاسنوست بالعراقي
- السخرية سكارتي المفضلة --- قراءة سيكولوجية ساخرة
- سيكولوجية مقامة دشداشة الخباز لبديع هذا الزمان راضي المترفي
- سيكولوجية الفكروالإدراك في عراقنا - الجزء الثاني
- سيكولوجية الفكروالإدراك في عراقنا - الجزء الاول
- بين إرضاء الذات وإحتياجات الحياة
- مهرجان المسرح الوطني بلا موعد للمشاعر في عراق الدموع
- الذات المقهوره والرضوخ المازوخي للمتسلط
- الثالوث القيمي لسيكولوجيا المواطنة العدالة والحرية والمساوات
- محمد خليل كيطان سيد الفلم الوثائقي الانثربولوجي القصير في مج ...
- القطط تراقص ذيولها في اطار السوق
- واقع الانسان وارتفاع نسبة الأنا والذات متوحشة في مجتمعنا
- القيم الأخلاقيه في المجتمع الى أين
- الرغبات النفسيه وصراع الحياة
- صراع الوجود والعدم والحقائق المطلقه


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم محمد الياسري - دراما السيكولوجيا الاجتماعية وعلاج المجتمع المصدوم بالفن